انا حامل بالطفل الطاغية - 38
تختلس النظر بارجاء الجناح الذي اعطى لهم للاقامة فيه كانت قد أتت من دوقية تشاد هذا الصباح بعد أن قضت يومين هناك متجاهلة رسائل دانيال بضرورة حضورها
ولسبب ما غرفهم كانت متقابلة التقت بخادمة تنظف الرواق لتسألها عن مكان دانيال
“السيد في غرفته”
نزعت حذائها ذو الكعب العالي ومشت بهدوء تعرف جيدا ان لدانيال سمعا حادا أي خطأ ستكتشف
تنهدت بإرتياح بحركة واحدة ستكون داخل غرفتها وبأمان من توبيخه حاولت فتح الباب لكنها لسبب أحست بقشعريرة تمر بانحاء جسدها
“واخيرا شرفتنا بحضورك”
التفتت ببطء ليصبح وجهها مقابل لصدره لعنت حظها الذي اوصلها لهنا حاولت صنع اجمل وأنعم ابتسامة
“مرحبا”
حيته بهدوء مصطنع متجاهلة النظر لعيناه نظرت حولها باحثة عن اي أحد لكن لم يكن هناك غيرهم الرواق فارغ وما يسمع بالمكان سوى حفيف الشجر
أشار لباب غرفتها لتهم بفتحه دخلت ليتبعها اتبعته بنظراتها حتى جلس على حافة السرير عاقد ذراعيه اغلقت باب الغرفة لتتقدم ببطء وتجلس بعيدة نسبيا عنه تذكرت اليوم الذي التقى بوالدها ومفاجئته بأنه لن يسمح لأي أحد بالزواج من طفلته العزيزة كان منظرا لا يعوض نظرات التحدي الموجهة لدانيال وكأنه يقول جرب فقط الاقتراب منها وسترى
كانت تنتظر منه أن يقول أي شيء لكنه ظل يحدق بها
“بما تفكر؟”
“ألا تشعرين بشيء وأنت تشاهدين حياتك السابقة”
شعر إدوارد بالغرابة حين ضحكت بسخرية، تمتمت هايلي بإبتسامة غريبة
“كما قلت هي حياتي السابقة التي لم احبها ولم اشعر بأي أمل للاستمرار بعيشها كل شيء في حياتي كان مخطط له من قبل شخص واحد حياتي كانت روتين ممل أفعل كل شيء يقوله لي والدي أستمر بالقول أن كل هذا سينتهي في يوم ما وارتاح، لم اشعر بأي شيء طيلة الوقت الذي تتكر به حياتي مع شخص آخر لست غيورة ولا حاقدة أنا الآن شخص آخر يبحث عن الحرية والسعادة لن اضيع وقتي بالتفكير بشيء مضى”
عقد دانيال حاجبيه بصمت، كانت نبرتها صادقة نظرت إليه وشفتاها مرفوعتان قليلا كانت نظرة إدوارد التي تواجهها هادئة وناعمة
“ظننتك ستوبخني”
تمتمت بإسترخاء لتدلك كتفها بألم وقفت بإستقامة لتتجه للنافدة كانت تستطيع أن تلمح بعض المبانئ والمنازل التي لا تبعد الكثير عن القصر الإمبراطوري وتليها العاصمة بأسواقها الكبيرة
“أريد أن أذهب”
“إلى أين؟”
“العاصمة أشعر بالفضول هل تغيرت أو أنها لا تزال كالسابق”
اومئ بهدوء دون ان يفكر طويلا بإقتراحها، ثم بذراعيها الرفيعتين عانقت خصره بإحكام بطريقة ما شعرت بأذنيها تحترق اخفت وجهها الخجول
“هذا هو مقابل الجولة”
تمتمت بصوت خافت قبل أن تلتفت وتبعد وجهها للجانب الآخر استطاع رؤية احمرار خديها لتتسمع ابتسامته تدريجيا كان هناك شعور بالرضا يملئ قلبه لم يستطيع تمالك نفسه او ان يبقى منزعجا من تجاهلها ابتسم تلقائيا
لم يسعه سوى الاستماع لها وفعل ما تريد القيام به اخدها بالفعل اخدها للعاصمة وبطريقه كانت تتكلم عن طفولتها والاشياء التي تحب فكر بأن لها شخصيتين واحدة قوية والثانية الطفلة الصغيرة التي تبحث عن الاهتمام بدى له أنها شخص ضائع بحياة مضطربة أولويتها القصوى هي العيش
على طول الطريق لهناك كانت تنظر للنافدة من حين لآخر تومض ابتسامته أكثر نظر إليها بنظرة لامعة قبل ان يطلب من السائق ان يتوقف كان السوق خاص بالنبلاء ارادت هايلي شراء بعض التذكارات وهدية لوالدها بالخصوص
اخدت بيد دانيال لتتجه لمتجر المتعلقات الرجالية، كانت تتقدم بخطوات سريعة مقارنة بدانيال، قام الموظف بتحيتهم واطلعهم على ما بالمحل بأكمله تقريبا كانت هايلي تتجول بلا هدف وكأن ما يوجد بالمتجر لا يثير اهتمامها أرادت إختيار شيء مميز لوالدها المجنون كتعبير عن شكرها وامتنانها بقيت تحدق بالساعات الرجالية أمامها حتى سقطت عيناها على واحدة رمادية كانت مزينة بأحجار صغيرة وليست لافتة للانتباه بسيطة وفي نفس الوقت أنيقة اجتمعت على أنها ما كانت تبحث عنه
لم يهمها الثمن أرادت الحصول عليها لكنها بمجرد بحتها عن حقيبتها وجدت نفسها أنها لم تحملها معها وتركتها بغرفتها
“تبا”
غمغمت بإنزعاج ليزداد الجو حيرة بينها وبين العامل الذي ينتظر منها ان تدفع ثمن ما اشترت نظرت لدانيال بترجي تستغيثه اخرج تنهيدة عميقة قبل ان يدفع وينظر لها ليجدها مستمتعة لاقصى حد شك في أنها تظن بكونها المسيطرة هنا
وهكذا أصبحت تدخل لمحل تفرغ جيوب دانيال وتذهب للتالي حتى اكتفت
“أنا جائعة”
اردفت مخاطبة دانيال الذي كان يضع الأكياس رفقة السائق بالعربة امال رأسه ليزفر بقلة حيلة اكتافه متيبسة بنظره العمل لساعات متواصلة أفضل من التسوق رفقة امرأة لا تمل وليس لديها اي مانع بإفراغ جيب رفيقها
جلست على إحدى الكراسي منتظرة انتهاء دانيال كانت تحرك قدمها بضجر استطاعت ملاحظة الاختلاف الذي طرأ على العاصمة لم يعد هناك الكثير من المتشردين حتى الأوضاع التجارية اصبحت جيدة الإمبراطورية في افضل حالاتها
في خدم افكارها استنشقت رائحة زكية اتبعتها متناسية وجود شخص يدعى دانيال لحسن الحظ قد لمحها قبل ان تبتعد اكثر واتبعها بتعابير عابسة كان يائسا بشأنها كانت كالفأر الذي يبحث عن فرصة للهرب من القط
كانت تنتظر دورها في كشك لاسياخ اللحم اخدت مكان العديد من الاشخاص بلمح البصر واصبحت هي الثانية في الطابور عندما كانت تطلب وجبتها تذكرت انها لا تملك ولا قطعة نقدية معها لتتشوه تعابيرها بإنزعاج نظرت حولها كانت تفكر بطريقة للهرب ولا تدفع قبل ان تلمح دانيال وتشير له تردد للحظة لكنه شعر بأنها ستخطط لفضيحة ما إذا لم يذهب وبالفعل دفع ثمن وجبتها التي تعادل خاصة ثلاث أشخاص
“في المرة القادمة تذكري شخصا اسمه دانيال”
قرص خدها لتتأوه بألم نظرت له تحاول ألا تشتمه فركت خدها لتلتهم اسياخ اللحم غير مكثرتة له متلذذة بما تأكل
“لو تذكرتك كنت قد ناديتك عليك بالفعل”
كانت تأكل وتتحدث بنفس الوقت اخد دانيال منه الكثير من الوقت لفهم ما تقول فتح فمه ليتكلم لكن لم يجد فائدة من حديثه فهي الآن في عالم آخر تركها تفعل ما تشاء فبعد يومين موعد عودتهم للديار
يتبع…