انا حامل بالطفل الطاغية - 37
حل الصباح بالفعل دخل ضوء الشمس للغرفة وسقط على جسد النحيل المستقلي بالسرير، كما أعطى بريقا فاتنا لشعرها الفضي مع الجو الدافء والاضاءة المزعجة فتحت عينيها ببطء، بدت كسولة وخاملة لم تمانع في الاستلقاء على الجانب الآخر والنوم مجددا لكن آلم بطنها وظهرها كان مزعجا
لم تتحرك من وضعها لبعض الوقت عندما سحبت جسدها تأوهت بآلم اخرجت قدميها من على السرير، لم تتعود على هذا الألم بعد تستيقظ كل يوم وهي تشعر بجسدها يصرخ من الألم تذكرت الفترة التي كانت حامل بايفان لم تعاني هكذا أبدا، مع ذلك فالدوار الذي كانت تعاني منه أصبح أقل وايضا لم تعد تتقيء كثيرا خمس مرات او سبعة في اليوم
كان اليوم هو عيد ميلادها لم تتحمس بشكل خاص لكن احست بالفضول للحفلة التي يعدها إدوارد شخصيا، نظرت للغرفة تبحث عنه لم ترد عمل ضجة فهو بالطبع سيكون مشغولا نفسيتها سيئة هذا اليوم لا تعرف لماذا؟ لكن الاستيقاظ بغرفة لوحدها يجعلها تشعر بالوحدة كذلك اليسيا وسيسيل قد سجلوا في الاكاديمية قبل أسبوع وكلاهما يبدوان مشغولين وأيضا ايفان الذي بدأ بدروس المبارزة ليس لديه الوقت حتى لحك شعره، تقضي الوقت بالقراءة أو التحدث مع بياترس وميا
استحمت بمفردها لترتدي ثيابها بمفردها كانت بياترس تطرق الباب بعد ان انتهت فيونا من شؤونها الخاصة واصطحبتها خارج الغرفة تم تحضير وجبتها في المحمية الزجاجية توقف الثلج عن التساقط ولكن كل شيء لا يزال مغطى باللون الأبيض، لم تكن لديها شهية لتناول اي شيء وهذا ما فاجئ بياترس
“سيدتي هل هناك خطب بالطعام؟”
بمجرد سماع فيونا لحديثها تنهدت بتعب لتقف مغادرة لتتبعها بياترس من الخلف كانت ميا في مهمة خاصة منذ يومين
“لا شهية لي”
غمغمت فيونا بإنزعاج واضح، أرادت لقاء اي أحد او الخروج للخارج لكن لن يسمح لها بذلك إلا بمرافقة إدوارد شخصيا عادت مجددا لغرفتها
“سأغادر الآن”
اومأت فيونا بفتور كانت قد أدارت رأسها للنافدة وتنهدت بعمق بمجرد مغادرة بياترس كانت على وشك الذهاب للسرير والنوم مجددا
عندما شعرت أن الباب مفتوح ظنت أن خادمتها نسيت شيئا ما أو اتت لاخبارها بشيء ما لكن عندما استدارت لترى التقت مع زوج من العيون الدموية وقفت مجمدة وكأن مجرد رؤيته تشعرها بالراحة
كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل ويرفع شعره للجانب بشكل جذاب للغاية
“لقد عدت” قال لها ليقترب منها خطوة بخطوة خلع معطفه ظلت فيونا تتبعه بأعينها حتى أصبح أمامها سأل بلطف
“هل انت بخير سمعت أنك لم تتناولي شيء من فطورك”
كان ينظر لها بقلق فحصته عيناه لفترة وجيزة نظر لبشرتها الشاحبة
“لم تكن لدي شهية للطعام، وانت يا زوجي المبجل أين كنت تخونني في يوم عيد ميلادي”
مع تسلل صوت ضحكة خافتة من إدوارد نظرت له بتذمر ليفتح فمه هامسا
“نعم كنت اخونك مع كعكة”
تقصلت عينيها وصمت قليلا قبل ان ترد
“لا تمزح معي أين كنت؟”
“غادرت للقاء الوفد الأتي من الإمبراطورية الشرقية”
“هل حضر دانيال؟”
لسبب واضح انزعج من حماسها لما هي متحمسة للقائه؟
“نعم”
اومئت بهدوء لتجلس مجددا في مكانها أشارت له للجلوس بقربها، اقتحمت بياترس الغرفة بعدما طلبت الإذن
“اسفة على الانزعاج، لكن سيدتي هناك ضيفة أتت لمقابلتك”
تكلمت بباترس بنبرة رسمية اكثر بسبب وجود إدوارد وبمجرد قولها لهذه الكلمات غادرت لتتبعها فيونا لغرفة الرسم حيت تقبع الضيفة المجهولة التي لم تكلف نفسها حتى بقول إسمها او اي معلومة عنها لكن بسبب العربة الملكية وملابسها الغالية فكر بعض الخدم بكونها نبيلة أو أحد معارف فيونا السابقين، مع ذلك فجمالها الغريب كان له دور في اندهاشهم الشعر الاشبه بقطعة حلوى والاعين الرمادية الواسعة، كاتب تجلس بمحاذاة النافدة تنظر للثلج الذي بدأ مجددا في التساقط لكن هذه المرة بكثافة وتعطي ظهرها للباب لم تشعر بدخول فيونا للغرفة حتى تكلمت لتلتفت بسرعة شقت ابتسامة واسعة وجهها
“تأخرت كثيرا”
نظرت لها فيونا مطولا تحاول تذكر هل قابلت هذه المرأة من قبل لكن لسبب كانت تشعر بقرب غريب بينهما قلبها ينبض بسرعة غير طبيعية وتشعر بنبضها يتكرر مرتين وكأنها تشعر بقلبها وقلب شخص اخر ينبض في ذات الوقت لتتسمع عيناها بصدمة أرادت أن يكون ما تفكر به صحيح
“ف..فيونا”
همست فيونا بنبرة مصدومة وهي تنظر للفتاة أمامها التي كان شعرها مضفور ببراعة
“ادعى هايلي ريتشارد تشرفت بلقائك دوقة فيونا”
بنبرة مرحة عرفت عن نفسها لتتقدم في ثواني أصبحت أمامها لمحت إدوارد الذي اتكئ على ايطار الباب وينظر لهما بملل لوحت له لتلفت مجددا لفيونا التي بدأت بالبكاء والنحيب فجأة، لم تعرف هايلي ماذا تفعل ونظرت لادوارد لتطلب منه المساعدة لكن رفه يديه بإستسلام وغادر الغرفة لتتذكر ان اليوم هو يوم مولدها ومن الواضح انه يجهز لحفلة خاصة
“اشتقت لك”
نطقت فيونا موجهة كلامها لهايلي التي كانت تعابيرها قلقة، مسحت فيونا دموعها بسرعة
“وأنا كذلك”
هزت هايلي رأسها على الفور لتقودها لتجلس أمامها كانت فيونا تسأل وتجيبها هايلي بإختصار تحدثت عن من هي هايلي وكيف ماتت ولم تنسى الحديث عن دانيال
“أنت تعاملين جيدا في ذاك المنزل”
“لا تقلقي كيف لطفلة الوحيدة للدوق ان تهمش في بعض الأحيان أفكر كيف لها ان تترك كل هذا وتنتحر بسبب فارس لعين خانها”
“الحب أعمى عزيزتي”
توقفت فيونا عن الكلام بدخول الخادمة التي أحضرت طاولة الشاي لتضع برفق أمام كل واحدة أطباق مجهزة بمجموعة من الحلويات المحلية ابتعدت الخادمة وغادرت مباشرة
“كم من يوم ستبقين هنا؟”
“ربما اربع و سأعود بسرعة فموعد تنصيب ولي العهد اقترب واتيت فقط كنائبة عن الدوق ريتشارد”
تمتمت هايلي بإنزعاج واضح فستبدأ معاناتها قريبا فالدوق ريتشارد يريد تنصيبها كالدوقة التالية بأسرع وقت ممكن وهذا سيكون متعبا لها وهي شخص محب للنوم والراحة
فجأة فتح الباب بقوة لتدخل اليسيا مقتحمة الغرفة نظراتها كانت موجهة لهايلي التي ابتلعت ريقها وفهمت سر هذه العدائية فقبل اختفائها كانت قد اخدت من اليسيا البعض من قوتها السحرية
“اتعرفين كم عانيت بلا سحري؟”
ارتشفت هايلي بهدوء من فنجان الشاي كانت هادئة بطريقة مستفزة لاليسيا
“استعرت فقط القليل”
وقفت اليسيا بلباسها المدرسي أمام الطاولة لتنظر لهايلي بأعين ضيقة عبست في كلماتها لتلتفت لفيونا هذه المرة التي كانت تنظر لهم بالتناوب واتخدت وضعية الصامت
“سيعود لك سحرك مع مرور الوقت لذا توقفي عن النحيب”
اضافت هايلي التي كانت تنظر لصحن المقبلات قبل أن تأخد واحدة وتبتلعها مرة واحدة كانت اليسيا تحاول ألا تفقد صوابها لذا وجهت كلامها لفيونا
“أمي ما زلت جالسة هنا”
“وماذا افعل؟”
وقفت هايلي فجأة لتمسك بيد فيونا اليمنى واخدت اليسيا اليد اليسرى ليسحباها في آن واحد، كانت تتذمر وهي تسير خلفهم متجهين لغرفتها
“عيد ميلادك اليوم وأنت تتجولين بهذا المنظر”
نطقت هايلي بعدم تصديق لتهم بفتح باب غرفتها وتسحبها برفق للداخل دخلت لغرفة الملابس على الفور لتترك اليسيا رفقة فيونا
“سمعت أن أبي يفكر بالاختلاء بك بعد الحفلة”
بنبرة مشاغبة جعلت من جسد فيونا يقشعر سرعان ما خرجت هايلي اصرت عليها لتجربة الفستان الذي اختارته كانت حافة التنورة الطويلة ومتموجه بنعومة كان تصميما هادئا بشكل عام ذو لون ازرق نيلي بدا الفستان مثل سماء الليل المرصعة بالنجوم بسبب وجود جواهر صغيرة بجانب التروقة كانت تشبه الجنية به
يتبع..
“تقريبا بقيت خمس فصول على نهاية الرواية👀🧜♀️”