انا حامل بالطفل الطاغية - 36
كانت فيونا لا تزال محبوسة في غرفة إدوارد والغريب في الأمر أنها لم تتذمر او تحاول الهرب، بقيت في الغرفة بملئ إرادتها نقل إدوارد أعماله كلها للمنزل ولم يعد يذهب للقصر الامبراطوري فبعد قرار الإمبراطور بإلزام برج السحرة على حضور المناسبات الاجتماعية التي تقيمها الإمبراطورية كان عقابا بسيطا لكنه ليس بذاك السوء
أما بالنسبة لامبراطورية الشرقية ولكونهم خالفوا المعاهدة فسيتم اقتصاص جزء من أراضيهم وتصبح رسميا تحت أيدي آد
أصبح كل شيء تحت سيطرة الإمبراطور الإمبراطورية في اوج ازدهارها، بداية من الاكاديمية التي أصبحت تعتبر الاولى في القارة حتى أن بعض المماليك ترسل امرائها ليدرسوا ويتعلموا الاساسيات ليصبحوا شخصيات مشهورة مستقبلا
خلال هذه الأوقات تركت فيونا مسؤولية الاكاديمة كلها على عاتق الإمبراطور الذي بقي له القليل ويلم بالهروب أما هي فكانت كالعلكة في كل دقيقة تجدها خلف إدوارد تتبعه لاي مكان يذهب له لم يعد له شيء يسمى بالخصوصية تزعجه بطلباتها المجنونة حتى أنها أرسلته ليحضر لها الشاي بنفسه مع ذلك كان يوافق على طلباتها كلها حتى المجنونة منها
مع ذلك الشخص الوحيد الذي كان يعاني حقا هو الطبيب يرسل لحضوره كل صباح
كانت فيونا تغط في نوم عميق ترمي البطانية للجهة الاخرى فيقوم إدوارد بتعديلها للمرة الألف، فكر بلفها بالغطاء لكن طرد الفكرة ونهض ليستحم قبل ان تستيقظ وتبدأ في نوبة بكاء أخرى كان يخطط ان ينهي استحامه بسرعة لكن بمجرد خروجه من الحمام لم يجدها بالغرفة بحث عنها في غرفة الملابس التي كانت فارغة ظن أيضا أنها ربما ستكون في الشرفة
لمحها تتمشى في الحديقة بثياب نومها الخفيفة تنظر للثلج بشرود، ذهب ليأخد معه وشاح وفكر بأنها اشتاقت للتوبيخ عندما وصل وجدها تنحني لتمسك بيدها حفنة من الثلج لتضعها بفمها مستعدة لبلعها نظر لها للحظات بصدمة قبل ان يتقدم ليصبح أمامها كانت تبتسم بإتساع وهي تتذوق مذاق الثلج الذي ليس لديه بالاصل اي مذاق
“ماذا تفعلين؟”
“انها لذيذة”
“هل جننتي؟”
لم تهتم بما قال وبقيت تحدق للاسفل كانت لديها رغبة بأكل الثلج شعرت بالرضى فور تجربته وأرادت إعادة الكرة لكن إدوارد لف وشاح على كتفها ولثواني شعرت بجسدها مرفوع للاعلى
“أنا..”
فيونا التي فتحت فمها لم تستطيع ربط الكلمات بسهولة،
إدوارد الذي كان يحدق بها من حين لاخر وهو يصعد على الدرج فتح فمه اولا
“ماذا الأن؟ شوكولا أو عصير الليمون”
نظرت فيونا له بتردد قبل ان تجيب
“أريد بيتزا”
“ماهذه..؟”
“لنذهب للمطبخ وسترى”
عرف انه سيعود ملطخا بالدقيق وبمزاج متقلب لكنه لم يستطيع الرفض بسبب نظرات الجرو، اتجه للمطبخ وصوت صراخها يسمع لنهاية الرواق كانت تتذمر من سرعته البطيئة، فزع خدم المطبخ من وجودهم هناك في هذه الساعة الباكرة من الصباح
امر إدوارد بأن ينصرفوا ليبقى وحده رفقة فيونا التي ارتدت مئزر الطاهي وأعطت واحدا آخر لادوارد كانت تنظر له وكأنها ترسل له قلوب الحب في الهواء
رفعت فيونا بإندفاع وعانقته على الرغم من أنها نشرت ذراعيها إلا أنها لم تستطيع احتضانه بالكامل شعرت بجسده الضخم متيبسا لم تعرف هل بسبب هيرمونات الحمل لكنها كانت خائفة من أن يكون كل هذا مجرد خيال شعرت بالخوف لاختفاء كل هذا في يوم من الأيام
“اشكرك على كل شيء تصديقك لي ووقوفك بجانبي”
نطقت بهذه الكلمات لتنفجر بالبكاء، كانت عيونه واسعة مثل الصحون لم يجد ما يقول أو كيف يهدئها لكن الحل الوحيد كان هو تشديد من احتضانها
“اتريدين ان نعد ذاك الشيء الغريب أو نعود لغرفتنا”
قفزت مبتعدة عنه تمسح دموعها بسرعة بدت مستعدة أكثر لدخول لدراما مأساوية على الطبخ
“لنبدأ بإعداد العجينة اولا”
بدت متحمسة أكثر من السابق وقفت امامه لبرهة تحاول تذكر مقادير إعدادها
“نحتاج للدقيق و نصف كوب من الزيت ملعقة صغيرة من الملح وايضا الماء الدافئ والحليب والخميرة”
“كل شيء موجود وواضح لكن أين نجد هذه الخميرة”
“لا يهم حتى لو تذوقت كل ما يوجد بداخل هذا المطبخ الكبير”
نبرتها كانت جدية ولم يسعه سوى الرضوخ لاوامرها استمر بحثهم عن المكونات لبعض دقائق كان إدوارد هو الشخص الذي يجهز كل شيء بينما فيونا جلست على الكرسي تشير لهنا وهناك وكأنها الرئيس وسيد المكان
“زوجي رائع، الآن مكونات الصلصة، ابحث عن الطماطم والفلفل اذا وجدت اللحم المفروم سيكون جيدا أيضا ولا ننسى الجبنة هي المكون الأساسي لأي بيتزا”
لو لم يسحبها ويرغم عليها ان تساعده كانت ستجلس هناك طيلة الوقت تترثر بأشياء غير مفهومة أو تقوم بمدح وجهه وجسده
“تعبت”
“أنا إمرأة حامل”
“رائحتها سيئة، أريد تناول البطيخ”
احس إدوارد بأن رأسه سينفجر فعل الكثير من الاشياء التي لم يفكر حتى بها كدخول المطبخ أو التسوق في المحلات النسائية، تنهد بإرتياح وهو يضع الصينية في الفرن ليتفت لفيونا التي تأكل كدب هائج
“ماذا..؟ ألم ترى من قبل شخص يأكل”
“لا رأيت فقط دب يخزن الطعام للشتاء”
مر الوقت سريعا ولم يخلوا من مناقشاتهم ألا فائدة منها كان إدوارد حريصا بشأن الصينية في كل دقيقة يتفحصها
“إدوارد أنا جائعة”
“أكلت الطعام الذي نخزنه لعدة شهور في أيام”
ومجددا دخل في مناقشة طويلة مع فيونا حتى أصبح يشم رائحة شيء يحترق
“طعامي يحترق”
صرخت فيونا عليه ليحاول إدوارد فتح الفرن لكن يده احترقت
“البيتزا خاصتي تحترق”
لوح ادوارد بيده وكان ينظر لها بعبوس حالما أخرج الصينية اتجهت فيونا نحوها لتبدأ بتصفحها
“جيد إنها قابلة للأكل”
ابتسمت بسعادة لتلتفت له كان ينفخ على يده وينظر لها
“ادوارد هو الأفضل”
في مثل هذه الاوقات استمتعت بمدحه لكنها همست بخفوت حتى لا يسمعها
“لكن الطعام يظل في المرتبة الاولى”
يتبع..