انا حامل بالطفل الطاغية - 34
“هل جننت؟” للحظة تردد لوك بقول هذا خوفا من أن يرمى وسط كومة من الأوراق، لكنه لم يستطيع التحمل كلما نظر لوجه دانيال يتفاجئ بوجهه المشرق وابتسامته الغبية الغريبة عنه، انتظر ردا من دانيال لكن بدى أنه غير مكترث بما قال ببساطة لديه معنويات عالية منذ يومين يتجول في القصر بوجهه المبتسم او بالأحرى المخيف من سابع المستحيلات أن بعد ما سببه لوك من مصائب خلال هذان اليومين ان يبتسم في وجهه
“لو قلت هذا في وقت آخر كنت سأقتلع كبدك”
نظر دانيال للوك بنظرة ساخرة مهددة للعلم فقط أنهم بداخل ساحة التدريب ودانيال يحمل سيفه الذي يعد يده الثالثة بحركة واحدة ليس كبد لوك وحده من سيقتلع رأسه كذلك
“هذا يسمى اغتيال للامبراطور المستقبلي”
اخد لوك يبتسم بسذاجة يحاول بطريقة ما تهدئة الأوضاع قبل أن يفعلها دانيال ويكون أول أمير قتل قبل عام واحد من بداية حكمه
“إذن اكمل تدريبك اذا أردت الخروج حيا”
كان لوك يتذمر بصوت خافت و يلعن دانيال في سره، أصلا لم يتبقى سوى ساعة وينتهي التدريب وبعدها سيكون متفرغا،في هذا الوقت أتى أحد الخدم دانيال وبيده رسالة ما لوهلة شعر لوك بإتساع ابتسامة دانيال
“اسف على المقاطعة سعادة الأمير والدوق”
بعد عودتهم للديار ارتفع منصب دانيال من ماركيز للدوق وعين معلما للامير في أيام قليلة حتى أنه حصل على قصر الزمرد كهدية على انجازاته مع ذلك لم يذهب له أبدا اخد غرفة بسيطة داخل القصر الامبراطوري
“الدوق ريتشارد قد ارسل رسالة خاصة لك”
بقول الخادم لهذا انصرف على عجل بأمر من دانيال وبقي لوك لوحده رفقته لم يستطع لوك لمح ما كتب على الورقة لكن اتساع ابتسامة دانيال فسر كل شيء
“لا تقل لي أنك…”
للحظة بقي لوك يضحك بصوت عال كالمجانين
“غادر”
“حسنا حسنا أنا ذاهب حظا موفقا مع تلك العائلة”
لم يفهم دانيال ما يقصد عندما أراد السؤال وجد أن لوك قد غادر بالفعل واختفى من أمامه لينظر لرسالة مرة أخرى بوجه متألق، اتجه لغرفته على عجل ليضع الرسالة فوق مكتبه ويذهب ليستحم
“سعادة الدوق ريفار،
لقد فاجائتني رسالتك، وانا اعتذر ان تأخري في الإجابة سأكون سعيدا برؤيتك غذا على مائدة الغذاء بقصرنا المتواضع
تحياتي الدوق ريتشارد”
هذه الرسالة القصيرة كانت ردا على طلب الزواج الذي ارسله دانيال بعدما فكر مليا وقرر خطو اول خطوة له للفوز بقلب هايلي لكنه لم يتحرى عن هذه العائلة التي يضنها أنها مجرد عائلة نبيلة عادية
استحم وغير ثيابه ترك شعره مبللا هم بالجلوس أمام مكتبه لم ينكر أنه بدأ يشعر بالضجر من حياته تمضي بنفس الطريقة في كل يوم نفس الروتين عمل تدريب عمل تدريب إذا وجد وقت فراغ فيستغله بقراءة كتب عن السحر أو التاريخ
حرك رقبته من اليسار لليمين صدرت أصوات طقطقة صغيرة كان على وشك البدء في عمله لكن بسماعه لصوت ناعم من الخلف استدار على عجل
“تبدوا متعبا”
كانت تجلس فوق السرير ترتدي بالفعل ثوبا ازرقا ملكيا، كانت جميلة كالعادة لون ثوبها يتناقض مع بشرتها الخزفية
“كيف دخلتي؟”
“سقطت من السماء”
قالت بسخرية وعيناها تجولان ارجاء الغرفة تفحصها من كل الاتجاهات ثم توقفتان على الرجل أمامها وقفت لتتقدم لتصبح أمامه مدت يدها لتمسك بخده تحسسته برفق
“هل انت بخير؟”
همست متسائلة ولا تزال تتحسس خده وكأنها احست بتعبه حتى أنه من الواضح أنه لم يكن ينام جيدا الهالات اسفل عيناه توضح لها كل شيء
“لا استطيع النوم سوى لساعتين”
“منذ متى؟”
“منذ فترة طويلة”
أصبح صوته اجشا، انتظرت ما سيقوله بعد ذلك بفارغ الصبر لكن لم يأتي شيء آخر ينظر لها فقط
” بماذا تريدين ان أناديك؟”
“لا يهم أي اسم يخرج من فمك فهو جيد”
“هايلي”
نطق بإسمها، لسبب ما شعرت بقشعريرة تتشكل على جسدها بقي ساكنا لفترة من الزمن يردد اسمها من حين لآخر، بدأ قلبها يضرب بقوة لم تستطع التحكم به اشاحت نظرها للجهة الأخرى
“ستصاب بنزلة برد إذا تركت شعرك مبتلا”
بصعوبة استطاعت إخراج الكلمات من فمها شعرت بالغدر فهو يحاول اغوائها بأي طريقة سواء بطريقة مباشرة أو غير ذلك
“خدي المنشفة فوق السرير”
امسكتها بسرعة لكن عندما أرادت أن تلتفت وجدته يقف أمامها تجاوزها ليجلس على السرير أشار لها بالاقتراب،تحركت من تلقاء نفسها نظرت له لتهمس بصوت خافت
“على ما يبدوا أنني من ستطلب الزواج منك”
وضعت المنشفة فوق رأسه وقامت بمحاولة تنشيف شعره ببراعة متجاهلة نظراته،فكرت أن وجهها اصبح كحبة طماطم وهذا بالفعل ما بدا عليه، فكرت بأنها اصبحت تظهر الكثير من التعابير رفقته
“انتهيت”
قالت هذا لتستدر حتى لا تنظر لوجهه لم تفهم لما هي تشعر بهذا الخجل فقط بنظرة واحدة منه فلو عانقها أو قام بتقبيلها فماذا سيحدث؟بمجرد تفكيرها بهذا رمشت ببلاهة صفعت خدها بقوة تحت نظراته وسرعان ما سمعت قهقهة خفيفة وراءها
“يجب ان أذهب”
حاولت الفرار لكنه بسحب معصمها لترتد للخلف وتجلس بحضنه،فتحت عينيها على مصراعيها، لم تستطع هايلي فتح فمها لفترة من الوقت بسبب الموقف المفاجئ الرجل الذي يمسكها بإحكام لم يقل شيئا
لكن عندما حاولت رفع رأسها لف دانيال يده الحازمة مؤخرة رأسها قليلا واوقف حركتها، نظر دانيال إلى هايلي التي كانت بين ذراعيه انزل رأسه ودفن وجهه في أنفها
“د…دانيال”
دفعت هايلي جسده مرة أخرى لكن مع ذلك دانيال لم يتحرك ولم يخفف ذراعيه
“للحظة فقط… لا تدفعني بعيدا”
اوقفت هايلي تحركاتها، استسلمت لتضع رأسها بجانب صدره تستمع لنبضات قلبه غير المنتظمة من صدره
مر القليل من الوقت وهم على نفس الحال لتفتح فمها
“يجب ان أذهب”
“بهذه السرعة”
“تأخرت”
خفف ذراعيه لتنهض مسرعة
“حظا موفقا مع الأب”
لوحت موعدة قبل أن تختفي ليتبين له أنها اخدت القليل من سحر إدوارد حتى استطاعت أن تنتقل بسهولة من دوقية ريتشارد للقصر الإمبراطوري
بمغادرتها أصبحت الغرفة باردة لتتجهم تعبيراته أغمض عينيه بتعب لينهض لينهي أعماله حتى يتفرغ غذا للذهاب لمقابلة الدوق ريتشارد، استمر بالعمل حتى طلوع الفجر طلب من الخادمة تجهيز فنجان من القهوة فبدونها لا يستطيع بداية يومه، استحم وارتدى ثياب رسمية لم يهتم برؤية نفسه كيف يبدي غادر الغرفة ليتجه للباب الرئيسي للقصر
وجد لوك ينتظره بالقرب من العربة بإبتسامته المعتادة شعر بالراحة لكونه يرتدي ثياب التدريب لوهلة فكر بأنه ينتظره حتى يصطحبه معه
“أنت تحتاج للحظ في هذه المنافسة”
اردف لوك بمكر فكر دانيال بأن هذا غريب اولا هايلي ثم هو هل الدوق بهذه الفضاعة ماذا سيفعل أصلا؟
صعد العربة التي انطلقت لدوقية ريتشارد بينما لوك قد غادر بالفعل لاراضي التدريب
“مسكين أشك بأن الدوق المهووس بإبنته الوحيدة سيزوجها له”
غمغم بسعادة استيقظ مبكرا فقط ليرى وجه دانيال وهو ذاهب ويقارنه بعودته فهو لا يزال يتشوق لمشاهدة مسرحية الحب بين البطلين واعتراض أب البطلة.
يتبع…