انا حامل بالطفل الطاغية - 32
دافيئة ضخمة مصنوعة من الزجاج الشفاف،ارتفعت الأشجار المغطاة بالارجواني في ازهار كامل إلى السقف، الرائحة العطرة تبعث على الإسترخاء
كان الجو هادئا بالداخل تجلس بمفردها كانت تريد بالأصل الخروج رفقة اليسيا للعاصمة من أجل شراء بعض الاغراض والملابس لها ولسيسيل لكن رفض إدوارد بشكل قاطع خروجها من الدوقية
وضعت الكتاب فوق المنضدة وارخت جسدها للخلف من وقت لاخر تشعر بقليل من الدوار حتى ان هذا الصباح قد استيقظت وجسدها يؤلمها لو اخبرت ادوارد بهذا كان سيحبسها في الغرفة
وضعت فنجان الشاي الخاص بها بصوت عال مما اذهل ميا وبياترس
“سيدتي..؟” نادت عليها ميا بقليل من القلق، هزت فيونا رأسها دفنت رأسها على اريكتها ذات المقعد الواحد واغمضت عينيها
“أريد ان أخرج” غمغمت فيونا بإنزعاج شديد، لم تخرج منذ مدة حتى أنه منع عليها القيام بأعمال القصر وكل ما يجهدها فكرت بأن خوف إدوارد مبالغ فيه
“متى سيعودون؟”
“سيدتي مرت نصف ساعة فقط على ذهابهم” زفرت فيونا بحنق شابكت أصابعها لتحدق في السقف كان الثلج يتساقط لكن ليس بكثافة البارحة قررت استلقاء وتأمل المكان حولها لكن لم تضع احتمال أنها ستسقط نائمة لمدة ساعتين لطالما كانت احلامها غريبة ولن تتفاجئ برؤيتها لديناصور يستحم في بركة من الطين
ارتجفت رموشها وبدأت تستعيد حواسها، أصوات عالية تأتي من الخارج ايقظها من سباتها، نهضت فيونا ببطء شعرت بالخمول وأرادت ان تنام مجددا لكن ليس بعد أن تعرف سبب الضوضاء، لمحت بياترس التي تقف امامها وسرعان ما انحنت
“ماذا يجري؟” تدلت عيناها لتنظر حولها بهدوء سرعان ما استطاعت تمييز صوت الصراخ كانت ميا تتذمر ككبار السن وتلعن، كانت الدافيئة تسمح لرؤية ما يحدث بالخارج بسبب نوع الزجاج
كانت اليسيا التي ارتدت زيا ذكوريا يتناسب مع جسدها تبدوا ناضجة وجذابة ترمي كرات الثلج على ميا التي لم تستطع تفاديها، احست فيونا بأن سيكون من الممتع تجربة معركة كرات الثلج لذا وقفت على عجل وخرجت من باب الدفيئة متناسية الوشاح الذي حملته بياترس تحاول وضعه على كتف سيدتها، كان الخدم قد حاولوا تنظيف الحديقة بقدر استطاعتهم، شكلت فيونا بين يديها كرة من الثلج وحاولت توجيهها لوجه اليسيا الذي على الفور سقطت للخلف
“ستبدأ المعركة” هتفت فيونا بحماسة لتقترب من ميا التي اصبحت تجهز الكرات أسرع لم يتركوا المجال لاليسيا لتقف وتتجهز
“توقفوا..انا آسفة” صرخت اليسيا وهي تحاول اخفاء وجهها بيديها حاولت الهرب لكن ميا لم تسمع لها واعاقت طريقها بعد أن كانت اليسيا هي المهاجم اصبحت الضحية
“اغغغ ميا امي انا اسفة توقفوا”
“لا” رمت فيونا الاخيرة التي أصابت جبهتها بإحترافية كانت أصواتهم تسمع للداخل القصر راقب سيسيل المعركة رفقة ايفان من داخل المكتبة
“أ يجب ان نذهب؟” نبس سيسيل بنبرة قلقة فهي حامل والحركة في الأشهر الأولى بهذا الشكل لبد ان لها عواقب
“سنعاقب بمجرد وصولنا” بقوله هذا خرج إدوارد من باب القصر واتجه لفيونا التي لم تشعر بوجوده حتى ارتفع جسدها للاعلى بدأ إدوارد ممسكا إياها بين ذراعيه في المشي بصمت، رفعت فيونا ذراعيها معا وأشارت لبياترس لداخل الدفيئة
“احضري ذاك الكتاب فيبدوا أنني لن اخرج من الغرفة أبدا”
على الرغم من برودة الجو كانت فيونا تشعر بالدفء، عندما رفعت بصرها من بعيد قوبلت بعيون دموية متلالئة
“أه..هلا” نطقت هذه الكلمة بصعوبة قبل ان تنفجر في البكاء لتجعله مصدوما
“أنت تكرهني لذا لا تريد مني الخروج”
ازدادت حدة نحيبها حتى أصبح الخدم ينظرون لهم بدهشة، استمر في المشي حتى وصل لغرفتها ادخلها للغرفة وضعها مباشرة على السرير، لف يديه الكبيرتان حول خديها وبدأ في مداعبتها بلطف
“أنت معاقبة”
تخيلت أنه سيقوم بالاعتذار منها وتركها تفعل ما يحلوا لها لكنه لم يتأثر بدموعها كما ظنت، فتحت فمها لتتذمر لكنها احست بحلقها يلسعها وقفت بسرعة متجهة للحمام افرغت معدتها حتى أنها قد شعرت بالهواء حولها يختفي حاولت التنفس بجد، شعرت بالاستقرار بسبب لمسات إدوارد انحنت للوراء تضع كل ثقلها عليه، ناد على الخدم قبل ان يحملها ويضعها على السرير بحذر اصبحت بشرتها شاحبة بشكل غريب مما ارعبه، أما بالنسبة للخادمة التي كانت تنظف الممر سارعت لداخل الغرفة ثم غادرت بخطوات واسعة لإحضار الطبيب
كان تشخيصه سلسا ودقيقا رغم كونه طبيب للدوقية منذ أيام شبابه لم يشعر بهالة القتل الواضحة من قبل انهى فحصه بصعوبة بسبب نظرات إدوارد وايفان
“إنها بخير وصحة الجنين أيضا كذلك”
“ألم تقل من قبل انهم توأم؟” غمغم ايفان بإنزعاج يمسك بيد فيونا بين يديه الصغيرتين، نظر له ولادوارد بالتناوب قبل أن يغادر فتحت له بياترس الباب ليرتد مرميا على الأرض بسبب دخول اليسيا المفاجئ للغرفة
“لا يوجد احترام لمهنة الطب”
همس بصوت خافت ليهم خارجا تسللت اليسيا لتجلس بجانب فيونا بعدما رمت ايفان بعيدا واخدت مكانه
“أمي العزيزة انا اسفة”
“أين عقلك؟”
في تلك اللحظة رفعت فيونا جسدها وجلست تحدق بهم وتحديدا إدوارد
“أريد تناول البودينغ” تكلمت بوجه خال من التعبير لينظر إدوارد حول الغرفة ببطء ثم حول بصره لفيونا مرة أخرى
“سأخبر الطاهي بإعداده”
“اريده من العاصمة”
“سأرسل احدهم”
“اذهب أنت”
نظر لها وكأنه يقول “قررت عقابي بهذا الشكل”،كان سيسيل يقف بجانبه لسبب ما احس بشعور سيء
“تركت حصاني يستحم في البحر” حاول الهرب ولكن يد إدوارد كانت الأسرع أخد كرهينة حرب ولم يستطع الاعتراض حتى اغلق إدوارد الباب ثم اختفوا في مكان ما
“بياترس اخبري الطاهي بإعداد بوذينغ واحضريه لغرفة الرسم هذا اليوم يستحق الاحتفال”
ابتسمت فيونا بشر لتنظر لاليسيا وايفان بأعين مبتهجة
“تعلموا من والدتكم أسرار النجاح”
يتبع..