انا حامل بالطفل الطاغية - 30
السبب في ارسالهم للحدود كان للمراقبة والتدخل إذا دعت الضرورة، اتخد الفرسان مواقعهم وأرسل البعض كدوريات للاستكشاف، اخد إدوارد على عاتقه إنهاء هذه المهزلة والعودة بلا أضرار
واجهوا عدد لا بأس به من الحيوانات الروحية من مستويات مختلفة منها القوي ومنها الضعيف بسبب التدريب الشاق إنتهى الأمر أسرع من المتوقع
أصبح الجو حولهم غريب استشعر إدوارد مانا سحرية تقترب منهم لم يأخد وقتا طويلا ليستوعب أنهم محاطون بسحرة،قرر بالفعل اذا خرج الأمر عن سيطرته فلن يتردد في قتلهم
مضى كل شيء بسرعة لم يستطع فرسانه مواكبة السحرة الذين بالفعل يهاجمون من عدة أماكن أراد استخدام سحره لكنه وجده مختوم بجسده لم يستطع إخراجه
“ليام”
تمتم بهدوء لم يتحرك بقي في مكانه يحاول إيجاد المكان الذي يختبئ فيه الذي لم يكن بعيدا تحرك بسرعة يمسك بسيفه بيده اليمنى تخطى السحرة الذين أمامه، قطع الأغصان بحركة واحدة ليوجه سيفه لعنقه
“لم أراك منذ مدة ”
لم يستطع إلى ان يضحك قليلا عما قاله، الشخص الذي أمامه كان هادئا لم يتحرك
مع انهم كانوا أصدقاء طفولة إلا لكل واحد معتقداته وافكاره تشاجروا دوما بسبب أشياء سخيفة وتصالحو في ما بعد، لكن بمجرد بلوغهم سن الرشد كل واحد منهم ذهب في طريقه إدوارد الذي أصبح دوقا وآد الذي توج كامبراطور بينما كاسياس الذي كان بالأصل نبيل لعائلة ساقطة بنى لنفسه مكان بجهوده الخاصة ولقب برئيس النقابة المعلومات والأخير الذي اصبح رئيس برج السحرة بفضل المانا السحرية القوية التي يمتلكها
اهتموا بشؤونهم الخاصة ولم يتدخلوا بحياة بعضهم البعض، لكن القدر قد خطط بالفعل لخطوته التالية
“مزعج”
بحركة واحدة من ليام سقط سيف إدوارد واصبحت يده متشنجة لم يتسطع تحريكها، ظن أنه سيستغل الفرصة ويهاجمه لكنه بقي ساكنا لم يتحرك ينظر له فقط بأعين خالية استشعر التردد في حركاته
“لم اعهدك ضعيفا ومترددا ليام”
بعد فترة، أحس بالمانا خاصته تعود أمسك مرة اخرى بسيفه لكن هذه المرة بيده اليسرى لا يزال غير قادر على تحريك يده الاخرى بشكل جيد
تقدم نحوه على عجل ينظر له بنظرة جدية سرعان ما تحرك ليام هو الأخر الذي حاول بجد إبطاء تحركاته لكن بلا فائدة بسبب سحر إدوارد الذي استغله لصالحه كان ينتقل من مكان لآخر فقط لتجنب هجومه، لسبب ما شعر إدوارد بأن هذا كان تدريبا فقط وليس قتال لم يكن ليام يحاول ايذائه او استخدام سحر متطور لكنه بدا متحمسا كما كان سابقا
لم يشغل باله بأنهم ابتعدوا عن ساحة القتال، شعر متأخرا بحضور غير متوقع، عندما نظر للخلف بوجه متصلب رأى كاسياس الذي كان يقف في صمت خلفهم ويراقب بهدوء
“اكملوا ماذا كنتم تفعلون”
هنا أراد إدوارد لكم شفته واسقاطه أرضا، ولكن عندها أدرك ادوارد متأخرا وجود كاسياس هنا وصرخ
“لما أتيت هنا؟”
“انتهى كل شيء هناك بالفعل وأيضا انظر خلفك لقد عاد لوعيه”
عندها رفع بصره بعيدا ونظر لليام الذي ينظف ثيابه وكأن شيئا لم يقع عينيه الفارغة بدت مشرقة لحد ما حتى الجو حوله تغير
“ماذا الآن”
فتح ادوارد فمه ليتكلم وعلى ما يبدو أن كل شيء انتهى
“دانيال أتى واخبرنا بما حدث”
سرد كاسياس كل ما يحدث لادوارد أمام ليام الذي نظر لهم بوجه ثابت طول الوقت كأنه ينتظر حكم الإعدام، غمغم إدوارد بإنزعاج ليحرك يده بألم ويضع سيفه بمكانه، اتجه لمكان الذي به جنوده وتركهم خلفه بدون اضافة اي شيء
“مر وقت طويل”
همس كاسياس للذي أمامه، لم يروا بعضهم البعض منذ سنين تحرك كاسياس ليمر بجانبه ربت بقوة على كتفه كأنه يقول كل شيء بخير الآن، رغم ملامحه اللعوبة وطريقته الملتوية في الحديث إلا أنه شخص مراعي
اتبع كاسياس إدوارد الذي وصل لمكان الحراسة ليرى الجميع بحال جيدة لم يكن هناك أي وفاة بعضهم جرح بجروح بسيطة التي تكلف بعض من السحرة بعلاجها نظر للجانب الآخر كانت تجلس أسفل شجرة وبجانبها فتاة شقراء تنظر حولها بحماس غريب
“أنت هنا”
أشارت كيم سوجين له اقترب منها وقف على مقربة منها ينظر أمامه بهدوء لم يقل أي شيء لكنه بالأصل ليس لديه ما يقول
“اعتني بهم”
“لا أحتاج لسماع هذا فهم عائلتي”
“أنت بارد كالعادة”
“سأذهب قريبا واخبر فيونا أننا لربما سنلتقي قريبا في مكان ما”
“لما أشعر بشعور سيء من طريقة كلامك”
ابتسمت كيم سوجين لتقف مبتعدة عنهم لوحت لاخر مرة لاليسيا قبل أن تتلاشى، كان الجو اكثر هدوءا من المعتاد خرج زفير حاد من فمه لينظر لها
“ما اسمك”
“اليسيا”
ردت عليه بسرعة بالنظر لعينيها تذكر فيونا، كانت صورة فيونا التي رسمها مرات عديدة في مخيلته واضحة أمام عينيه
أشار لاليسيا بإتباعه ساعدها للصعود على حصانه وركب خلفها أشار لجنوده بإتباعه بعضهم تذمر وبعضهم بدأ في الإستعداد للمغادرة بالفعل تركوا خلفهم ليام وتلاميذه أما بالنسبة لكاسياس فقد اختفى مجددا
“ماذا سنفعل سيدي؟”
“كل هذا خطئي لذا انا من سيعاقب”
أصبح المكان صاخبا جميعهم يعرفون أن كل هذا ليس خطئه لكنهم لم يعرفوا ان سيدهم شعر بالخزي لم يستطع حماية تلاميذه ووقف مكتوف الايدي سابقا أمام اكليس
“لا اعرف ماذا سيفعل جلالة الإمبراطور ناحية هذا لكن لن اجعلكم تتدخلون وانتهى الأمر”
من ناحية أخرى بدأ جميع الفرسان بالحديث في ما بينهم حول الفتاة التي يأخدها الدوق تشاد شخصيا، شعرت بنظراتهم لتصرخ بوجوههم
“ماذا ألم تروا من قبل فتاة جميلة بفستان متسخ”
كانوا على مقربة من البوابة الرئيسية تصادفوا مع وجود فرسان دوقية بوديكون، بقيت اليسيا تنظر له وجدت شبها واضح بينه وبين والدها لم تشعر بنزول إدوارد من على الحصان ويده الممدودة لها
“هييه هيا”
نظرت له متفاجئة وامسكت بيده شعرت بألم قوي ناحية خصرها لم تجرب ركوب حصان من قبل لكنها تجربة رائعة
امر إدوارد بإحضار عربة بقيت تنتظر وحدها تنظر لليو من حين لآخر، استمرت بمراقبة المكان حولها حتى وصلت العربة لم تعرف ماذا سيحل بها لكن تذكرت كلام كيم سوجين
“فيونا ستعتني بك، امسكي بيدها فقط”
لم تعرف لما ستمسك بيدها أصلا لكن ليس لديها خيار آخر، تحركت العربة كانت كبيرة نوعا ما وفاخرة جلست بمفردها تنظر لخارج النافدة
“تغيرت كثيرا”
على اخر مرة رأتها فقد تغيرت الكثير من الأشياء حتى أن عدد المتشردين تضائل، قرر دانيال ولوك المغادرة على الفور فسيكون القصر في حالة فوضى بلا إمبراطور
“ماذا ستفعل مع برج السحرة؟”
راقب إدوارد تحركات آد شعر بالفضول لخطوته التالية وما سيجنيه من كل هذا مساعدته لدانيال ولوك
“ستعرف قريبا”
هذا ما قاله قبل أن يغادر هو كذلك ليترك الأمور لليو، غادر مع إدوارد للقصر الإمبراطوري الذي كان في حالة فوضى زفر آد بقوة عرف ما ينتظره من عمل وانه سيبيت في مكتبه على هذه الحال
“غادر كاسياس؟”
“لا أعرف”
“سأرسل استدعاء لبرج السحرة سيكون هناك اجتماع بعد يومين”
“جيد”
“وانت ايضا ملزم بالحضور”
“لن اتي حتى لو ربطتني”
رفع فم آد بإبتسامة صغيرة وحدق به
“تماما”
“كيف انتهى الأمر معهم”
“لا تذكرني بمجرد وصول لوك رموا سيوفهم على الأرض وانحنوا له”
يعرف إدوارد جيدا أن آد مهووس بالمبارزة والحروب لذا لم يستغرب أو يسأل عن سبب تجهم وجهه هكذا، كانت المسافة بين البوابة والقصر بعيدة لذا استغل كلاهما الوقت وناقشوا فيما بينهم عما حدث وما سيحدث مستقبلا من التغييرات
“ذكرتني من هي تلك الفتاة؟”
“لا أعرف”
“لما طلبت منها المغادرة بعربة بمفردها”
“كل ما اعرفه انها أرادت مني اخدها لفيونا”
“أين هي تلك المرأة الغريبة التي تشبه القديسة”
“غادرت”
عند فتح البوابة اقتربت بسرعة عربة عليها نقش العائلة الملكية تم تطريز علم الامبراطورية بدقة
توقفت العربة أمام مدخل القصر مع توقف أسئلة آد، هم الفارس بفتح الباب وانحنى على الفور كانت فيونا تنتظر رفقة فتى صغير له شعر رمادي يشبه خاصة فيونا وكان هناك تشابه خطير بينهما
اما الين ابتسمت على الفور برؤيتها لآد سارعت وعانقته بمودة الذي ضحك بسبب نظرات الجرو
أما فيونا بقيت في مكانها تفكر بطريقة لمصارحته لديها افكار كثيرة ولكن كلها تتعلق بجنس المولود
“فيونا”
“اختي” غمغم سيسيل ليشير لمكان إدوارد الذي عبس وهو يناديها، تحركت فيونا لتظهر اليسيا التي كانت تختبئ خلفها
وصلت قبل لحظات بدت محرجة ووجدت المكان الجديد مشبوه بطريقة ما كانت قد فعلت كما اخبرتها كيم سوجين وتحدثت لبضع دقائق مع فيونا قبل وصول إدوارد وآد ونزلوا على الفور لتحيتهم وقد التقوا بالين التي كانت مريضة منذ يوم مضى وسمعت بالأخبار هذا الصباح
“اسفة كنت شاردة”
ردت عليه فيونا بهدوء شديد، تدلت رموشها تراقبه رفعت يديها تتحسس فكه كان صلبا ويديها بدت صغيرة مقارنة به،حمحم آد وهو ينظر لنا لتستمر فيونا بمغازلة إدوارد في العلن
“ماذا ألم ترى من قبل زوجين يتغازلان”
“لا اكملوا هذا في المنزل رجاءا قصري نظيف وسيظل نظيفا”
نظرت له فيونا وكأنها تقول هل تتكلم بجدية؟، تقوست شفتي إدوارد بإبتسامة راضية وهو ينظر لها من حين لاخر ويقبل ظهر يدها
“اين دانيال ولوك”
قالت بينما تنظر لهما بترقب
“غادروا”
“بهذه السرعة!”
تفاجئت بذهابهم بدون أي وداع، استشعرت أيادي تحيط بأقدامها لتنظر للاسفل كان ايفان الذي نظر لادوارد وعبس مرة أخرى
“أريد الذهاب للمنزل”
“اول مرة نتفق على شيء ما”
تمتم إدوارد لينظر لآد الذي نظر له بنظرة هادئة يفكر بالاوراق التي ستتراكم فوق مكتبه ولن يوجد احد لمساعدته
“حسنا، اليسيا،سيسيل لنذهب”
أشارت فيونا لها بالاقتراب ترددت اليسيا لكن بعد التفكير لم تجد أي شيء تعترض عليه اتبعها سيسيل من الخلف، حمل إدوارد ايفان الذي استمر بمحاولة التشبث بفيونا أكثر، اخده ليضعه داخل العربة بجانب سيسيل
“اذا تحركت مجددا سأرميك من على النافدة هذه المرة”
راقبته اليسيا التي أرادت الصراخ بوجهه وسؤاله إن كان يمزح فقط، لكنها لم تعرف أنهما يتعاملان ناحية بعضهم البعض هكذا، اغلق الباب واتجه مجددا لمكان وقوف الآخرين
“إدوارد أريد تبنيها”
فيونا التي كانت عازمة بالفعل تلفظت بهذه الكلمات
“ساجهز الاوراق التي سنحتاجها لتبنيها”
زوايا شفتيها ترتفع بإبتسامة ناعمة جعلت عينيها تضيق في قوس هلال لطيف وعكست بريق من الصدق والحب له لم يحاول السؤال عن سبب قولها هذا او ان يعارضها كان واثقا من كل اختياراتها حتى لو كانت غريبة
جلست فيونا أمام ادوارد وسيسيل أما ايفان فقد جلس بينهما
اليسيا كانت تجلس بجانبها و تنظر لهم وكأنها تحلل شخصياتهم، ظهر قصر بمنظر مفتوح يحمل اللونين الازرق الداكن والذهبي
تم تركيب النوافير في كل مكان وانتشرت امامها حديقة إلا ما لا نهاية اندفعت العربة وصلت أمام المبنى الرئيسي حيت اصطف الخدم محيين لهم خرج الخمسة ليدخلوا القصر أمرت فيونا بتجهيز غرف لسيسيل واليسيا وطلبت من الخدم البدء في تجهيز مائدة العشاء فهذا اليوم كان فريدا من نوعه حتى أن عددهم تضاعف لفردين جديدين، تذكرت ما حدث بعد محادثتها اللطيفة من ايفان كان مكبل من يديه ويقوده الفرسان لزنزانة جذبها لون شعره المشابه لخاصتها لتتحرك بسرعة
“فكوا قيوده”
“لكن سيدتي الدوقة”
“تتجرأون على تقييد أخي”
بدأ الجميع متفاجئ وخصوصا أنه كان يرتدي ملابس فرسان الإمبراطورية الشرقية لذا ظنوه جاسوسا ويجب مراقبته وتحقيق بشأنه
استيقظت من شروده على صوت بياترس
“سيدتي”
“ااااه بياترس هذه أنت؟”
“هل أجهز لك الحمام؟”
“نعم لكن أولا اخبريني أين ميا؟”
“تحرس اخ سعادتك… أقصد الدخيل”
“من أمرها بهذا؟”
“سمعت أن الفرسان قبضوا على أحدهم وهو يحاول التخلص منه بمجرد وصوله للدوقية”
ارتعشت رموشها واغمضت عينيها تفكر بكل ما حدث حملها،كيم سوجين،علاقتها المتوثرة مع سيسيل، واليسيا، وماذا سيفعل إدوارد شخصيا مع ذاك الولد
شعرت بالقليل من القلق والضعف سرعان ما فتحت عينيها، التقت عينيها بزوج من العيون البنية العميقة
“هل اطلب بحضور الطبيب؟ تبدين متعبة سيدتي”
“لا أحتاج… بياترس أنت تحيكين ملابس للاطفال صحيح”
“نعم احيك جوارب واوشحة هل احضرهم؟”
“هل لديك منهم باللون أحمر وازرق؟”
“نعم”
“رائع اذا كان من المناسب لك احضارهم لغرفتي اثناء وجبة العشاء ووضعهم في السرير”
اومئت بياترس وهي لا تفهم اي شيء لما ستريد سيدها جوارب أطفال ووضعهم بالغرفة بكل هذه السرية
يتبع..