انا حامل بالطفل الطاغية - 3
وصلت الى مكتبه قام كبير الخدم بإخباره انها تنتظر اذنه لدخول، بالفعل كانت هذه اول مرة ترى فيها مكتبه منذ تجسدها في هذا العالم.
“تحياتي لدوق تشاد”
“موعد الحفلة بعد اربع ايام”
“بهذه السرعة”
“يبدو ان الامبراطور سعيد بوريثه”
“يبدو انه الشخصية الوحيدة التي ولدت بطريقة عادية”
“وهل ابننا انجبتيه رفقة حائط”
رغم انها تكلمت بصوت خافت الا انه سمعها خجلت من رده واضافت بسرعة.
“اذن سأذهب”
“لم اعطيك اذن”
“هل هناك شيء اخر”
“لاتحتاجين لتجهيز أي هدية سأرسل شيء بسيط”
استأذنت لتغادر المكتب فقط كان واضح أن لديه الكثير من العمل وخصوصا أن موعد اقتراب مسابقة الصيد بحيت فرسان الدوقية هم من يحرسون أرض الصيد،وجدت ميا قد جهزت ثوب لترتديه بعد الاستحمام،اخبرتها بقدوم مصممة بطلب من الدوق لتجهز الفستان المخصص للحفلة، في تلك الليلة الهادئة انهت روايتها والنهاية جعلتها راضية حتى أنها أرادت قراءة الأخرى لكن بسبب خطوات اقدام في الخارج شتت انتباهها استطاعت تمييز لمن هي، انتظرته حتى فتح الباب لتقف حافية القدمين متجهة نحوه.
“ألا زلتي مستيقظة؟”
“كنت اتجهز لأنام”
ومن كان يدري أنها أرادت التوجه للمطبخ لإحضار البسكويت الذي اعده رئيس الطهاة هذا اليوم وأن تبدأ بقراءة رواية جديدة،فتحت فمها لتسأله عن سبب مجيئه لكنها رأت التعب والإجهاد بادي عليه لذا التزمت الصمت وقادته للسرير حيت نامت بعيدة عنه حتى تحرك واضع رأسه عكتفها ليتشبث بها أكثر، شعرت بالدغدغة بسبب خصلات شعره لكن هذا أعطاها شعور جديد مختلف عن المعتاد لترحب بعالم الأحلام.
نظرت بعيون مندهشة لذاك الثوب الابيض المزين باحجار الياقوت والالماس المصمم ليناسبها من كل النواحي نظرت له بطرف عينها ظل برفقتها منذ الصباح تناولت الفطور برفقته وكذلك الغذاء،ساعدتها الخادمات على ارتدائه حتى تستطيع المصممة تعديله حسب مقاسها، نظرت لنفسها في المرآة كانت جميلة استطاعت فيونا أسر أي أحد فقط بنظراتها.
“تبدين جميلة”
وقف إدوارد خلفها ليبعد شعرها عن عنقها لتزينه قلادة من الماس لتبتسم بإتساع.
غيرت الفستان لتستطيع التعديل عليه وغادر الجميع تاركين إياهم وحدهم في الغرفة،ليبقى للحفل يوم واحد استيقظت عالصوت ميا العالي التي تنادي عالخادمات لإحضار وإخراج العديد من اشياء من الصناديق، كانت البيئة المحيطة بها فوضوية لم تستطيع معرفة ماكان يحدث بالضبط بمجرد ان رفعت جفنيها رأت ميا تبعد الغطاء عنها لتمسك بيدها متجهة للحمام لتبدأ جلسة التعذيب بلا أي وقت للراحة استحمت ثلاث مرات عالتوالي وارتدت فستانها من دون مشد سرحت الخادمات شعرها واطلقنه بحرية في كتفها ليضعن القليل من مساحيق التجميل، قد سمحوا لها بتناول وجبة الإفطار بينما تستحم مع ذلك كانت لا تزال جائعة لذا أمرت بإحضار لها شريحة لحم… او بالأحرى وجبة لشخصين،شكرت عملهم الشاق وفتحت الخادمات الباب لتشق طريقها للطابق الرئيسي حيت ينتظرها إدوارد.
كان جميلا حقا شعر أسود مرفوع للأعلى، تلمع عيناه مثل عينى الوحش كتفاه عريضتان وجسد صلب كان وسيما لدرجة أنها لم تستطيع رؤية اي شخص اخر غيره.
“تبدين رائعة”
لن تكذب اذا قالت أنها شعرت بالسعادة لمدحه مظهرها.
“هذا يستحق عناء استيقاظي باكرا”
قام بمد يده لها ليساعدها على ركوب العربة، وصلوا للقصر الإمبراطوري حيت طغت اجواء الاحتفال والفرح أعلن الفارس عن قدومهم لتنصب انظار الجميع للبوابة
“الدوق والدوقة تشاد يدخلان”
اعتبرت دوقية تشاد اقدم عائلة في الامبراطورية،لا يخضوع لاي احد كان لهم مجدهم وقوتهم التي تفوق العائلة الحاكمة حتى، وقف كلاهما في جانب بعيد عن الأنظار ينظرون لمكان دخول الإمبراطور وزوجته التي تعبر من احد اجمل نساء القارة، قام النبلاء بتحيتهم بشكل جماعي ، اقترب الامبراطور بإبتسامته الواثقة وبجانبه الامبراطورة التي تنعت بالملاك ليس فقط وجهها السبب بل حتى اخلاقها وتواضعها الذي احبه الشعب.
“لم اتوقع قدومك”
“كان يجب علي ان ابارك لكم في هذا اليوم السعيد”
كان وجه إدوارد يعبر عن ملله من الأجواء حوله ليرتشف القليل من كأسه قبل أن يذهب كل اهتمامه للقابعة بجانبه.
“كيف حالك سعادة الدوق”
“بخير جلالتك”
“اريد ان اعرفك على بعض السيدات”
“بالطبع”
بإبتعادهم تغيرت ملامح الإمبراطور السعيدة بسرعة.
“هل امسكت به”
“لكن بعد فوات الاوان لقد كان مدرب جيدا قام بالانتحار حتى قبل ان اضع إصبع عليه”
“انتبه لزوجتك”
“نفس الشيء ينطبق عليك”
بدأت المصابيح تنفجر واحدة تلو الاخرى طغى صوت صراخ الاطفال والنساء الموجودين هناك في القاعة ليصرخ الإمبراطور للفارس بجانبه.
“اين الفرسان”
ضرب الطاولة بجانبه بعصبية لم يحضر معه حتى سيفه بسبب القوانين اللعينة وحضور اسر ملكية من بلاد اخرى، لم يهتم باي احد وبدأ يبحث عنها، اقتحم بعض الرجال الملثمين المكان وهكذا ازداد الوضع سوءا، بينما في الجهة الاخرى قبل الاقتحام كانت عيناها تنظر بحذر فلا تزال تتذكر محاولة اغتيال الامبراطورة لكن كانت النتيجة هي الفشل بعد تدخل فارس شاب من العامة والذي سيصبح بعدها فارس ملكي برتبة النبالة ولكن اي هو، هل محتوى الرواية تغير.
بعدها سمعت ضوضاء وعرفت انه حان الوقت امسكت بيد الامبراطورة بعدما فقدت امل فيه فهذا كان يهدد حياة الامبراطورية والوريث
عرفت انها ستندم قليلا على التدخل ولكن هي تحب المغامرة.
“اين انتي ذاهبة؟”
“اذا بقينا هنا فودعي حياتك وحياة طفلك”
شعرت بإرتجافها ربتت على كتفها بإطمئنان.
“لا تقلقي”
وقفت بالقرب من مدخل سري قرأت عنه في الرواية فكرت اذا دخلت له فستكون هناك عواقب فكيف لشخص خارج عن العائلة المالكة معرفته كانت امالها تتمحور حول تقة الامبراطورة.
“تعالي معي هناك مدخل سري من هنا”
كانت هذه الامبراطورة التي اتخدت زمام المبادرة واخدتها للمدخل الذي كان اسفل طاولة في ذاك الممر المنير بالشموع.
“ماذا سيحدث للاخرون؟”
“سيكون كل شيء على ما يرام فالامبراطور والدوق سيتكلفان بهم”
ماذا كان يحدث هناك كان مجهولا لطرف واحد بينما الثاني ينتظر وصولهم لينتهي من هذا اليوم المريع، ظهور وجه من على الفتحة قد اخرجهما من ذاك الظلام.
“لقد انتهيتم اسرع مما كنت اتوقع”
تنفست فيونا الصعداء بينما تنظف ثوبها من الغبار،انتهت مهمتها بمغادرة الامبراطورة رفقة العديد من الحرس الملكيين.
“سأبقى هنا لبعض الوقت سارسل معك كتيبة من الفرسان”
غادرت القصر الإمبراطوري وهي تثثاءب، كانت تخطط للخروج من الباب الخلفي عندما يبدأ التشويق ولكن ذاك الفارس الغبي دمر خططها تساءلت اين ذهب فقد كان يجب عليه ان يقوم بدوره حتى النهاية، وصلت للقصر ونامت بعدما اخرجت جميع الخادمات مسحت تلك المساحيق التجميلية وسرحت شعرها الفضي لتغط في نوم عميق وتستيقظت على ألم شديد في جسدها وكأن احدهم قد حطم جميع عضامها.
“يبدو انه حان وقت البقاء في الفراش”
دخلت عليها احدى الخادمات بعدما استأذنت، بسبب غياب ميا لاسباب صحية.
“احضري بعض مسكنات الألم”
:هل انادي على الطبيب سيدتي”
“لا فقط اجلبي ما طلبت”
انحنت وذهبت لاحضار ما طلبت منها تركتها تمسك رأسها من شدة الصداع، تناولت المسكنات ونامت مجددا حتى موعد العشاء لم تكن لديها شهية ولكن تذكرت انها تحمل في احشائها طفل صغير وقررت تناول القليل.
“لماذا انت عنيدة”
تكلم الدوق فور دخوله للغرفة، واذن للخادمات بالمغادرة، امسك الصحن وقام بإطعامها بنفسه لم تعترض لانها حقا لم تستطيع امساك اي شيء بيديها وقد كان اقتحامه لغرفتها أفضل شيء حدث لها هذا اليوم.
انهت صحنها وحاولت الاستلقاء،اقترب ونام بجانبها الايمن قام بجعلها نائمة في احضانه، كان للدواء مفعول قوي في لحظة اصبحت غائبة عن محيطها لتستيقظ بعدها بساعات.
“سيدتي هل تشعرين بشعور افضل”
“نعم يبدو انني اتعبتكم في الأمس، اخبري كبير الخدم ان يكافئكم بزيادة في الاجر من اموالي الخاصة”
“نشكرك على كرمك سعادة الدوقة”
خرجت الخادمة بإبتسامة كبيرة من شدة سعادتها انتهى ذاك اليوم كسائر الايام الاخرى وتبدأ مرحلة اخرى من حملها قد أصبح الجنين أكثر نشاطة واستطاعت ملاحظة حجم بطنها، أقامت الامبراطورة حفلة شاي صغيرة كإعتذار عن ما حدث سابقا،ارسلت رسالة تؤكد حضورها لتتلقى ردا منها أسرع مما توقعت،كان حفلا هادئ به القليل من معارف الامبراطورة.
“تحياتي لسعادة الامبراطورة”
“اشكركن على حضوركن”
مر الوقت بسرعة تأقلمت فيونا مع السيدات بشكل رائع واظهرت لهن جانب جديد من شخصيتها، لتبدأ بتبادل الحديث والنقاشات حول مواضيع مختلفة.
“لا اعرف ولكن خطيبي اصبح يتصرف بغرابة”
“كيف”
سألت إحدى السيدات الموجودات في حفل بينما ترتشف القليل من الشاي أمامها لتوضح بعدها ابنة الكونت المقصد وراء كلامها.
“اصبح يتجنبني ويقلل من زياراته، وكأنه لم يعد يشعر بوجودي”
“تجاهليه”
تكلمت فيونا ببساطة واضافت بعدما نظرت لها السيدات بإستغراب.
“افضل سلاح لجذب الرجل هو التجاهل قللي من زيارتك له وحاولي ان تشعريه بأنك غير مهتمة به وانظري كيف سيتصرف بعدها”
وبالفعل اصبح يلحقها في اي مكان تذهب له وكثرت هداياه وزيارته لمنزل الكونت، شكرت الدوقة كثيرا واصبحت الدعوات والرسائل تأتيها كل يوم، حتى أنها عانت للرد عليها.
أدارت وجهها نحوه لترمي عليه بالوسادة ويضع الأوراق جانبا.
“ماذا يحدث معك”
“اريد تناول (سونجبايون)”
او كما تسمى بالكعك الأرز الكوري مع العسل كانت تعرف أن شيء مثل هذا لن يكون موجودا بهذا العالم لذا قررت إعداده بنفسها بمجرد ارتدائها لحذائها واقترابها من الباب اتبعها من الخلف اتجهت للمطبخ، أمر الدوق الجميع بمغادرة المطبخ ووقف بالقرب من الباب ينظر لما هي مقدمة لفعله،غادرت وعادت رفقة فتاة من الخدم الذين يعتنون بالمطبخ لمساعدتها على إيجاد مكونات الحلوى،وضعت أمامها الأرز الحلو والسكر والماء الساخن لتباشر في تصفية الماء من الأرز لم يستغرق إعدادها الكثير من الوقت أعدت كمية لا بأس بها وقامت بتوزيع البعض منها على الخدم.
يتبع..