انا حامل بالطفل الطاغية - 29
فجأة احست برعشة قوية تجتاح جسدها،تخللت اصابعها شعرها الرمادي لتمسك به بقوة قبل ان يختفي الالم الذي شعرت به في قلبها احست براحة غريبة وكأن شيء ثقيل انزاح من ذاتها
راقبها دانيال لفترة بمجرد هدوء جسدها المرتعش تقدم نحوها ليساعدها على الجلوس على الكرسي، ارخت جسدها للخلف ارتعشت رموشها لتتقلص عينيه
“لقد مات” همست بنبرة خافتة لتنظر لعينيه مباشرة لم يظهر اي تعبير كأنه توقع حدوث هذا بالفعل
“وهي” صوته كان منخفض ودافئ، نظرت له فيونا لتبتسم كان واضح أنه يحبها
“امي هل انت بخير؟” ركض ايفان ليبعد دانيال وقف أمامها يقيس درجة حرارتها ويقارنها بحرارته ليجدها طبيعية
“نحن بخير”
“نحن…؟! من تقصدين” فتح ايفان فمه متسائلا ينظر لفيونا لثواني ثم يلتفت لينظر لدانيال، في هذه اللحظة ارتجفت فيونا بالكاد تمكنت من الرد كانت خائفة اذا لم يتقبل ايفان الأمر، لو انها لم تتسرع وتخبره لاحقا، لكن كان الاوان قد فات بالفعل بصمتها اصبح الجو اكثر برودة
“امك حامل سيكون لديك أخ أو اخت قريبا”
اظهر ايفان وجه مصدوم كان يسمع فقط صوت تحريك لوك لصفحات الكتاب متجاهلا وضعهم
“هل هذا صحيح؟” بنطقه لهذا كان يحاول إنكار ما سمعه شعرت فيونا بشيء يخترق قلبها، فكرت للحظات وهي تردد
لو انني لم اتسرع
كانت ستستطيع ادخال هذه الفكرة له ببطء واقناعه مع مرور الوقت لكن الان لم يبدو سعيدا وكأنه تلقى صدمة، يجب أن يكون هذا بمثابة ضربة كافية للاضرار بالأمان الذي شعر به
“اووه هكذا أنا سعيد” بنظر فيونا لم يكن هذا ما توقعته، استطاعت ان ترى كتفيه النحيفين يرتجفان قليلا رؤية ذلك لم يجعلها سعيدة حتى ان دخول رئيس الوزراء المفاجئ جعل الاوضاع أكثر غرابة
“جنود الامبراطورية الشرقية يحاربون جنودنا على الحدود الجنوبية”
نظر اليها دانيال ليسحب يده ويشير للوك بإتباعه غادروا الغرفة بصمت ليتبعهم رئيس الوزراء الذي شعر بالاجواء الغريبة وقرر المغادرة، اخدت فيونا يدي ايفان الصغيرة رفع وجهه نحوها لتلتقي أعينهم السماوية شعرت بالقلق من الطريقة التي نظر لها
شعر أسود ناعم المظهر، رموش سوداء طويلة جمال لطيف بريئ، تحول وجه ايفان الذي اذهلته افعالها الى اللون الاحمر بسبب محاولته لكبحه لدموعه، اجلسته فيونا في حضنها لتقوم بعناقه اسندت ذقنها بمقدمة رأسه
“استتجاهلينني بولادته”
ذهلت فيونا من صوته المرتجف وما عنته كلماته سمعت الكثير من الأحاديث أن الاطفال يعانون من تقبل انضمام فرد جديد لعائلتهم ويشعرون بعدم الإستقرار وأنه سيأخد مكانته
عندما كانت عيونهم على نفس المستوى، تمكنت اخيرا من رؤية وجه الفتى بوضوح
“لما تظن هذا؟”
ابتسمت فيونا بهدوء وتواصلت بصريا معه، كانت زوايا عينيه منحنية بلطف، ايفان الذي فتح فمه بعناية سرعان ما حدق في فيونا بوجه محير هذا لأن فيونا كانت تبتسم مجرد ابتسامة بسيطة لكنها لم تكن ساخرة او متكلفة كانت نابعة من القلب
تألم قلبها لانها فكرت بأنه يشعر بعدم الأمان هل يظن بأنها بمجرد انجابها للطفل ستنساه وتتجاهله حتى أن الطريقة التي عرف بها الأمر لم تكن جيدة
“أنت طفلي الاول ايفان، ولادتك كانت بداية لحياة جديدة بولادتك اعطيتني دفعة الاستمرار، جعلت حياتي مختلفة اصبح لها بريق مميز”
تقلصت عيناه لم يرد على كلامها، رفعت فيونا يدها بهدوء ربتت برفق على ظهره
“اعرف جيدا أنك خائف ومرتبك، لكنه شيء بسيط ألا تريد أخ تحميه وتعتني به تراقب خطواته الأولى شخص تلعب معه وتمضي جل وقتك برفقته”
لم يبدو انه اقتنع تماما ولم يعد لها ما تقول
“اذا كانت فتاة هل ستشبهك”
حملقت به بتفاجئ لتتسع ابتسامتها وتمد يديها لتدغدغه
” اثنان وليس واحدة أيضا لن نعرف جنسهم” لو ان الطب متطور لكانو قادرين على تحديد الجنس بسهولة
“هل هما توأم؟”
“صحيح”
اطبق ايفان شفتيه وبقي صامتا لفترة طويلة كأنه يحلل ما قالته ويربط الاحداث
“إذن كيف سنستطيع التفريق بينهما؟”
سؤاله كان منطقيا بدت ملامحهم جدية نوعا ما، حتى انهم غفلوا عن ما يجري خارج الاسوار والسحرة الذين ينتظرون أي أمر منها شخصيا
“معك حق،سمعت سابقا أن الأم تكون قادرة على إيجاد اختلاف بين أطفالها”
“كيف”
“إحساس الأم لا يخطئ” اقفلت فمها كان المحيط حولهم هادئا اطلقت زفيرا حادا ضربات قلبها المتوترة والقلقة يمكن سماعها
نظر ايفان لوجهها الشاحب ارخى شفتيه اخيرا في هذه اللحظة كان يأمل بجدية أن تكون بخير
“أمي ما بك؟”
كانت عيون فيونا الزرقاء المشرقة تنظر له متجاهلة الصداع والدوار الذي أحست به، راقب ايفان فيونا لم يجد أي مشكل بداخل جسدها عندما فحصه بسحره لم يعرف ما بها تحديدا
قامت بتمسيد شعر الطفل برفق، كلما كانت معه شعرت بالسلام
“انا بخير لم يعد يؤلم لنذهب ونرى ما يجري”
اومئ بهدوء لينزل، مد يده لها فكرت بأنه يريد مساعدتها على الوقوف، ابتسمت فيونا للمشهد اللطيف واخدت بيده غادروا المكتب انحنى الفارس الذي أمر بمراقبتهم
“أين هم؟”
الفارس الذي فتح فمه بعناية ليجيب عن سؤالها بوجهه الجاد
“وضعوا بغرفة فارغة أسفل القصر”
“هكذا”
كان دانيال قد استجوبهم بالفعل وتم تبرئة برج السحرة بشكل رسمي لكن مع ذلك ربما يعاقبون وكل هذا عائد للامبراطور ، ما انتظرته الآن هي أخبار من الحدود بذهاب دانيال ولوك لم يكن لها اي شك بأنهم انهوا الأمر بالفعل
تذكرت كيم سوجين ماذا سيحل بها؟ ردد وهي تمشي توقفت أمام النافدة كان هذا اليوم فريدا من نوعه حصل الكثير من الأشياء في ليلة وضحاها
نبض نبض
ايقاع خافت، كان بإمكانها الإحساس بنبضات قلبها ترتفع تدريجيا لم يخبرها أحد لكن شعرت بأن كيم سوجين قد رحلت مجددا
اذا كان بإمكاننا اللقاء مجددا أتمنى حصولك على الحياة التي تحلمين بها أنت ايضا تستحقين أن تعيشي
نظرت لخارج النافدة الثلج الذي لم يتساقط منذ فترة كان يتناثر، حدقت فيونا في الثلج المتساقط كان اول تساقط لهذا العام التفتت لايفان
“هناك خرافة تقول أن اذا رأيت اول تساقط للثلوج مع شخص تحبه فإن حبك سيتحقق، هل سمعت بها من قبل”
كانت تشك بتداول سكان هذا العالم لمثل هذه الخرافات اللطيفة
“ماهو الحب؟”
كانت كلماته مضطربة ونظراته اللطيفة تجعلها تبتسم رغما عنها
“الحب هو ان تريد حماية شخص ما والبقاء معه هذا هو الحب ويختلف مفهومه من واحد لآخر”
“اذن هل تحبينني؟”
“وهل تشك في هذا”
شددت على يده بلطف لتحرك قدميها ويغادروا الممر تفكر بإدوارد وماذا يحدث معهم هناك؟ وكيف ستخبره بحملها تمنت ألا يتسرع دانيال ويخبره أرادت هي أن تخبره شخصيا وتجعلها ذكرى جميلة له
يتبع…