انا حامل بالطفل الطاغية - 28
في هذا المكان حصلت على ذكريات جميلة لن تنسى، الكوخ الذي أمامها يعود لدانيال المنزل الذي قضى فيه طفولته مع والدته بتذكرها لها احست بالحزن كانت أم رائعة استحقت أن تعيش بسعادة
“الكثير من الأشياء تغيرت لكن هذا المكان على العكس” تمتمت بهذه الكلمات قبل أن تغادر متجهة للطريق الذي كانت تهرب منه خلال فترة عيشها هنا تقفز برشاقة من غصن لاخر، تخيلت نفسها وهي تلكم اكليس على وجهه لتتسع ابتسامته أكثر بدت كمجنون هارب من مشفى الأمراض العقلية
توقفت اعلى شجرة كبيرة تطل على السور الذي يحمي القصر لم تعش أي حدث حركي في حياتها لذا ستستغل الفرصة قليلا وتلعب بعقل اكليس، اتسعت ابتسامتها الشيطانية أكثر
“انا متشوقة للعب…!” تسللت ببراعة لداخل القصر كان كل شيء به طبيعي يمر الخدم بإنتظام في الأروقة وكأنهم جاهلون عما يخطط له امبراطورهم
للحظات احست بشيء يجذبها اتبعته بهدوء وكأنها ممسوسة حتى أنها لم تصادف الخدم في طريقها وقفت أمام غرفة لحظة رفعها ليدها لتفتح الباب فتح وحده استطاعت النظر للغرفة بأكملها كانت مرتبة وملكية للغاية بدخولها للداخل أغلق الباب لتنظر خلفها بدهشة
“مرحبا فيونا تشاد” سمعت صوت رقيق بالداخل نظرت للسرير لتجدها كما تركها سيسيل في نفس الوضعية لكن هذه المرة تنظر لها مباشرة بأعين مفتوحة توهجت زرقوتيها في الظلام
أحست كيم سوجين بكمية السحر داخلها لتعبس دلالة على انزعاجها هذه أحد الاستثنائين الذي يحتفظ بهم اكليس غير لوك ودانيال
” من انت..؟” سألت كيم سوجين بعقلانية الإحساس الذي يقول لها بأن هذه الفتاة ليست بسيطة
“اقتربي” أشارت لكيم سوجين لتجلس بجانبها وتحرك جسدها مجددا بغير إرادتها
كيف تتحكم بجسدي بهذه السهولة؟
فتحت فمها لتتكلم لكنها لم تستطيع اصبحت أمامها حاولت مقاومتها لكن بلا جدوى جلست بجانبها لتمسك بيدها وكأن شيء ما صعقها انتفظت من مكانها لتنظر لها بصدمة
“ا….انت ان…ت..؟”
“كما رأيتي انا اليسيا بوديكون أو روحها السابقة” اتضح لكيم سوجين من خلال رأيتها لذكريات اليسيا بأن موتها خطط له من قبل اكليس بإعطائها كل يوم لسم بواسطة خادمتها المقربة حتى اعتاد جسدها على تناوله وأصبحت ضعيفة اختفت شهيتها بتوقفها عن تناول السم الذي كان كعقار للحياة شخصت بمرض نادر لتموت في سن صغيرة تاركة والدها في صدمة لكن القدر لم يرد لها أن تعيش هذا فقط وتصبح ثاني شخص يعاد أحيائه بجسد اخر بعد فيونا
“هل تآمر والدك مع تلك الساحرة..؟”
“على نية احيائي مجددا في مكان ما” رددت بصوت خافت لتنظر لها بأعين فارغة لا حياة بها
“انت تعرفين انه مات”
“من الافضل له أنه مات وان لا يعاني بسبب أشخاص لن يراهم مجددا”
لم يكن لذا كيم سوجين اي شيء لتقوله بقيت تحدق بها لفترة قبل أن يفتح الباب بقوة ويظهر هو معلنا عن وجوده، اختفت الابتسامة عن وجه اليسيا أما كيم سوجين شاهدته بإبتسامة واسعة لن تحتاج للبحث عنه فهو أتى لها بقديمه
“خطيبي السابق لم أراك منذ فترة طويلة” تكلمت كيم سوجين بنبرة صاخبة غير مكترثة
“ماذا تفعلين هنا؟؟” كانت نبرته قاسية بوجهه المتجهم اخافها للوهلة الأولى التفتت لاليسيا ثم له
“جئت لازورك طبعا” شكت بأنه عرف من هي لذا لن تحتاج لتفسير أي شيء نظرت لاليسيا بشرود بسبب كمية السحر لديها تستطيع الهرب بسهولة لكن لما هي لا تزال هنا هل يقيدها بشيء ما؟
احيط جسد اليسيا بنور قوي اغمضت كيم سوجين عينيها واحست بجسدها يرتفع للاعلى شعرت بالشلل في أطراف قدميها لتهوي على الأرض تجاهد لتتنفس، فتحت عينيها نظرت حولها تحاول استوعاب أين هي؟
بدا كقصر قديم لا حياة فيه عطست بسبب الخبار شكت في أنه لم ينظف أبدا منذ سنين
“اسفة لاحضارك بهذه الطريقة” نطقت اليسيا باسف لتنظر لها كيم سوجين بوجه عابس
“على الأقل اخبريني سحرك سيدمر هذا الجسد” قالت بإنزعاج لتلمح المرمي عليه كأنه فأر يصارع الموت
“عزيزي بسببك كانت فرصتي في الحياة ستختفي” رددت كيم سوجين بأعين عدائية اقتربت منه لتصبح أمامه اثنت ركبتيها لتصل لمستواه لمست شعره بلطف قبل ان تشده لتستطيع النظر لوجهه المتألم
“والدك كان يفكر بجعلي محضية لك أنا أكون محضية لا تمازحني”
“ألم اساعدكي في الهرب” نطق بصعوبة ويده موضوعة جهة قلبه حاول ان ينظم أنفاسه لكن بلا جدوى
“تقصد أنا من ساعدتك في أخد العرش ألم اتستر عليك يوم قتلك لوالدك المحب” تذكرت اليوم الذي اتبعته فيه وشهدت مقتل الإمبراطور السابق على يد طفله اكليس
“لم تكن ستجعلني أعيش بعدها لكن بخطبتي للدوق نجوت بأعجوبة هاا أليس كذلك” استمرت في الحديث ووجها يزداد شحوبا، كان هذا الوقت هو الأفضل لتتكلم في كل شيء مضى
“أنت من اخد اخي وذاك الشيء المسمى بالمفتاح أنت ذكي بطريقة غبية اكليس، أتعرف انت تشبه والدك الآن”
“اصمتي” صرخ في وجهها لتشد شعره أكثر التفتت لاليسيا التي تنظر لهم بإبتسامة واسعة بدت مستمتعة بهذا المشهد الذي منحته لها كيم سوجين
“أين الفرسان؟ هل اعطيتهم الأمر بالهجوم على الإمبراطورية”
منذ دخولها للقصر كان الجو غريبا رأت بضع حراس فقط يحرسون الباب وحتى اثناء تجولها داخله لم تصادف سوى الخدم مما يزيد من احتمالية أنهم الآن في اشتباك مع فرسان إدوارد وليو
“هذا يصبح مملا كيف لامبراطور أن يخفي نفسه في قصره بينما جنوده يحاربون؟” تركت شعره من يدها لتنهض تاركة إياه في نفس الوضعية سيموت على اي حال حتى لو استمرت في جلسة الإذلال
“ماذا فعلتي له اليسيا”
” لا شيء منذ مجيئي لهنا وانا اخزنه بالسحر الأسود وجسده الآن سيتحلل أسرع من صرصور ميت”
“تعرفين أن السحر الأسود محضور”
“لم يكن بيدي فعل غير هذا هو من بدأ ويجب ان يدفع ثمن كل الارواح التي قتلها”
“اذن هذا انتقامك تهانينا” نظرت له لاخر مرة وجدته يزحف بعيدا يحاول الوقوف على قدميه التي اصبحوا كالهلام، كان يتجه للشرفة
“أي طابق هذا؟”
” الرابع” اجابت اليسيا على الفور متشوقة لما سيفعله هل سيحاول النجاة كالفرائس أو ينتحر
“ليس له فرصة” نطقت كيم سوجين وهي تتقدم للامام نحوه أحس اكليس بخطواتها ليلتفت بسرعة وكأنه ينظر لوحش وليس لإنسان عادي
“لا تقتربي”
“ماذا ستفعل إذن” كانت تستمتع بردود فعله اكليس الخائف الذي يرتجف كالفأر شيء لن تراه كل يوم،استطاعت رؤية أن الشرفة كانت مكسورة وهو يقترب من نهايتها من دون أن يدري، عجلت من خطواتها ليسقط للخلف سمعت صوت صراخه وانينه لتقترب بحذر لترى ماذا حل به
“اووه اليسيا الصغيرة تعالي لتنظري”
غرز جسده باحد اعمدة السور الحديدة لم يمر وقت طويل حتى تحلل
“شخصيا لا أشعر بالاسف تجاهه” نطقت كيم سوجين مخاطبة اليسيا التي فرقعت أصابعها ليظهر كأس ذهبي
“خدي”
امسكته كيم سوجين لتنظر له مطولا أرادت تحطيمه لأشلاء ترددت في البداية لكنها ذكرت نفسها بما حصل رمته لاليسيا التي تكفلت به
“في هذه اللحظة تمنيت لو ان هذا الكأس يحقق الأمنيات”
“هل ستعودين؟”
” من يدري ربما في يوم ما سأعيش حياة سعيدة كالباقين”
فقدت كيم سوجين الثقة بنفسها للاستمرار مرات عديدة حتى حلمها الوحيد اختفى بمرور الوقت تكوين عائلة سعيدة هذا ما ارادته
“تجيدين سحر التنقل صحيح”
“اكيد” اجابت كيم سوجين لتمسك بيد اليسيا التي نظرت للمكان حولها لآخر مرة المنزل الذي قضت فيه أفضل أيام حياتها
“إلى أين”
“للحدود الجنوبية”
يتبع..