انا حامل بالطفل الطاغية - 24
يجلس على عرش مصنوع من الذهب و المجوهرات الثمينة يرتدي تاج صنع خصيصا له وعلى يد أمهر الحرفيين رجل في الاربعينات من عمره ينظر أمامه بعصبية شديدة كان لعمره اثر على جسده فعمر الاربعينات لا يخفى على احد ملئ الشيب رأسه اللون الأسود بدأ بالانحسار يرتدي اغلى الأقمشة تتناسب مع مكانته ينقر بإصبعه بصبر طغت مكانته المخيفة على جميع الحاضرين.
بلع ريقه وحاول إخراج اي صوت من فمه اي كلمة لن تعجبه سيأمر بقطع رأسه في اي لحظة.
“جلالتك رئيس الحرس دانيال وولي العهد لوك قد فروا إلى الامبراطورية الغربية واتفقوا مع الإمبراطور آد على التمرد”
أحس بسعادة لم تدم طويلا ظن أن هدوئه المفزع هو دليل على نجاته لكن بأشارة للحرس أخد جانبا اختفى صوت صراخه ليحل مكانه الهدوء مجددا، حاول احد الحضور تهدئته.
“جلالتك برج السحرة في يدنا بفضل ذاك الكأس لا شك في نصرنا الامبراطورية الغربية ستكون في يدك وعندها يمكنك التخلص من دوق تشاد وآد بأي طريقة نحتاج فقط للصبر لنتحرك”
بنطقها لهذه الكلمات هدأ الجو قليلا وأصبح تنفسهم منتظم الذي امامهم هو الإمبراطور التاسع للامبراطورية الشرقية اكليس براون بلاكوين الرجل الذي اشتهر بتعطشه للدماء والسلطة ادخل بلاده في العديد من الحروب متناسيا الشعب ومطالبهم حتى وقع معاهدة سلام مع آد مع ذلك هذا لم يرد التوقف هنا طمعه وصل لعنان السماء أراد امتلاك اشياء هو بنفسه لم يقدر على الوصول لها بسهولة.
“اريد رأس دانيال اليوم قبل الغذ أما لوك فأنا أحتاج لقوته السحرية سأجعله دمية بين يدي كما فعلت ببرج السحرة الذي رفض التعاون معنا”
إستطاع استغلال الدوق السابق بوديكون وزرع جواسيس في القصر الامبراطوري وبجانب آد كذلك عرف تحركاته كلها وقع صفقة مع الماركيز ميلر إعطائه منجم للحديد مقابل هذا الكأس الذي ظن بأنه بلا فائدة
بحلول الوقت إستطاع حل ألغاز المفتاح لتشغيله يحتاج لدماء فرد من عائلة ميلر به استطاع التحكم بدانيال ولوك مؤقتا بعد انتهاء مدة التعويذة لم يتذكروا ما حدث لهم إطلاقا واستمروا في حياتهم اليومية كأن لم يحصل اي شيء حتى سافر دانيال بدعوة تحقيق في امور سياسية رفقة الامبراطورية الغربية وهنا انتهى دوره بنسبة لاكليس يعرف جيدا أن دانيال ليس بشخص غبي اذا ابقاه حيا سيكتشف بالفعل عن اعماله الغير المشروعة وسيكون التعامل معه متعبا
ارساله للامبراطورية المجاورة واغتياله هناك كان سيكون أكثر من سبب لبدء الحرب بينهم وهذا ما يريده اكليس وبشدة الاستيلاء عليها مرة واحدة
وقف ليخرج من تلك القاعة الاشبه بمقصلة الإعدام، تنفسوا براحة وبعضهم بدأ في البكاء اخر شيء يريدونه هو الموت كونهم نبلاء متغطرسين أرادوا التمتع بممتلكاتهم أكثر والاستمتاع بحياتهم أطول
فتح الجنود الباب ليدخل لزنزانة قذرة وقديمة مكبل بسلاسل حديدية بيديه وقدميه تدلى شعره الفضي وأخفى معالم وجهه كان مجروحا في جميع أنحاء جسده من يراه سيشفق عليه بالتأكيد فتح عينيه بصعوبة نظر لقدمي الواقف على بعد خطوات منه بضعف
امتدت يده وامسك بشعره لتتقابل أعينهم أخرى رمادية لا تظهر فيها أي مشاعر وأخرى سوداء باردة تشتعل كالنار
“لا تنظر لي هكذا” لم يتفاعل مع كلمات اكليس ابدا ينظر بهدوء ينتظر الوقت الذي سيخرج فيه ويبقى وحده مجددا
“ارسلت دمية لتأخد مكانك هناك” تردد صوت تنفسه بداخل الزنزانة القذرة التي اعتاد على البقاء فيها مقيدا كالكلاب.
“اخد الكثير من الوقت للبحث عن دمية تشبهك والدك لم يشك إطلاقا” اختطاف وريث عائلة ميلر وإرسال شخص ليحل مكانه في ليلة وضحاها أحتاج لدماء فرد من هذه العائلة فكر بالدوقة تشاد ولكن اختفائها سيجلب الكثير من الشكوك
اتسعت ابتسامته أكثر وهو يرى تعابيره تتغير بسبب الألم أمسك بذقنه وبدأ ينظر لوجهه الذي تغير عن اول ليلة له هنا تلقي التعذيب كل يوم لعدة ساعات وأخد دمائه بعد كل جلسة لهم جعل من جسده نحيف
“يجب أن تكون فخورا بنفسك دمائك لها فائدة” ترك وجهه ليمسح يديه بمنديل ويرميه على الأرض كأنه شيء قذر استأذن جندي ليقف بإحترام أمام اكليس.
“جلالة الإمبراطور ملكية الماركيز أحرقت بجميع من فيها وهناك معلومات أن الماركيز وزوجته أحد الضحايا أما بالنسبة لابنهم فوجد خارج الأسوار وهو الآن في دوقية تشاد”
وقع الخبر عليه كالصاعقة كل شيء اختفى منزله المكان الذي عاش فيه منذ نعومة أظافره حرق
مشاعره لوالديه لم تكن مفهومة له لا يعرف هل يحزن على موتهم أو يشعر بالفرح لذهاب سر تعاسته طيلة 16 عشر سنة عرف بشأن الأعمال الغبية التي يفعلها والده مما قلل من محبته له لم يكن والده رجلا طيب وصالح يقتدي به كان العكس شخصيته غريبة لم يستطع فهم مراده
ترددت الجملة التي سئم من سماعها في كل نهاية يوم خلال رأسه “أنت سيسيل ميلر وريثي عليك ان ترفع مكانتنا”
كل ما كان يهم الماركيز هو المال والسلطة أراد الحصول عليهم من دون فعل اي شيء بلا اي جهد
منطق غبي هذا ما ردده سيسيل في نفسه كلما تذكر كلمات والده لم يفتخر أبدا به كأب له أراد التحرر والذهاب بعيدا حيت يمكنه فعل ما يريد بقدر ما يريد بلا اي قيود كما تحررت هي
مراقبتها من بعيد والابتسام لابتسامتها والشعور بالسعادة لنجاحاتها وحياتها المهنية أراد مقابلتها وجها لوجه لكن اذا علم والده لم يعجبه هذا حتى مقابلة اخته الوحيدة ممنوع كلما ذكرتها والدته يصبح والده غاضبا ويردد “ليتني استخدمتها أكثر”
سيسيل يعرف بأنه هو وفيونا سلعة قدرهم بيد الماركيز هل يبيعهم او يحتفظ بهم هي استطاعت التحرر وبناء نفسها بنفسها أما هو
رفع رأسه بصعوبة ينظر لاكليس يحاول سماع ما يقول لكن بلا جدوى طنين قوي منعه شل أذنه حاول التصنت وفهم ما يقرر القيام به
“ارسل شخص ليتخلص منه” استطاع سماع آخر ما تكلم به فهم أنه سيتخلص من بديله الذي أرسله شقت ابتسامة غريبة وجهه كيف لم يتسطع والديه لحد الآن اكتشاف أنه ليس ابنهم سيسيل هو حقا ليس لديه مكان في قلبهم
الآن مع الحرب التي على وشك الاندلاع لن يكون لديهم فرصة لشك في غيابه ولكن بقرار اكليس الذي يجده غبيا سيشكون أكثر وأكثر ولربما هم على وشك حل السر وبداية حرب بلا أضرار
هو الآن يحتاج فقط لطريقة لفك هذه السلاسل التي تقيده وتمنعه عن الحركة وإيجاد طريقة للهرب او سيبقى هنا ليتعفن لمدة أطول
شكر حظه الجيد غادر اكليس ليبقى مع أحد الجنود الذي بدأ في شرب النبيذ غير مكثرت لسيسيل الذي بدأ في إلقاء تعويذة بفضل السحر الذي خزنه في الأيام السابقة
ليس كل شخص يملك السحر موهوب وليس كل شخص لديه سيف فهو يجيد القتال به
برغم ان التعويذة بسيطة إلى أنها سر فك هذه السلاسل أخد منه وقت طويل ليفهم تركيبتها وطريقة عملها
بدأ في تدليك مرفقيه وكتفيه نظر لجسده المجروح في كل شبر منه بشفقة لم يعرف كيف صبر على كل هذا لديه قدرة جيدة على الاحتمال.
يتبع…