انا حامل بالطفل الطاغية - 22
الصمت كان المتحكم في القاعة يسمع فقط صوت تنفس الموجودين هناك، أدارت وجهها للنافدة مرت ساعتين منذ ذهابها لمنزل الماركيز ميلر والد فيونا النهاية الوحيدة والمحتومة لهذه العائلة هي الفشل،انتهى بها الامر في الرواية بمقتل جميع أفراد الأسرة ولربما نهايتهم هذه المرة كسابقها لم يكن هناك اي شعور بالشفقة اجتاحها كانت أدرى بأنهم يستحقون ما سيحدث لهم، مع ذلك ذكرت المؤلفة أن لفيونا أخ غير شقيق بحساب الوقت الذي مر سيكون الآن في سن الثاني عشر، لم تلتقي به فيونا ابدا منذ تجسيدها حتى في الحفلات التي حضرتها من قبل وكأنهم يبتعدون عن اي مكان قد اذهب له.
ومع ذلك لم يكن لها اي اهتمام بهم او عاطفة تجاههم، كانت تشعر بأن الماركيز ميلر كان يحتقر فيونا ويظنها أنها ليست من مستواه لن ولن تفهم كيف يفكر هذا النوع من الآباء يخطئون وينسبون الخطأ لأطفالهم.
انقطع الهدوء بسبب اقتحام أحد أفراد الفرسان للقاعة كان يبدوا عليه التوثر وبالضبط عندما التقت عينيه مع عيون فيونا.
“ماذا يجري؟”
تلفظ الإمبراطور بهدوء بينما عينيه تتجولان، والمثير لدهشة أنه كان هادئا كأنه متوقع لحدوث اي كارثة أخرى، تجعدت حواجب الفارس مما تسبب في ارسال قشعريرة لجسدها.
“قصر الماركيز ميلر قد حرق بالكامل و يبدوا أن الجميع قد توفي بالداخل سوى أخ الدوقة الغير الشقيق قد وجده الحراس نائما بعيدا عن أسوار القصر”
الجميع بدأ ينظر لها بينما هي كانت تبتسم أكانوا ينتظرونها عن تبكي ليس لديها اي علاقة بهم مع ذلك فقد كانت روح فيونا رحيمة بهم.
“اعتني باخي جيدا!”
نظرت حولها بترقب قد سمعت صوت فيونا وظنتها انها عادت للغرفة لكن بعدها تكهنت انها الوحيدة التي تستطيع سماع صوتها.
“استذهبين بهذه السرعة؟…”
“ليس لدي الكثير من الوقت مع ذلك أحتاج إلى استعادة المفتاح من برج السحرة”
كان لها فضول عن سر هذا المفتاح او كيف يبدوا وما هو الهدف من امتلاكه، الكثير من الاسئلة الوحيد الذي يستطيع الاجابة عنها هي فيونا الحقيقية.
“ماهو هذا المفتاح؟”
“كأس يعطيك السلطة والقوة لتحكم بأي قوة سحرية خارجية حتى لو كانت أقوى منك بأضعاف شيء امتلكته عائلة ميلر منذ أجيال خبأوه عن الأنظار لم يعرف بوجوده سوى القليل من أفراد العائلة وأبي قد باعه لبرج السحرة، الآن ما عليكم سوى التحرك الحيوانات الروحية اصبحت ضعيفة ومضطربة السحرة لم يستطعوا السيطرة عليهم بشكل كامل وهم يحتاجون فردا من عائلة ميلر لسيطرة على المفتاح، اشك انهم يستعدون لاستهداف أخي، هو الآن مع الفرسان لذا هذا في صالحنا عندما تشرق الشمس تماما تحركوا”
اختفى صوتها وبدأت فيونا تستشعر حواسها مرة أخرى، في تلك اللحظة كان الجميع عاجز عن الكلام انزعجت من النظرات الموجهة لها نظرت لادوارد وكأنها تعده بأنها ستقدم شرحا معقول في ما بعد، رفعت جسدها عن الأريكة وخاطبت الفارس الذي كان ينتظر بالفعل اي رد منها.
“أين أخي الآن؟”
“الجنود يعتنون به حاليا نحن ننتظر أي أمر منك بخصوصه”
كانت دوقية تشاد الاقرب لملكية ميلر وكانت محمية بفرسان أقوياء لذا أمرت بإرساله لهناك فسيتلقى الرعاية اللأزمة حتى تنتهي هذه الفوضة بهذا نظرت لايفان الذي يجلس أمامها بهدوئه المعتاد بينما لوك ينام بإسترخاء على إحدى الكراسي ولا يهمه ما يحدث، أعادت نظرها لايفان ارادت إرساله ليرتاح في أحد غرف القصر الامبراطوري لكنه رفض بحجة أنه بخير.
انصرف الفارس بعدما انحنى بأدب بمجرد خروجه خطت خطوات طويلة لوسط القاعة اخدت نفسا عميقا تهدأ به قلبها، هم يمتلكون الآن القليل من المعلومات عن العدو لذا سيكون التخطيط متعبا فبمجرد وقوع خطأ صغير لن يكون هناك اي حل لعلاجه.
“دانيال هل هناك اي جديد؟”
تكلمت فيونا وهي تشير لاحد الخدم بوضع الخريطة على طاولة الإجتماعات نظرت مطولا أمامها تنتظره ان ينطق بأي شيء.
“حاجزي لم يستشعر أي قوة سحرية ولكنني أظن انهم ينتظرون تحرك الفرسان في الحدود”
نظرت لدوق لويرس الذي فهم المقصد من وراء تحديقها به وهكذا بدأ رأسه يعمل وينصق الخطط بذكاء بينما البقية بدأوا بجمع المعلومات التي يملكونها، قررت فيونا ألا تستعجل وتتمهل فربما تتاح لها الفرصة لفهم الاوضاع بشكل أفضل فليس كل شيء يمضي بالصدف والحظوظ، أرادت معرفة موقع السحرة بشكل أدق لذا سألت دانيال الذي كان شاردا ويفكر بمهل.
“أين هم بالضبط؟”
“في الحدود الجنوبية التي يحرسها جنود دوقية بوديكون”
كان الدوق الجديد المسمى بليو يرتدي بدلة الخاصة بالفرسان ويحمل سيفه على الجانب اخدت فيونا بعض لمحات وهي تفكر كانت الحدود الجنوبية معروفة بخطورتها هل يظنون أننا لن نفكر بأنهم موجودون هناك رفعت نظرها لدانيال كان وجوده معهم ذا نفع كبير لولاه لكانوا هالكين لا محالة.
تحدث نواه وهو يشرح لهم البنية العسكرية لجنوده في تلك الأراضي ذات الجبال العالية مع العلم انهم يتخدون الحيطة وخصوصا من الحيوانات الروحية، كان يبدوا عليها الإستغراب والفضول لما برج السحرة بقوته ان يتعارض مع الإمبراطوريتين الوحيدتين التي يتعامل معها، نظرت بإستغراب للامبراطور واردفت.
“لما كل هذا يحدث؟مابه برج السحرة؟”
مرت لحظات من الصمت قبل ان يتكلم آد بهدوء شديد.
“في عصر الإمبراطور السابق كنا قد وقعنا معاهدة السلام مع الامبراطورية الشرقية في ذاك الوقت كان السحر اشبه بالحلم من جانب كنا نعاني من التجارة الغير الشرعية ومن جانب آخر لتكاثر السريع للمخلوقات الروحية كان افضل حل هو إيقاف الحرب حتى نستطيع إيجاد حلول للمشاكل الداخلية للامبراطورية حتى ظهر رجل لم يكن كأي شخص آخر لازت أتذكر تفاصيل وجهه وكانني رأيته البارحة الانطباع الذي يتركه لن تنساه طيلة حياتك أطلق على نفسه سيد السحرة وقف بجانبنا وأسس مكانة له رغم انني كنت طفلا صغيرا عندما قابلته لاول مرة كانت له إبتسامة مشرقة، كان هدفه قبل ان يموت هو جعل برج السحرة الذي بناه بنفسه أحد أعمدة القارة بعد مرور عدة سنوات أصبح السحرة يظهرون بشكل متفرق في القارة بالرغم أن سحرهم كان عاديا إلا أنه كان يطير من السعادة ويكرر عصر السحرة سيزدهر مجددا او أشياء من هذا القبيل، لكن الهدوء لم يستمر، وجدوه ميتا في سريره ولا تزال ابتسامته هي نفسها ترك البرج في أيادي تلميذه الأول كانت اخر مرة رأيتها به في حفل تنصيبي للعرش، ومن ذاك الوقت وهو يعترض عن حضور اي حفل كسيد برج السحرة الجديد لربما هو يظن أننا خططنا لقتل سيده”
“هل فعلا خطط أحد لقتله؟”
هذه المرة كان صوت أيفان الذي لا زال متربعا في مكانه.
“الحقيقة أنه لم يكن شخصا خالدا كما ظنوا، مجرد إنسان عادي يحمل بجسده سحر قوي كان بمقدوره معالجة نفسه لكنه رفض طالما تساءل والدي عن سبب عناده وكان رده دائما أنه نجح في تحقيق حلمه الوحيد ولم يعد له اي فائدة في هذا العالم”
اطالت النظر له قبل ان تومئ بهدوء ابتسمت بإتساع قبل ان تتكلم بلا خجل.
“إذن فلهذا بعض العائلات تتمتلك القدرة على إستخدام السحر قد تضاجعوا مع السحرة، تلك الكاتبة اللعينة لم توضح هذه الأمور في كتابها”
نظر لها البعض بقليل من الصدمة، قبل أن تتكلم بثقة وهي تشير للدوق لويرس الذي كان في عالم آخر بينما نظراته تتجه للخريطة.
“ها فكرت في خطة؟”
رفع رأسه لتتقابل نظراته قبل ان يشير لهم بالاقتراب للطاولة.
“هناك مساحة خضراء بالقرب من الجبال لذا أظن انهم يخيمون هناك سنحاول محاصرتهم من كلا الجانبية سنرسل بعض الحراس لحراسة النهر قد يلجأون له في حالة وقوع أي خطأ مع ذلك هناك مشكلة لم استطع إيجاد حل لها كيف سيستطيع الفرسان هزيمة السحرة”
في تلك اللحظة لمعت عينيها وأظلم وجهها، نظرت للشرفة بينما تراجع للخلف لتخرج منه شهقة وهو ينظر للسيف الذي غرس بجانبه ومن كان سوى سيف إدوارد
“اخرج كاسياس”
لم يشعر به أي أحد كان سريع في تحركاته ظل واقفا مكانه يحاول استعاب ماذا حدث رفع يديه ودخل للغرفة من الشرفة.
“لا تقلقوا هذا مساعدي.”
كانت تعرف بأن الإمبراطور وادوارد يعرفان بشأنه كانت قد ارسلته قبل اختطافها أو كما يحب دانيال ان يصفه جولة سياحية، نظرت لهم بهدوء لها مخططات وأفكار تجلب الأنظار.
“مساعدك؟ماذا رئيس نقابة المعلومات مساعدك قولي صديق قولي عشيق ولكن مساعدي!..”
تكلم بسرعة وهو ينظر لها بإستنكار كان بالفعل على وشك البكاء جزء من شخصيته قد ظهر للتو بسببها، ابتسمت بخفوت بينما تحاول جعل صوتها ألطف.
“عليك ان تتخلص من عادة التنصت”
“حسنا،…حسنا،…”
لدى الجميع شيء يسمى بالمنطق الجميع يملكه ولكن هي حالة خاصة، حرك كاسياس قدميه ليرمي نفسها على الاريكة بجانب أيفان الذي نظر له بغرابة.
“أين ذهبت؟”
قالت فيونا بإبتسامة خافتة بينما تنظر للشمس التي تستعد للظهور والإعلان عن يوم جديد.
“اتجول واقتل بعض غرباء الأطوار اييه أتذكر رؤية داك المدلل من برج السحرة صاحب الشعر الرمادي المقرف”
“ليام إذن؟..”
في نبرة كلام إدوارد حملت الكثير من المشاعر، من يظن أن هؤلاء الأربعة،..
آد
إدوارد
كاسياس
ليام
كانوا أعز أصدقاء أمضوا طفولتهم مع بعضهم البعض برغم اختلاف شخصياتهم وأفكارهم إلا ان الاوقات التي اجتمعوا فيها لا يزال لها تأثير عليهم، نظرت فيونا للأشعة الشمس كانت نقطة بداية يوم جديد.
“خلال الوقت الذي يدخلون للعاصمة ستكون نهاية وفشل مجهوداتنا، أولا سيتحرك جنود دوقية تشاد للحدود الجنوبية كنوع من تشتيث بينما الحرس الملكي سيحتجزونهم من كلا الجانبين”
نظرت لدانيال الذي ارسل كمبعوث للامبراطورية رفقة لوك من أجل حل بعض المشاكل حتى يجد نفسه داخل مشكل جديد.
يتبع…