انا حامل بالطفل الطاغية - 20
قد مر على اخر حرب عشرون سنة كاملة برهنت فيها الامبراطورية على قوتها بعد سلسلة من الحروب ضمت بها مجموعة من الممالك المحيطة التي تشكل خطر على الامبراطورية وبينها كانت مملكة أرغون قوتها العكسرية ضعيفة مقارنة بحلفائها وقد كان الاستيلاء عليها اسهل بكثير تم حرق القصر الملكي وبداخله الملك وعائلته المكونة من اربع محظيات واطفاله الخمس عشر مع ذلك نجى الملك بسبب الدوق السابق للدوقية بوديكان.
مع ذلك ترك طفله الغير الشرعي الذي نجى بأعجوبة من تلك الحرب كونه كان شخص غير عادي صاحب قوى سحرية غير إعتيادية، بنى لنفسه مكانة داخل الإمبراطورية الشرقية لكن مع كل هذا لم يشعر بالاكتفاء في كل يوم يمر كان يحس بأنه بلا روح فراق والدته التي كانت امرأة حنونة ذات اخلاق حسنة، كانت خادمة جديدة في قصر الملك لها جمال غريب وجذاب شعر أسود نادر وعيون ذهبية تشع كالشمس انتهى بها الأمر بجذب انتباه الملك وأن تكون حاملة لطفله قررت الهرب بطفلها الذي لم يبلغ سنة كاملة للحدود هي تعرف أنه سيكون بخطر اذا بقي في ذاك القصر لم ترد اي شيء سوى حمايته ولحسن حظها في اليوم التالي كان جنود الدوق تشاد يقتربون من الحدود.
سافرت للامبراطورية الشرقية وبنيت لنفسها مكان هي ولطفلها الذي لقبتها بدانيال، كل من رأه سيعرف أنه طفلها كان النسخة الذكورية من والدته عاش هناك لأكثر من خمس عشر سنة اصبح فارس رسمي هناك وبسبب انجازاته العظيمة تم ترقيته ليكون قائد الفرسان كان سعيد بأنه سيعيش بهناء رفقة والدته التي اصبحت يوما بعد يوم شاحبة بجسد هش وصغير لم يكن هناك اي أمل ان تعيش لاكثر من شهر تخفي ألمها بإبتسامة لطيفة لابنها الوحيد، لم يكن لديها اي ندم عن انجابه فقد كان من يجعلها تشعر بروعة الحياة يعطيها الطاقة لتعيش.
دانيال لم يكن هدفه ان تصبح الامبراطورية تحت سيطرته، حتى بفضل سحره وقوته الجسدية هو يعرف بأنه سينتهي به الامر بالخسارة أراد رؤيتها مجددا تلك الفتاة الصغيرة، في اول لقاء بينهما كانت تحاول الهرب من خادمتها، تلهث بشدة تستند على على جذع الشجرة.
“ماذا تفعلين هنا؟هذه مساحة خاصة”
سأل بترقب وهو يتجه نحوها مدت له يدها راغبة في مساعدتها على الوقوف رفع حاجبيه بتساءل.
“ساعدني على الوقوف قدماي لا تحميلاني”
اردفت بتعب وهي تنظر حولها اخرجت زفير من فمها فلم يكن أحد يتبعها، انحنى قليلا وحملها بين ذراعيه فقد كانت خفيفة مقارنة بمن هم في سنها.
“يا رجل أنت قوي”
“لانني اتدرب كل يوم لاصبح فارس رسمي”
اردف بغرور وهو يتجه لمنزله الصغير الذي يوجد في منطقة بالقرب من النهر الذي يأتي إليه السكان وخصوصا في فصل الصيف.
“هل تسكن هنا؟”
“نعم رفقة والدتي”
“أستنزعج بقدومي”
“لا بالعكس والدتي تحب الأطفال وخصوصا الفتيات”
خرجت ضحكة من فمه وهو يتذكر ذالك اليوم حيت ألبسته والدته ملابس للفتيات كنوع من العقاب وامضى اليوم كله بهم.
نظر لها كان يعرف أنها فتاة نبيلة لكن ليست من الإمبراطورية فصيفاتها لون شعرها غريب ولون بشرتها بيضاء فأغلب السكان لديهم بشرة سمراء، انزلها أمام منزل صغير ذا طابع انيق وبسيط قام هو بفتح الباب لها استأذنت بأدب ودخلت تنظر للمكان بأعين متسعة، ظن أنها ستشتكي من بساطة المكان.
“اتوقع أن العيش هنا سيكون رائعا”
اردفت بحماس و أعينها تتلئلئ بسعادة رغم أن هناك نبرة حزن من صوتها، أدار وجهه لجهة الباب فقد كان يشعر بأحدهم يقترب ومن كانت غير والدته التي رحبت بها بشدة ولم تسألها عن اي شيء سوى إسمها التي ردت بلطافة.
“ادعى فيونا سيدتي الجميلة”
“يالك من لطيفة”
كانت تربط شعرها الاسود ذيل حصان وتحمل بيدها سلة بها بعض الفواكه والخضروات، خمنت فيونا انهما مهاجرون فقد كانو ذو ملامح غريبة ومميزة كلون شعرهم وبشرتهم الصافية البيضاء ولكن أكثر ما لفت انتباهها هو لون أعينهم الذي يبعث على الراحة، نظرت للنافدة بإبتسامة هي أدرى بأن القصر قد قلب رأسا على عقب بسبب اختفائها ارسلت هنا من بين العديد من الفتيات كي يخترن كخطيبة ولي العهد وكأداة سياسية، والدها الآن يستمتع مع زوجته الجديدة.
“فيونا تعالي لقد اعددت بعض البسكويت”
“انا قادمة”
كان يجلس أمامها على الطاولة يستطيع رؤية تلك الهالة السوداء التي تحيط بها ولكن لم تكن شيء يبعث على الإزعاج،احست فيونا بنظراته حاولت تجاهلها واستمتعت بطعم البسكويت قبل ان تغادر، وقفت بسرعة امسكت رأسها بألم لعنت بصوت خافت.
“عمتي يجب ان اذهب قد يكون والدي قلق علي”
كان من الواضح انها تكذب، الفرسان قد اقتربوا من هنا اذا بقيت أكثر معهم قد تسبب لهم الأذى لذا اختارت ان تغادر بأقصى ما لديها وتجد لنفسها عذر.
“لكن عديني ان تأتي مرة أخرى”
“بالطبع”
كانت أدرى بأنها ستكون اخر مرة تراهم فيها لم يعد لديها وقت كافي لتعيش ستأتي روح اخرى ستأخد جسدها، رؤية المستقبل قوة لم تحبها ولم تكن شاكرة بإمتلاكها فقد برؤية وجه شخص ما تستطيع ان تعرف نهايته كيف ستكون نظرت لدانيال وقالت
“انا واثقة انك ستكون فارس عظيم”
آخر جملة سمعها منها ومن ثم هناك لم يرها مطلقا تدرب وثم تدرب حلمه اراده ان يكون حقيقة أراد ان تراه وهو يرتدي زي الفرسان واقف بفخر، بحث عنها لمدة سنتين ما وجده كان
“فيونا ميلر قد أتت للامبراطورية بهدف اختيارها كعروس لولي العهد لكنها عادت لمنزلها بعدما خسرت وهي الآن زوجة لدوق تشاد الحالي هناك”
لم تفي بوعدها وعادت لمنزلها بلا وداع هذا ما كان يخبره به قلبه لكن الحقيقة العكس، حاولت جاهدة الخسارة بكل الطرق في المسابقات لم يعد بإمكانها رؤية الألوان غير اللون الأحمر أصبحت شخص آخر لم تعد تلك الفتاة المملوءة بالطاقة والنشاط في كل يوم تصبح كالوردة الذابلة بلا اي طعم للحياة حتى ذاك اليوم الذي تغيرت بأكملها صارت شخص آخر صاحب شخصية مختلفة وكأن روح أخرى امتلكت جسدها ولكن بالفعل هذا ما حدث فيونا الأصلية ماتت وفي كل مرة تأتي تصبح شخص اخر هذا العالم يتداعى أكثر يتم إعادة نفس الفترة الزمنية وهي بداية فترات حملها لكن هذه المرة جاءت روح مختلفة غيرت كل شيء وجعلت الكون متوازي مرة أخرى.
نظر للمكان الذي هم فيه غرفة بطابع انيق يتوسطها سرير واسع تنام عليه امرأة ذات الوجه الجميل، كان الجو هناك هادئ حتى اقتحم ذاك الصبي صاحب العيون السوداء الغرفة نظر لصديقه ثم للقابعة في السرير وصرخ.
“لقد جلبتها حقا إنه افضل عيد ميلاد على الاطلاق”
“كم مرة سأخبرك هي ليست هدية لك واسمها فيونا”
“لا يهم سيظل افضل عيد ميلاد على الإطلاق، متى ستستيقظ؟”
اردف بحماس وهو يجلس بالكرسي القريب من السرير.
“بعد ساعة تقريبا، انتبه لها انا سأذهب سمو الأمير”
“حاضر دانيال”
صرخ بسعادة وهو ينظر لها بحماس، ابتسم بأتساع وهو ينظر للنافدة.
“أظن أن الوقت قد حان لتتحد الامبراطوريتين مجددا”
يتبع..