انا حامل بالطفل الطاغية - 2
كان اليوم عاديا بالنسبة لها نامت البارحة فور وصولها للفصول الاخيرة من الرواية و استيقظت مبكرا لتذهب للمكتب الذي أعد لها حتى تباشر الأعمال الموكلة لها من إعداد ميزانية القصر وللخدم كذلك،ابتسمت في وجه ميا التي وضعت شاي الزنجبيل على المكتب أمامها.
“الشاي سيساعد في تخفيف التعب الذي تشعرين به”
تردد صوت ميا في أرجاء المكتب شكرتها فيونا بينما تلدد بطعمه حيت وضعت به ملعقة عسل لتحسين من طعمه، نظرت للأوراق المرتبة أمامها ثم أمسكت بالائحة الخاصة بالخدم بحيث اقترب موعد تلقيهم أجورهم.
“قومي بمناداة كبير الخدم”
عند وصول كبير الخدم للمكتب انحنى بأدب لتعطيه لائحة بالأشياء التي يحتاجونها من موارد غذائية وأثاث لتغطية بعض الشوائب داخل القصر وغيرها.
“هل هذا كل ما تحتاجين سيدتي؟!”
سأل كبير الخدم بينما ينظر للقائمة التي قدمتها له.
“نعم هذا كل شيء”
فكرت بإقامة تغييرات داخل القصر.
“افكر بتغيير الأثاث الخاص بالطابق الأول ”
“سأجهز كل شيء تحتاجينه للتغيير”
غادر ليتركها وحدها رفقة ميا التي كانت تقف خلفها، نظرت حولها بملل لذا قررت الخروح في نزهة وإكمال كتابها والبدء في الآخر أعطت باقي اليوم اجازة لميا، بينما وهي تتجول لفت انتباهها النافورة الكبيرة وسط الحديقة لمست بيدها الماء الذي كان مجمد بسبب برودة الطقس.
التقت أعينها بجسد شخص ممدد على الارض اقتربت قليلا لتستطيع تمييزه و من كان غيره الدوق تشاد، رفعت حاجبيها بدهشة رغم أنها كانت ترتدي أطنان من الملابس ولا تزال تشعر بالبرد بينما هو نائم براحة بثياب خفيفة، قررت الابتعاد عن ناظريه ولكنه استيقظ او بالأحرى فتح عينيه الحمراء الدموية.
“الدوقة”
قامت بتحيته بشكل لائق وفي نفسها تشكر الروايات التي قرأت التي علمتها الكثير من الأشياء سواء في الأدب أو عن التاريخ.
“تحياتي لدوق تشاد”
لم تستطع الإستمرار في النظر لعينيه لذا حولت عينيها بعيدا عن وجهه رؤيته وجها لوجه كان مختلفا عن تخيل شكله،كان وسيما حتى الهالة المحيطة به كانت مميزة.
“ماذا تفعلين هنا؟!”
حاولت جعل صوتها هادئ قدر الإمكان.
“كنت اتجول قليلا”
“أ تشعرين بتحسن؟”
“نعم واشكرك على سؤالك سوف اغادر الآن.”
ضغطت على أسنانها وادارت ظهرها لتغادر بسرعة متناسية الكتاب الذي اوقعته في العشب بينما كانت تتكلم معه،تومض عيونه بشدة ليغادر هو كذلك وبيده ذاك الكتاب.
لتبقى هي ساعات وهي تبحث عنه في الحديقة رفقة الخادمات حتى أتت ميا ليتغير لون وجه فيونا وتتأكد أن الدوق قد وجده.
“سيدتي الدوق في غرفتك”
“انا قادمة”
مشت وبجانبها ميا التي تحاول مجاراة سرعتها ماكان يهم فيونا في هذه اللحظة هو الوصول سريعا لغرفتها كانت واثقة أنه قد بدأ في قرائته، دفعت باب الغرفة على عجل مما جعل الخادمة التي كانت تصب الشاي للدوق تنتفض بفزغ.
“أتيتي اسرع مما توقعت”
فتحت فمها لتضحك بسذاجة وهي تمد يدها لتسمك بالكتاب لكنه سبقها في ابعاده.
“انتظري حتى أكمل هذا الجزء، أريد أن أعرف هل افلين ستنتقم من صديقتها”
“سعادة الدوق أعد الكتاب لي”
قالت بمجرد أن طلبت من ميا والخادمة بالمغادرة، تجعدت حواجبه مما تسبب في جفل فيونا لا شعوريا.
“هل اوليفر واقع في حبها حقا أو أنه مجرد مهووس؟”
“بربك اذا لم يكن واقع في حبها فلما سيفعل كل هذه المصائب..”
أمسكت فمها قبل أن تبدأ في شتمه فهي تصبح حماسية كلما ذكر أحدهم موضوع لرواية قرأتها انتهزت الفرصة واخدت الكتاب من بين يديها لتضع بجانبها.
“شكرا لايجادك لكتابي”
“العفو”
طريقة قوله لهذه الكلمة احست فقط أنه يقوم بإيغاضتها فقط، احست بالشجاعة للنظر لوجهه لا تزال غير مقتنعة أن الجالس أمامها هو زوجها.
“أ لديك عمل معي”
“لا هل تخبريني بالمغادرة؟”
“لا..لا فقط أسأل تحسبا”
احست بالتوثر بسبب نظراته المباشرة لوجهها،تثاءبت بتعب.
“هل ستمضي الليلة هنا؟”
“نعم”
سألت بسذاجة وما صدمها هو رده نزع سترته وهي لا تزال تستوعب ما قال.
“هل هذا لا يناسبك سعادة الدوقة”
كان هذا صوت الدوق الذي رفع جسدها ووضعها عالسرير ومد يده ليبعد خصلاتها الرمادية من على وجهها.
“انا فقط مستغربة”
“قررت فقط وضع خلافاتنا جانبا والبدأ من جديد”
قام بوضع يده على بطنها وبدأ في تحسسها وهذا جعلها تشعر بكهرباء تمر بجسدها.
“ماذا تفعل؟!”
صرخت بخجل لتسمك بالبطانية وتخطي جسدها بها.
“هل اصبحتي خجلة من هذا فقط اين هي تلك المرآة التي نومتني وقامت بإنتهاك عذريتي”
أرادت الصراخ عاليا وقول لم أكن أنا ولكن من سيصدقها.
“زاد وزنك عن آخر مرة”
“هل جئت لتسخر مني؟”
أبعدت البطانية عن وجهها بإنفعال شقت ابتسامة وجهه لجعله أكثر وسامة مما مضى.
“أشعر بالفضول عن سبب تغيرك”
“لنقل انني عرفت اخطائي واردت تصحيحها”
“بتجاهلي”
لم تعتقد فيونا أنها ستجد نفسها مولودة في رواية ومتزوجة وحامل أيضا لو كان لها وقت لكتبت رواية عن ما يجري معها.
“اريد احياء تلك الليلة”
“أي ليلة”
رفعت وجهها لتلتقي نظراتها بخاصته، لتفهم ما يقصد.
“لا شكرا”
كان يجلس في طرف السرير بالجانب الأيسر،قالت فيونا وهي تشير لروايتها الموضوعة في الأريكة.
“احضره لي”
رفع جذعه العلوي ليقف ويتجه ليمسك به ويعطيه لها.
“ستقيم الامبراطورة حفلة و الموعد لم يحدد بعد”
“حسنا وسأتقن دوري واجهز هدية أيضا”
استأذنت ميا لتدخل للغرفة ومعها طاولة صغيرة وضعت بها العديد من الأطباق،قام بإطعامها بنفسه وهي لا تزال في مكانها.
تكلمت بسرعة بعدما أتت خادمة أخرى ونظفت المكان الذي تناولوا فيه لتتركهم بمفردهم.
“انظر لا تقترب من جانبي”
لم تتذكر متى سقطت في النوم او ماذا كان يفعل ذاك النائم بجانبها، استيقظت وهي تشعر بشخص يحتضنها من الخلف،بسبب التعب غطت في النوم مجددا، لتفتح عينيها بعدها بساعة لتجد نفسها وحيدة نادت على ميا لتساعدها عالاستحمام.
“ميا اشعر كأنني اصبحت اسمن”
“لا بالعكس سيدتي انتي نحيفة بمقارنة مع امرأة حامل”
“هل اجهز الحمام سيدتي؟”
“اتمنى هذا”
قبل ان تتجه لتستحم سمعت صوت طرقات على الباب لتتجه ميا.
“ماذا يجري يا كبير الخدم؟”
” حضرة الدوق يطلب حضورك لمكتبه”
يتبع…