انا حامل بالطفل الطاغية - 19
كان ينظر بصمت لما يحدث امامه تأكد ان والدته جنت بالتأكيد لم يكن هناك اي طريق يمكنه من الهرب فقد أغلقت كل الممرات وهو الآن محبوس هنا في هذه الحفلة المملة حتى ان تلك الصغيرة لم تأتي بعد.
“متى سينتهي كل هذا تبا!”
تجهمت تعابيره فور سماعه لثرثرة إحدى السيدات جعلته يستمع لهم بجدية.
“هل سمعتي ابنة الكونت ميريفيلد اخدت للاراضي الشمالية”
“تقول الشائعات انها مريضة”
“بل سمعت انها خطبت لنبيل خارج الامبراطورية”
لم يكن بمقدوره سماع الكثير لذا قرر مغادرة المكان فلا فائدة من البقاء هناك جلس بجانب النافدة ينظر بشرود للخارج متجاهلا لكل ما حوله، وهو في سن السادسة لقب بالعبقري الصغير ذا ملامح جميلة ومثالية كان له مستقبل باهر،تنفس كون الحفلة على وشك الانتهاء مع انه اراد رؤيتها مجددا، شعر باقدام تقترب منه نظر خلفه.
“صديقتك الصغيرة لم تحضر”
“من؟”
“فاليريا ميريفيلد”
“هي ليست صديقتي”
“حسنا حسنا للاسف اردت رؤيتها لكنها غادرت المنطقة”
“اذن الشائعات صحيحة”
ابتسمت بخفة تربت على رأسه لديه شخصية تشبه والده سابقا، يحاول اخفاء مشاعره وتجاهلها افسحت له الطريق للمغادرة اما هي اتجهت لتوديع ضيوفها،غادر للمكتبة حيت مكانه السري أراد إتقان سحر التنقل بشدة يريد تطوير من نفسه بأسرع وقت أراد جعلها فخورة به بإبنها الوحيد استقر بالقرب من للنافدة كعادته يحمل بيده اول كتاب لمحه مع انه سريع التعلم يجد مشكلة في تجميع المانا في نقطة واحدة في كل مرة حاول ينتهي به الامر بالفشل او مرميا في ساحة التدريب على ظهره وضع الكتاب جانبا ووقف وسط القاعة.
“لنفكر فقط بمكان قريب”
تمتم بهدوء يحاول بصعوبة تجميع المانا بيده حينها لمعت صورتها بذاكرته ليقع على جسد صغير دعم جسده بيده يفرك رأسه بألم لينظر للمكان بجانبه أثاث باللون القرمزي الفاتح لم يلاحظ القابعة اسفله حتى سمع صوت تألمها.
“ههذا مؤلم”
ذات الشعر الارجواني تفرك رأسها بألم بينما فتحت رماديتها بذهول ارادت التكلم لكنه اغلق فمها بكفه يشير لها بالصمت نظر للباب التي تقف ورائه الخادمة.
“انستي هل انتي بخير؟”
“نعم ايلا”
“هل تحتاجين شيء ما؟”
“لا ثكرا”
كان جاهلا لوضعية جلوسهم المحرجة ابتعد عنها بسرعة يغطي وجهه براحة يده اقتربت منه تريد إشباع فضولها.
ماذا يفعل في غرفتها؟
وفي هذا الوقت بتحديد؟
“انت الثفل من الحفلة ثحيح”
تجاهلها ينظر حوله همه الوحيد كيف سيعود للدوقية نسي وجودها ووالجرح على قدمه الذي لم يعرف متى اصيب حتى، لمحت الجرح الذي كان ينزف اقتربت فاليريا من أيفان فتحت فمها تساءل عمى ستقول بدأت في ترديد تعويذة ذات كلمات حريرية ناعمة، لم يستطع فهمها حتى صعوبة النطق التي تعاني منها لم تعد موجودة مع استمرارها بدى ضوء خافت بتوهج حولهما كلما استمتعت اكثر كلما اقتنعت انها تبدو كلغة قديمة اضطر لاغماض عينيه بسبب النور الساطع انهت اغنيتها التي تزامنت مع تلاشي الضوء تماما، ببطء فتح عينيه مرة اخرى نظر لقدمه لم تكن هناك بقعة دم او اي جرح ابتسمت بسعادة امسكت بيده لتضعها على رأسه كانه تحته ليمدحها.
“ا..احسنتي”
قامت بسحبه للسرير لتجلس بجانبه تلعب بأصابع يدها بتوثر فتحت فمها لتتكلم لكنها سبقها.
“لن اخبر احد بأن ابنة الكونت ميريفيلد تستطيع استخدام السحر وخصوصا سحر الشفاء”
“ااحقا ثكرا لك”
استطاع تكهن سر إرسالها للشمال في هذه المنطقة النائية كان الكونت خائف على ابنته وان يطمع فيها شخص ما فتاة صغيرة لا تعرف كيف تحمي نفسها وهي جاهلة لما ستفعله اذا تعرض لها أحدهم.
“اذن سأذهب”
“الن تعود مرة اخرى؟”
رفعت عينيها برجاء تطلب منه البقاء اكثر كانت تشبه الجرو اقتربت منه قائلة:
“ارجوك ابقى معي اكثر انا اسعر بالملل”
“لكن..”
“ارجووووك”
“حسنا”
كانت تبتسم بإتساع وكانها ربحت كنز من الذهب تتكلم بلا توقف مع انها تحارب لنطق الكلمات بطريقة صحيحة لينتهي بها الأمر تتلعثم،استمتع بكل دقيقة مرت كان يضحك وكأنه لم يضحك من قبل فقط الأجواء من حولها تبعث لنفس الاطمئنان ،غربت الشمس بالفعل وقد حان موعد العشاء،قرر المغادرة قبل دخول الخادمات استأذن قائلا.
“يجب ان اذهب استمتعت حقا بصحبتك”
تمنى ان لا يخطئ هذه المرة ولحسن حظه وجد نفسه داخل المكتبة ليتجه لقاعة الطعام، من ناحية أخرى نظرت للنافدة بملل كانت لحظات جميلة وممتعة لها.
“انتثى بي الامر وحيدثة مثددا.”
“سيدتي العشاء جاهز”
بينما يدخل لقاعة الطعام احس بغرابة الموقف والدته فقط من تنتظره لم يكن إدوارد يترأس الطاولة كعادته، أراد سؤال فيونا لكن قرر التزام الصمت والدردشة معها كسابق،مع ذلك لم يكن لديه موضوع غيرها الفتاة الصغيرة الجو المحيط بها لطيف يشعر بالراحة بقربها على عكس الآخرين ومع ذلك لم يشعر بتلك الإبتسامة التي شقت طريقها لوجهه،انتهى عشاء اليوم بشكل سريع على غير العادة والدته اتجهت لمكتبها بعدما طلبت منه ان ينام معها هذه الليلة وتركته وحده يحاول تخمين ماذا يحدث؟
تنظر للنافدة بصبر قد اتتهى رسالة من النقابة بأنهم سيرسلون أحدا للمنزل كي يحضر لها المعلومات حوله صاحب الأعين الذهبية الغريبة فور إلتقائهم تصبر الأمور أغرب مع مرور الوقت الكثير من الأسئلة لا تعرف إجابة لها لم تشعر بذاك الواقف خلفها.
“مرحبا مجددا”
“لم اظن بأنك ستأتي بنفسك”
جلست في الأريكة بينما هو ظل واقفا يبعد العبائة عن وجهه الوسيم تاركا إياها تنظر له من الفوق إلا التحت.
“واخيرا شرفتنا برؤية وجهك الحقيقي كاسياس”
“انتي تفاجئنني كل مرة اول شخص يناديني بإسمي الحقيقي”
“انا رائعة أليس كذلك”
مدت يدها له تبتسم بإتساع، جلس امامها على الاريكة بفتور واضعا قدميها على المائدة بإسترخاء لا ننكر أنها كانت متحمسة لمعرفة من هو ذاك الرجل ليس لديها شك بأنه خارج الامبراطورية ولربما هو سبب كل هذه العاصفة التي ستهب تشدد الحراسة على قصر الدوق بشكل غريب وحتى هذا الرجل دخلوه لهنا كان معجزة حتى هي لم تحس بقدومه.
“اسرع واعطني ما وعدتني به فأنا لست متفرغة مثلك لدي ولد ينتظرني لكي ننام”
“يبدوا انه يجب ان اكون عائلة انا كذلك لكنني احب طعم الحرية”
اخرج ظرفا من عبائته ووضعه على المائدة أشارت على النافدة وكأنها تقول له غادر انتهت مهمتك، عبست ملامحه تدريجيا.
“ألن تشكريني حتى لقد عانيت وانا طوال هذه المدة كي احضر لك أدق التفاصيل حول أميرنا ”
“أمير؟”
“اقرئيها أولا واعطيني رأيك ستتفاجئين بحق!”
فتحت الظرف بسرعة بدأت تضحك وكأنها لا تصدق ما تقرأه رفع يديه بإستسلام كانت تظن ان ملك مملكة أرغون قد مات بعد الحرب التي انهت جميع أفراد عائلته ومنهم أطفاله الغير الشرعيين ولكن كيف دخل استطاع الدخول للامبراطورية بهذه السهولة وتجول في الانحان وكأنه لا يهمه اي شيء حتى انها صادفته داخل المعبد، رمت على وجهه الظرف كأنه شيء ممسوس.
“أريدك ان ترسله بسرعة للامبراطور”
“عمل آخر ممل، لكن هذه المرة الثمن سيكون باهضا”
“سأعطيك المبلغ الذي تريده فقط أرسله بسرعة”
وقف واتضح فارق الطول بينهما اتجه للنافدة واختفى بعدها، لديها شعور سيء حيال كل ما يحدث ولكن الأكثر ان إدوارد لم يصارحها بأي شيء أكان خائفا عليها؟ ارادت مغادرة المكتب حتى يتسنى لها المبيت مع أيفان فهي لا تحس بالأمان وهو بعيد عنها، اصبح قلبها ينبض بغرابة كأنه يحس بخطر قريب منها، كان الممر تقريبا خاليا من اي بشري وهذا جعلها تحرك قدميها باسرع ما لديها، تشعر بأنفاس احدهم خلفهما حتى قبل أن تنظر للخلف شعرت بأن كل ما حولها يدور ثم لم ترى بعدما سوى الظلام.
يتبع….