انا حامل بالطفل الطاغية - 18
“فيونا هل انت بخير”
تكلم إدوارد بسبب شرودها الغير المعتاد كانت تنظر لصحن الطعام و تقلب الشوكة بملل،أجابت بغير شهية.
“لا فقط انني لست جائعة هذا مافي الأمر؟”
كان أيفان ينظر بصمت لهما يتذكر ذاك الرجل من يكون؟وماهي علاقته مع والدته؟كانت نظرات فيونا واضحة أنها لا تعلم من هو او حتى ماذا يريد منها،استأذنت فيونا لتغادر بعدما طبعت قبلة صغيرة على خد إدوارد ولم تنسى أيفان الذي كان بدوره عقله في مكان آخر.
“هل أطلب الطبيب؟”
“ليس لهذه الدرجة عزيزي”
صعدت السلالم تجر ساقيها بتعب هدفها الوحيد هو النوم على السرير لوقت غير معروف لم يشغل بالها أكثر من ذاك غريب الاطوار كما تسميه هل هو من معارف فيونا،لربما هذا يكون واردا نظرت لنفسها بتعجب لماذا كل هذا على رجل لا تعرف حتى كيف يبدو خرجت من الغرفة متجهة لغرفة الطعام مرة اخرى.
“ماذا يحدث هنا؟”
ردت بنبرة هادئة وهي تحمل الشوكة مستعدة لغرسها في قطعة اللحم.
“أنا جائعة”
“تأكدت تزوجت بمجنونة”
“ايفان من يراك يظن انك رجل عجوز توقف عن الشرود وتناول طعامك”
“حاضر”
رد بطاعة وشرع في تناول طعامه، أما هي فبدأت تتكلم مع إدوارد في عدة أمور متجنبة التكلم عن العمل انتهى عشاء اليوم كسابقاته، وذهب كل منهم لغرفته رمت ثقلها على السرير اغلقت جفونها بنعاس تستعد للنوم فقد كان يوما فريدا من نوعه.
“سمعت انك ستقيمين حفلة”
“ممم نعم”
“ما سبب؟!”
“فقط أريد قليلا من المرح لا غير”
“من أي نوع؟”
نزع ساعته ورمى سترته على الكرسي يجلس بجانبها يستند بجذعه العلوي على طرف السرير زحفت حتى وضعت رأسها فوق فخده تمسك بيده.
“العب بشعري”
تحركت اصابعه من تلقاء نفسها تسبح بين خصلات شعرها،عادت بتفكيرها لصاحب الاعين الذهبية لديها شعور سيء حياله ولكن ليس بيدها حيلة فهي لا تعرف عنه اي شيء الحل الوحيد هي نقابة المعلومات المكان الذي تجد فيه جواب على اي سؤال مهما كان.
“هل هناك ما تريد اخباري به؟”
سألت بهدوء تنظر لوجهه المتجهم عقله في مكان آخر.
“لا”
عقدت حاجبيها بشك تشعر بأنه يخفي عنها شيء ما كان افضل خيار لها هو الصمت حتى يخبرها بالحقيقة بنفسه.
“انت تعرف انا موجودة اذا احتجتني في اي شيء”
انهت حديثها بهذه الجملة لتغلق أعينها مستعدة للنوم، كلنا نعرف انه من المتعب التفكير في شيء انت تعرف انك لن تجد له تفسير مهما بحتث ستجد نفسك في نقطة البداية بلا اي جديد.
أتى الصباح محملا بهواء الشتاء المنعشة،اشعة الشمس تخترق الضباب بعدما ترتكت عباراتها البيضاء بالسقوط ليلا أمام فندق بسيط كانت تغطي وجهها بعباءة سوداء تتأمل بصمت المكان من حولها ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها فور دخولها للمحل تجلس في أبعد طاولة عن الأنظار يقترب منها رجل صاحب جسد متوسط الحجم.
“هل تحتاجين إلى شيء؟”
“كعكة التفاح”
“ماذا؟”
“كعكة التفاح”
“اتبعيني”
كلمة سخيفة مضحكة هي بالفعل رمز لاشهر نقابة المعلومات في الإمبراطورية اتبعته حتى أصبحت أمام باب كبير فتح الباب وتقدمت للداخل يجلس بكل أريحية تستطيع الشعور بنظراته التي تخترق جسدها بلعت ريقها تقدمت اكثر حتى جلست أمامه.
“عن من تبحثين سعادة الدوقة”
رفعت جانب فمها باستهثار نزعت العبائة عن وجهها.
“لا أملك الكثير من المعلومات عنه سوى أنه يملك عيون ذهبية”
“فقط”
“سيكون ايجاده سهلا فذاك اللون نادر وخصوصا داخل الإمبراطورية”
“واذا لم يكن من الإمبراطورية؟”
“ستحضر لي قائمة الاسماء هذا بسيط،كم من الوقت تحتاج؟”
“ثلاث أيام”
“هذا جيد هل سترسل أحدهم او اتي إلى هنا”
“من عيب جعل الدوقة تتعب نفسها بالقدوم مجددا”
“حسنا إلى اللقاء”
خرجت من الفندق متوجهة للسوق فالوقت لا يزال باكرا ولن يكتشف أحد خروجها، لم يبهرها اي شيء داخل ذاك السوق الخاص بالعوام الذي كان يتواجد بالقرب من منطقة شعبية، شعرت بقطرات المطر التي اشتدت اكثر لم يسعها سوى الانتظار فلا يمكنها السير في هذا الجو،جلست بالرصيف تنظر بشرود للمطر حتى انها لم تشعر بذاك الطفل الذي تربع بالقرب منها.
“اهلا”
“ماذا يفعل طفل صغير مثلك هنا؟”
“مم لا شيء فقط اتنزه”
“تتنزه في هذا الجو”
نظرت له بسخرية فمن يخرج ليتنزه في مثل هذا الجو حتى انه يبدو من النبلاء وليس طفل عادي ملابسه نظيفة حتى لو كانت عادية وبسيطة،تنبعث منه رائحة لطيفة لن يحملها طفل من العامة تجاهلت الأمر واكملت استماعها لقطرات المطر.
“ما سر قدومك لهنا؟”
“اشياء تخص الكبار”
“وهل نقابة المعلومات شيء يخص الكبار ايضا”
“اتراقبني يا ولد”
“ببساطة تم إرسالي ولحسن حظي وقعت في طريق سيدة جميلة مثلك”
“لديك فم معسول”
وقفت لتغادر تاركة إياه في مكانه يبتسم بإتساع وهو يلوح لها ماذا ياترى يفعل طفل صغير مثل هذا داخل هذا المكان؟ نظر لظلها بشرود.
“إن هذا ممتع مثلما أخبرني،انا متحمس لما سيحصل!”
كل ما جرى معها لم يكن صدفة خطط لها ببراعة وهي كانت الملكة لها قيمة كبيرة تتحرك في عدد لا محدود من المربعات بجانبها الملك اهم قطعة في احجيتنا لعبة الشطرنج مثل القتال بسيف عليك التفكير اولا قبل التحرك اي خطوة خاطئة ستموث او كما نقول كش مات، لديه تحركات سلسة بارع بمعنة الكلمة لم يسمى بالعبقري عبتا كل ما يشد اهتمامه يأخده حتى بطرق لن تخطر على بالك،اعجب بها ثم قرر اخدها حتى لو كان ثمن باهض يحرك قطع لعبته بمنتهى السهولة لديه العديد من المفاجئات في جعبته فقط ينتظر الوقت المناسب لاظهارها، يراقبها من بعيد هو يعرف جميع خططها هدفه الاول كان هذه الامبراطورية يريدها بشدة ليقوي مملكته، مملكة تهزم إمبراطورية لهو عنوان مبهر للغاية.
“لم يبقى الكثير لينتهي كل هذا، سيحين وقته قريبا”
“لقد عدت”
“هل استمتعت بنزهتك لوك”
“كثيرا انها ممتعة اكثر مما توقعت بل هي رائعة”
“توقف عن لهو وانزع عنك هذا التنكر الغبي”
“مابه أبدو لطيفا”
“أ تمزح؟!”
“لنعتبره مدحا لا غير”
توقف بجانبه لم يعد يبدو كطفل في عاشرة بل شخص في الخامس عشرة من عمره بشعره الازرق الداكن والعيون السوداء التي تشبه الليل في ظلامه بجانبه صاحب الأعين الذهبية صاحب الخطط والملك في لعبتنا المسلية.
“متى سينتهي كل هذا؟”
“لا اعرف”
يتبع…