انا حامل بالطفل الطاغية - 17
تبتسم بإتساع على المنظر اللطيف أمامها ابنها الصغير الذي يبلغ ست سنوات صاحب الأعين السماوية و الشعر الفحمي الاسود الذي يتلئلئ بسبب اشعة الشمس بالإضافة لوجهه البريئ مع انفعالات لطيفة يحاول بجد ابعاد ذاك الذئب ذو الفرو الرمادي قهقهت بخفة تتجه نحوه حاملة اياه.
“صغيري ألم تتعب”
نفخ خده بإنزعاج يشير لبرايف الذي ابتعد متجها للشجرة يتمدد بكسل مستعدا للنوم مجددا، نظر لها أيفان بأعين بريئة.
“هل يجب علي مقابلتهم حقا؟”
سأل بترجي وهو يحدق بها بأعين الجرو الصغير أبعدت نظرها لانها تعرف ستضعف وتمتثل لرغبته كالعادة.
“نعم يجب عليك الحضور إنه حفل شاي وستجد اصدقاء في مثل سنك تنسجم معهم”
“لكنني لا أريد مقابلة ذاك العاهر”
شهقت بقوة موبخة إياه كيف لطفل في السادسة التلفظ بمثل هذه الكلمات.
“من اين سمعت بهذا؟”
رد ببساطة يرفع وجهه ليقابلها وجهه الغير المبالي لا يمكن لطفل في سنه التمتع به.
“انت، سمعتك تخبرين أبي العاهر بدوره قبل مدة وعندما سألته عن المعنى أخبرني بالتفصيل”
“وهل كان عليك فهم شرحه عزيزي الصغير؟”
“ليس ذنبي انني ذكي”
“ثقتك بنفسك عالية كوالدك الفاسق”
“أمي هذا وقح”
“حسنا حسنا اعتذر”
اتجهت لداخل القصر حملته لغرفته غيرت ثيابه بأخرى غيرها أما هي قد كانت جاهزة بالفعل بثوب ابيض مزين من الأطراف، كانت العربة بالفعل تنتظرهم قامت برفع يديها لتحيي ميا التي كانت ترتدي ثياب الفرسان واقفة بالقرب من الباب الرئيسي للقصر رفقة بياترس ركبت العربة وبجانبها أيفان الذي ينظر بإنزعاج للنافدة لم يحبد الذهاب إلى أي اجتماع للنبلاء خصوصا اذا تواجد فيه ولي العهد.
“من يراك يظنك عجوز في الثمانين من عمره ابتسم قليلا يا فتى”
“أمي هل هذه نبرة إمرأة نبيلة؟”
“توقف عن مجاراتي يا ولد”
قرصت خده بينما اخرج لسانه له.
“لماذا تعاملنني كأني طفل صغير؟”
“بصراحة مجاراتك لكلامي لهي اكبر دليل على كونك ناضج ولكن لازلت طفل ذو ست سنوات صغيري”
“امي انا رجل بالغ بالفعل…”
أمسك فمه قبل ان يكمل ما كان يقول،فيونا لم تهتم كثيرا بل وبخته.
“كم من مرة اخبرتك نادني ماما”
“وماهو الاختلاف أصلا بينهما”
“أمي كلمة تقليدية صغيري وانا أفضل مناداتي بماما وأراها على أنها ارق واجمل”
“هل تشعرين بسعادة اذا ناديتك بماما؟”
“وهل هذا سؤال عزيزي؟أنا أحب كل كلمة تخرج من فمك حتى لو ناديتني بالعجوز”
احمر خجلا من تصريحها ابتسم وقبل خدها أصبح يقضي الكثير من الوقت برفقتها هذه الأيام فقد اخدت اجازة من الأكاديمية وهو فعل المثل لم يعد يحضر الدروس اليومية حتى يبقى معها لوقت أطول كانت أكثر من ام بالنسبة له هي كل شيء يحب حنانها وعناقها الدافئ الكلمات اللطيفة التي تتمتم بها له قبل النوم لا يريد الابتعاد عنها فهي أمه وكل شيء بالنسبة له أمسكت بيده فور توقف العربة أمام قصر الدوق لويرس عائلة البطلة الفرعية للرواية تنظر بطرف عينها لايفان الذي اكتفى بنظرة غير مهتمة بما يراه أمامه، واعدت نفسها اذا وقع في حب اليس لويرس ستساعده بكل ما لديها لن تجعله يعاني بسبب الحب، التقت بالدوقة لويرس أمام الباب التي كانت تحيي المدعووين فور رؤيتها لفيونا وايفان تقدمت نحوهم تنحني لهم بإحترام بينما اكتفت فيونا بإمائة بسيطة وابتسامة صغيرة اما أيفان لم يعر اهتمام لاي شيء حتى بعد دخولهم للقاعة ترك والدته تندمج مع السيدات الاخريات ونقصد بالامبراطورة والدوقة لويرس وغيرهن قصد الحديقة وبالضبط المتواجدة بالقرب من السور لم يكن يريد مقابلة نواه او إليانور المزعجة كما يسميها مع انها لديها شخصية لطيفة ولكن عندما تغضب تصبح وحش،سمع صوت أقدام تقترب لذا اختبئ خلف الشجرة التي كانت كبيرة نسبيا لتخطي وجوده عن الأنظار طفلة صغيرة بشعرها البنفسجي الحريري الذي يتحرك بفعل الرياح واعينها الرمادية أنف صغير مع خدود ممتلئة بطريقة لطيفة تمسك فستانها بطرف يدها تتمتم بأغنية بصوتها الطفولي الجميل توقفت عن الغناء تتجه لمكانه تحمل إبتسامة جميلة على وجهها تنادي بصوتها الرقيق الاشبه بالهمس.
“أين اتي أيتتا الثطة الثغيرة؟”
رأت ظل وراء الشجرة لم تفكر اكثر وارتمت تمسك بها، عقدت حاجبيها تنظر بماذا أمسكت، أما هو ظل على جموده ينتظر حركتها التالية رسمت ضحكة طفولية على خدودها الناعمة تغيرت تعابرها فور سماع صوت مربيتها تنادي عليها.
“انستي الصغيرة أين أنت؟يجب علينا الذهاب فالحفلة قد بدأت”
وضعت اصبعها على فمها تشير له بالصمت اقتربت منه أكثر حتى تختبئ عن انظار مربيتها زفرت بإرتياح وهي تراها تغادر المكان رجعت للخلف فور سماعها صوت مواء القطة صرخت بسعادة.
“يااااه وجتتك”
ركضت بسرعة نحو القطة البيضاء الذي لا يختلف لون فروها عن أعينها الرمادية بدأت تتمتم بكلمات غير مفهومة بسبب صعوبتها في النطق لصغر سنها واخيرا شعرت بالذي كان واقف ورائها اتجهت له تحرك يدها بإتجاه لأسفل انحنى بجذعه العلوي قبلت خده بلطافة لم تعر أي إهتمام لاداب النبلاء عرفت بنفسها ببساطة شديدة أما هو رفع شفتيه دليل على استمتاعه بوقته رفقة هذه اللطيفة.
“إثمي فاليريا يمثنك مناداتي بريا وأنت؟”
سألت بفضول وهي تتمسك بشدة بالقطة التي تحاول الهروب مجددا دغدغها ذيلها حتى عطست واستغلت القطة هذا حتى تلود بالفرار مرة أخرى لكنها استقرت بالقرب من قدم أيفان.
“هثه قثتي فيرا.”
لم يحتمل وانفجر من الضحك عقدت حاجبيها تريد سؤالها عن السبب.
“مابك؟”
“لا فقط نطقك انه لطيف”
نظرت له بحنق توجه وجهها للجانب الايسر بغضب ليس بيدها حيلة فهي في الرابعة مع ذالك تواجه مشاكل في الحروف ونطقها بشكل صحيح.
“لم تخبرني بإثمك والان انت تتحك على نثقي”
“اسف اسف”
“اثن ماهو اثمك”
“أيفان”
“اثمك جميل هل تريد عناق اثدقاء؟”
“ماهذا؟”
“أبي اثبرني الاثدقاء يجب ان يعانقوا بعثهم البعث”
“وهل اصبحت صديقك بهذه السرعة؟”
“نعم فأنت لثيف”
لاول مرة لا ينزعج من اقتراب أحدهم غير والدته ووالده امسكت بيده تتجه اسفل الشجرة تستلقي بإهمال على الارض لم تهتم اذا كان ثوبها سيتسخ،أشارت على مساحة بجانبها نظر بقلة حيلة وجلس بجانبها اما القطة فتربعت بحضن فاليريا الصغيرة.
“من أين انتي؟فأنا لم أرك من قبل في أي حفلة”
“امممم انا إبنة الثونث ميريفيلد
يعتبر هذا أول حثور لي في حفلة إثتماعية”
“لذا كان عليك ان تكون في الداخل وليس هنا”
” انا لا احب الحفلات فهي مملة”
لاول مرة يتشارك معه أحد نفس الرأي ظلت على حالها تنظر للسماء الزرقاء التي تجعل من عينيها تتلئلى مثل الجواهر ظل ينظر لها بصمت لم يحاول إخفاء اهتمامه بهذه الصغيرة.
“وانت من اي عاثلة؟”
“إنه سر”
“ماثا؟”
شهقت بإنفعال تشعر انها خدعت بدأت تطلب منه إخبارها فقد امتلكها الفضول لمعرفة اسم عائلته وهو لم يحاول حتى التلميح لها بأي شيء نفخت خدها بإحباط.
“انتت ثرير!”
“انا؟!”
“نعم،الثين يخدعون الاثفال هم اثرار”
“لكنني طفل كذلك ولم اخدعك”
“تبا”
وقفت تنفض التراب عن ثوبها تستعد للمغادرة ودعته بينما قطتها اتخدت عنقها موضع للنوم.
“وثاعا ثديقي الثرير”
“استذهبين؟”
“نعم فقد تأتر الوقت، اثن وداعا”
اختفت من أمامه كلمح البصر، نظر لمكان جلوسها بشرود لم يزعجه اقترابها منه بل العكس استمتع بالحديث معها ومحاولتها نطق الكلمات بطريقة صحيحة لم يملك اي اهتمام بهذا الحفل الملل كما يسميه خرج من دوقية لويرس متجهاا للعربة ينتظر والدته حتى تنتهي فهي تعرف عادته كلما حضر معها أي حفل ولم يمضي الكثير حتى احس بدخول احدهم ومن كانت غير فيونا تتثائب بملل، نطق بجملة جعلتها تسعل.
“ماما هل يملك الكونت ميريفيلد إبنة؟”
“ماذا؟!”
“ماما من الفظ الإجابة على سؤال بسؤال اخر”
حمحمت بسعادة لاول مرة يستطيع أحدهم اه يأخد انتباه طفلها.
“على ما أعلم تدعى فاليريا هي في الرابعة من عمرها وقد كان هذا اول حضور لها في المجتمع الراقي رغم صغر سنها عرفت بذكائها وجمالها”
“هكذا إذن”
“هل هناك سبب لكل هذا؟”
“ممم..ماذا لا شيء فقط…”
“فقط ماذا؟”
رفعت فمها بإبتسامة خبيثة تنتظر جوابه أدار وجهه للجهة الاخرى يغير الموضوع بأحد اخر.
“اين سنذهب؟”
“هكذا إذن، سأذهب للعاصمة لشراء بعض الأغراض والتسوق مع ابني الوحيد”
“هذا فقط؟”
“وشراء هدية لزوجة ابني المستقبلية اااقصد لادوارد”
تلعثمت اثناء الحديث تبتسم بسذاجة لا تزال تعاني من زلة لسانها كما السابق خطرت في بالها فكرة رائعة لذا فور توقف العربة أمسكت بيد أيفان وسحبته للخارج.
“ماذا يحدث؟”
“سأقيم حفلة قريبا لذا يجب ان استعجل في التحضير”
“حفلة؟”
“وستكون حفلة رائعة و ممتعة لك”
“لي؟!”
“اجل اجل هيا حرك اقدامك الصغيرة”
تدخل من محل إلى آخر تطلب المستلزمات التي تحتاجها لهذه الحفلة المفاجئة والتي كانت فكرتها تتمحور كلها عن صغيرتنا الجديدة فاليريا تريد التعرف عليها عن قرب فقد امتلكها الفضول ناحية الصغيرة التي اخدت إهتمام أيفان، اصطدمت بشخص صاحب اكتاف عريضة وقامة طويلة شعرت بأن هذا حدث لها من قبل.
“إلتقينا مرة أخرى انستي الجميلة”
يتبع…