انا حامل بالطفل الطاغية - 16.5
ان يتم رمقك بنظرات القتل تلك من أقرب الاشخاص لديك شعور أحست به في كل يوم لم يكن بإرادتها لم تتمنى أن تكون السبب في موتها لو ان الإختيار كان بيدها لضغطت على الزر الاحمر ستتسألون لماذا اللون الأحمر فهو يرمز الى الحب شيء تمنت الحصول عليه لطالما تعجب البعض عن سبب حبها لهذا اللون والإجابة كانت أبسط من السؤال بنفسه.
“لربما يقوي روح الانتماء داخلي”
عينيها لم تحمل يوما أي برود إتجاه اي أحد تبتسم كالدمية بلا اي حراك هذا هو دورها ستباع في زفاف سياسي كأقرانها هل أحست بالحزن؟ لا بل بالعكس اذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي سيخرجها من هذا المنزل ستغامر وتدخل لسجنها الجديد.
“انا إدوارد تشاد خطيبك من الآن”
اول شيء لاحظته هي أعينه لم تكن تستطيع رؤية الالوان سوى اللون الأحمر الذي كانت بمثابة أعجوبة، ابتسمت له وانحنت بلباقة تعرف عن نفسها بكل هدوء.
“تشرفت بمعرفتك أيها الدوق المستقبلي انا فيونا ميلر سأكون من هذه اللحظة خطيبتك واليد اليمنى لك”
نظراته لم تحمل اي شعور اتجاهها وهي كذلك تنظر فقط لعينيه وتحتسي الشاي كان الجو هادئ بشكل خطير حتى تكلم هو.
“ماخطب عيناي”
“اسفة اذا كان تحديقي يزعجك لكنني اغرمت بلونهما الغير اعتيادي بالنسبة لي”
كان خبر كونها عاجزة عن رؤية الألوان سر لا يعرفه سوى هي والماركيز ومربيتها لو انتشر ستكون مصيبة تعايشت مع نقصها على اكمل وجه كان الكل يظن أنها تعيش مثل الأمراء لكن العكس في كل يوم يسبق وفاة والدتها كانت تعاني بطريقة مؤلمة وبطيئة تتمنى ان يأتي الصباح بفارغ الصبر هل هي لعنة لا تعرف الشعور الذي كانت تحس به اشبه بإقتلاع الجلد من الجسد منذ بلوغها سن الحادي عشر تمر هذه الليلة كالجحيم لم تخبر اي أحد تبقى في غرفتها مع ضوء خافت تصارع الألم لم يهتم بها اي أحد ولا حتى والدها الذي من لحمها ودمها لم تنظر له أبدا بكره بل كانت ممتنة انها خلقت كانت الحياة بالنسبة لها شيء عظيم ولم يختلف هذا ابدا بعد زواجها كانت الدوقة المثالية للامبراطورية بأكملها ولكن يوم بعد يوم كانت تموت من الداخل اللعنة تطورت وأصبحت أقوى سجنت نفسها في غرفتها بلا طعام او شراب الشيء الوحيد الذي يعطيها القوة هو أشعة الشمس ولاول مرة تتمنى الموت ان يطرق بابها كانت تنظر لسقف بأعين دامعة وتتنفس بصعوبة.
“هل ذنبي الوحيد هو انني ولدت لم يكن خطئي بالمرة أشعر انني اموت ببطئ ووحيدة وهذا يجعل ألمي أضعف بكثير على الرغم…”
لم تستطع الاستمرار في الحديث رفعت جسدها بصعوبة لذاك الصندوق الصغير الذي لم يفارقها طيلة الوقت كانت الهدية الوحيدة من أمها التي لم يحطمها أو يرميها والدها صندوق موسيقى.
“انت هو كنزي الوحيد.”
حضنته بيدها لم يعد بمقدورها الصبر أكثر، هي تعترف الان هذا المكان ليس مناسب لها تسللت خارج القصر من خلال الممر السري الذي اكتشفته مرة بينما كانت تتنزه كان عليها اتخاد الحذر في كل خطوة لم يبقى لها الكثير من الوقت وستعود لنفس السيناريو من المقدر لها العيش بهذه الطريقة لن تجد ابدا السعادة في هذا العالم، كان سر زواج الماركيز هو التخلص من اللعنة التي توارتثها عائلة ميلر وهي كانت الضحية في كل جيل تصيب اللعنة الطفل الاول،قبل زواجها وجدت أوراق تخصه في الدرج يبحث لنفسه عن زوجة وابن ليرثه ضحكت بسخرية على اولئك الذين كانو يحكون لها عن قصة حب والديها هو من ضحى بوالدتها التي كانت أميرة لمملكة أخرى تحت قناع الحب لم يشك به أحد أتقن دور الزوج الصالح على أكمل وجه،وقفت أمام باب المنزل مهترئ فتح من تلقاء نفسه شجعت نفسها ودخلت كان منظره من الداخل افضل عشرات المرات من الخارج تقدمت ببطئ حتى وصلت أمام مرآه معلقة على الحائط استطاعت سماع صوت أقدام نظرت تلقائيا للدرج إمرأة في منتصف العشرينات بوجه جميل ومثير.
“أتيت أخيرا”
“هل كنت تنتظرينني؟”
التقت بهذه المرأة أكثر من مرة في أماكن مختلفة وهي من اخبرتها بالحقيقة كل شيء عن والدتها أصلها والسر وراء اللعنة ومخططات الماركيز في بادئ الامر لم تصدق من هذا المجنون الذي يتكلم اصلا مع شخص لا يعرفه ولكن في اللحظة التي اخبرتها عن صندوق الموسيقى والرمز المنقوش عليه لم يكن بمقدورها فقط تصديقها.
“إذن هل تعرفين كيف أتخلص من نفسي؟”
“هناك طريقة ولكنها اشبه بالموت بالنسبة لك”
لم تتغير تعبيرات فيونا وبقيت هادئة تنظر لعينيها بتباث.
“اكملي!”
“إذا مت سيتداعى هذا العالم ويختفي كل شيء روحك ليست مهمة بل جسدك الذي يلعب الدور الرئيسي”
“وكيف..”
“روحك لم تعد تحتمل بمعنى اخر اصبحت ضعيفة يمكننا جلب روح جديدة ونملئ جسدك بها”
“وهل هذا سيجعل اللعنة تختفي؟”
“لا أدري، هو فقط علاج مؤقت ولكن كل شيء يتعلق بنوعية الروح إذا كانت روح الشخص أنانية فلن تتوقف اللعنة اما اذا كان العكس فهذا جيد لك ولها كل الآلام ستشعرين بيها أنت فقط ولربما ستخف اذا تجنبت سعيدة الحظ العقبات”
“وكيف سنجعلها تتجنب كل هذا؟وماذا سيحصل لكل من يفشل؟”
“الجواب على السؤال الاول هنا”
غمزت لها في حين حركت اصبعها بشكل دائري ولم تفارق الإبتسامة وجهها وضعت أمامها كتاب بعنوان “الوردة الجميلة” قلبت الأوراق بتعجب.
“ماذا يعني هذا؟”
“هذا الكتاب مكتوب من وجهة نظر شخص آخر واولهم طفلك”
“طفل؟”
“ألم تعرفي انتي حامل عزيزتي”
كيف لهذا ان يحصل نامت مرة واحدة مع الدوق قبل أسبوعين وحتى أنها اتخدت احتياطاتها، نزلت دموعها كالشلال وهي تتحس بطنها بألم.
“هل هو سيعاني مثلي؟”
“بالنسبة للالم الجسدي فلا ولكن النفسي سيلعب دوره هو كذلك”
“هل يمكنك بدء التحضيرات؟”
“لكي هذا انتظري قليلا”
تركتها وحدها حتى تتحسن من الصعب على بشري تحمل كل هذا مرة واحدة جسدها يكون مركز هذا العالم، نظرت لها بطرف عينها لا تزال على نفس الوضعية شعرت بالشفقة عليها لم يكن بمقدورها فعل اي شيء غير هذا.
“هل انتي جاهزة؟”
“ن..نعم”
“امسكي بالكتاب جيدا وتنفسي ببطئ اجعلي نبضات قلبك هادئة قدر المستطاع”
“حاضر”
عضت على شفتيها وشرعت في تمتمة بكلمات غير مفهومة، كانت فيونا تحس بشعاع يخرج من جسدها تمنت آخر امانيها وهي تستشعر بطنها.
” اتمنى ان تعيش بأفضل طريقة ممكنة لا تستلم لهذا الواقع المعزوم وقاتل، عيش بعالمكِ الخاص كن كما تريد ، ولا تفرض نفسكِ على أي أحد استمتع بالحياة كما يحلو لك واعرف أنني أحبك وسأضل أحبك”
فتحت عينيها تحدق في السقف اعتدلت في جلستها نظرت لسيليفا التي تحمل نظراتها القلق والخوف.
“سيدتي هل استدعي الطبيب؟”
“لا فقط أريد كأس شاي”
“حاضر سأعده بسرعة”
غادرت بخطوات سريعة بينما تركت الأخرى حائرة ويعلو وجهها معالم الحزن كانت هذه الذكريات الفعلية لروح فيونا الحقيقية.
“انا ممتنة لتضحيتك فيونا.. انا ممتنة للغاية”
يتبع..
“كان الفصل عبارة عن ماضي فيونا والأجوبة على كل الاسئلة التي كانت مطروحة في الفصول السابقة اتمنى حقا انني لم اخرج عن محتوى الرواية مع انني احترت في نشر هذا الفصل ولكن اظن انه من واجبي توضيح بعد الأمور وكانت افضل طريقة هي كتابة فصل عن الحقيقة وراء روح فيونا والرواية من الفصل المقبل ستكون هناك أحداث مشوقة وشخصيات جديدة أظن انني لست الوحيدة المتحمسة لها شكراا على دعمكم لحد الآن