انا حامل بالطفل الطاغية - 16
انتشر خبر إستيقاظها في جميع الإمبراطورية اسرع من السرعة نفسها تنظر حولها بإبتسامة صفراء ما كل هذه الرسائل والهدايا بحق الجحيم مكتبها أصبحت سوق نظرت للرسائل بملل هل ستجيب على كل هذا، كان شهرا فريد من نوعه حقا الأكاديمية،..القديسة،…وهي،… شفقت على نفسها وشرعت في العمل الذي تكدس فوق الطاولة ، نظرت أولا لجدول يوم الغذ وقد زال تعبها فجأة سيكون اول يوم لها في الأكاديمية، ومن ثم ستذهب في زيارة للمعبد كان بالفعل قد مر على استيقاظها خمس عشر يوم لم تتحرك فيهم من على السرير بسبب أوامر إدوارد وتحذيره للخادمات في بعض الأحيان كانت تأتيها أحلام عن طفولة فيونا لم تفهم بعد قصتها ولكنها تشك في أن هذا العالم لهو ليس مجرد رواية طبيعية، استقامت واتجهت للشرفة تنظر للخارج بشرود تشعر كأنها تدور في دوامة تعود لنفس النقطة كلما علمت بمعلومة جديدة، تنهدت بتعب وعادت لعملها من جديد، وضعت آخر ورقة على الطاولة تدلك فروة رأسها بإجهاد.
“اخيرا انتهيت، لم اتوقع حقا انني سأفعلها في هذه المدة القصيرة”
نظرت للاوراق المرتبة بعناية بفخر غادرت المكتب تمشي بالرواق بهدوء في تلك الأثناء كان الدوق قد عاد لتوه للدوقية استقبلته بفرح وهي تمسك بيده بتملك.
“ما سر كل هذا اللطف؟”
تساءل بنية المزاح وهو يبتسم بإتساع بينما هي تنفخ خدها بعبوس طفيف تقوده لداخل الغرفة الخاصة بهم.
“هل يجب ان يكون هناك سر حتى استقبل زوجي بعد يوم حافل بالعمل؟”
“إذن الأمر هكذا”
اتجهت للحمام بخطوات سريعة جهزت المياه مع المعطر وساعدته على خلع سترته.
“انت استحم بينما انا سأذهب لإشراف على تجهيز العشاء”
كانت سعيدة لسبب غير معروف مع كل هذه الأمور الغريبة التي تحصل لها لكنها تشعر بالرضى عن نفسها تتنفس،.. تاكل،.. تمشي،.. تنام،.. بالأحرى هي ممتنة وراضية بما لديها اتخدت قرار انها لن تمضي وقتها فقط بالتفكير وطرح الأسئلة التي ستعرف إجابتها في أحد الايام، صفقت لنفسها وهي تنظر للطاولة امامها كل شيء رائع شكرت الخادمات والطباخ على جهدهم وسارعت لغرفة أيفان فمنذ اليوم سيتناول معهم الطعام أمسكت بيده الصغيرة تدعمه على الحركة كان يحاول جاهدا ألا يقع ينظر لقدميه وهي تتحرك للأمام حتى وصلوا للسلم واكملت الدرج بينما تحمله بين يديها،دخلت للقاعة كان يترأس الطاولة إدوارد جلست في مقعد بجانبه وشرعت في إطعام أيفان بينما إدوارد يطعمها هي من حين لآخر.
“ابعده عني إدوارد”
تبعد رأسها وهي تعبس بتقزز، تكره السمك اكثر من أفلام الرعب.
“انه لذيذ جربي”
“انت تعرف انني لا احببه”
“فقط قطعة”
“قطعة واحدة فقط!”
فتحت فمها لتستقبل الشوكة فتحت عينيه وهي تتلذذ بمذاقه.
“لم اعرف حقا بأنه لذيذ”
“ومن هذا الاحمق الذي لا يحب السمك”
“انا و لكن كنت”
“خدي”
مر عشاء اليوم كسابقيه نام أيفان في حضنها لتأخده المربية لغرفته، تستند على مقدمة السرير رفعت رأسها تزامنا مع جلوسه بجانبها نظرت له مطولا ابتسمت وهي تراه يستند بجذعه نحوها واضعا رأسه فوق قدميها.
“داعبي شعري”
رفعت يداها مداعبة لخصلات شعره الفحمية وهي تلفها برقة حول أصابعها فتحت فمها لتتكلم اتخدت قرار بأن تحكي له كل شيء حتى لو لم يصدقها ستكون قد افرغت هم كبير بالنسبة لها.
“انا لست فيونا”
“…..”
نظر لها بهدوء لم يجبها بل سمح لها بأن تكمل ما بدأت.
“كنت إمرأة في متوسط العمر من المستقبل دولة اسمها كوريا أصبت بمرض ونقلت للمستشفى لم يكن لدي اقارب او حتى اصدقاء تخلى عني زوجي وأصبحت انام واستيقظ في المستشفى توفيت عن طريق الخطأ وعندنا فتحت عيني وجدت نفسي هنا في بداية فترة الحمل خلال الشهر الاول تقريبا، والغريب في الأمر انني اعرف كل شيء عن هذا المكان كانت رواية قد قرأتها قبل موتي وقد كانت نهايتي انا الدوقة تشاد الموت لم استوعب الأمر في البداية لكنني اعتدت كل ما كنت عاجزة على الحصول عليه في حياتي الأولى استطعت تحقيقه هنا، وقعت في الحب اصبحت لدي عائلة استطعت الحصول على أصدقاء وتغيير مصيري ولقائها”
“من”
خرج سؤال من فمه ولا تزال اعينه تحدق بها بكل ثبات.
“فيونا في فترة غيبوبتي التقيت بها لم تكن حقا شخصا سيء كانت تبتسم مثل الملائكة بدت سعيدة في ذاك المكان اخبرتني ان روحي مختلفة عن الآخرين مع انني لا اجدها مختلفة البتة في بعض الأحيان أحلم عن طفولتها تعلمت أن الانسان لا يتغير لسبب واحد بل أسباب تعود لطفولته مع انها لا تقربني بأي شيء لكنني شعرت بمدى تعاستها في كل ثانية تمر عليها الماضي الخاص بي كان هينا مقارنة بها فلا زلت املك ذكريات جميلة من طفولتي على عكسها،كانت تبحث عن مكان شخص يتقبلها كما هي مكان عندما تعود له تسمع ب”اهلا بعودتك””
تنفست براحة وهي تخرج كل ما في قلبها لم تعد تملك اي أسرار الآن كل شيء كان لها تشاكرته معه نظرت له مطولا ثم ابتسمت ببرائة وهي تلمس وجنتيه بحب.
“هل تشعرين بالراحة الآن؟”
“للغاية،هل تشك في أمري”
“لم اشك فيك لمرة واحدة هل تعرفين لماذا؟لانني أحبك احببتك لأنك انتي، انا لست شخصا كامل لكن برفقتك احس بأنني شخص عظيم تربعتي على عرش قلبي بطريقة غير مباشرة عزيزتي”
“انت حقا تجيد الحديث بطريقة لبقة”
ختم حديثه بقبلة على سطح يدها لترتسم ابتسامة راضية مرتاحة على وجهها.
“احبك أيها العجوز”
“هل ابدو كعجوز في نظرك؟ تعالي لاريك من هو العجوز”
“انا كنت امزح فقط”
ركضت متجهة للحمام حتى تختبئ لكنه أمسك بها وحملها على كتفه وهي لا تزال تحارب ضحكتها وضعها برفق على السرير ينظر لها بحب طبع قبلة صغيرة على جبهتها وهو يتمتم بكلمة واحدة كفيلة بهدم كبريائها.
“أحبك”
كانت هذه الليلة مختلفة عن باقي الليالي هم انزاح عن كتفيها نظرت للسقف بأعين تلمع ببريق غريب وابتسامة تزين وجهها لم يكن بمقدورها النهوض بسبب اليدين التي تحيطها بإحكام كان مثل الطفل الخائف من ابتعاد أمه عنه،الوقت كان لا يزال باكرا لذا بقيت على حالها لم تتحرك تحب هذا الحضن الدافئ وان تكون بقربه احست بحركته لذا اتجهت نظراتها لوجهه كان ينظر لها بهدوء ونبضات قلبه المسموعة تدق بلحن يعيد الحياة لها من جديد.
“صباح الخير”
تكلمت وهي لا تزال تنظر لعينيه شعره مبعثر بطريقة لطيفة فوق جبهته عبس لنفسه لا يستطيع التوقف عن الابتسام بجانبها.
“هل لا تزال تشعر بالنعاس؟”
سألت بعدما اغمض عيناه وشدد من احتضانها أحبت هذا التصرف اللطيف منه أرادت البقاء هكذا لوقت أطول ولكنها ستتأخر فيجب عليها أن تكون هناك قبل تجمع الطلبة، لكزته بخفة على خصره تحاول ابعاده لكنه كالصخرة لا يتحرك.
“هيا إدوارد سأتأخر”
“ماهي كلمة السر؟”
“أحبك”
“لا”
“عزيزي”
“ليست هي”
“حبيبي”
“ولا هذه أيضا”
“معشوقي”
“لا”
“إذن ماهي”
توقفت عن التنفس إثر قبلة اللطيفة على شفتيها ابتعد عنها ليتجه للحمام يتركها تتحسس قمها بوجه مكتسح بالخجل سمعت صوت إغلاق الباب حضنت المخدة وأصبحت تقفز مثل المجنونة غافلة عنه.
“طفلة”
“ممماذا تفعل هنا؟”
“انظر لزوجتي تقفز على السرير كالطفلة الصغيرة”
“ألم تدخل للحمام”
غمز لها بتسلية وهو يتجنب الوسادة المرمية في اتجاهه خبأت وجهها بيديها تلعن تصرفاتها الطفولية.
“انه فقط زوجي لم يحصل اي شيء غير طبيعي فقط اكتشف جانب مخجل مني ليس هناك اي شيء يدعوا للنحيب عليه”
هدأت نفسها وهي تحبس دموعها من الهطول جهزت نفسها أمام المرآة ارتدت فستان رمادي
اللون يتماشى مع لون شعرها الذي جعلته حر بضفيرة بسيطة من الجانب قبل خدها من الخلف وأمسك بيدها حتى يتناولوا طعام الافطار معا غادر كل منهما منفصلين بعربتين مختلفتين تتحرق شوقا لبدأ العمل فور ما وقفت العربة أمام الباب الرئيسي نزلت راكضة قبل حتى ان يستطيع سائقها ان ينزل شكرته واسرعت من حركتها كانت تنتظرها فتاة بمقتبل العمر ذات شعر بني واعين خضراء ابتسمت في وجهها وهي تتقدم اكثر نحوها.
“تشرفت بلقائك أيتها الدوقة تشاد انا سأكون مساعدتك منذ هذه اللحظة ادعى سيلفيا يوسيل لي الشرف بلقائك”
كانت نبرتها مهذبة للغاية طبطبت على ظهرها وهي تحتها على التحرك بسرعة دخلت لمكتبها الذي كان أكبر من مكتبها في الدوقية أربع مرات في الجانب الأيمن تقع مكتبة صغيرة عليها عدة رفوف تزينها كتب بمختلف المواضيع وقد كان لها تصميم فريد من نوعه شكرت الإمبراطور في داخلها وهي تجلس على كرسيها براحة تنظر لسيلفيا التي شرعت في تقديم تقرير عن الشهر الماضي بكل تفصيل ودقة.
“هل هناك اي مشاكل يعاني منها أي من الطلاب في هذه المدة؟”
“حاليا كل شيء بخير”
“هذا رائع”
“سيكون هناك اجتماع صغير بينك وبين المعلمين والطلاب”
“متى؟”
“بعد قدومهم على الفور لن يستغرق الأمر أكثر من عشر دقائق”
“هكذا سأتنزه في الجوار قليلا جهزي لي كل الأوراق المالية والمنهج الدراسي الذي قرر اعتماده داخل الأكاديمية خلال عودتي سأتفقذهم”
“حاضر سيدتي”
تغيرت بعض الاشياء خلال فترة غيابها زارت اولا المكتبة التي تميزت بضخامتها وتنوع الكتب فيها اعتبرت في المركز الثالث بعد المكتبة الامبراطورة والمكتبة دوقية تشاد مرة الوقت بسرعة وهي تمشي بلا وجهة فقط تنظر نحوها بهدوء حتى نظرت للخلف تستمع لصوت الساعة المعلقة اعلى البرج وهي تعلن عن وقت بداية الدوام اتجهت بسرعة لمكتبها حيت كانت سيلفيا تضع الاوراق بعناية على المكتب هاهي الآن تقف أعلى المنصة تتكلم باسلوبها الراقي لم تعد تشعر بأي توثر ابتسمت لهم فور تعالي التصفيقات.
“هل هذا كل شيء؟”
“نعم سأجلب لك النسخة الأصلية من المواد التي أضيفت فورا”
كان عليها مراعاة الانظمة التي قررت بالإضافة لتحديد الميزانية التي تزداد كل شهر، اخر شيء كان لهذا اليوم هو توقيع بعض الاوراق الخاصة بالمتقدمين للتدريس فيجب عليها الاختيار بعناية فائقة فالمعايير هنا هي القدرة والتجربة السابقة حتى لو كانت بسيطة استندت على الكرسي بجذعها الخلفي تمدد يديها بتعب كان بالفعل قد حان الموعد لزيارة المعبد ركبت داخل العربة بكسل قررت اخد قيلولة صغيرة حتى تستعد نشاطها وبالفعل قد بحرث لعالم الأحلام متناسية نفسها،استيقظت على إثر صوت حركة عجلات العربة نظرت من خلال العربة بأعين شبه مفتوحة كانو على مقربة من البوابة التي تزينها نقوش غريبة ساعدها أحد فرسان المعبد على الترجل من العربة وشكرته وأكملت طريقها غافلة عن الجسد الذي سار أمامها معرقلا حركتها حتى كانت على وشك السقوط، لكنه امسكها في اللحظة الأخيرة انفجرت امام وجهه متناسية اخلاقها تلعن وتشتم.
“ألا ترى امامك يا هذا كنت ستكسر أنفي”
ابتعدت عنه حتى من دون سماع اجابته او حتى رؤية وجهها عن قرب اكتفت بالنظر لعينيه الذهبية من خلف عبائته السوداء تخطته حتى ابتعدت عنه كليا وهو ينظر لها من الخلف
“سيدي اين ذهب مرة اخرى؟ قلب المعبد رأس على عقب”
“فقط وجدت شيء مثير للاهتمام”
يتبع…