انا حامل بالطفل الطاغية - 14
تجلس بتوثر في العربة تمسك بطرف فستانها بقوة تنظر يمينا ويسارا،حاول تهدئتها لكن من دون جدوى اليوم هو افتتاح الأكاديمية منذ الصباح حاول طمئنتها أن كل شيء سيمر بخير هي لن تشارك في حرب او ما شابه أرادت تذكر ماذا ستقول في الافتتاحية ضربت مقدمة رأسها بيأس نسيت كل شيء أعدت له في الشهور السابقة.
“قلقك هذا لا جدوى منه كل شيء سيمضي على خير”
“كيف لا أقلق ن..نسيت كل شيء”
تنهد بقلة حيلة جلس بجانبها وعانقها دندن بكلمات لعلها تريحها وتهدء أعصابها وقفت العربة نحو مبنى ضخم ساعدها على النزول تمسك بيدها واتجهوا للممر الرئيسي تستطيع رؤية وجوه منبهرة من دقة كل شيء في أشهر قليلة استطاعوا بناء اول أكاديمية في الإمبراطورية هذه الزخارف الملونة تمنح طاقة عميقة وعريقة يمكن لأي شخص الدخول إليها بغض النظر عن مكانته فقط يجب عليه اجتياز إمتحان القبول هذا هو الشرط الوحيد سيبدأ الاختبار بعد شهر من الآن لتتخرج تحتاج التمكن من كل المواد لمدة أربع سنوات ثم تحصل على شهادتك التي تعتبر مثل الكنوز لم يفكر النبلاء كثيرا حتى سجلوا أبناءهم في اليوم التالي من الإعلان على انتهاء البناء، انصدمت من كمية طلبات التسجيل ومما زاد صدمتها طلبات لامراء من ممالك اخرى قريبة، دخلوا لقاعة كبيرة تتوسطها خشبة ذات زخرفة معمارية متطورة لم يتواجد بها احد غير العائلة الحاكمة أما بالنسبة للنبلاء الآخرين يتجولون في الأنحاء حتى يحين موعد الافتتاح سرعت نحوها الامبراطورة وافلتت يد إدوارد حتى تعانق الين، اتجه نحو الإمبراطور وكأنه قنبلة موقوثة تنتظر موعد الإنفجار كان يكتم ضحكاته بصعوبة نظر للامبراطورة وهمس
“سأموت بسببك”
حاول تهدئته بجميع الطرق الممكنة، لم يقدر على التحمل وانفجر ضاحكا نظر له بشر وتوعد بداخله انه سيدفعه ثمن كل هذا، حان الوقت وبدأ الحضور في الدخول لم تكن هذه القاعة مختلفة عن الباقي من ناحية الرقي، لم تمر مدة حتى صعد الإمبراطور لمنصة وألقى التحية على كل الحضور سواء داخل الإمبراطورية او خارجها لم تتعجب فيونا من طريقة حديثه اللبقة وأسلوبه الناضج رغم صغر سنه فعمره وعمر الدوق متقارب فهما في أواخر العشرينات، إستيقظت من دوامة افكارها بعد ذكر إسمها
شهيق…… زفير…..
صعدت للخشبة وبدت في الحديث لم يختلف اسلوبها عن الإمبراطور بل تستطيع الشعور بهالتها وشخصيتها القوية فقط من خلال تحركاتها شعرت بالراحة فور انتهائها تعالت التصفيقات من كل الجهات شكرتهم على حضورهم وواعدت انها ستبذل مافي وسعها لتحقيق توقعاتهم وترفع مكانة الأكاديمية للأعلى.
“كنت رائعة فيونا”
ركضت الامبراطورة بطفولية لفيونا وعانقتها، كانت متوثرة لحد اللعنة سألت نفسها اين وجدت كل هذه الشجاعة للوقوف على الخشبة ولم تسقط، كانت نظرات ادوارد لا تبشر بالخير البتة أتت لها فكرة.
“ألين ما رايك ان تأتي غذا وتحضري سمو الامير والأميرة للعب مع أيفان”
“اظنها فكرة رائعة سنقضي يوما رائعا”
“هيا بنا”
تدخل إدوارد بينهما وسحب فيونا معه ودعت ألين وذكرتها ألا تنسى فمن عاداتها نسيان المواعيد والخطط،حاولت مجاراته في خطواته وقد نجحت تنفست بصعوبة في العربة التي انطلقت في اتجاه الدوقية
“أ أنت تشعر بالغيرة؟”
“وماذا في ذلك”
“ومن ألين!”
“انها دائما تختطفك مني وكأنها تتعمد الأمر”
“اانت طفل حتى تعبس هكذا”
اقتربت وجلست في حضنه قبلت خده لفت يديها حول عنقه واقتربت من وجهه بمشاغبة حاول كتم ابتسامته حتى يعرف ماذا ستفعل بعد هذا، اقتربت أكثر وقد كانت على وشك…. توقفت العربة بالقرب من الباب ابتعدت وخرجت أما هو اغمض جفونه بإنزعاج أهذا وقته حقا!؟
كان أيفان في شهره التاسع أصبح يستطيع الوقوف بمفرده و المشي لخطوات أطول من الأطفال الآخرين يتعثر أحيانا ولكنه ينهض ويستمر على هذا المنوال طيلة اليوم يجب مراقبته اربع وعشرين ساعة فهو مشاغب حقا، صعدت على الدرج وهي تبتسم تساءلت كيف هي تعابيره يا ترى؟أرادت تغيير هذا الفستان قبل ذهابها لغرفة أيفان كانت بياترس داخل الغرفة تنظف الزجاج لم اعرفكم على شخصيتنا الجديدة بعد الخادمة الشخصية الجديدة لفيونا أصبحت ميا الحارسة الخاصة بها بينما نابت عنها بياترس كان لها وجه بريئ تبلغ من العمر 20 عام توطدت العلاقة بينهما بشكل كبير في أشهر قليلة بسبب كونها لطيفة وسريعة البديهة ارتسمت ابتسامة على وجهها فور رؤيتها للفستان الرقيق الموضوع بعناية على السرير وكأنه ينتظر احدهم لارتدائه، انحنت لها بياترس واقتربت لتساعدها على التغيير نظرت من الشرفة كان الدوق يقف على مقربة من ساحة القتال التي لا تبعد الكثير عن غرفتها يراقب الفرسان وهم يتدربون ولا يزال بثيابه الرسمية التفتت بسرعة وطلبت من بياترس إخبار كبير الخدم بشأن زيارة الامبراطورة في الغذ، توقفت في غرفة أيفان التي تغير الديكور الخاص بها قبل مدة قليلة بقي ثلاث أشهر على موعد عيد ميلاده هي متحمسة للغاية للاستعداد له، كان يجلس بين كومة من الألعاب ويبدو كدمية منحوتة بدقة حملته عاليا كطائرة محلقة في السماء.
“هل حبيبي يستمتع بوقته؟”
اندمجت في اللعب معه حتى دخل الدوق للغرفة لم تشعر بوجوده قط، استأذنت المربية وغادرت بهدوء سمعت صوت إغلاق الباب لذا وجهت نظرها للخلف كان يتكئ على الباب أشارت له للاقتراب جلس بجانبها على السجادة المريحة حمل أيفان في حضنه تربعت فيونا أمامه وبدأت في اضحاكه.
“هل تعتبرين نفسك سيدة هكذا؟”
رفعت رأسها بتفاخر ونقرت جبهته بأصبعها.
“أنحضر حفلة شاي عائلية صغيرة”
“بشرط ان تعدي الشاي بنفسك”
“لك هذا”
وأفضل مكان للنزهات هي الحديقة الخلفية، جهز الخدم المكان مع المقبلات والشاي الذي أعدته قبلا بينما أيفان يستكشف المكان بفضول.
“قمت بتحضير الشاي بالحليب ارجوا ان ينال إعجابك”
“شاي بالحليب!؟”
ابتسمت فهذا ليس شائع في هذا الوقت، كونها مهوسة بالروايات افادها في شيء ،لم يتردد واحتسى منه شعر بالدفئ يلفه كانت الرائحة الشاي تتمركز في انفه بشكل خاص.
“ما الأمر ألم ينل إعجابك؟”
“لا بالعكس تماما إن مذاقه رائع”
“هذا رائع، ااه امسك بأيفان قليلا حتى اجهز زجاجة حليبه”
بدأ أيفان يصفع وجهه بيده الصغيرة والآخر يحاول عض اصابعه كنوع من الممازحة،تذكرت آخر رحلة مع والديها قبل حدوث تلك الحادثة ومن هناك اصبح لقبها يتيمة، ارتفعت شفتيها في ابتسامة خافتة.
“ما خطب ابتسامتك هذه”
“اتأمل وجهك الوسيم”
“فقط وجهي”
اخفضت رأسها بينما تتحسس خده طبع قبلة صغيرة طرف كفها نظرت لعينيه، لم يقل شيء واستمر في النظر لها بصمت اتجهت يديه تدريجيا لشفتيها، كان أيفان يحاول بجهد ان يقف ويصل لمستوى عنقه كان بالفعل يملك أسنان لكن ليست كاملة لكنها حادة اقترب شيء فشيء حتى عض عنقه فور رؤيتها لهذا المنظر انفجرت لم تستطع التوقف عن الضحك، أبعده بصعوبة عن عنقه وحاولت توبيخه،حملت بحضنها أيفان.
“انظر كم يحبك”
“أ تلك أسنان بشرية”
“لا تسخر منه انه طفلك”
“أشعر ان حيوان عضني”
“إدوارد انها ليست عميقة بالإضافة أنه كان يلعب معك فقط”
“لماذا لدي إحساس انه يكرهني”
نظرت لعنقه وانفجرت مرة أخرى، هذه المرة لم تستطع التوقف حقا عن الضحك رأت برايف يتنزه في الحديقة تكلمت بصعوبة مناديا على ذئبها صاحب الفرو الجميل.
“برايف…. برايف…”
جرى نحوهم وذيله يتحرك يمينا ويسارا، لعق وجه فيونا بينما قبلت مقدمة رأسه وفركت فروه بيدها.
“أتتركين زوجك بلا قبلة هذا اليوم”
“في المرة المقبلة”
مدد برايف جسده بالقرب منها واستلقى على العشب أما هي شرعت في إطعام أيفان بعض العصيدة كونه رفض زجاجة الحليب بادئ الأمر، كان شعرها ينسدل مع الرياح ويعطي لون رائعا بسبب أشعة الشمس.
“هذه الأخيرة”
رفض إدخال ملعقة اخرى لفمه وحاول التحرر منها ذهابا لبرايف وتسلقه، في هذه اللحظة تمنت لو لديها كاميرا حتى توثق هذا المشهد، جلست في أحضان إدوارد بإسترخاء لم تشعر بنفسها حتى دلفت عالم الأحلام الغامض وليته كان حلما عاديا فقط لم تعرف اي هي مكان مظلم لا نور فيه تستطيع سماع صوت نبضات قلب شخص ما تزداد سرعة في كل ثانية أحست بالرعب.
“هل من أحد هنا؟”
لا رد، أحست بالدوار ولم تعد قدماها تحملانها شعرت بروح احدهم تدخل لجسدها لم تعد تسمع نبض لقلب واحد بل اثنان استطاعت الشعور بالعرق يزحف من جبينها لعنقها.
“هذا الجسد ليس ملكك”
“اعيدي لي ماهو ملكي”
لم يعد لديها مقدرة على الصبر سقطت في دوامة عميقة كانت نهايتها الانتفاضة من على السرير، كانت تشعر بالاختناق أرادت التنفس لكن شيء يمنعها احس بها إدوارد كانت في حالة يرتى لها تتعرق بشدة خصلات من شعرها عالقة على وجهها تحاول ان تتنفس لكن بلا جدوى كأن الأوكسجين يرفض طلبها، في ثانية اقترب وقبل شفتيها حتى يجري لها تنفس اصطناعي، أثار اصابعها لا تزال على عنقها خارت قواها وسقطت حاضنة إياه.
“اهدئي، تنفسي ببطئ شهيق زفير”
رغم هدوء أفعالها لم ترد الابتعاد عنه كان كالملجأ بالنسبة لها لم تعد تسمع تلك الأصوات داخل الغرفة كانت لنساء مختلفات ترددن نفس العبارة بلا توقف.
“لن اغادر لاي مكان أرني فقط وجهك”
كانت خائفة لم ترد تركه لم ترد سماع تلك الأصوات مجددا، انفجرت في البكاء تشبتت به أكثر، فور نطقه بشيء يزداد نحيبها.
“عزيزتي فقط اهدئي”
ابتعدت عنه ولا تزال ترتعد، نظرت تدريجيا لجهة الباب تسمع صوت أقدام شخص ما يتمشى في الممر وما جعلها تنهض سماعه لأحد يغني نفس التهويدة الخاصة بها فورا فكرت في أيفان أرادت مغادرة السرير لكن يد إدوارد منعتها.
“إلى أين؟”
“أيفان..”
كانت تحاول الفرار للباب أمسك بكتفها بقوة لم يفهم ماذا يجري معها، كانت تبكي وتنظر للباب تردد اسم أيفان، لم يكن لديه حل سوى تركها وتتبعها،برايف كان ينبح بقوة وايفان يبكي سارعوا من خطواتهم حتى وصلوا للجناح الذي لم يبعد الكثير عن غرفتهم حملته وبدأت تهدئه أما برايف استرخ على أثر دخولهم انتاب إدوارد إحساس سيء تجاه كل هذا طلبت منه فيونا ان ينام أيفان معهم هذه الليلة ووافق لم يكن هناك اي سبب للرفض، بقي تلك الليلة صاحي ينظر لها ولطفله النائم في أحضانها بسلام تدور عدة أسئلة في عقلها قد نلخصها بسطر واحد.
ماذا يحدث في هذا المنزل؟
فور طلوع فجر يوم جديد إرتد ملابسه وغادر الغرفة بعدما طبع قبلة على جبينها، التقى بمربية أيفان تجري مسرعة نحوه عرف لماذا لذا حكى لها انه نائم مع فيونا وشدد على بياترس وميا ألا يوقظوها، لم يمر وقت طويل حتى فتحت أعينها بتعب كان كل شيء يدور داخل رأسها تتذكر كل ما حدث البارحة من ذاك الحلم الغريب إلى دخولهم للغرفة مع أيفان لم تملك اي تفسير منطقي لكل ما حدث كان يبدو عليها الإعياء والإجهاد لم ترد ان تتأخر عن موعدها مع ألين لذا طلبت من بيارتس تجهيز أيفان ومساعدته على ارتداء ملابسه أما هي جهزت نفسها بنفسها أخبرها كبير الخدم بوصول ألين حملت أيفان واتجهت للمشتل لاحظت تعابيرها الغير طبيعية.
“فيونا هل هناك خطب ما”
“لا..لا..”
لم ترد ان تضغط عليها لذا حاولت بما استطاعت ان تبعدها عن الجو الكئيب الذي يحيط بها وقد نجحت كانو يضحكون على تصرفات التوأم الطفولية وتعلق إليانور بأيفان كان كل شيء على ما يرام حتى يدخل كبير الخدم ويطلق القنبلة ويغادر بأدب.
“ماذااا…؟!”