انا حامل بالطفل الطاغية - 13
تجلس على الكرسي وبيدها أيفان النائم كانت تدندن لحن إعتادت سماعه من والدتها الراحلة كل ليلة قبل النوم ربيت منذ الطفولة على الحب والقناعة مع ان عائلتهم متوسطة الحال ولكنها كانت تشعر انها تمتلك أموال العالم منزل متواضع متوسط الحجم أم حنونة أب مخلص لعائلته أسرة مكونة من ثلاثة افراد يعتنون ببعضهم البعض وهذا ماتريده إصاله لطفلها الصغير لربما تحصل على طفل اخر في المستقبل ارتسمت على محياها ابتسامة صغيرة أ سيكون نسخة عن الدوق يا ترى!
“أأحضر لك بعض الحلوى والشاي سيدتي؟!”
“ليس الآن شكرا ميا”
لهي سعيدة بهذه الحياة الهادئة شعرت بالفراغ هذا الصباح من دون الدوق تناولت افطارها في الغرفة بمفردها أرادت رؤية ايفان بأسرع وقت، شعرت بالكسل ولم ترد ان تكمل عملها مع انه يتكاثر كل ساعة.
“هذا اليوم سيكون عطلة لي انا وصغيري فقط”
هذا ما رددته منذ قليل ظنت انها ستجده صاحيا لكن حدث العكس وجدت المربية على وشك إعداد مهده لكي ينام عبست واخبرتها انها ستهتم بأمره لهذا اليوم اذا أرادت الخروج فيمكنها ذلك، كان بمثابة جائزة لها وهذا ما حصل منذ ربع ساعة تقريبا، هو الان في الشهر الخامس وعلى حسب ما قرأت فيستطيع الأطفال الزحف عندما يبلغون ويمر على ولادتهم سبع او عشر اشهر،هي تشعر بالحماس ومجرد تخيله يحاول الزحف بقدميه يجعلها سعيدة، مدة قيلولة أيفان نصف ساعة والان مرت حوالي عشرين دقيقة وهي تريده ان يستيقظ بأسرع وقت.
“سيدتي لا تفكري في ايقاظه وايضا يدك ستؤلمك هكذا”
“لا اشعر بأي شيء وهو بين يداي ومن قال انني سأقظه”
تكلمت بتوثر ووجهت نظرها للنافدة ميا تستطيع قراءة افكارها بمجرد النظر لها، أ كل شيء بخير عند إدوارد ياترى؟تنهدت بيأس على هذه الحالة لن تستطيع الصبر يوم اخر من دونه اعترفت أنها تعلقت به لدرجة الهوس هل وقعت في الحب من قبل؟ هي لا تتذكر ولا حتى اسمها السابق جيدا كل ما تعرفه احداث الرواية فقط تشعر انها بعد مرور اي يوم تنسى شيء مهم من عالمها الحقيقي و لكن الركائز لم تختفي أسرتها مرضها طفولتها كل شيء واضح ماعدا زواجها،… المرحلة الثانوية،.. إسمها،.. أصدقائها،.. أشياء مجهولة وضعتها ضمن قائمة المهملات في نظرها هذه الاشياء عبارة عن فراغ لا فائدة منه لن يفيدها مامضى فقد فات الآن يجب التركيز على الحاضر وتغيير المستقبل، لماذا هي دائما تغيب عن الواقع بمجرد التفكير هكذا بربك سأشيخ قريبا على هذا النحو كانت تثمتم بهمس رفعت رأسها للاعلى وظلت تحدق بالسقف المزخرف بقي لانهاء الأكاديمية أربع اشهر تقريبا لديها أفكار كثيرة ولكن لا تعرف من أين تبدأ بالتحديد، كانت مشغولة ولم تلاحظ اليد الصغيرة التي تحاول الوصول لوجهها بأمل للمسه ولو بإصبع واحد، منظر الام وطفلها ستكون لوحة جميلة تعبر عن كل ماهو رائع في هذه الحياة حفرت إبتسامة واسعة بوجه ميا.
“السيد الصغير إستيقظ من قيلولته”
تكلمت حتى تلاحظ فيونا ذلك قبلته على الفور رائحته جميلة ملمس جلد الناعم كل شيء فيه رائع ولطيف وهو كعادته يضحك بإستمتاع.
“طفل امه استيقظ اخيرا”
تكلمت بين قبلاتها ولا تزال تداعبه،تريد قرص خدوده الممتلئة ولكنه سيتألم.
“انت دبدوب أمك الصغير”
ماذا فعلت في هذه الحياة حتى يكون لديها مثل هذا الطفل اللطيف،أرادت الخروج معه للحديقة ولكن جسده لا يزال هشا ولن يحتمل هذا الجو تتذكر يوم ولادته وكأنه البارحة، الوقت يمر سريعا، احضرت ميا صحن من الخضر المهروسة وبدأت فيونا في إطعامه بحذر شديد حتى لا يختنق.
” الجو يصبح دافئا يوما بعد يوم”
تكلمت ميا بعدما فتحت الستارة على اتساع وأخدت الصحن الفارغ للطاولة الصغيرة.
“معك حق”
كان الجو داخل الإمبراطورية افضل من اي وقت آخر تستطيع رؤية وجوه سعيدة بعملها الحالي تمر من جانبك شوارع التي كانت مملوئة بالفقراء الان اذا مررت بها لن تعرف أين أنت،نظرت لطفلها بحنية، طلبت من ميا إحضار ثياب اخرى لكي تغيرها له.
“ميا الا تفكرين في العودة إلى فرسان النقابة؟”
“ع.عفوا! سيدتي هل مللتي من خدمتي؟”
نظرت لها بأعين حزينة ووجه عابس وقد بدت على وشك البكاء.
“لا أقصد هذا ميا ولكن فكرت أنك خدمتني فقط بسبب طلب الدوق ولربما تريدين العودة لعملك الأصلي”
“لم أفكر بهذا وأنا حقا أستمتع رفقتك سيدتي”
ابتسمت لردها وشرعت في إغلاق ازرار قميص أيفان السفلية وضعته في مهده كان هادئا وينظر للألعاب الملونة المعلقة فوقه وفورها انقلب للجهة الأخرى.
“اشعر أنني اختطفتك من اصدقائك”
“سأفعل ما تطلبين سيدتي”
“مارأيك ان تصبحي مرافقتي”
“مرافقة! هههذا شرف للفرسان الرسميين!؟”
“ألم يعجبك اقتراحي”
:ه..هذا ل…يس ص..صصحيح ف..فقط أ..أنا م..مصدومة”
كانت تتلعثم في الحديث اقتربت منها فيونا وضعت كف يدها على كتفها ابتسمت بإتساع واضافت.
“أتشرف للعمل معك أيتها المرافقة ميا”
“س..سيدتي”
اندفعت وعانقتها بقوة بينما الأخرى تضحك بإستمتاع ارادت إغاضتها لذا أضافت.
“لم اعرف ان فرسان النقابة حساسون للغاية”
“سيدتي”
تذمرت بإنزعاج وعبوس شديد أما هي قهقهت بشدة حتى ادمعت عينيها.
:هذا مسلي حقا يمكنك العودة لتدريبات النقابة فور عودة الدوق وسأتكلم معه بهذا الشأن”
“من سيخدمك بعدي سيدتي”
“هناك الكثير من الخادمات في الدوقية لن يكون من صعب إيجاد واحدة تروقني”
“أظن انني اعرف شخص سيعجبك”
“هل هي صديقة لك”
“صدييقة!؟اا..اه نعم”
“ميا هل تعتبرينها صديقة او مجرد زميل”
تملك ميا شخصية إنطوائية وباردة مع الغرباء ولا ننسى انها حذرة زيادة عن اللزوم، لكنها تظهر ألوانها الحقيقية رفقة فيونا دائما.
“انا متشوقة للقاء بها”
لم تشعر بمرور الوقت كانت تتمازح مع ميا واحيانا تلعب مع أيفان الجو في الخارج رائع بكل ما تحمله هذه الكلمة مع معنى سماء صافية نجوم مضيئة كالمصابيح أرادت التنزه في الحديقة وتغيير الجو وافضل مكان هو الحديقة الخلفية للقصر تطل على منظر رائع بحيرة صغيرة تحيطها مجموعة من زهور اللوتس الوردية، انتابها شعور بالراحة والاسترخاء لم تشعر بذاك الواقف على العمود يراقبها بصمت، أرادت الاقتراب من البحيرة لالتقاط بعض الزهور بسبب التربة الموحلة فقدت توازنها لولا تلك الأيدي القوية لكانت الآن وسط المياه تذكرت أنها لا تجيد السباحة بلعت ريقها ونظرت للخلف مع نطق الكلمة الوحيدة التي تعبر عن امتنانها.
“أشكرك….إدوارد”
حاولت ان تبتعد عن احضانه لكنه ظل متشبث بها وفجأة حملها بين ذراعيه صرخت بفزع أرادت التملص و الابتعاد عنه ومع هذا لم يفلتها بل أكمل مسيره لطاولة الشاي القريبة من هناك فحصها من راسها لاخمس اصابها لم يجد اي خدش حاصر وجهها بيديه تلقائيا التقت اعينهم لحظة صمت عمت المكان الشيء الوحيد الذي يفسر حديثهم الصامت هي تلك النظرات اقترب شيء فشيء ليطبع قبلة على شفتيها تلقى رد من يدها التي منعته من الاقتراب.
“متى وصلت”
“قبل ربع ساعة لم أجدك في الغرفة وسألت الخادمة عنك فاخبرتني انك هنا”
“ظننت أنك ستعود غذا أو بعد غذ”
“حدث مستجد في القضية وعالج الوضع بنفسه”
“ماذا حدث؟”
“الدوق بوديكون مات”
“مات؟!كيف؟!”
“في حادثة، كان عائدا لدوقيته بعد رحلة عمل وسلك طريق خطر فقدت العربة توازنها وسقطت من المنحدر ومات”
“هل هو حادث عادي؟”
“لا أظن ذلك أشك في ان احدهم حاول قتله من خلال البحث الخاص بالفرسان الملكيين وجدوا أن عجلة العربة مخربة عن عمد، قد نقول انه حادث ولكن هناك أدلة توحي على أنها جريمة”
شعرت بالصدمة حتى لو كان الدوق بوديكون شخصية شريرة ولكن في داخله لهو شخص ضعيف وطيب لا يوجد انسان ولد هكذا، السبب الرئيسي لإنقلاب حياته رأس على عقب هو وفاة زوجته صدمة بعد صدمة موت ابنته الوحيدة أثر مرض خطير لم يعرف له دواء او علاج.
“متى ستقام جنازته؟”
“بعد أسبوع”
“هل إبنه الغير الشرعي هو من سيتولى أمر الدوقية؟”
“نعم”
“و..”
“هذا ليس وقته أنا متعب”
قاطعها قبل ان تكمل سؤالها التالي أمال رأسه ووضعه على كتفها أتى مسرعا للبيت قبل انتهاء العمل حتى، اشتاق لها أراد عناقها والنوم بحضنها استعجل في الطريق على ما يقدر لا يستطيع البقاء بعيدا عنها وقتا أطول، حملها واتجه لغرفته كانت تتذمر طيلة الوقت لم تشعر بهذا الإحراج في حياتها ابتسم الخدم على لطافتهما غطت وجهها الاحمر الاشبه بالبطيخ.
“لقد وصلنا للغرفة انزلني”
“لا”
إنه لشخص عنيد فكرت في طريقة لجعله ينصاع لها أتت لها فكرة خطيرة.
“مارأيك ان أعد لك حمام وأساعدك على الإستحمام ”
“أخيرا استخدمتي عقلك في شيء مفيد”
ابتسمت له بسذاجة وسخرية،ضربت ظهره بأقوى ما لديها حتى ينزلها امتثل لامرها واتجهت للحمام أعدت الماء الدافئ وبدت تبحث بين العطور عن واحد له رائحة هادئة وخفيفة على الأنف، ابتسم لها تلك الإبتسامة الرائعة المدمرة لكيانها وعقلها قبل ان تتكلم بدأ في خلع ملابسه ابتداءا من ربطة عنقها وقميصه حيت كشف عن صدره مع كل هذه المدة التي قضوها معا لم تختفي النظرة الخجولة من وجهها كلما رأت جسده، كانت صامتة تماما وكأن روحها مجمدة انحنى عليها وضغط على ارنبة انفها قليلا.
“لن انتظر أطول من هذا أنا متعب”
لعقت شفتيها وشجعت نفسها فهذه اول مرة تساعده على الإستحمام، ابتسم بشرود حيث مرت فكرة شقية في رأسه.
“حسنا انا جاهزة”
أمسكت بالصابون الموضع بجانبها وضعته تحت الماء ثم فكرته كان يجلس داخل الحوض ويولي ظهره لها، ترددت لثانية كأنها تحث نفسها على إكمال ما بدأته، جسده كان دافئ وصلب مثل الرخام اغمض إدوارد عينيه في اللحظة التي لمست كتفيه احس بيديها الناعمة تفرك ظهره ويبدو ان فيونا استخدمت أظافرها كوسيلة لجعله يرتاح.
“امم… ادوارد”
“هل غيرتي رأيك؟اذن سنستخدم الطريقة القديمة”
-لا…فقط أشعر بالغرابة فأنت لم تسألني عن اي شيء حدث داخل القرية في ذاك اليوم”
“لا اريد إجبارك على قول اي شيء حتى تقتنعي وتخبريني من تلقاء نفسك”
أمسك بكفها وقبل مقدمته شبك اصابعه مع خاصتها ونظر لها مطولا، كانت نظراتهم تحمل اكثر من معنى، اعتبروها طريقة اخرى للتواصل، قاطعت اللحظة بقولها.
“أ اغسل لك شعرك”
اومئ لها بالموافقة بدأت في تدليك فروة رأسه بإستخدام اصابعها واظافرها كمصففي الشعر كانت تعلم ان هذا يبعث على الإسترخاء لذا بدأت به على الفور،لديه شعر أسود فحمي ناعم للغاية أصبح رأسه الصلصال الخاص بها، كانت تلعب بالرغوة تارة تصنع جبال وتارة اخرى أهرامات فوق رأسه اعترفت ان هذا ممتع للغاية.
“يبدو انك تستمتعين بوقتك”
ألقى رأسه للخلف ونظر إليها.
“هل تريدين ان تحمميني كل يوم؟”
“سيكون ممتعا مساعدتك انت وايفان حالما يصل لسن السنتين او الثلاثة”
“استشركينه في كل خصوصياتنا”
“إنه ابنك على ما أظن”
كانت تحاول إزعاجه بأي الطرق حتى ترى تعابيره الممتعة ابتسم لها وفكر حان “وقت فكرتي الجهنمية”، أمسك بيدها ودفعها لتسقط على المغسل بدت تتنفس بصعوبة وصدمة أبعدت خصلات شعرها الملتصقة بوجهها نظرت له بغيض.
“هل أساعدك على الإستحمام انتي الأخرى”
“لا شكرا”
رفضت بالأفعال قبل الأقوال أبعدت وجهه عن وجهها وحاولت الوقوف لكن قدمه سبقتها وعثرت قدمها حتى سقطت عليه.
“بربك هل أنت طفل؟”
لم يستطع إيقاف نفسه عن الضحك على مظهرها شعرها المبتل وحركات يديها الخرقاء لغسل عينيها من الصابون المتناثر عليهما.
“لو ترين مظهرك الان ستنفجرين من الضحك”
لم تصبر لمزاحه وأعلنت الحرب عليه من يراهم لا يظل انهما الدوق والدوقة من عائلة تشاد التي تظاهي العائلة الحاكمة في القوة، بعد معركة تلتها اخرى اعلنت استسلامها وانصاعت له لم يتوقف عن ازعاجه حتى وهم على وشك الخلود للنوم.
كانت تشعر بألم اسفل بطنها يزداد مع مرور كل دقيقة، لعنت ذاكرتها نسيت أن اليوم موعد دورتها الشهرية وكما توقعت اصبحت الملائة البيضاء حمراء، نظرت لجانبها كان نائما بعمق تمنت لو أنه غادر للعمل ولا يرى هذا الموقف المحرج مجددا هل تطلب منه الخروج من الغرفة و إحضار ميا أو ماذا، كانت أيام دورتها هي الاسوء على الإطلاق، أحس بحركة على السرير لذى فتح طرف عينه تجلس بتألم تفرك معدتها بشكل دوائر.
“فيونا هل أنت بخير”
لعنت حظها والعالم أجمع كيف ستخبره لم يحتاج للكثير من الوقت ليفهم نزل من السرير وخرج من الغرفة مناديا على إحدى الخادمات المتعودات على خدمتها غيرت ملابسها بمساعدته بينما الخادمة استعجلت في تبديل لحاف السرير لآخر اغمق لونا، قام بتغطية جسدها بالغطاء أحضرت ميا فورا الشاي الدافئ لتخفيف الألم طلبت منها تسخين وسادة صغيرة وإحضارها لها، لم يغادر جانبها ابدا كانت عادته في اول أيام فترتها المكوت بقربها ومساعدتها حول أبسط الأشياء، فهو يذرك ما تمر به من ألم.
يتبع…