انا حامل بالطفل الطاغية - 12
كانت تتذكر ماذا حدث وعينيها لم تتزحزح عن وجهه لم تشعر بتلك الابتسامة التي رسمت على محياها هل هكذا يشعر من يقع في الحب؟
انه شعور جميل وكأنك تحلق في السماء…بدأت تضحك بسبب ذلك الفرو الذي يذغذغها.
-برايف توقف انت تدغدغني.
لنعود لما حدث البارحة بلا تأخير،معضمكم يتسأل ماذا حدث بعد تلك الجملة.
حياة اخرى؟!
عالم اخر؟!
هل هذا سبب تغير سلوكها؟.
“كيف؟!”
“فقط انسى”
صوت انكسار لاوراق الجشر من الخلف وقف بسرعة وأخد بيده سيفه اخفى فيونا خلفه، التزم كلاهما الصمت.
“انتظر انه ليس انسان”
كان يسير بصعوبة فروه الرمادي مغطى بالدماء بينما رجله الخلفية تنزف بغزارة احنى سيفه وتقدم لجهته.
“هذا هجين!؟”
“هجين؟!”
“نصف حيوان روحي ونصف ذئب، سمعت انهم انقرضوا قبل خمسين سنة ولكن ماذا يفعل هنا”
“أحدهم هاجمه،انظر لساقه الخلفية انها مجروحة وبشدة”
وضع اصبعه على فمه وحذرها اشار لها بالاقراب منه فعلت كما طلب أصوات للاشخاص بدت قريبة من مكانهم.
“اين هو ذاك الحيوان؟”
“اذا لم نجده فالدوق بوديكون سيقتلنا”
“تبا هل كان عليه ان يكون هجينا سنقتل اذا لم نعثر عليه اليوم”
مروا من جانبهم لكن بسبب سحر الدوق لم يستطيعوا رؤيتهم نظر الدوق لذاك الذئب المجروح الذي يتنفس بصعوبة ونظر لفيونا التي ترتسم علامات القلق على وجهها مزقت جزء من عبائتها وبدت في تضميد الجرح.
“يجب ان يعالج في اسرع وقت جرحه عميق”
“انت لم تهتمي عندما سمعتيهم يوقولون الدوق بوديكون، هل كنتي تعلمين”
“نعم”
بدت تبحث بعناية بين فروه عن اي خدوش تنهدت بإرتياح لم يملك اي واحدة اخرى عذا التي في ساقه،لم تشعر بأي اندهاش فقد كتب في الرواية عن أعماله الغير القانونية سواء التجارة بالعبيد او سجن الحيوانات الروحية التي تعد اسطورة اكثر من حقيقة كانت تتساءل طيلة تلك المدة هل كان من الافضل إبقاء هذا الامر سر او البوح به لكن يظل السؤال هل هي سيشتبه بها على انها تعمل مع بوديكون في السر لم تشك ولو قليلا انهم سيعرفون بقضية هذه الحيوانات عاجلا ام آجلا.
“اين عرفتي كل هذا؟”
“من رواية،لنسعفه اولا ثم سأخبرك بكل شيء”
“تمسكي بيدي”
“ماذاا…؟!”
لم يترك لها المجال لتكمل فقد احست بجسدها وكأنه يسحب للاعلى في تلك اللحظة اغمضت عينيها و وجدت نفسها داخل الدوقية هل هذا هو سحر الانتقال الذي تمتاز به دوقية تشاد.
“اريد مابل في غرفتي الآن”
اصبحت الارضية تزينها بقع حمراء حمل إدوارد الذئب بحذر وتجه لغرفته وورائه فيونا سبقته لتفتح الباب وضعه فوق السرير دخل مابل ليتجه للذئب المجروح
“هل يمكنك استخدام السحر ايضا”
خرج من فمها سؤال فور نزعه لقفازاته البيضاء فحصه بعناية شديدة الجرح في ساقه ليست عادية وعلى عنقه آثار لطوق يبدوا عليه انه حديدي.
“سحري مختص فقط في العلاج”
اتجهت يديه لمكان الإصابة نور خافت سطع منها تدريجيا اختف الخدش وتوقف النزيف سمح له الدوق بالمغادرة فهو انهى ما عليه اقتربت منه فيونا وبدت يدها تتجول بين فروه الناعم الكثيف.
“هل سيكون بخير”
“لا تقلقي فالحيوانات الروحية لها مناعة قوية، وخصوصا الفئة الهجينة”
“هذا مطمئن”
اغلق الباب واتجه نحوه هينري على الفور، كانت معالم وجهه باردة كعادته اتكئ على المنضدة بجوار الغرفة.
“ارسل أحد من فرسان النقابة الى الإمبراطور واخبره بهذا”
سرد عليه ما حدث هذه الليلة ولم ينسى ذكر الدوق بوديكون غادر كبير الخدم بينما هو امسك رأسه بألم.
“ماذا قصدت برواية”
توقف عن التفكير ليدخل للغرفة ابتسم رغما عنه وهو يراها تضحك بإستمتاع.
“ها استيقظ اسرع مما توقعت”
بدأ ذئب يزمجر بوحشية تراجع للخلف حتى كاد يصل للحائط رفع إدوارد يده بإستسلام وفتح شفتيه ليتكلم.
“لن افعل لك اي شيء”
“برايف لا تقلق لن يفعل لك اي شيء”
اقتربت منه بروية وداعبت مقدمة رأسه بود، لم يبعدها برايف بل كان يتجاوب معها.
“اطلقتي عليه اسم بهذه السرعة وانا لم اتأخر سوى خمس دقائق”
“ارجووووك”
“لا”
عرف انها ستطلب طلب مستحيل كإبقائه في المنزل وجعله حيوانها الاليف.
“لم اقل حتى طلبي بعد”
“اعرف انك تريدين تربيته ولكن لا”
“لماذا؟!”
عبست بسبب رفضه الصريح لطلبها لما انه يبدوا ودودا للغاية ما السيء في ابقائه.
“انه حيوان روحي عزيزتي”
“وماالمشكل في الأمر”
“وهو هجين”
“لكنه ليس مؤديا انظر انه يملك ملامح بريئة”
“بريئة تقولين….”
“ارجووك سأفعل اي شيء تطلبه فقط اتركه يبقى”
“اي شيء!”
“نعم اعدك سافعل اي شيء اذا استطعت القيام به طبعا”
“حسنا لكن اذا قام بمصيبة فأنت من ستتكفل بها”
“يااااي شكرااا”
قفزت نحوه بسعادة الاشياء التي تجعلها مسرورة بسيطة للغاية تبدو كطفلة اكثر من بالغة.
“ولكن حقيقة كونه حيوان روحي ستكون سرية”
“اعدك”
“ولكن المشكل هنا هو انه يعيش اكثر من 100 سنة وشكله لا يتغير”
“لماذا يجب ان نخفيه؟”
“لمدة معينة فقط”
“حتى تلقوا القبض على بوديكون صحيح؟”
نعم ارسلت احد من الفرسان للقصر الإمبراطوري وجمع أدلة سيستغرق مدة على الاقل أسبوعين”
“سنخفيه لمدة اسبوعين فقط حسنا”
“يالك من عنيدة”
اراد المغادرة وهي عرفت إلى اين امسكت بمعصمه وشبكت أصابع يدها مع خاصته وابتسمت ونظرت لوجهه ببراءة.
“لقد تأخر الوقت الى اين ستذهب”
“الى المكتب ولكن غيرت رأيي بسبب حمل صغير”
“حمل صغير”
“هل سينام معنا”
اشار للقابع بالقرب من النافدة بوجه عابس اومئت بنعم نظر له بإنزعاج سيضعه قريبا في لائحة المزعجين.
تبسمت بإسترخاء وهي تدلك رقبة برايف فرد جديد انضم لعائلتها الصغيرة،الشعور الذي يجتاحها لا يمكن وصفه، احيائها لهذا العالم كان أفضل شيء حصل لها.
“استيقظتي مبكرا على غير عادتك”
كان يفرك عينيه بنعاس قبل خدها بلطف استفاق واتجه للحمام حتى يستحم ويغادر ليترك المجال للخادمات للدخول ومساعدتها.
“هل اعد لك ملابسك كالمرة السابقة”
“افعلي”
وقفت بسرعة واتجهت لغرفة الملابس اخدت معها طاقم أبيض تخيلت كيف سيكون وهو به فلم تره من قبل يرتدي ألوان فاتحة، لم تشعر به يخرج من الحمام ولا يرتدي اي شيء.
“ك..كياااااا م..مااذا تفعل”
“لم اجد منشفة وخرجت للبحث عنها”
“ارتدي شيء ما”
ادارت نفسها للجهة الأخرى وأشارت لداخل غرفة الملابس.
“ستجدها في الداخل”
“رأيتي جسدي اكثر من مرة ومازلتي تخجلين”
“اصمت ولف نفسك بمنشفة”
وضعت طاقم الملابس بسرعة في غرفة الملابس وغادرت، وجهها لا يزال يشبه الطماطم حتى بعد خروجه ووقوفه أمامها، وجهت نظرها له اتسعت عينيها بإعجاب كان وسيما شكرت والديه على انجابه وبدت تتغزل به.
“انك تبدوا رائعا”
“عدتي لرشدك أخيرا”
“اظن انه يستحسن ابقائك هنا”
“هل تشعرين بالغيرة؟حملي الصغير”
“بالمناسبة ماذا تأكل الحيوانات الروحية”
“انت جيدة في تغيير مسار الكلام، هو ذئب لذا سيتناول اللحم كأقرانه”
“هل ستتأخر اليوم”
“ربما سأغيب ليومين او ثلاثة، سأحاول انجازه باسرع وقت وأعود”
وقفت على اصابع قدمها واحتضنته استنشق رائحتها كانه يحاول الاحتفاظ بها داخله.
“لا تغب طويلا”
“انتبهي لنفسك ولا تنامي بوقت متأخر كعادتك”
لم ترد تركه يغادر ارادت التشبت به لوقت أطول استأذنت ميا وبعض الخادمات للدخول للغرفة وتجهيزها بعدما غادر الدوق بدقائق شعروا بالخوف فور ملاحظة برايف.
“لا تخافوا لن يفعل لكم اي شيء”
“ل..لكن سيدتي انه ذئب”
يتبع…