انا حامل بالطفل الطاغية - 11
لقد مر شهر بالفعل على بداية المشروع الزراعي كل شيء يمر كما خططت الآن ستعمل على بناء ميتم للأطفال المتشردين الطعام والمسكن وحتى التعليم سيتواجد فيه، من قرر ان العامة لا يملكون الحق في العيش كأطفال النبلاء قررت الامبراطورة مساعدتها فمن أولوياتها العناية بالشعب كانت تواجه مشاكل مع اغلب العائلات النبيلة كونها أميرة من مملكة بعيدة بعد إنجاب الوريث وإعتراف الامبراطور انه لن يحضر اي محظية لم تعد محط الأنظار واستطاعت استلام مهامها المعتادة كأي امبراطورة، كانت فيونا تستمتع بوقتها رفقة الين في الحديقة الجانبية للقصر الامبراطوري يدردشن براحة لعدم وجود اي خدم في الجوار.
“شكرا على المساعدة فيونا”
“هذا واجبي فنحن اصدقاء”
“أحس أن الاعين التي كانت تتربص بي اختفت”
“فور ولادة الاميرين بصحة جيدة تأكدوا انك لست عقيمة ولا تعانين من اي مشاكل في الرحم”
“اشعر انني لا استحق منصب الامبراطورة”
“تقي بنفسك ألين”
“احاول”
“الإنسان يستطعين فعل اي شيء ولكن يجب عليه الثقة بالنفس وهذا ينطبق عليك أيضا انتي ستكونين إمبراطورة عظيمة ثقي بي فقط”
“فيوونااااا”
عانقتها بمودة لم تملك فيونا اي اصدقاء في حياتها السابقة ولكن عهدت نفسها انها ستفعل كل الاشياء التي تمنت القيام بها تكوين صداقات السفر ولا ننسى العيش بهناء لاخر نفس لها.
“الذكرى الثالثة لزواجك اليوم”
“لا اعرف ماذا أجهز أو ماذا أهديه، وايضا أظن انني وقعت له”
اعترفت بوجه يكسوه الخجل، الاعتراف بهذا بهذا لامرأة كان صعبا أما أمامه سيكون أشبه بالمستحيل عقلها يمنعها اما قلبها يشجعها على بداية صفحة جديدة.
“إذن عشاء اليوم اطلبي الخدم وضعه في غرفة نومكم واظن أن إحضار اي شيء مهما كان بسيطا سيجعله سعيدا”
“متى اصبح لديك خبرة في هذه الأمور، اخبريني”
“هي فقط نصائح من سيدات الانتظار”
“فقط..”
نظرت لها فيوعا بشك قبل أن تبعد الين نظرها للجهة الأخرى بإبتسامة ساذجة تغطي بها عن الإحراج الذي تشعر به.
“سأجرب هذه الليلة واتمنى ان استطيع فعلها وإخباره”
“من كان يتكلم عن التقة قبل قليل”
“هذه هي المستندات التي يجب عليك قراءتها بتمعن والبحث عن مكان مناسب للبناء واختيار مراقبين ومدرسين”
“ساعديني”
“اسفة يا صاحبة الجلالة ولكنك تستحقين ما يحصل لك، اذن انا سأذهب لتجهيز”
في طريقها للعودة لدوقية أمرت بايصالها أولا للمحلات في المدينة كان اختيار هدية أصعب شيء فعلته فإدوارد يملك كل شيء تقريبا، انتهى الأمر بإختيارها لساعة يد كانت بسيطة ولكن في نفس الوقت كان اكثر شيء اعجبها واحست بأنه سيكون مناسبا له لارتدائه، استغلت فرصة انشغاله بأعداد العشاء بمفردها بإختصار جهزت كل شيء وحدها، جلست على السرير تنتظر وصول الدوق الذي لم يستغرق دخوله للغرفة الكثير من الوقت انصدم من المشهد اتجهت نحوه وقبلت خده.
“اهلا بك في المنزل”
“ماذا يجري”
“يبدو انك جائع ومتعب تعال”
استغلت دهشته واستغرابه لتقوم بسحبه للمائدة الصغيرة الموضوعة في الشرفة، كان وجهها يغلي من شدة الحرج.
” ما خطب وجهك”
“انت تعرف مابه وتسأل”
“لا بالعكس الجو حار وظننت انك مصابة بضربة شمس”
“أردت ان اكون لطيفة ولكنك تتجرأ و تحاول تحرير الوحش بداخلي”
كان على وشك جعلها تظهر جانبها المتوحش في هذا اليوم المهم، تأسف بسرعة.
“اسف اسف”
“اردت اعداد مفاجئة لك مارأيك”
اعجبتني”
ضحك بحنان وقبل خدها ارتسم على وجهها ابتسامة سعيدة، عانقها بقوة وأضاف.
“لم اعرف انني ساشعر بهذه السعادة يوما، ستكون افضل ذكرى لي هذا العام.”
استغلت الفرصة لتقدم له هديتها، فتح فمه ليتكلم لكنها اوقفته.
“أعرف انها هدية بسيطة لكنني حقا عانيت في اختيارها”
ارتجف صوتها المرتبك، شعرت بالحرج من التفكير بالشيء التالي الذي تريد القيام به.
“كيف لا تعجبني وأنت من أحضرها”
قام بتقبيل كف يدها لفترة طويلة لم تسحب يدها او تدفعه بعيدا، شعرت بالحنان كما لو كانت كنزا ثمينا له نظرت له فيونا الرجل الذي كان أمامها أصبح لديه نظرة غريبة لم تستطع فهمها وهذا اربكها، كان المكان الذي مرت فيه شفتيه حارة كالنار، هذا الشعور جعل جسدها يرتجف،توهجت ابتسامة فيونا أرادت ان تخبره بشيء لم تكن قادرة على قوله.
أحبك إدوارد
كررتها في ذهنها مرارا وتكررا كي لا تخطئ في قولها، اخدت نفسا عميقا لتهدئة أعصابها، نادت بإسمه ليبتسم بشدة كان راضيا جدا عن كيفية مرور اسمه بين شفتيها.
“ادوارد…. أريد اخبارك بشيء لا تقاطعني واتركني اتكلم حتى النهاية….انا……انا….انا احبك.. لم اعترف من قبل بطريقة صحيحة لكنني حقا وقعت لك منذ زمن فعلت الكثير من الأشياء الحمقاء سابقا لكنني بجد حاولت تصحيحها”
اقترب إدوارد من فيونا وعانقها من خصرها وشدها إليه بقوة، كان اكثر توثرا منها ينظر إلى تلك الإبتسامة على شفتيها يداعب خدها برفق يحاول استعاب كل ما حدث خلال الدقائق.
“اعيدي ما قلت”
بينما يتحسس شفاه فيونا الناعمة، خرج صوت مرتبك من فمه نظراته تقيد جسدها لم تستطع فيونا التحرك شعرت فيونا كما لو أن عمودها الفقري يترنح.
“أنا واقعة لك إدوارد”
رفع ادوارد برفق زوايا شفتيه بإبتسامة خافتة ببطء بدأ يقترب منها لو أرادت فيونا الابتعاد لاستطاعت لكنها لم ترغب بذلك بل شدت يدها على رقبة إدوارد وضع شفتيه على خاصتها قلبها كان على وشك الانفجار لم تكن هذه قبلتهم الأولى لكنها كانت حلوة، لو لم تكن ذراع إدوارد لوقعت على الأرض تشنجت قدميها بالفعل، ابتعد لتأخد نفسا عميقا لتسترجع وعيها، بسبب الألعاب النارية التي أطلقت في المدينة شتت انتباهها،المكان كان مظلما إلا من القليل من الشموع.
“هل تريدين الذهاب”
“إلى اين”
“المدينة لحسن حظك أنه موعد المهرجان، لكن يجب علي تقديم هديتي اولا”
تذكرت همهمات الخدم والزينة الموضوعة على المحلات،اومئت بشدة تحمست للذهاب ورؤية منظر القرية في الليل، لكنه سبقها ووضع خاتما بيدها اليسرى تأملته في حيرة.
“لم تسمح لنا الفرصة على الاتفاق لشراء واحد مناسب لكلينا،بهذه المناسبة سنترك كل شيء خلفنا نبدأ حياة جديدة فهدف جديد، لكن اولا غيري ملابسك اولا”
لم تدرك انها ترتدي فستان فاضح تورد خداها حاولت اختلاق اي شيء حتى يتوقف عن النظر لها بتلك الطريقة.
“أنظر للجهة الاخرى”
اعطاها عبائة سوداء طويلة بعدما غيرت فستانها لواحد اخر امتطى الحصان وامامه فيونا تسللوا خلسة من القصر استغرق وصولهم حوالي عشرون دقيقة لم تشعر بالوقت فمجرد النظر للسماء يلهيك عن ما حولك هل تم الاعتناء بجثتها في حياتها السابقة يا ترى؟ وهل اي شخص يموت تذهب روحه لجسد شخص ما؟ ان هذه الحياة معقدة فعلا.
“لقد وصلنا”
” انها جميلة”
“انتبهي”
أرادت النزول من على الحصان لكن يد إدورد منعتها.
“انا حذرة فقد اتركني”
“يالك من عنيدة”
“انت بطئ اسرع”
“انتظري لاجد مكان للحصان”
بدأت تنظر لهنا وهناك على عجل الاضواء الملونة معلقة على المنازل تتنوع اكشاك الطعام فهناك من يبيع الذرة مسلوقة ومشوية اما هناك توجد امرأة تتاجر بالحلوى وفي تلك الجهة مطعم كان منظرا يستحق النظر إليه حقا.
“هل انت جائعة”
“كأنك تقرأ افكاري”
“ماذا تريدين ان تجربي اولا”
“كل شيء”
حدق بها جيدا كأنه يتسائل اين يذهب كل هذا الطعام حمحمت بإحراج وأشرت على محل الحلوى.
“لما لا نجرب تلك اولا”
بعد جولة طويلة بين كل المحلات جلسوا بالقرب من النافورة التي تتوسط القرية اصوات الموسيقى تتعالى.
“انظر انهم يرقصون”
اطفال، نساء، ذكور، كلهم كانو يرقصون بنفس الطريقة وترتسم على وجوههم ابتسامة كبيرة.
“هل تجربين”
“أنستطيع”
“وهل هذا سؤال تعالي”
سحبها وبدأوا يقلدونهم احست بمتعة لم تشعر بها من قبل ان هذه الحياة مثيرة للغاية توقفت الموسيقى الصاخبة واستبدلت بأخرى هادئة ولطيفة نفخت خدها بإنزعاج ونظرت له.
“هل انتي منزعجة بسبب أغنية فقط”
“كانت محمسة للغاية”
“يالك من غبية، اتبعيني”
“الى اين سنذهب”
“لمخبئي السري”
“هل هو بعيد”
“قليلا”
“والحصان!”
“سيبقى هنا لان الطريق موحل ولزج”
“بالمناسبة هل وجدتم شيء اخر حول الدوق بوديكون؟”
سألت بحذر لا تريد ان يشك بها اي احد وفي نفس الوقت تريد اخباره بحقيقتها هل سيصدقها؟
او يظن انها مجنونة،تنهدت بقلة حيلة نظرت له من الخلف كتفه العريض وطريقة سيره تخبركم عن المكان الذي تربى فيه عائلة عريقة اقدم حتى من العائلة الحاكمة المكانة والقوة والجمال لنقل انه مثالي من هذه النواحي هي في داخلها تؤمن ان لا احد ولد ليكون مثاليا من دون جهد،كانت على وشك السقوط لكن ذراعه انقدتها.
“انتبهي الطريق زلق”
كان ثلا كبيرا وعاليا يسمح لك برؤية ما خلف القرية بوضوح.
“انه جميل”
“علمت انه سيعجبك”
حملها ووضعها في حضنه بعدما جلس على الارض، لتصرخ بإنفعال.
“صوتك عالي”
“انت من حملني اولا،ردائك سيتسخ”
“لا مشكلة بهذا”
“كيف عرفت عن هذا المكان؟”
“في طفولتي كنت اتسلل من القصر كل يوم تقريبا ووجدته بالصدفة”
“المنظر رائع”
لم يتكلم بقي صامتا وينظر للقرية تنهدت وهي تتذكر ذكريات حياتها السابقة لم يكن لديها هدف او شيء تريد تحقيقه ارادت فقط ان تعيش.
“إدوارد”
“مممم”
“هل تؤمن بوجود عالم اخر؟او حياة اخرى”
يتبع…