انا حامل بالطفل الطاغية - 10
كان للبارون قصر متوسط من حيت المساحة لم يكن فاخرا كقصر الدوق ولكن يمكن ان تشعر بالراحة بمجرد دخوله،التقت بالبارونة التي كانت متعجبة ومتوثرة في نفس الوقت ماذا ستفعل الدوقة تشاد هنا والخدم لا يعدون استثناء جلست على الأريكة في غرفة الإستقبال الصغيرة تحتسي الشاي.
“سيأتي زوجي عما قريب”
تكلمت البارونة بعد صمت طويل، احست فيونا بتوثرها.
“هذا جيد”
دخل البارون دافيسون بوجه شاحب و العرق يتصبب من جبينه وكان يبدوا عليه أنه أتى راكضا لهنا.
“ارحب بيك أيتها الدوقة في منزلي المتواضع”
“اجلس أولا،لما كل هذا التوثر”
ردت بصوت لطيف ومطمئن،بيننا الاخر جلس امامها يفرك اصابعه بتوثر ابتسمت بخفة وتكلمت حتى تبين سبب قدومها لهنا في هذا الوقت.
“احتاج لمساعدتك في مسألة مهمة”
“اذا كنت استطيع فعلها فأنا لن اتأخر في الموافقة”
“انت تعرف عشبة “الاستفييا””
“ومن لا يعرفها في مقاطعتنا يستخدمها أغلب مرضى ضغط الدم”
“بطلب مني ومن الإمبراطور شخصيا نريد منك زراعتها داخل اراضي إقطاعيتك وسوف تتلقى أجر لعملك اذا وافقت”
“هذا شرف لي ولكن لماذا؟”
“ببساطة تعاني الامبراطورية من مشاكل في الزراعة والموارد المائية وكما تعرف هذه العشبة لا تحتاج للكثير من الماء أثناء زراعتها ولها فوائد صحية كثيرة كأننا نضرب عصفرين بحجر واحد، سنجعلها منتوج نصدره للدول الأخرى وبهذا سيرتفع الدخل العام للامبراطورية”
“اذا كان الأمر هكذا لماذا لا أوافق”
“هل نوقع العقد الآن؟”
“عقد!؟”
“من الضروري توقيع عقد بين الشركاء”
“حسنا”
“غذا سأرسل لك البيانات التي ستحتاجها للبدأ”
كان وجهه تكسوه الفرحة فور رؤية تلك الارقام بهذا سيحسن أوضاع عائلته المتدهورة،ودعت البارون وزوجته واتخدت خطاها إلى المدينة كانت كبيرة جدا وجميلة منذ إعادة إحيائها لم تغامر وتخرج لرؤية العالم الجديد ولكن لهذه المدينة جانب مظلم بين الأزقة والشوارع ترى أطفال صغار أبرياء يجلسون هناك ويبدوا عليهم البرد والجوع.
“ميا اين يتواجد أقرب مخبز؟”
“من هذا الشارع”
طلبت من العامل هناك وضع عشرون رغيف خبز في أكياس وذهبت لنفس الزقاق عندما احسوا بأحد يقترب منهم ابتعدوا خائفين لكنها بدت تلوح بإحدى القطع وحاولت جذبهم بها.
“لا تخافوا أنا لن أؤديكم”
اقترب منا طفل صغير وقال ببرائة وعيون مشعة تنظر للخبر بنظرات تعجب.
“هل هذا خبر؟”
“نعم تفضل”
ابتسمت له لا إراديا،كان يبدوا عليه الجوع وهذا واضح من طريقة أكله السريعة،تشجع الاخرون وقدمت لهم الرغائف كل واحد بدوره والباقي وزعتها عليهم بتساوي.
“هل أنتم تعيشون هنا؟”
“نعم ليس لدينا مكان آخر ننام فيه’
“هل كلكم يتامى؟”
“ليس أغلبنا البعض تخلى عنهم آباءهم والباقي مات”
“هل يتواجد الكثير من الأطفال مثلكم في المدينة؟”
“نعم”
“اين بالضبط؟”
“ربما في الجسر او بالقرب من الكنيسة”
“شكرا لك صغيري”
“هل ستأتين غذا؟”
“سأكون مشغولة ولكن سأرسل أحدهم حتى يجلب لكم الطعام”
“يااااااااي شكرا سيدتي الجميلة”
تهاتف حولها عدد كبير من الاطفال حوالي خمس اولاد وأربع بنات،يمكن لها ان تشعر بمعاناتهم ان تولد وانت لا تملك اي شيء لا منزل ولا عائلة ولا حتى طعام تسد به جوعك،هل هكذا يعاني الشعب الضعيف في هذه الامبراطورية الكبيرة؟لا زالت تحتاج لإعادة تأهيل من الاول،كل شيء يقتصر على النبلاء فقط وماذنب هؤلاء الأبرياء قررت الذهاب الى تلك الاماكن التي اخبرها بها ذاك الصغير وزعت عليهم الخبز وبعض التفاح احست بالسعادة فور رؤية وجوههم المبتهجة في نظرهم الطعام يعد كالكنز الذي لا يعوض،عادت للمنزل لأن الشمس غربت بالفعل، استحمت وغيرت ملابسها قررت النزول لغرفة الطعام فور سماعها بعودة الدوق.
“سمعت انك ذهبتي للقصر الإمبراطوري”
“فقط لمناقشة بعض الأمور مع الإمبراطور”
“حول عشبة “الاستفييا”!”
“اذن انت تعرف الأمر”
“كيف كانت زيارتك للمدينة؟”
“مروعة حقا لم أتوقع ذالك”
“عدد المتشردين والفقراء يزداد”
“ألم يحاول ذاك الخرف العجوز إيجاد حل”
“هو يحاول لكن ليس هناك أفكار ثابتة وجيدة حول المشكل”
بدأ الخدم يدخلون بصحون مليئة بالطعام ويضعونها على الطاولة،كانت جائعة لحد اللعنة لم تأكل اي شيء منذ الصباح كانت قد فقدت الكثير من الوزن مؤخرا بسبب كثرة العمل.
“فقط ببقائك اكثر من سبع ساعات او اقل بلا طعام تشعر بالجوع واحتياجك للطعام أما اولئك الأطفال الصغار يصبرون لاكثر من ثلاث أيام من دون تناول اي شيء ولا تزال الإبتسامة على وجوههم”
“هل لديك أفكار؟”
“بالطبع”
“ابهريني عزيزتي”
“السبب الرئيسي للفقر ماهو بنظرك؟”
“قلة فرص الشغل التي توفر الدخل الجيد لأصحابها حصول الطبقات العليا في المجتمع على عدة إمتيازات وغيرها”
“بالضبط ولا ننسى وفات الفرد المعيل للأسرة والتي تنتهي بتفككها وهذا بسبب الأمراض والتي تكون في الأغلب بسيطة لكن اذا لم تتتلقى العلاج في الوقت المناسب قد يكون الموت مصيرك”
“بما تفكرين؟”
“بناء مستشفيات للعامة”
“لم تنتهي بعد من مشروع الأكاديمية وذهبتي لقطاع الفلاحة والان الطب”
“ماذا أفعل لا استطيع البقاء ساكنة في مكان واحد يجب ان أعمل”
“لديك افكار فريدة من نوعها”
“اكيد لانها تأتي من عقلي”
“اكملي طعامك”
“بالمناسبة إلتقيت بأطفال في شوارع المدينة”
“لا تشغلي بالك سأرسل دورية غذا وبعد غذ وفي كل أيام الأسبوع لتوزيع الطعام عليهم”
“هل تعرف انت افضل زوج على الاطلاق؟”
“مارأيك ان نذهب لغرفتنا”
“لا”
أنهت عشائها و قصدت غرفة صغيرها العزيز الذي كان نائما للاسف، قبلت خده وغادرت تساءلت مع نفسها هل خططها ستجري كما تريد او العكس،
كانت الغرفة فارغة طلبت من الخادمات المغادرة بعدما ساعدوها على تغيير ملابسها قررت تجديل شعرها الطويل والنوم مباشرة بعد يوم متعب، سحبت الستائر على النافدة واطفئت الاضواء،
غرقت الغرفة في الظلام، انزلق تثاؤب طويل من فمها، شعرت بالباب الذي فتح فجأة وأصوات الاقدام تقترب،لم تشعر بأي قلق فهي تعرف من هو اتخد الجانب الاخر موضع له عانقها من الخلف بإحكام وقبل عنقها.
“هل ايقظتك؟”
“لم انم بعد”
انتظم تنفسها بعد دقائق،لاحظ تلك الجديلة الطويلة بدأ يفكها بهدوء كم يحب رؤية شعرها الفضي لم يرد ازعاجها اكثر لذلك استسلم للنوم هو الاخر، وعلى غير العادة استيقظت قبله لتتأمل وجهه بإعجاب.
“لديه تعبير لطيف، كيف انفك شعري؟”
تساءلت مع نفسها عن سبب تفكك الجديلة،لم تعر الموضوع اي اهتمام كونها تتحرك كثيرا اثناء نومها،غيرت ملابسها من دون مساعدة الخادمات سرحت شعرها على شكل كعكة.
“صباح الخير”
صوت من الخلف افزعها،انتفضت من مكانها.
“افزعتني”
قبل خدها ودخل ليستحم.
“هل اعد لك ملابسك؟”
“سأكون شاكرا”
اغتنمت الفرصة بدأت تبحث داخل غرفة الملابس فبسبب دلوفه في الكثير من المرات الى غرفتها وضعت الخادمات بعض من ملابسه هنا.
“انها كثيرة، ممممم هاهي دي، سيبدوا وسييما باللون الاسود”
دخل الى الغرفة والمنشفة تلتف على خصره شعره الفحمي تتصبب منه قطرات الماء وتنتهي رحلتها الى اسفل معدته.
“ارتدي هذا”
“حسنا”
أرادت الخروج لكنه منعها بيده التي التفت على خصرها
“ماذا الآن؟!”
“ألن تبقي هنا”
“هل تريدني ان اراك وانت ترتدي ملابسك؟”
“نعم”
“في احلامك”
فرت خارج الغرفة على الفور انزلقت ابتسامة من وجهه وولج للارتداء ملابسه،وكان حقا وسيما.
“تبدوا كالممثلين”
“ماذا قلتي؟”
“لا شيء طلبت من الخدم إعداد الطاولة”
تحركت لتكون خلفه حاولت دفعها ليخرج من الباب لكن مع كل جهودها لم يتحرك.
“أنت ضعيفة”
ضربته على كتفه شعر وكأنها لا شيء، احست وكأنه يسخر منها.
“حاول استفزازي وسأجعلك تتذوق طعم لكمتي الصغيرة”
رفع حاجبه بسخرية بدأ بدغدغ معدتها وهي تضحك وتصرخ بترجي ليتوقف.
“ارجوك…..توقف…….بطني تؤلمني يا رجل…أعدك لن افعلها مجددا…..”
“قولي انا احبك يا زوجي العزيز إدورد”
“لا”
“حسنا.”
“سأقولها…..انا احبك…يا زوجي…. العزيز”
“واسمي”
“احبك…ادورد”
توقف عن دغدغتها كانت تضحك وتمسح دموعها،لم تعرف انه لديه مثل هذا الجانب المسلي،أحضرت المربية ايفان للاسفل حتى يتناول هو الاخر طعامه، غادر بعدها إدوارد متجها للقيام بأعماله اعطت لكبير الخدم المستندات التي يحتاجها البارون وأصرت عليه ان يوظف الفئة الفقيرة والاجور الخاصة بهم هي من ستتكفل بها.
“سيدتي ارسل الدوق احدهم”
“من؟!”
“انا ادعى مابل ليزنوس وارسلني الدوق خصيصا لأكون مساعدك”
كان هذا هو اليد الأيمن لادوارد الذي تمادى ليجعله مساعدها.
“هل ارسلك الدوق حقا؟”
“نعم سعادة الدوقة”
“ارحب بك”
“هذا شرف لي”
“قد يكون البحث الذي وصلك عني يخبرك عن المشاريع التي اريد إدارتها”
“ب..بالطبع”
“لا اريد تضييع الوقت، قبل قليل ارسلت للبارون الوثائق التي يحتاجها وأريد منك الذهاب للاقطاعية الخاصة به والإشراف على المشروع حتى تنتهي جميع التجهيزات انا اثق بك كونك مرسل من عند الدوق، اريد ان يكون العاملون من الطبقة الفقيرة كما اخبرتهم قبلا الاجور ساتكفل بها شخصيا”
“حاضر سيدتي”
يتبع….