أنا على وشك أن ألتهم من قبل الشرير الذي قمت تربيته || i’m about to be devoured by the villain i raised - 3
بعد الإفطار، دخل كايا، مالك المتجر العام، مرتديًا درعًا معدنيًا، وعلى وجهه تعبير استجوابي.
بادرني بالسؤال:
“هل مرّ هنا بالأمس رجل قصير وممتلئ البطن؟”
أجبته بهدوء:
“نعم، رأيت حوالي عشرة رجال بتلك المواصفات يمرون من هنا.”
بمعنى آخر، هناك العديد من الأشخاص في هذا الحي يبدون مثله.
ثم أضاف كايا بعض التفاصيل:
“شعره ذا لون بُني، وأصلعًا في مقدمة رأسه “
أشار إلى تاج رأسه،
وتذكرت على الفور الشخص الذي يقصده.
يبدو من وصفه انه ذلك الرجل الذي اختفى الليلة الماضية كان بيد إديل.
شعرت بتوتر واضح، وابتلعت ريقي بصعوبة قبل أن أومئ برأسي بالموافقة.
ضرب كايا الطاولة بأصابعه واستطرد في الحديث:
“الناس الذين أقرضوا ذلك الرجل أموالاً جاءوا يسألون عن مكانه، قالوا إنه اختفى في احدى الازقة، وكل ما تبقى منه هو ملابسه المرمية على الارض، يبدو أن هذا هو عمل القاتل الذي يظهر كل ليلة، عليكِ توخي الحذر أنتِ أيضًا”
يا للكارثة! أليس من المفترض أن تكون هذه قصة عادية؟ كيف تطور الأمر من كونه رجل مشبوه إلى قاتل؟
رغم اضطرابي الداخلي، كنت جيدة في الحفاظ على ملامحي ثابتة.
“نعم، سمعت الشائعات، يقولون أن هناك رجلاً مشبوهاً يكسر أذرع وأرجل الناس، يجب أن يكون بالتأكيد رجلاً طويلاً
وخطيراً”
أجبت برباطة جأش.
قررت ألا أفصح عما شاهدته البارحة.
“ربما يكون هذا مجرد استعراض من ‘البطل الشجاع’، فهذا المكان يعج بالأوغاد على أي حال”
نزع خوذته، ومرر يده عبر شعره البني الداكن، وضاقت عيناه الخضراوان بشيء من الترقب.
إليكم مقدمة متأخرة عن الرجل الواقف امامي.
كان هذا الرجل الوسيم والقوي الذي يتحدث بصلابة الجندي هو كايا جيجز.
جمعنا القدر في بلدتنا القديمة، وأصبحنا أصدقاء مقربين منذ ذلك الحين.
عندما تم نفيي وجئت إلى هنا، كان كايا هو من مد لي يد العون.
لولا هذا المرتزق الشجاع، لكنت قد واجهت صعوبة شديدة في النجاة بهذا المكان المظلم.
في المقابل، توليت وظيفة موظف في المتجر العام.
“يجب أن تكوني أكثر حذراً، لأنك لم توقظي قوتكِ بعد…”
“الأمر ليس أنني لم أستيقظ، بل أنني عاجزة عن ذلك، عادةً ما يحدث الاستيقاظ في سن البلوغ، لكنني لم أستيقظ بعد”
ولهذا السبب تم نفيي ظلماً من عائلتي أيضاً.
تعمّدت أن أبدو حزينة.
عند رؤيته لذلك، ظهر الأسف على وجه كايا للحظة، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة.
“لا تقلقي”
“لماذا لا تقلق؟”
“لأنكِ تمتلكينني”
إذن ماذا لو كنت هنا؟ هل ستجعل حياتي المدمرة تسير على طريق من الذهب؟ بينما كنت أحدق فيه بتلك النظرة، اقترب إديل وضرب على كتفي.
قفزت ونظرت إليه.
“هل يمكنكِ مساعدتي في تزرير أكمام قميصي؟”
كان إديل يمد يده لي، طالباً مني أن أزرَّر أكمام قميصه.
عادةً ما كان يعتني بأموره بنفسه بكفاءة، فلماذا يتصرف فجأة بهذا الشكل الطفولي؟
بعد أن أغلقت أزررت أكمامه، كنت على وشك أن أستأنف حديثنا، ولكن إديل ضرب كتفي مرة أخرى.
“هل يمكنكِ إزالة هذا الخيط من شعري؟”
لماذا يستمر في طلب هذه الأشياء مني؟ ألا يملك يداً أو قدماً؟
لم يستطع كايا إلا أن ينقر لسانه وهو يراقبني، مرهقاً من تلبية طلبات إديل التي لا تنتهي.
إذا قلت شيئاً مثل ذلك، فقد يستدعي شيطاناً ظلياً ويقول:
“الآن، اختفي أنتِ أيضاً”
لذا أغمضت عيني على مضض لأبحث عن الخيط العالق في شعر إديل الأسود الداكن.
“أين الخيط؟ لا أراه”
“إنه هناك، انظري جيداً”
“حقاً؟”
كان يعبث بشعره لفترة طويلة، ثم طلب مني أن أربط ربطة عنقه في عقدة مثالية.
استمر في تقديم طلبات لا نهاية لها، مما عرقل حديثي مع كايا.
هل كان يحاول صرف الانتباه لإخفاء حقيقة ارتكابه لجريمة؟[تفكير البطلات هَذا دائمًا يتعبني]
“يبدو أن إديل يعتمد عليكِ كثيراً”
إديل، المخادع الصغير، فتح عينيه ببطء وحدق بغضب في كايا.
ثم جذب كمي وأشار إلى كايا بتهكم قائلاً:
“تخلصي من هذا، إنه يثير إزعاجي”
“أنت مدلل كما كنت دائماً، إذا لم تغادر فوراً، ستغرق في الفوضى”
كايا، الذي نهض من مقعده ببطء، نقر بلسانه ونظر إلي بحدة.
“كن حذراً، أنتَ موهبتي الثمينة بعد كٕل شيء”
بالفعل، سيكون من المزعج عدم وجود من يراقب المتجر العام.
“أسرع واغرب عن وجهي”
لوح إديل بيده بنظرة عدم الرضا والازدراء.
يا له من سلوك وقح! انتفضت القيم الكونفوشيوسية* في داخلي، مستاءة من كلمات إديل الجارحة.
نظرت إليه بحدة ووبخته بحزم.
“إديل، لا يجب أن تتحدث بهذه الطريقة مع الآخرين، تذكر أن الشخص الذي تتحدث إليه بالغ”
“فهمتُ”
أجاب إديل بلهجة متكلفة وأدار رأسه بعيداً.
بما أنه ادعى الفهم، لم يكن هناك داعٍ للإطالة في الحديث…
“نعم، عليك أن تكون طفلاً مهذباً ويستمع جيداً”
ضحك كايا وهو يغادرالغرفة.
“طفل جيد… يا لها من مزحة سخيفة”
ارتفعت زوايا شفتي إديل ببطء وهو يجلس بذراعيه المتشابكتين، مظهراً ابتسامة ماكرة تليق بأكثر الأشرار دهاءً.
عند التفكير في الأمر، كانت طريقته في الكلام وسلوكه تعكس بوضوح تصرفات الأشرار.
سواء كانت عيناه اللتان تبدوان ماكرتان، أو رفع زاوية فمه بسخرية، أو تغطية فمه أثناء الضحك بخبث.
رغم فقدانه للذاكرة، يبدو أن العادات المتجذرة في جسده لم تختفِ.
قررت مرة أخرى:
يجب ألا اتورط مع هذا الطفل بعد الآن.
* * *
بينما ارتديت ملابسي للعمل، كان إديل جالسًا يحدق من النافذة كعادته مدبرًا بظهره لي.
شعرت بالضيق وأنا أنظر إلى رأسه الأسود المستدير،
ما الذي سأفعله معه؟.
بدا وضعي وكأنه قصة من نوع
“لقد وجدت طفلاً شريرًا فقد ذاكرته”
الشرير، يوري سينكلير، كان ذئبًا منفردًا، ووفقًا للقصة الأصلية، لم يكن لديه عائلة يمكنني التواصل معها.
ماذا لو استمر في هذا النمط واستعاد ذاكرته؟.
بدأت أفكر في بعض الحلول الممكنة:
1- التخلي عنه في مكان ناءٍ أو طرده قبل أن يستعيد ذاكرته.
لكن هذا قد يكون أسرع طريق إلى الهلاك بالنسبة لي.
لا أريد أن أكون ضحية لتعاويذ تترك فقط ملابسي خلفي.
وإذا تخليت عن طفل بهذه الطريقة، فلن أفلت أبدًا من عذاب ضميري.
2-الهروب قبل أن يستعيد ذاكرته.
كمنفي، لا يوجد مكان آخر للفرار إليه،
المنفيون لا يمكنهم الإقامة في أي مكان آخر غير العالم السفلي.
3- تربية إديل في بيئة مليئة بالحب والرعاية قد تكون الخيار الأمثل لتفادي تحوله إلى شرير.
حتى إذا استعاد ذاكرته، فقد يشعر بالندم على أفعاله السابقة ويقرر تغيير مساره.
حسنًا، ليس هناك تأكيد أنه سيفعل ذلك، ولكن على الأقل سأكون في مأمن، أليس كذلك؟
في القصة الأصلية، كان البطل يرد الجميل دائمًا، مثل قوله:
“إذا نجحت الحملة على القصر الإمبراطوري، سأكافئك بالألماس…”
حسنًا، دعنا نضع الخطة الثالثة موضع التنفيذ.
لكن، من البداية، لم أتمكن من توفير
“بيئة مثالية” له.
وهذا المكان، يوديس، هو عالم يتعرض فيه الإنسان للخسارة في كل خطوة، ويملك أسوأ نظام إنفاذ للقوانين لدرجة أن عليك استخدام نعل حذائك كحافظة للنقود.
هل يجب أن أبحث عن الأبطال التقليديين؟ لكنني ارتجفت عند تخيل الأمير، البطل الذكر، وهو يقول شيئًا مثل:
“هل لا يزال على قيد الحياة؟ قد يبدو كطفل، لكنه يجب أن يُعاقب بوحشية”،
لا، هذا لن يجدي نفعًا.
بينما كنت أحاول التوصل إلى حل يوازن بين العقل والعاطفة، ناداني إديل
“نونا سييلا”
فوجئت بالنداء المفاجئ، وارتعشت كتفاي.
حاولت استعادة هدوئي سريعًا، ومسحت علامات الدهشة عن وجهي، ثم ابتسمت بابتسامة مجبرة والتفت نحوه.
“ماذا هناك؟ ماذا تريد مني الآن؟”
نظر إديل إليّ بكسل وهو مائل على الكرسي.
“أفكر في تناول الفطائر لوجبة الغداء اليوم، مع الكثير من شراب القيقب”
“هل تقصد الفطائر التي صنعتها على شكل دب تيدي
ذلك اليوم؟ هل أعجبتك؟”
هل يعترف إديل أخيرًا بأنه يحب الحلوى التي صنعتها؟ ربما بسبب مظهره الطفولي، وجدت نفسي أبتسم له بابتسامة أمومية دون وعي.
“حسنًا، و-“
رفع إديل ذقنه بتعجرف وسأل بلهجة غير مبالية،
“هل خرجتِ وعُدتِ إلى المنزل الليلة الماضية؟”
ماذا…؟
فورًا، شعرت بالتوتر واشتدت أعصابي. قشعريرة سرت في جسدي عندما التقيت بعينيه البنفسجيتين.
هل اكتشف أنني شهدت شيئًا لم يكن عليّ ان اشهده؟ كان عليّ تنفيذ الجزء الأهم من خطتي أولاً وقبل كل شيء.
4- دعونا نركز على البقاء حية أولاً قبل كُل شيء.
تظاهرت بأنني لم أفعل، وكأن حياتي تعتمد على إخفاء الحقيقة.
“كلا لم اخرج؟ الخروج في الليل قد يكون خطرًا هائلًا هنا في هذا المكان، مجرد التفكير في المشاكل التي قد اواجهها هناك يثير الرعب، لا ينبغي عليكَ انتَ أيضًا الخروج”
كان ذلك ما أردت أن أوصلّه فعلاً:
لا تخرج وتسبب المشاكل.
بالأمس، تجولت بلا تردد بحثًا عن إديل،
لا أفهم ما الذي دفعني لفعل ذلك.
إديل، الذي كان يراقبني بصمت، أشار نحو الباب بعينيه الضيقتين.
“لأن الباب كان مفتوح”
هل نسيت أن أغلقه؟،
عندما رأيت تعبير إديل المتشكك، شعرت بقلبي يبدأ
في الخفقان بسرعة.
بينما كنت أستعيد تجارب المقابلات المجهدة التي مررت بها، بلعت ريقي بصعوبة.
كان هذا السؤال واضحًا كأنه فخ
وضع لي.
لماذا؟ لأن إديل كان أول من عبر ذلك الباب الليلة الماضية، وكان أيضًا مفتوحًا عندما خرجت بعده.
___
*الكونفوشيوسية هي فلسفة صينية قديمة، تركز الكونفوشيوسية على الأخلاق الشخصية والحكم الرشيد والتعليم
والعلاقات الاجتماعية.
تريدون انزل الرواية على تطبيق الواتباد ايضًا؟.