أنا على وشك أن ألتهم من قبل الشرير الذي قمت تربيته || i’m about to be devoured by the villain i raised - 2
كنت أعلم أن إيدل طفلاً استثنائي ومختلف عن بقية أقرانه من الأطفال.
عندما أنقذته أول مرة رفضني بعدوانية شديدة وكان هذا أمر طبيعيًا نظرًا لأنني كنت غريبة عليه وكان طفلاً فاقدًا لذاكرته.
“هل أنتِ متأكدة أن هذا المكان يصلح للعيش؟
لا يمكنني أن أكون متسولاً، فهل تم أخذي من قبل متسول؟”
في البداية،
لم يكن لدى هذا الطفل أي ذوق أو خُلق.
كان متغطرسًا ومتكبرًا.
مثل الابن الأصغر لعائلة ارستقراطية غنية،
حدق في الوجبة الخاصة التي أعددتها ونبس:
“هل علي التعود على هذا من الآن فصاعدًا؟”
ومع ذلك، بدا أن جهودي لم تذهب سدى، وأخيرًا فتح قلبه لي.
“إيدل، أ بإمكانك مناداتي بـ”نونا” بدلًا من “أنتِ” أو “هي” من الآن فصاعدًا؟”
“أعتقد أنه ليس لدي خيار، هناك حدود لما يمكنني فعله كطفل فاقد للذاكرة، وليس هناك أحد غيركِ سيطعمني مجانًا،” نونا” ”
في الحقيقة، كان الأمر أشبه باتخاذ قرار عملي بناءً
على الظروف المحيطة بدلاً من فتح قلبه لي بصدق.
لكن كيف يمكن لطفل أن يحسب المكاسب والخسائر
بسرعة كالبالغين الذين اعتادوا على قسوة الحياة؟
في إحدى المرات، أعطيت طعامًا للطفل يتسول في الشوارع، وفي تلك اللحظة، أظهر إيدل وجهًا مليئًا بالاستغراب.
“لماذا تشاركين الطعام مع شخص آخر؟”
“ذلك الطفل لا يزال في مرحلة النمو، لذا يجب أن يتغذى جيدًا”
“ما الفائدة التي تجنيها، نونا؟ الاقتراب تدريجيًا نحو الفقر؟”
لا يوجد ما أستفيد منه من تربية طفل شره مثلك، يلتهم الطعام كما يفعل البالغون، يا صغيري… ولكن لأنني كنت
شخص بالغًا وأعرف ما يجب قوله وما لا يجب قوله، لم انبس بأي شيئًا آخر.
تنهّد إيدل وهمس لنفسه.
“سوف يصبح مجرمًا عندما يكبر”
ما نوع التربية التي تلقاها ليكون لديه هذه الأفكار في سن مبكرة؟
حتى ذلك الحين، كنت أظن أنه طفل مدلل ومتعجرف.
حتى رأيت وجه إيدل الخالي من التعبير وهو يشاهد المتسول الذي دهسته العربة.
أليس من الطبيعي حتى للبالغين أن تفاجأوا أو يخافوا أو يقلقوا؟ ومع ذلك، وعلى الرغم من مشاهدة الحادث أمام عينيه، كان إيدل غير مبال بشكل غريب.
“إيدل، ألست مصدومًا؟”
ردًا على سؤالي، هز إيدل رأسه بوجه خالٍ من التأثر
اتجاه الموقف وقال:
“ما الذي يمكن أن يدهشني؟ من الطبيعي التخلص من الأشخاص الذين ليس أي فائدة، لو كان ذلك الرجل في العربة، لما مات”
شعرت بالانزعاج عند رؤية السخرية الواضحة في عيني الطفل البنفسجيتين.
لم يكن هذا نوع التفكير الذي يمكن لطفل دون العاشرة أن يصل إليه بمفرده.
ما نوع الأشخاص الذين كانوا والديه البيولوجيين ليقوموا بتربيته هكذا؟
كان إيدل غير مبال للغاية تجاه الآخرين، وباستثناء ردود الفعل السلبية، كان يتمتع بلامبالاة شديدة.
كان الأمر كما لو أن جزءًا من مشاعره كان مُكبَّتًا.
بالطبع، لم يكن هذا النوع من الأشخاص جديدًا بالنسبة لي.
كانوا موجودين في المجتمع الحديث[ العصر الحديث] قبل وفاتي، وكثيرًا ما رأيت هذا النوع بين رؤسائي في الشركة.
أقسمت لنفسي أنه بمجرد أن أجد عائلة إيدل البيولوجية، سأجرِ معهم مناقشة جدية حول أساليب تربيتهم.
لكن ذلك لم يكن النهاية، أوليس كذلك؟
لم يكن هذا شيئًا يمكن حله كمسألة تتعلق بطرق التربية.
اختبأت في الزقاق ووضعت يدي على فمي، وأنا أشاهد بدهشة المشهد أمامي.
كانت ابتسامة إيدل الطبيعية تبدو كأنها تجسيد حي للشر الخالص، أشبه بطفل يستمتع بتمزيق أجنحة اليعسوب*.
“آااااااه!”
دوى صراخ الرجل في الزقاق بينما بدأت الظلال تبتلع جسده شيئًا فشيئًا.
كانت محاولاته اليائسة للهروب بلا جدوى.
بيد ممدودة في الهواء، تم سحب الرجل إلى الظلام دون دون أن يترك اي أثر خِلفه.
‘ما الذي يحدث؟’
غمرني الذعر وبدأت أتعرق بعد مشاهدة ذلك المشهد المرعب.
‘هل يستدعي إيدل شياطين الظل بالسحر الأسود؟’
شعرت بقشعريرة تتسلل عبر جسدي.
لم يكن لي علم أنه بساحرًا.
لم يسبق له أن ذكر ذلك، ولم يستخدم السحر أمامي من قبل قط.
“لهث… لهث”
لا أعرف في أي حالة ذهنية كنت عندما عدت إلى المنزل.
استلقيت على السرير فورًا وسحبت الغطاء فوقي.
كان قلبي يخفق بسرعة، وأنفاسي تتسارع، ورأسي يدور.
يا إلهي!!.
كيف يمكن أن يحدث هذا؟ احتضنت نفسي بقوة
لتهدئة ارتجاف جسدي.
‘إيدل هو ساحر ظلام، من بين كل الأشياء!’
كان سحرة الظلام أولئك الذين فسدت قلوبهم بالشر وتلوثت قواهم السحرية.
كانت “الفرقة السوداء” التي هزمها الأبطال الأصليون تتألف من سحرة الظلام، بما في ذلك الخصم “يوري سينكلير“، وكانوا ثمرة تجارب جماعة الظلام بالسحر الأسود.
بأختصار، كانوا هم الأشرار في القصة الأصلية.
لكن ذلك بدا غير معقول البتة.
صحيح أن القدرات السحرية يمكن أن تُورث، إلا أن السحر الأسود يتم الحصول عليه من خلال تجارب محظورة أو فساد السحر القائم، ولا يمكن نقله إلى الأبناء.
علاوة على ذلك، ألم يكن يوري سينكلير تجسيدًا للشر المطلق، غير قادر على أن يحب أحدًا؟
فقد تم رفضه من قبل الجميع كساحر مظلم، ولا بد أن حياته، المليئة بالجروح والخيانة، جعلته غير قادر على الثقة بالناس.
هل يعني ذلك أن إيدل هو يوري سينكلير الملعون؟
ولكن إذا كان قد عاد إلى الحياة، فإن الوقت الذي انقضى منذ نهاية القصة لا يتجاوز العامين!
‘هل عاد إلى الوراء بسبب قوة غامضة؟ أم أن جسده فقط هو ما عاد إلى الوراء[الماضي]؟ ما الورطة التي أوقعت نفسي فيها؟’
بغض النظر عن السبب وراء مظهره، تبدو الأمور في غاية السوء.
بينما كنت ملتفة تحت البطانية أشعر بالارتباك، سمعت صرير الباب فهرعت لإغلاق عينيّ بسرعة.
شعرت بحركة البطانية تُسحب بعيدًا.
تظاهرت بالنوم بكل ما أوتيت من قوة، حتى أنني أصدرت أصوات شخير مزيفة.
“لماذا تأخذين البطانية كاملة لنفسكِ؟ حتى ان عادات نومها أنانية للغاية”
قال إيدل بنبرة يعتيرها الاستياء، وكانت أنفاسه تلامس خدي.
قررت أن أكون أكثر حذرًا من الآن فصاعدًا… بينما اعتذرت في داخلي، سحب ذراعي ليستخدمه كوسادة مرة أخرى.
ألم يكن هناك وسادة حقيقية؟ لماذا يجب أن يكون ذراعي هو البديل؟ فتحت عينيّ قليلاً وتفحصت وجه إيدل بدقة.
كان يحتفظ بنفس الجمال غير المألوف، مع الشعر الأسود والعيون البنفسجية والقوى ذاتها.
رغم كل ما فكرت فيه، يبدو أن احتمال كونه الشرير يوري سينكلير يقترب من 99.9%.
أيعقل أنه لا يتذكر حياته مطلقاً؟
لو كان لديه أدنى فكرة عما حدث، لما بقي هنا يشتكي من ضيق المكان.
وإذا كان الأمر كذلك، لماذا يبقي مخفيًا هويته عني؟
كان يستطيع ببساطة التخلص مني وجمع السحرة السود لتحقيق انتقامه من الأبطال الأصليين، القديسة والأمير.
إذا كان لا يزال يحتفظ بقدراته السحرية، لكان قادرًا على استخدام السحر حتى وإن فقد ذاكرته.
بصرف النظر عن ذلك، ما الذي ينبغي علي فعله الآن؟
قضيت الليل بأكمله مستيقظة، تغمرني مشاعر الخوف والقلق، وسقطت في النوم فقط عند بزوغ الفجر.
وفي خضم وعيي المتقطع[ اعتقد انها تقصد المرحلة الي تكون بين النوم والاستيقاظ] ، حلمت برجل ذو شعر داكن مستلقٍ برأسه على ذراعي.
كان الشعور حيًّا إلى حد أنه بدا أكثر من مجرد حلم.
عندما التقت أعيننا، كانت عيونه البنفسجية تنحني بسحر غامض.
“دعيني أسترح على ذراعكِ”
بصوت عميق مصحوب بابتسامة مريحة.
عندها أدركت أنه النسخة البالغة من إيدل، الشرير يوري سينكلير من القصة الأصلية.
لا شك في ذلك، فقد كان يرتدي الزي الأسود الذي وصفته الرواية، وشارة على صدره على شكل ثعبان تمثل “الفرقة السوداء”.
أن يكون شريرًا ويطلب وسادة ذراع؟ بصراحة، كان ذلك مذهلًا.
ومع ذلك، كان مظهره رائعًا لدرجة أنني نسيت تمامًا أنه رجل قاسي القلب وقليل المشاعر.
“يا الهي! حتى وإن كان هذا محض حلم، لا يمكنني الانخداع بالمظاهر!”
صرخت عند استيقاظي، ورميت البطانية عني واستقمت بعجلة على قدميّ.
نظر إليّ إيدل، الذي استيقظ وارتدى ملابسه، بتعبير غير مألوف.
حاولت أن أبتسم له بشكل طبيعي، وحيّيته بقول:
“صباح الخير”
رد إيدل بلهجة غير مكترثة:
“اذهبي واغسلي وجهك، تبدين كالمشردة عند نهر الحي السابع”
بقيت أحدق في إيدل بدهشة، مندهشة من جرأته.
‘هل ما رأيته البارحة كان حقيقيًا؟’
بالنظر إلى إيدل كما هو الآن، شعرت بالحيرة الكبيرة.
كان الشرير في العمل الأصلي من مفضليني، لكنني لا أريد أن أكون متورطة معه بشكل مباشر.
جلست على السرير، مدهوشة، وأعدت استرجاع أحداث الليلة الماضية
من خلال ما سمعته، كان الرجل في منتصف العمر يتجول أمام منزلنا وهو يحمل سكينًا.
تساءلت ما إذا كان إيدل قد تعامل مع جميع الأشخاص الذين جاءوا يطلبون الانتقام حتى الآن.
ربما لم يكن هؤلاء الأشخاص يعلمون حتى أن الرجل المشبوه كان إيدل نفسه.
هل كان ذلك لحمايتي؟ ذلك الطفل الذي لا قلب له؟
نظرت إلى إيدل، فاستقبل نظرتي بتعبير يوحي بوضوح:
” ما الذي تبحلقين فيه؟”
هل كان ما شهدته البارحة مجرد حلم أيضًا؟ ربما كان إيدل قد نام بجانبي بسلام، وكل ما عشته كان مجرد وهم.
لكن، لم تدم رغبتي في تصديق أن الأمر كان خيالاً لمدة طويلة.
___
*اليعسوب:
هو نوع من أنواع الحشرات المفترسة للحشرات الأخرى.