أنا على وشك أن ألتهم من قبل الشرير الذي قمت تربيته || i’m about to be devoured by the villain i raised - 11
ملحوظة
. إيدل أو إيديل كلاهما صحيح
____
لا شك أن من كان وراء التخطيط لمقتل “ماريسيلا” لا بد
أن يكون أحد أفراد الأسرة الذين خانوني؛ سواء كان أبي أو أحد إخوتي غير الأشقاء الذين وُلدوا من زوجته الثانية.
“ماريسيلا، لم يكن ينبغي لكِ أن تولدي أصلاً.
- كل شيء تدمر بوجودكِ”
ما زلت أتذكر ذلك الصوت البارد الذي نبذني واحتقرني.
تشيس بيلمور، والدي ورئيس عائلة بيلمور وصاحب قلعة الأرواح، كان يكن لي الكراهية الشديدة.
لقد كنت في يوم ما الابنة الكبرى لماركيز بيلمور ووريثة قلعة الأرواح.
النبلاء الذين ينحدرون من سلالة السحرة يوقظون قدراتهم عادةً عند بلوغهم سن الرشد كحد أقصى.
ومع أنني بلغت ذلك السن، لم أتمكن من إيقاظ القدرة على استدعاء الأرواح التي تعدّ السمة المميزة لسلالة بيلمور، وهذا لم يكن سوى دليل إضافي أكد شكوك والدي: قناعته بأنني كنت ابنة غير شرعية، ناتجة عن خيانة أمي.
رغم وجود اختبارات نسب، إلا أنها لم تكن تحظى بثقة كاملة، ووالدي لم يصدق نتائجها، مدعياً أن أمي وعشيقها قد زوراها.
كان والدي دائماً شديد الشك والريبة.
ومع أنني لم أكن أشبهه في شيء، إلا أن هذا زاد من تأكيد شكوكه.
وكلما ازدادت ملامحي شبهاً بوالدتي الراحلة، زادت مشاعر الخيانة في قلبه، واشتدت كراهيته لي.
“أختي ماريسيلا، الأرواح تحب الطيبين وتحتقر الأنجاس.
ملك الأرواح غاضب لأن كائناً نجساً يحاول أن يخلفه في قلعة الأرواح، وكل هذا بسببكِ”
كانت تلك كلمات ليراجي، أختي غير الشقيقة، وقد نطقت بها بسخرية قاتمة.
كانت قلعة الأرواح ذات يوم أرضًا مباركة، محروسة من قبل الأرواح.
ومع ذلك، بدأت الشائعات تتناقل بأن ملك الأرواح غاضب بسبب وجودي، وأن غضبه هو ما تسبب في الكوارث، كالزلازل والاضطرابات الشيطانية والطاعون.
فاسيلي، أخي غير الشقيق، كان دائماً يلقي باللوم علي ويتجاهلني.
“كيف تجرؤين على محاولة أن تصبحي رأس العائلة وأنتِ ابنة من علاقة غير شرعية؟ نحن اكتسبنا قدراتنا الروحية قبل أن نبلغ العاشرة، بينما لم تستطيعي أنتِ.
لقد صبر الأب عليكِ حتى بلغتِ سن الرشد”
على عكس حالتي، كان إخوتي غير الأشقاء يشبهون والدهم تماماً بشعرهم الفضي وعينَيهم الصافيتين.
كانوا أبناء غير شرعيين جلبتهم العشيقة، إذ دخل والدي في علاقة محرمة فور ولادتي، خيانةً لوالدتي.
رغم تبريراته المختلفة، كالرغبة في إنجاب طفل يشبهه، إلا أن دافعه الأكبر كان الانتقام من والدتي.
والدتي كانت تحب والدي حباً جماً، واعتقدت أنها تستطيع إصلاحه.
بذلت جهداً مضنياً لتبديد شكوكه وسوء فهمه.
لكن، شكوك والدي وإساءاته اللفظية تفاقمت يوماً بعد يوم، حتى أنهاك المرض والدتي بعد أن رأت أن زوجها يجلب الأطفال غير الشرعيين ويرعاهم.
وفي نهاية المطاف، أسلمت الروح وأنا في الخامسة من عمري.
ومع ذلك، لم يرَ والدي في خيانته أي خطأ.
لم يكن هناك جدوى من مواجهة شخص يُبرر أفعاله بأنها جاءت كرد فعل على خيانة سابقة.
والنتيجة… لم تتغير.
“ماريسيلا، اعتباراً من اليوم، سأطردكِ من العائلة وأخرجك من قلعة الأرواح.
أعتزم الزواج من أريان والاعتراف بفاسيلي وليراجي كأبناء شرعيين لعائلة بيلمور.
غادري قلعة الأرواح فوراً”
في السنة التي بلغت فيها سن الرشد، تبرأ مني والدي وطردني دون تردد.
لم تكن ليراجي ترغب في شيء أكثر من دفعي نحو حافة الهاوية.
لم ترني يوماً فرداً من العائلة، بل كانت تراني مجرد منافسة على حق الخلافة.
“أتعلمين، أختي، أفكر في خطيبكِ، الكونت ليكسيون ويغنيت. ألا تفكرين في اللجوء إليه طلباً للمساعدة؟”
ما زلت أذكر بوضوح تلك النظرة المنتصرة التي ارتسمت على وجه ليراجي، وعينيها الزرقاوين اللتين تلألأتا بفرح خبيث.
“سمعتُ أنه كان يفكر في فسخ الخطوبة إذا لم تستطيعي إيقاظ قدراتكِ؟ قد ينتهي الأمر بي بالزواج منه بدلاً منكِ.
أنا الابنة الشرعية بعد كل شيء.
لا تعتقدي أنني أستولي على شيء لم يكن لي أصلاً؛ أنا فقط أستعيد ما كان من حقي منذ البداية.
نصيحتي لكِ ألا تزيدي الأمور سوءًا على نفسك”
بالإضافة إلى خيانة عائلتي، تعرضت أيضاً لخيانة الرجل الذي كنت مخطوبة له منذ طفولتي.
ما لم أتمكن من اكتساب قدرة استدعاء الأرواح، لن أتمكن من إثبات أنني حقاً ابنة والدي.
ولهذا السبب لم يكن أمامي أي خيار سوى أن أُطرد دون أن أستطيع الدفاع عن نفسي.
“ماريسيلا، ليس هذا ذنبكِ.
لا تدعي أحداً يجعلك تشعرين بالشك في نفسكِ أو يقلل من قيمتكِ.
لا تكوني خجولة، ولا تخافي من الدفاع عن نفسكِ، حتى أمام والدكِ.
أنتِ طفلة تستحقين الحب، وأنتِ فخري”
هذه كانت كلمات أمي الأخيرة التي حفرتها عميقاً في قلبي، فتوقفت عن التفكير فيما إذا كنت ثمرة علاقة غير شرعية أم لا.
رغم أنني عوملت كأنني مصدر للشر وجالبة للكوارث إلى قلعة الأرواح، لم أسمح للإحباط أن ينال مني.
مجرد أن يتم اتهامي وتوجيه اللوم إليّ، لا يعني أنني الشخص الذي يتحدثون عنه.
كانوا فقط بحاجة إلى شخص يحملونه مسؤولية مصائبهم.
كنت دائماً فخر أمي، ولم أكن لأسمح لكلمات الآخرين وسخريتهم بأن تكسرني.
كنت أعلم أن أمي في حياتي السابقة كانت ستندب وفاتي، لكنها أيضاً كانت ستفخر بي.
***
أن يتم نبذي وإقصائي كان أمراً سيئاً بما فيه الكفاية، ولكن إرسال قاتل لقتلي؟ ألا يعتبر هذا تجاوزاً كبيراً؟
حاولت أن أتمالك نفسي وأظهرت تعبيراً بارداً.
“عميل آخر؟ عن من تتحدث؟ ليس لدي أدنى فكرة”
قلت، متجاهلة ذكريات العزلة ومتظاهرة بعدم المعرفة.
هز فيليب رأسه ببطء.
“مجرد كونكِ شخصية مهمة لا يمنحكِ حق الوصول إلى معلومات خاصة”
ثم أضاف بنبرة متراخية وهو يحدق في وجهي:
“لكنني أعتقد أنني قد رأيتكِ من قبل.
هناك تشابه كبير بينكما”
“من تقصد؟”
أجابني بابتسامة خفيفة، وكأن الأمر لا يستحق الاهتمام: “ستلقين حتفكِ قريباً، فما الذي تستطيعين فعله؟ كنت تشبهين كثيراً الشخص الذي كُلفت بقتله عندما كنت شاباً”
قبل أن أتمكن من التفكير في كلماته، رفع يده التي كانت تمسك بسكين.
“سيكون الأمر بشعاً من الآن فصاعداً، لا تدعي الطفل يرى ذلك”
غطى أحد أتباع فيليب عيني إيديل.
وفي ذات اللحظة، شعرت ببرودة الشفرة وهي تضغط على عنقي.
“لا يمكنني ترك أي ثغرة؛ سأستخدم العذر الذي أعطيته لي لعميلي”
كان صوت فيليب خشناً وهو يوجه السكين نحوي.
المجنون الذي رأيناه سابقاً كان شاهداً، والآن كان على وشك أن يقتلني.
نظرت إلى إيديل.
عينيه البنفسجيتين اللتين ظهرتا من خلال الأصابع التي تغطي وجهه كانت تبدو غير مبالية، ولم أشعر بأي قلق أو اضطراب منه.
“آه!”
صرخ الرجل الذي كان يغطي عيني إيديل فجأة.
الدم كان يسيل من يده، وإيديل كان يمسك بقلم حبر ملطخ بالدم.
عندما رأى الرجل ذلك، اجتاحت جسده قشعريرة، ربما من شعوره بالعجز أمام طفل يبدو بهذا القدر من البراءة.
“سيكون قاتلاً بارعاً.
لديه ملامح مناسبة، دعونا نأخذه ونعلمه.”
قال فيليب بضحكة، وأعاد سيفه إلى غمده، ثم تقدم نحو إيديل.
“أم يجب أن أقطع الأمر من جذوره؟”
عندما سمعت تلك الكلمات المخيفة، اندفعت بلا تردد ووقفت أمام إيديل.
“أنا الهدف هنا.
دع الطفل وشأنه”
“هل هو أخوكِ الأصغر؟”
“كلا، ليس هو كذلك.”
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي فيليب، وصفق بيديه بضع مرات.
“إن الرغبة في إنقاذ طفل لا يمت لكِ بصلة دموية
“يُخلّف أثراً عاطفياً خلفكِ
نعم، لقد كنت مجنونة.
لقد مت في حياة سابقة بدلاً من طفل، وما زلت لم أستعد عقلي.
حتى وإن كانت موتتي ستُعتبر تضحية نبيلة، لماذا واجهت مثل هذه القسوة دون أي تعويض؟ كان ذلك بائساً للغاية.
“سأمنحكِ فرصة أخيرة لتوديعه”
رفع فيليب رأسه ليبدو وكأنه يظهر بعض التعاطف.
يا
إذا كنت تدرك خطأك الآن وترغب في إعادة حياتي، فلتجعلني أولد في حياتي القادمة كابنة لعائلة ثرية، مع تعويض كبير عن أخطائك.
اقتربت من إيديل وهمست بصوت خافت
“إيديل، يجب أن يبقى سركَ مخفياً إلى الأبد.”
لا تدع السحر الأسود يدمر حياتك في هذه الدنيا.
توسعت عينا إيديل ببطء بينما كان ينظر إلى وجهي المملوء بالمرارة، وانفتحت بؤبؤاه السوداوان تماماً، كما يحدث في كسوف الشمس.
“لقد…”
همس بصوت منخفض، فاندفعت تيارات هواء باردة من تحت الأرض، مما جعل شعره الأسود يتطاير.
“أعتقد أنني قد اكتُشفت”
اشتعلت طاقة سوداء كاللهب في كف إحدى يديه.
وسرعان ما بدأت الظلال السوداء تزحف من الأرض والجدران والسقف، مصحوبة بشعور غامض ومرعب.
تبع ذلك صمت مشحون بالتوتر، قبل أن يتمزق بصيحات مذعورة.
“ماذا—
ما هذا!”
“آآه!”
شعرت وكأن كل شيء حولنا يبتلع في غياهب الظلام.
حبست أنفاسي، لكنني لم أفلت يد إيديل.
ومع ذلك، كان الصبي الصغير الآن ينظر إلي من بعيد.
كان يبتسم بابتسامة باردة، كمن أُخبر بسر لم يكن يرغب في الكشف عنه أبداً.
“كنت تعلمين مسبقاً”
كانت نبرته تحمل شيئاً من الاستسلام، وكأنه يشعر أنني سأدفعه بعيداً.
بدلاً من الإجابة، حدقت في عينيه المظلمتين.
فجأة، أدركت أن هذا الظلام العظيم كان قدرة ولدت من وحدته.
جذبت إيديل نحوي بينما كان يحاول الابتعاد.
“لم يكن الذنب ذنبك”
تلك المصائب التي عشناها كأطفال، الاتهامات العديدة، والوحدة والحزن الناتج عن العزلة.
لم يكن ذلك خطأك.