I'm a Villainess, But I'm Favored - 29
029
في النهاية، عبثت بيكسان بشعرها بارتباك، ثم لعقت شفتيها الجافتين عدة مرات قبل أن ترفع رأسها.
‘في مثل هذه الأوقات، يجب أن أكون مباشرة.’
‘إكسارش أستطيع تشخيص مرض الإمبراطور.’
في الواقع، الإمبراطور الحالي كان وغدًا بما يكفي ليجعل بيكسان غير راغبة في معالجته.
ولكنها لم تكن تود الجلوس مكتوفة الأيدي بينما تشن باتيلدا حربًا.
عندها فقط، اختفت الابتسامة عن وجه إكسارش واتسعت عيناه قليلاً.
‘هل تقولين إن بإمكانك علاج مرض جلالة الإمبراطور؟’
‘لا، أقول إنني أستطيع *تشخيصه*. سمعت أنه طريح الفراش بسبب مرض مجهول.’
‘ولكنك لست طبيبة… حسنًا، بقدراتك تلك، يبدو أن أي شيء ممكن.’
تمتم إكسارش بالكلمات وكأنه يكلم نفسه دون أن ينهي جمله.
قالت بيكسان، مقاطعة
‘لا أعرف ما الذي تفكر فيه، ولكنني لست قادرة على كل شيء. ومع ذلك، أعتقد أنني أستطيع. لذا، اسمح لي برؤية الإمبراطور.’
رد إكسارش بنبرة تنم عن الحرج:
‘هناك نقطة يجب توضيحها أولاً. إنه “جلالة الإمبراطور”.’
[إكسارش فيراتو شرودر]
كان قلقًا من أن يتم القبض عليها بسبب أسلوبها الفظ في الحديث في أي مكان آخر.
‘حسنًا. أستطيع تشخيص مرض *جلالة الإمبراطور*. هذا جزء من واجبي كمواطنة، لذا أرجو مساعدتي.’
لكن إكسارش رمقها بنظرة حادة وعينين ناعمتين، قائلاً بهدوء تام:
‘لكن، ميني. ما زلت لا أفهم لماذا تحتاجين إلى تلفيق تهمة لباتيلدا.’
يا إلهي. بالطبع، هذا لن ينجح. كنت أعتقد أنني سأتمكن من تمرير الأمر بسلاسة.
أطلقت بيكسان زفرة عميقة، وفكرت : ‘على أي حال، سأبقى مع إكسارش لفترة طويلة، أليس كذلك؟’
نظرت إلى إكسارش بنظرة خاطفة. كان الرجل ذو الشعر الأبيض ينظر إليها بعينين بريئتين.
‘… ربما يكون الاعتراف الآن أسهل من إقناعه لاحقًا.’
استجمعت بيكسان شجاعتها :
‘إكسارش، لديك سؤال تريد طرحه، أليس كذلك؟’
‘هل ستذهبين عليه؟’
‘اسأل.’
بعد تبادل النظرات للحظات، طرح إكسارش السؤال:
‘هل أنت “حكيمه ريتور”؟’
‘نعم.’
كما توقع، لم يُظهر إكسارش أي دهشة. لكنه حرّك شفتيه قليلاً وهمس باسمه، *مينيرفينا ريتور*.
قالت بيكسان ببرود:
‘أخبرك منذ الآن، لا تفكر في أخذي إلى البلاط الملكي. لقد استيقظت بعد انتهاء عقدي مع العائلة الملكية.’
ابتسم إكسارش ابتسامة طفيفة، وقال بلطف جعل بيكسان تشعر بوخز في معدتها:
‘أنا أتفهم ذلك.’
‘……’
أضاف إكسارش بابتسامة متعاطفة:
‘لكن إذا كشفت هويتك في هذا الوقت، فهذا يعني أن هناك سببًا يجعلك، كحكيمة، ترغبين في تلفيق تهمة لباتيلدا، أليس كذلك؟’
نظرت بيكسان بعيدًا وقالت بتردد:
‘نعم. لا أرغب في ذلك، لكنه ضروري.’
‘ولكن إذا كان الأمر كذلك، ألا ينبغي أن تتحدثِ إلى باتيلدا بدلاً مني؟’
‘لا، إذا عرفت باتيلدا، فلن يُعتبر ذلك “تلفيقًا”. أريد تقليل المخاطر قدر الإمكان.’
النظام ذكي. إذا عرفت باتيلدا بالحقيقة، فقد لا يعتبر الأمر إنجازًا للمهام.
أنهت بيكسان حديثها، وعم الصمت. ثم استدعى إكسارش أحد الخدم ليحضر ماءً دافئًا، وصب شاي الكركديه في كأس بيكسان الفارغ.
قال بهدوء:
‘يمكنني… تلفيق التهمة لباتيلدا. على الرغم من أنني لا أرغب في ذلك، إذا لم يكن هناك خيار آخر.’
‘……! هل ستفعل؟’
‘أنا أعرف قدراتك، وأظن أن هذا من أجل مصلحتها. صحيح؟’
‘بالطبع!’
في الحقيقة، الأمر من أجل إنقاذ العالم.
تابع إكسارش بابتسامة:
‘لكن عليك أن تفهمي شيئًا واحدًا، ميني.’
‘ما هو؟’
‘إذا لم تكون تفعلين ذلك كحكيمة من أجل باتيلدا، فسأجدك وأقتلك، ميني.’
‘……’
ها هو الرجل يخبرك بابتسامة مشرقة وكأنه يلقي تحية الصباح أنه سيقتلك.
نظرت بيكسان إلى عينيه السوداوتين وأدركت مجددًا:
‘هذا الرجل ليس سهلاً أبداً.’
حركت رأسها بالإيجاب:
‘افعل ما يحلو لك. فقط تأكد من أن هويتي لا تُكتشف في البلاط الملكي. أريد العيش بهدوء.’
‘اتفقنا.’
أخيرًا، ارتسمت على وجه إكسارش ابتسامة مشرقة وهو يقول:
‘إذن، على الرغم من أن هذا ليس من اختصاصي، فلنذهب ونلفّق التهمة لابنة عمي.’
… يا إلهي.
* * *
‘سيستغرق الأمر حوالي أسبوع.’
اخبرها إكسارش.
وبالفعل، بعد أسبوعٍ كامل في وقت الغداء، انفجرت ليلا بحماس قائلة:
“ميني، أغنيس! هل سمعتما الإشاعة؟”
“أي إشاعة؟”
“الإشاعة المتعلقة بالأميرة!”
بدأت أذنا بيكسان تلتقطان المحادثة.
“هل تعرفان ذلك الطبيب المجنون، غريمالدي، الذي يعيش في حي الشهاب؟”
لا أعرفه.
ردت أغنيس بدلًا منها:
“وما به ذلك الرجل؟”
“تقول الشائعات…”
نظرت ليلا حولها قبل أن تخفض صوتها وتكمل:
“إن الأميرة باتيلدا كانت تتردد على منزل ذلك الطبيب المجنون غريمالدي!”
“ماذا؟”
عقدت أغنيس حاجبيها، وارتسم على وجهها تعبير ينم عن عدم التصديق.
كانت بيكسان تراقب المحادثة بصمت أثناء تناولها السلطة.
“هذا هراء. الأميرة باتيلدا ليست من ذلك النوع.”
“لكن الجميع يتحدث عن الأمر الآن! يتساءلون إن كانت الأميرة قد فعلت شيئًا للإمبراطور…”
“ليلا، توقفي عن قول أشياء خطيرة كهذه. قد تُعرضين نفسكِ للخطر.”
“آه، أنتما الاثنتان! لستما على وشك أن تذهبا لتقولا ‘ليلا ماكنوس قالت كذا وكذا!’، أليس كذلك؟”
“مع ذلك… هذا مجرد حديث لا معنى له. الأميرة لن تتخطى الحدود إلى هذا الحد.”
بدت أغنيس وكأنها تعارض الشائعات، سواء بسبب ولائها أو لأنها لا تنساق وراء الأحاديث الجانبية بسهولة.
عندها سأل ن بيكسان ليلا:
“ما رأيكِ في الأمر، ليلا؟”
“أنا؟”
رمشت ليلا بعينيها قبل أن تلتف يمينًا ويسارًا، ثم قالت:
“لا أصدق تمامًا، لكن الجميع يعرف أن الأميرة طموحة جدًا. يُقال إنها حتى تساءلت علانية عن سبب عدم كونها الوريثة الشرعية للإمبراطورية!”
“ربما هناك لعنة؟”
“لا يمكن! نحن لسنا في روتينا أو إحدى الجزر النائية.”
انتقلت المحادثة إلى موضوع آخر سريعًا، لكن بيكسان شعرت بالرضا وهي تغرز شوكتها في السلطة.
‘هذا التفاعل يبدو كافيًا. لعل النتائج ستبدأ في الظهور قريبًا.’
* * *
“الأميرة باتيلدا، جلالة الإمبراطور يطلبكِ.”
“هاه…”
ضحكت باتيلدا بسخرية أثناء جلوسها أمام مكتبها وهي تتعامل مع بعض الأوراق.
“لابد أن السبب هو تلك الإشاعات السخيفة.”
طلبت من خادم الإمبراطور المغادرة، ثم عبست وقالت لنفسها:
“لقد بدأت مؤخرًا إشاعة بغيضة تدور في مدينة أولم. يُقال إنني استخدمتُ مساعدة ذلك الطبيب المجنون غريمالدي لإلقاء لعنة على الإمبراطور!”
حدّقت في الأوراق أمامها بغضب وقالت:
“سخيف. لو كنت أفكر في ذلك، لفعلتُها منذ زمن بعيد…”
“جلالتكِ.”
“آه…”
هزت رأسها للتخلص من الأفكار، ثم نهضت وارتدت معطفها.
“لنذهب يا دومينيك.”
“أمركِ.”
مرت باتيلدا عبر عدة قصور حتى وصلت إلى قصر الإمبراطور.
كان الإمبراطور مريضًا منذ وقت طويل. صحيح أنه لم يسقط بهذا المرض الغامض من قبل، لكنه دائمًا ما كان يشكو من آلام هنا وهناك.
وبالرغم من مرضه، لم يتوقف عن متابعة ملذاته؛ من الشراب والطعام وحتى النساء. أما شؤون الدولة، فقد كانت ملقاة على عاتق الماركيز زوكاريني، أحد المتملقين.
منذ صغرها، لم تستطع باتيلدا فهمه. خاصةً عندما أعلن فيليكس وريثًا للعرش…
“جلالتك، الأميرة باتيلدا روهيك شرودر قد وصلت.”
قطعت كلمات خادم الباب سلسلة أفكارها.
“دعها… تدخل.”
خرج الصوت كأنه همس ضعيف، وفتح الباب.
تقدمت باتيلدا دون أن تُظهر أي تعبير حتى وصلت إلى السرير. عندها رفعت كبيرات الخدم الستار.
“بـ… بـ… باتيلدا…”
وأخيرًا ظهر والدها أمامها. عينان غائرتان، خدود منهارة، وجسد هزيل، لكن نظرته كانت مليئة بالطمع.
انتشرت بقع حمراء على جسده، وبدا على شفتيه آثار قيء.
ركعت باتيلدا على ركبتيها وقالت:
“أقدم احترامي للقمر الأسمى لأوركينا.”
“ماذا… ماذا تفعلين هذه الأيام؟”
خرج صوت الإمبراطور مشوبًا بضعف وصوت معدني.
“مؤخرًا، كنت أركز على تحسين الأمن.”
“الأمن؟”
“نعم، لقد أصبح الوضع الأمني في أولم يتدهور…”
اتخذ وجه الإمبراطور تعبيرًا مشوهًا.
عرفت باتيلدا هذا التعبير جيدًا. كان هو نفسه التعبير الذي كان يرتسم على وجهه كلما فكر في شقيقه لارس.
“مخيّب… للآمال. أن تضيعي وقتكِ في مثل هذه الألعاب…”
° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆。 .° ◌ • .●
لا تنسو التعليقات على الفقرات وابداء أراكم في الرواية ~ دمتم سالمين إلى حين فصل جديد 💓