If you pick up a suspicious pushover - 6
حاول الرجل عدة مرات تحريك ذراعه للتخلص من قبضة إيلينا.
ولكن إيلينا لم تكن تنوي الإفراج عنه. وعندما أدرك أنه لا يستطيع الإفلات، استسلم تمامًا وأرخى ذراعه، وكأنه يعترف بهزيمته.
نظر إليها بنظرة هادئة بلا دهشة أو ارتباك. لا شعور بالذنب، بل مجرد هدوء تام.
“لن تتركي ذراعي؟”
“بالطبع لا أستطيع تركك!”
“ولماذا؟”
ما هذا النوع من البشر؟
“فكر بالعكس. إذا كنت أنا من هاجمتكَ، هل كنت ستتركني؟”
“سأقتلكِ.”
“…..”
صُدمت من الإجابة القاسية. لا يتردد في الهجوم، ويبدو أن أفكاره أكثر قسوة.
“هل تقتل لمجرد أنني هاجمتك؟”
“ألم تقولي بأنكِ هاجمتني؟”
“وهل ستقتل كل من يهاجمك؟”
“بالطبع.”
“…..”
حتى لو كان يفكر بهذه الطريقة عادةً، أليس من الخطأ أن يقول هذا الآن؟ خصوصًا بعد ما فعله…
‘هل يعقل أنه يتوسل لي أن أقتله الآن؟’
بدأت إيلينا تفكر بجدية فيما إذا كانت يجب أن تحقق أمنيته الغريبة.
“…يبدو أنك بحاجة لتعلم الرحمة.”
لحسن الحظ، لم تكن إيلينا بهذا الجنون لتلبية مثل هذه الأمنية الغريبة.
“الرحمة؟”
لكن الرجل كان غير معقول. من نبرة سؤاله الباردة، بدا أنه لا يفهم لماذا قد يحتاج إلى ذلك.
“إلى متى ستستمر في التصرف بوقاحة؟”
“وقاحة؟”
ألا يدرك حتى كيف كان وقحًا؟
“لقد اقتحمت منزلي الآن!”
“اقتحام؟”
ألا يفهم معنى كلمة اقتحام؟ أم يعتقد أن كل أراضي العالم ملكٌ له؟
تصاعدت مشاعر إيلينا أمام ردوده الوقحة.
“هذا منزلي بوضوح! وبعد ذلك تهاجمني بدلاً من الاعتراف بخطئك؟”
“أنا أخطأت؟”
من ردة فعله، بدا وكأنه لا يدرك حتى ما الخطأ الذي ارتكبه.
كانت تعتقد أنه وسيم وخطير، لكنها أدركت الآن أنه بلا أي إدراك.
“بالطبع أخطأت! هل تعتقد أنك كنت محقًا؟ اقتحمت منزلي كما يحلو لك وجعلتني أفقد طعامي أيضًا!”
أشارت إيلينا بإصبعها إلى الطماطم الكرزية وأوراق الجرجير التي دمرها الرجل دون رحمة.
ولأن الرجل بدا وكأنه لم يعد ينوي الهجوم، أفرجت عن ذراعه.
انخفض برأسه ونظر إلى قدميه ليتأكد مما أشارت إليه.
“هذا كان طعامك؟”
“ألا ترى ذلك بنفسك؟!”
توقف الرجل عند صرخة إيلينا، وبدت على وجهه ملامح وكأن شيئًا ما أثار شفقة بداخله.
‘حقًا، هذا مضحك. مهاجمتي لم تزعجه، لكن سحق الطعام يثير شفقته؟’
شعرت إيلينا بالإهانة من هذه المعاملة التي بدت وكأنها أقل من النباتات، وهمّت بالرد مجددًا، ولكن…
قررررر…
صدر صوت مرتفع من معدة الرجل. كان الصوت عاليًا بما يكفي ليكون محرجًا، لكنه ظل بلا أي تغيير في تعابير وجهه.
“هل يمكنني أن أتناول الطعام؟”
لم تستطع إيلينا فهم كيف يمكنه أن يطرح سؤالًا كهذا في هذا الوضع.
“أيها السيد!”
“ألا يمكنني أن أتناول الطعام؟”
كان يسأل بثقة لدرجة أنها شعرت للحظة أنه يجب أن توافق على طلبه.
لكن إيلينا لم تكن من النوع الذي يلبي طلبات مقتحمي المنازل بسهولة.
“بالطبع لا يمكنك ذلك!”
قرررر…
صدر صوت أعلى هذه المرة، لكن الرجل ظل يتصرف وكأن الأمر لا يهمه. وجهه الخالي من التعبيرات جعل من الصعب معرفة ما إذا كان جائعًا حقًا أم لا.
‘الصوت كان عاليًا لدرجة يصعب تجاهله، ولكن…’
لا، لا داعي للقلق بشأنه. فهو شخص اقتحم منزلي بلا إذن ولم يعتذر حتى. لم يكن يستحق أي اعتبار أو شفقة.
وأيضًا، كانت إيلينا تاجرة. حتى لو لم تكن تطمح إلى تحقيق أرباح كبيرة، فهي لا ترغب في خسارة أي شيء أيضًا.
“فكر فقط في كيفية تعويض الضرر الذي تسببت به.”
“تعويض؟”
وكأنه لم يسمع بمفهوم التعويض من قبل!
“نعم، لقد تم إفساد حديقتي بسببك. سأغفر لك اقتحام المنزل، لكن عليك تعويض الأضرار التي لحقت بالحديقة.”
“وكيف يمكنني ذلك؟”
“أعطني المال.”
الرجل بدا كأنه من الأثرياء، لذلك لم تتردد إيلينا في طلب المال.
“لا أملك مالًا.”
قالها بثقة مثيرة للدهشة.
“أحقًا لا تملك؟”
هزّ الرجل رأسه ببطء. ارتدى ملابس فاخرة مزينة بأزرار ذهبية، ولم يكلف نفسه عناء البحث في جيوبه، مما جعل كلامه صعب التصديق.
‘كما يقولون، الأغنياء هم الأكثر بخلًا!’
في البداية، فكرت إيلينا بشكل إيجابي أنها لو حصلت على أي تعويض بسيط، سيكون ذلك جيدًا، خصوصًا أن الخسارة لم تكن كبيرة لأن الخضروات ليست للبيع.
لكن سلوك الرجل الوقح بشكل لا يصدق أثار عنادها.
“إذن، أعطني الزر الموجود على كُمك.”
“هذا الزر؟”
أظهر الرجل يده. الزر المصنوع بدقة كان من الذهب، والذهب بقيمته وحدها كان ذا ثمن.
“نعم.”
كانت إيلينا تعلم أن طلبها كان مبالغًا فيه. توقعت أن يتجاهلها الرجل أو يبحث في جيوبه ليخرج المال.
لكن فجأة، أمسك الرجل زري أكمامه وسحبهما دفعة واحدة. مدّ يده باتجاه إيلينا قائلاً:
“تفضلي.”
بتعابير وجهه الخالية من المشاعر.
“أنت تعطيني هذا فعلاً؟”
هزّ الرجل رأسه موافقًا. الزر لم يكن واحدًا فقط، بل اثنين.
“أنت حقًا ستعطيني كل هذا؟”
“طلبتِ ذلك.”
“هل تعطي كل شيء لمن يطلبه؟”
“علي أن أعوض الضرر، أليس كذلك؟”
كانت تعابير الرجل خالية من أي تفكير. أخذت إيلينا زرًا واحدًا بحذر. عن قرب، بدت دقة تصنيعه واضحة للغاية.
‘يبدو أن تكاليف صنعه لم تكن قليلة.’
كانت قيمة الزر أكبر مما توقعت. نظرت مجددًا إلى الرجل.
لم يبدُ عليه أي ندم على ما فعله. بدأت تفهم الأمر.
عندما رأته لأول مرة، ظنت أنه وقح بسبب غطرسة الأرستقراطيين.
اقتحامه المنزل دون اعتذار وتصرفاته التي لا تُظهر أي ندم دعمت هذا الظن.
لكن تصرفه هذا جعلها تدرك الحقيقة:
الرجل لم يكن مغرورًا، بل كان يجهل تمامًا أمور الحياة. قلب إيلينا بدأ ينبض سريعًا.
‘إنه فريسة سهلة!’
كانت متحمسة لدرجة أن قلبها كاد ينفجر.
‘لا، عليّ أن أهدأ.’
هدّأت إيلينا قلبها المتلهف. فهي تاجرة، وليست نصّابة.
“كم يجب أن أُعيد لك من الباقي؟”
“باقي؟”
هل هو رجل لم يطلب الباقي في حياته من قبل؟
لم يكن يبدو أنه يريد أي باقي. كان رائعًا. أعجبت إيلينا بشخصيته كـ”فريسة مثالية”.
‘إن الفريسة المثالية هي التي لا تعرف قيمة المال.’
لكن من غير المقبول أخذ كل شيء. التاجرة الشريفة تحكمت في نفسها وبدأت بالحساب بعناية.
“زر ذهبي واحد كتعويض عن تدمير الحديقة يبدو كثيرًا. يجب أن نكون دقيقين. سأطالب أيضًا بتعويض معنوي عن الضرر النفسي الناجم عن الاقتحام.”
الرجل قد انتهك ممتلكات خاصة بوضوح. اقتحم منزل امرأة تعيش بمفردها!
كان بإمكان إيلينا تقديم بلاغ للحرس، لو كان في هذه القرية الصغيرة حرس بالفعل.
على أي حال، أضافت قيمة أخطائه وخفضت قليلاً المبلغ الذي ستعيده.
كانت على وشك إعطائه الباقي، لكن شعرت أن هناك شيئًا غريبًا. كأنها نسيت أمرًا ما…
“صحيح! لقد كان هناك هجوم أيضًا، أليس كذلك؟”
صرخت إيلينا باندهاش، فارتبك الرجل. بدا وكأنه أدرك متأخرًا أن الموقف، حسب منطقه الخاص، كان يستحق الموت
“بل كان الهجوم مرتين، أليس كذلك؟”
ضيّقت إيلينا عينيها، فاهتزت كتفا الرجل مرة أخرى. يبدو أنه لم يكن جاهلاً تمامًا بخطاياه.
“أنا شخص رحيم، لذا لن أقتلك وسأعتبر هذا أيضًا تعويضًا. دعنا نعتبر كل شيء منتهيًا بزر واحد فقط. وإذا كنت تملك ذرة من الضمير، فلن تطالب بالباقي، أليس كذلك؟”
نظر الرجل إلى إيلينا بهدوء، ثم أومأ برأسه موافقًا.
‘كما توقعت، فريسة مثالية.’
كانت إيلينا تأسف قليلاً على الزر الآخر الذي بقي في يد الرجل، لكنها قررت التمسك بمبادئها وعدم التصرف كمحتالة.
ومع ذلك، شعرت مرة أخرى أن هناك شيئًا يغيب عنها.
‘آه، صحيح! ذلك الأمر!’
“على ما يبدو…”
بدأت إلينيا تتحدث ببطء، بينما نظر إليها الرجل بملامح متسائلة.
“كان هجومك السابق عديم الرحمة، أليس كذلك؟”
“لكننا اعتبرنا كل ذلك منتهيًا، أليس كذلك؟”
وأشار الرجل بإصبعه إلى الزر الموجود في يد إيلينا.
‘يا له من فريسة جريئة تحاول الاعتراض!’
“صحيح، لقد انتهينا من مسألة الهجوم عليّ بهذا الزر.”
لكن نظرة الرجل كانت تقول: “والآن، ماذا بعد؟”
“لو لم أوقف هجومك في ذلك الوقت، لكان الوضع مختلفًا الآن، أليس كذلك؟ لو كان الهجوم على شخص آخر، لكان تعرض لإصابة خطيرة.”
ظل الرجل صامتًا، موافقًا ضمنيًا على كلامها. كان هجومه شرسًا بما يكفي ليتسبب بمقتل أي شخص آخر في هذه القرية على الفور.
“لذلك، كنت على وشك ارتكاب جريمة شنيعة، وأنا منعتك من ذلك.”
نظرت إيلينا إلى الرجل بتركيز، بينما قابلها الرجل بنظرة ثابتة.
بهدوء، مدّ الرجل يده بالزر المتبقي. أسرعت إيلينا بأخذه فورًا.
“سأعتبر هذا مقابل منعي لك من أن تصبح مجرمًا. تخيل لو أصبحت مجرمًا! كنت ستدخل السجن وتتلقى عقابًا قاسيًا. يا له من وضع مريع!”
“……”
“حسنًا، يبدو أن الحساب انتهى تمامًا الآن. اخرج من منزلي.”
ابتسمت إيلينا بسعادة وهي تشير إلى الباب بإصبعها.
–ترجمة إسراء
البطل طالع من البيضة من قريب؟؟ 😭😭