If you pass through the revolving door 13 times, you'll enter a musical world. - 6
كانت طموحاتها عظيمة، لكن أون كيونغ لم تحصل على إجابة حتى قبيل بدء الصيد.
وعلى عكس مزاجها الكئيب، كانت أشعة الشمس تنعكس مستقيمةً عبر النافذة، فأسدلت أون كيونغ الستائر بلمسة امتزجت بقليلٍ من الضجر.
وفي النهاية، بدأ الصيد دون أن تتمكن من وضع خطةٍ واضحة.
كان بيرنارد ريدل، الجالس أمامها، مغمض العينين و كأنه نائم، ووجهه هادئ تمامًا وكأن اهتزازات العربة المستمرة لم تكن تعنيه.
ابتلعت أون كيونغ تنهيدةً وهي تعقد ذراعيها وتطرق بأصابعها على ساعدها.
بما أن العربة كانت تبطئ سرعتها تدريجيًا، بدا أن وجهتهم لم تعد بعيدة. و عند النزول، ستواجه إدوارد، وستبدأ فقرة “موسم الصيد”. وبعد ذلك، ستبدأ مشاهد الحفل.
استعادت أون كيونغ ترتيب الأحداث في ذهنها وأخذت نفسًا عميقًا بتمهل.
لم تستطع أن تفكر في أي كلمات إضافية لتقولها، لكن من حسن الحظ أنها تذكرت بوضوح الجملة التي نالت بها إليزابيث استحسان إدوارد في القصة الأصلية.
راحت تكرر تلك الجملة مرارًا داخل فمها، حتى شعرت بأن العربة تبطئ سرعتها تدريجيًا، فاعتدلت في جلستها بوجه متوتر.
وبمجرد أن توقفت العربة تمامًا، فتح برنارد ريدل عينيه.
كانت نظرته، التي انحرفت عنها قليلًا، توحي وكأنه في انتظار شيء ما.
كانت أون كيونغ على وشك أن تتحدث. لكن صوت الطرق الخفيف على باب العربة أوقف كلماتها قبل أن تنطق بها.
“إليزابيث.”
جاء الصوت العميق من خلف الباب. و كان صوت إدوارد الذي ناداها باسمها بلطف، ثم طرق الباب مرة أخرى.
“هل يمكنني فتح الباب؟”
“آه، نعم، نعم. انتظر لحظة.”
ردّت أون كيونغ بتوتر وهي تتعجل في الإجابة، ثم ألقت نظرةً خاطفة نحو برنارد ريدل.
كان يحدّق بها مباشرة، و كأنه لم يكن يحاول تجنب النظر إليها من الأساس. فارتجفت كتفاها تحت وطأة نظرته المثابرة التي كادت تبدو كإصرار، ثم أدارت المقبض وفتحت الباب.
كان إدوارد قد ابتعد بضع خطواتٍ عن العربة مسبقًا، لكنه التفت نحوها والتقت نظراتهما.
ارتسمت على شفتيه ابتسامةٍ مشرقة.
“مرّ وقتٌ طويل. كيف حالكِ؟”
ألم يتذكر لقائهما السابق؟
حدّقت به أون كيونغ بذهول، ثم قطّبت حاجبيها قليلًا وهي تهمّ بفتح شفتيها للرد.
شعرت بقلق يتسلل إلى صدرها. فقد كانت تظن أنه على الأقل سيستمع إليها.
‘تُرى، هل محا السيناريو ذكرياته لأن حديثنا في المرة الماضية لم يكن جزءًا من النص الأصلي؟’
خفق قلبها بعنف، و جفّ حلقها.
كانت على وشك الإجابة بصوت مضطرب، إلا أن إدوارد، الذي كان يمسك بيدها ليساعدها على النزول، مال نحوها وهمس برفق.
“أظن أنه من الأفضل إبقاء لقائنا السابق سرًا. فلنتظاهر بأنه لم يكن سوى لقاء بعد غياب طويل.”
ثم اعتدل في وقفته، وابتسامته الهادئة لا تزال تعلو شفتيه.
غمرت عيناه الخضراوان المليئتان بالدفء نظراتها برقة واضحة.
حدقت أون كيونغ به بعينين متسعتين، ثم أومأت برأسها متأخرة.
‘……من المؤكد أنه عندما التقيته في الشارع في المرة السابقة، لم أكن أبدو كفتاةٍ محترمة.’
لم يكن لأسرة ليدل أن تكترث أبدًا بما إذا كانت تتجول في الشوارع بذلك المظهر أم لا، لكن إدوارد لم يكن ليعرف ذلك، وكان من الأفضل ألا يذكر الأمر أمام برنارد ليدل.
بمجرد أن وصلت إلى هذا الاستنتاج، انتشر شعور بالارتياح بسرعة حتى أطراف أصابعها.
لم يفقد ذاكرته، ولم يكن الأمر أنه ليس قادراً على سماع صوتها.
كادت أون كيونغ أن تنفجر ضاحكةً بصوت عالٍ.
عندما ارتسمت على شفتيها ابتسامةٍ لم تستطع إخفاءها، سارت مع إدوارد نحو المكان الذي تجمعت فيه المجموعة، وبدأ عزف أوركسترا سريع وحيوي يعلن عن بداية أغنية الصيد.
-عاد موسم الصيد مجددًا. احمل سلاحك وابحث عن فريستك.-
هتف أعضاء الفرقة بحماس وهم يلوّحون بأسلحتهم التي كانوا يمسكونها في أيديهم.
كانت كلمات الأغنية مخيفةً ولا تتناسب مع اللحن المبهج، لكن لم يبدُ أن أحدًا اكترث لذلك.
لا أحد حقاً.
-فتشوا العشب الكثيف خلف التل بدقة!-
-لا تدَعوه يفلت، واقضوا عليه.-
اندفع رجل كان يحمل بندقيةً طويلةً فجأة إلى الأمام، وصوّبها متظاهراً بملاحقة فريسته. و صرخ بصوت جهوري وهو يرفع إصبعه مشيراً إلى ما وراء العشب الكثيف، فتوجهت أنظار الفرقة كلها إلى حيث كان يشير، ثم تفرقت.
-المجد الذي يُنال بإزهاق الأرواح، سأقدمه لكِ.-
كانت أون كيونغ تراقب هذا المشهد، ثم رمشت ونظرت إلى إدوارد.
لم يكن يبدو عليه أنه وجد في الأمر ما يثير الريبة، إذ كان يتابعهم بهدوء مسترخٍ. لكنه عندما شعر بنظرة أونكيونغ عليه، انحنى قليلاً وسألها.
“ما الأمر؟”
“لا شيء……فقط شردتُ قليلاً.”
تهربت من الإجابة وهي تزم شفتيها بإحكام.
‘شعرتُ بذلك عندما كنتُ معه، لكن رؤية الفرقة تغني جعلتني أدرك مجدداً أن هذا العالم لا يتحرك إلا بالغناء.’
تسارعت دقات قلبها وكأنها على خشبة المسرح، فقبضت أون كيونغ بقوة على طرف تنورتها.
بعد انتهاء الفرقة، كان من المقرر أن تخرج إليزابيث إلى خلف الكواليس.
وبينما كانت تسترجع ذاكرتها بتمعن، التفتت إلى برنارد ريديل وسألته بصوت متردد بعض الشيء.
“هل يمكنني أن أذهب في نزهةٍ قصيرة؟ لن أذهب بعيدًا.”
كان مشهد “موسم الصيد” يركز على حوار بين برنارد ريديل وإدوارد وهنري هاميلتون. لم يكن هنري هاميلتون ظاهرًا بعد، لكنه سيظهر قريبًا.
وفي هذه اللحظة، كان على إليزابيث أن تختفي إلى خلف الكواليس.
أومأ برنارد ريديل برأسه موافقًا بسهولة، مما سمح لها بالمغادرة. فانحنت أون كيونغ برأسها قليلاً ثم أسرعت بخطواتها لتبتعد عن المجموعة.
رغم أنها كانت في مكان تزوره لأول مرة في حياتها، إلا أنها كانت تعرف إلى أين يجب أن تتجه. ذلك لأن أشعة الشمس، التي امتدت مستقيمةً كأنها أضواء إرشاد، كانت تضيء مدخل الطريق المؤدي إلى الغابة.
ظلت أون كيونغ تلتفت إلى الخلف بقلق، وعندما تأكدت أنها ابتعدت عن المجموعة بدرجة كافية، تنفست الصعداء وأبطأت من سرعتها.
سرعان ما سيبدأ الصيد. و لم تكن ترغب في سماع صوت الطلقات عن قرب، لذا أسرعت في خطاها قدر الإمكان، لكن لم يكن بإمكانها الجزم إن كان كل شيء سيمضي كما أرادت.
‘هل سيصلون إلى عمق الغابة أثناء الصيد؟’
لم تكن تعلم ما الذي سيحدث بعد انتهاء الحوار بين إدوارد وهنري هاميلتون وبرنارد ريديل، فعندما يغادرون إلى خلف الكواليس، سيعقبه أغنية أخرى للفرقة قبل انتهاء المشهد.
كانت تعض شفتيها دون أن تشعر، ثم رفعت نظرها فجأة.
كانت ظلال الأشجار المتشابكة كالشبكة تتراقص فوق الأرض. و امتد أمامها فراغٌ صغير يتوسطه جذع شجرة مقطوع وحيد.
كان النسيم العليل يهب بلطف، ولم يكن فوق الجذع أي ظل، مما جعله يبدو كاستراحةٍ مناسبة لبعض الوقت.
‘هل يمكن أن يكون هذا الملجأ جزءًا مما أعده العرض المسرحي؟’
تساءلت أون كيونغ في خاطرها بسخرية بينما جلست بحذر فوق الجذع.
ساد الصمت التام. و حدقت أمامها بشرود، تستمع فقط إلى صوت الرياح وهي تحرك أوراق الشجر.
‘كم سيستمر الصيد؟ متى سيكون الوقت المناسب لي للعودة؟’
“هل سيخبرني العرض بذلك أيضًا؟”
ربما سيصلها نوع من الإشارة عندما يحين الوقت؟
بينما كانت أون كيونغ تتأرجح بقدميها وتغوص في أفكارها، التقطت أذناها فجأةً ضوضاء قريبة، فرفعت رأسها بسرعة.
هل هو صوت حيوان صغير؟
لا، كان أشبه بصوت إنسان، و كأن أحدهم يزيح الأغصان بيديه……
استدارت بسرعة نحو مصدر الصوت. ومن خلال الأدغال المحيطة بالساحة، ظهر إدوارد، وكأنه سلك طريقًا مختلفًا عن ذاك الذي جاءت منه.
التقت عيناه بعينيها، وكان يحمل بندقيةَ صيد في يده. يم فتحت أون كيونغ فمها بصدمة.
“لقد أفزعتني! هل أضعت طريقكَ؟ لم يأتِ أحد إلى هذا المكان من قبل!”
“لا، جئت للبحث عنكِ، إليزابيث.”
كانت على وشك تدارك كلماتها التي بدت وكأنها لوم غير مقصود، لكن إدوارد قاطعها بصوتٍ هادئ.
“لدي سؤال أريد أن أطرحه عليكِ.”
لم يكن في وجهه أي أثر للابتسام. بل نظر إليها بملامح جافة.
أومأت برأسها كإشارة له أن يتحدث، لكنه استأنف حديثه ببطء.
“في لقائنا السابق، لقد وافقتِ على ما قلتُه، أليس كذلك؟ عندما سألتكِ إن كنتِ تكرهين إزهاق أرواحٍ بريئة.”
كان ذلك سؤالًا غريبًا بشكل غير مألوف.
التقطت أون كيونغ التوتر الخفي في الجو دون أن تشعر، فاعتدلت في جلستها تلقائيًا.
“نعم……هذا صحيح.”
“وهل ما زلتِ على نفس الرأي؟”
هناك شيء مريب. شعرت أون كيونغ بذلك على الفور، لكن لم يكن أمامها سوى إجابةٍ واحدة ممكنة.
أومأت برأسها ببطء، وعيناها تحدقان فيه بوجه لم يستطع إخفاء حذره. و التقى إدوارد بنظراتها مباشرة، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامةٍ عابرة وهو يتمتم بصوت خافت.
“غريب……”
كانت أصابعه الطويلة قد استقرت على الزناد.
“أنتِ لم تقولي ذلك أبدًا.”
رفع بندقيته ببطء، موجهًا فوهتها نحوها.
شعرت وكأن الهواء انقطع من رئتيها، وغرقت في دوامة من الذعر، و بينما كانت عيناها تتسعان وهي تحدق فيه. لم تعد قدماها تحملانها، وأخذتا ترتجفان بلا قوة كأنهما شُلّتا تمامًا.
“كنتُ دائمًا أرى الأمر غريبًا.”
تابع إدوارد كلامه بنبرةٍ غنائية، وكأنه يستمتع بكل لحظة.
أغمض عينيه قليلاً، و بينما كانت أصابعه تضغط على الزناد ببطء. وقبل أن ينطلق الرصاص بلحظة، همس بصوتٍ منخفض كأنه يودّعها.
“في المرة القادمة، تأكدي من تحضير كذبةٍ مثالية، حبيبتي.”
لم تستطع التمييز أيهما حدث أولًا، صوت الطلقة الذي اخترق أذنيها، أم دوران الزمن من جديد.
عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في قصر عائلة ريديل.
لقد كانت أول وفاةٍ تختبرها.
___________________________
يمههه 😭 ليه يختبرها بعدين شلون كذا بس تفاهم بالقىّل؟ ياخي طيب شك من هذي 😭
وليه قال في المره القادمه؟ هو عارف ان الزمن يرجع؟
للتذكير بس ترا ادوارد جزء من البطل 🌞
Dana