أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 43
الفصل 43: ماكسيميليان ¹¹
بالطبع، لم يكُن ليونارد قادرًا على مجاراة قوته الأصلية، لكن ماكسيميليان كان أيضًا ساحرًا مِن الدرجة الأولى في عالم السحر الأسود. في حالته الحالية، كان جسدُ كريج، الذي لا يختلفُ كثيرًا عن جسد إنسانٍ عادي، غيرُ قادرٍ على مجابهته.
بينما كان ليونارد بالكاد قادرًا على الدفاع، كان ماكسيميليان يُهاجم بمللٍ شديدٍ لدرجة أنهُ تثاءب وكأنهُ مُتعب.
“أعترف أنني أقدرُ هَذهِ الجهود. ولكن هَذا قد أصبح مُملًا الآن، دعنا نُنهي هَذا.”
في تلكَ اللحظة، ادخل ليونارد يدهُ نحو الجيب المربوط على حزام بنطاله الأيسر.
لكن ماكسيميليان ضغط عليه بقوته السحرية، وكانت مواجهةٌ بين القوى السحرية.
حاول ليونارد استخدام طاقتهِ للهروب، لكن لم يكُن قادرًا على مُجابهة قوة ماكسيميليان.
“تسك.”
ماكسيميليان انتزع الجيب بسرعةٍ وتحقق مِن الآثار المقدسة داخلهُ.
“أتعتمد على هَذهِ الأشياء؟ يا للخزي، لقد انتهيتَ بالفعل. دعني أرى. دموع القديسة ونفَسُ التنين الأحمر؟ مِن أين حصلت على هَذهِ الأشياء؟”
“أعدها ليّ!”
اندفع ليونارد نحوه، لكن ماكسيميليان تفاداهُ بسهولةٍ. ثم بدأ في تدوير الجيب أمامه، ساخرًا ِمن شقيقه الأكبر.
“يا لهُ مِن مشهد. مَن كان سيُصدق أن أخي العظيم سيُصبح بهَذا الضعف والشفقة. هَذا مشهدٌ لا يستحق أن أراه وحدي.”
“لن أترككَ، ماكسيميليان!”
“لن تتركني؟ وماذا يُمكنكِ أن تفعل حيال ذِلك؟”
“أنتَ… آه!”
ما إن قبض ماكسيميليان على يده حتى تجمدت ذراعي ليونارد في مكانها، وكأنهما مقيدتان بخيوطٍ غيرُ مرئيةٍ. ابتسم ماكسيميليان ساخرًا مِن شقيقه.
“أخبرني، ماذا يُمكنكَ أن تفعل في هَذا الوضع؟”
“أيها الكلب…”
“أنتَ لا تعرفُ كم أنا سعيدٌ أنكَ ما زلت على قيد الحياة. مِن النادر أن ةحصل على فرصةٍ لإنهاء حياة شخصٍ مرتين.”
حاول ليونارد التحرر مِن قبضته، ولكن جهوده لم تؤثر على ماكسيميليان.
“لماذا؟ هل كُنتُ تريدُ بالفعل أن تكون رئيس العائلة لهَذهِ الدرجة؟”
“لا، لا يهُمني الأمر. لم تكُن أتيلي مهمةً بالنسبة لي.”
“إذًا لماذا؟”
تلوى ليونارد مِن الألم بينما كان ضغطُ السلاسل غيرُ المرئية يزدادُ على معصميه. بدا وكأنهُ كان يُكافح لتصديق خيانة شقيقه الأصغر.
“لماذا؟ همم. لا يوجدُ سببٌ مُحدد. إذا كُنتَ تريدُ سببًا، فربما لأني أجدُكَ مزعجًا؟”
“لا يوجدُ سببٌ مُحدد؟ كُنتُ أفضل لو قُلتَ بأنكَ تغارُ مِن قوتي، أو أنكَ لا تستطيعُ تحمل وجودي.”
“هاهاهاها. هل أحتاجُ حقًا إلى سببٍ لخيانة أخي؟ هَذا ليس مِن شيمكَ. متى بدأت تهتمُ بهَذهِ الأمور؟”
“أريدُ فقط أن أعرف إذا كُنتَ إنسانًا أم وحشًا.”
“يُمكنكَ أن تعتبرني ما تشاء. هل تُفضل أن تموت بيد إنسانٍ أم بيد وحش؟”
ضحك ماكسيميليان بمفرده كما لو أن جوابهُ كان مُضحكًا للغاية.
استغل ليونارد هَذهِ اللحظة وتمكن بصعوبةٍ مِن تحرير إحدى يديه، ومدها نحو الجيب الذي أخذه ماكسيميليان.
لكن ماكسيميليان توقع ذَلك وأبعد الجيب.
“أوه، صحيح. لقد نسيتُ هَذا.”
“توقف، لا تفعل!”
صرخ ليونارد بقلق.
لكن ماكسيميليان أخرج الآثار المُقدسة مِن الجيب ووضعها على لسانه وبدأ بمضغُها ببطء أمام عيني ليونارد.
فجأة، انفجرت طاقةٌ قويةٌ وغمرته، فبدأت تضربُ جسده بقوة. ارتفعت دقاتُ قلبهِ بسرعةٍ، وشعر بحرارةٌ شديدةٌ في رأسه.
“هاها. أنا سعيدٌ لأنكَ عُدت إلى الحياة. في المرة السابقة، قد مُتَ بسرعةٍ كبيرة وكان ذَلك مُحبطًا.”
“…..”
“لماذا لا تتحدث؟ هل استسلمت أخيرًا؟”
عندما تأكد ليونارد أن ماكسيميليان قد تناول القطعتين المُقدستين، قال بابتسامةٍ ساخرة:
“لقد أكلتهما بالكامل، أليس كذلك؟”
في تلكَ اللحظة، اختنق ماكسيميليان وبدأ يتقيأ كتلًا مِن الدم الأسود. الحرارة التي كانت تشتعلُ في رأسه انتقلت بسرعةٍ لتحرق أحشاءه. انحنى على الأرض مِن الألم الذي كان يُمزق أمعاءه.
نظر ليونارد إلى ماكسيميليان مِن أعلى وسخر قائلاً:
“ماكسي، ألم أقل لكَ دائمًا ألا تأخذ ما يُعطيكَ إياهُ الآخرون؟ لكنكَ كُنتَ طماعًا جدًا.”
ماكسيميليان، وهو يُعاني، قال مُتلعثمًا: “في الآثار… لقد وضعتَ… سحر الانفجار عمدًا…”
كان هَذا الألم غريبًا ولكنهُ مألوفٌ جدًا لهُ.
انفجار السحر.
إنها الحالة التي يخشاها كُل ساحر.
تحولت عينا ماكسيميليان إلى اللون الأحمر المُلتهب. بدأ يُمزق الأعشاب بيديه وهو ينظرُ إلى ليونارد بغضب.
“كُنتُ قلقًا مِن أنكَ قد لا تتبعني حتى هُنا، لكنني سعيدٌ لأنكَ فعلت هَذا.”
ليونارد ضاحكًا: “هل كُنتَ تُحاول استدراجي عمدًا؟”
“لقد أرسلت تلكَ المُلاحظة التي تقول بانكَ ستُغلق المُختبر إلى بيلوتشي عمدًا؟ عندما ظهرت تلميذتي، هرعت إلى هُنا كالأحمق. يا لكَ مِن غبي.”
تغيرت الأمور بسرعةٍ كبيرة. قال ماكسيميليان، وهو يضغطُ على صدرهِ، قال بصعوبةٍ: “حتى لو قتلتني، لن تُصبح أبدًا رئيس عائلة أتيلي. طاقتكِ لا يُمكنهُا تنفيذُ سحر نقل الأرواح.”
أجاب ليونارد بابتسامةٍ مملوءةٍ بالإخلاص: “صحيح.”
ثم انحنى ليواجه ماكسيميليان على وتتصل نظراتهم وقال:
“لهَذا السبب جعلتكَ تأكُل تلكَ الآثار المُقدسة وتسببتُ في انفجار السحر لديكِ. كُنتُ بحاجةٍ إلى وسيط.”
“أنتَ…!”
لأول مرة، انهارت ملامحُ وجه ماكسيميليان. يبدو أنهُ أدرك أخيرًا ما الذي يُخططُ لهُ ليونارد.
“تلميذتي قالت لي إن الموت رحمةٌ لامثالكَ.”
“آه!”
عندما بدأ ليونارد في استخراج السحر منهُ بقوة، بدأ ماكسيميليان يتلوى مِن الألم.
“إنها مُحقة. أحيانًا تكون الحياة أكثر إيلامًا مِن الموت.”
ارتسمت على وجهِ ليونارد ابتسامةٌ نادرةٌ مليئةٌ بالإخلاص.
“سأقدمُ لكَ الحياة الأكثر إيلامًا يا ماكسيميليان.”
***
“كورديليا!”
البحث عن شخصٍ في غابةٍ شاسعة تشبه البحر المفتوح ليس بالأمر السهل. كان البارون يصرخُ باسمها وهو يتجولُ في المكان. باستثناء بعض الوحوش الصغيرة التي تعقبته، لم يكُن هُناك أيُّ أثرٍ لحضورٍ بشري.
مع مرور الوقت، بدأت مخاوفهُ تزداد. لم يكُن بارون يعلم كيف وصلت كورديليا إلى هَذهِ الغابة، لكنهُ كان مُتأكدًا أن هَذا المكان لا يُمكنها البقاء فيهِ على قيد الحياة بمفردها.
“رون…؟”
“كوديليا! أين أنتِ؟”
سمع صوتًا بشريًا ضعيفًا مِن مكانِ ما. استخدم البارون سحرًا لتعزيز سمعهِ وبصره.
بفضل السحر، تأكد مِن أنهُ سمعُ صوت كورديليا بوضوح. بدون تردد، ركض بسرعةٍ نحو المكان الذي قد تكون فيه.
كلما اقترب، ازداد رائحة الدم بشكلٍ اقوى. شعر البارون بقلقٍ شديد.
“كوديليا، هل أنتِ بخير… يا إلهي.”
عندما شق طريقهُ عبر الغابة، وجد مشهدًا مُروعًا أمامه. لم يستطع أن يُصدق ما رآه.
كان هُناك أكثرُ مِن عشرة وحوشٍ ملقاةً على الأرض، كانوا ممزقؤن بأسلوبٍ وحشي. كورديليا كانت تقفُ بينهم، وجسدُها مُغطى بالكامل بالدماء وكأنها قد استحمّت بها، رحبت بالبارون عند وصوله.
“بارون!”
“يا للعجب، ماذا حدث هُنا؟”
“حسنًا، الأمر هو…”
“لماذا بيلوتشي مُلقى هُناك؟ هل يمكن أن يكون هو مَن قضى على كُل هَذهِ الوحوش وحده؟”
“لا، لم يكُن هو. بل كان هُناك شخصٌ آخر… على أيِّ حال، عليكَ أن تهتم ببيلوتشي، لقد فقد الكثير مِن الدماء.”
سحبت كورديليا بارون نحو بيلوتشي الذي كان مُستلقيًا على الأرض.
تفحص البارون حالة بيلوتشي بعنايةٍ، ثم أخرج زجاجة دواء مٍن جيبه وصب مُحتوياتها في فمه. ثم تمتم بسحرٍ قصير، وتحسنت حالةُ بيلوتشي بشكلٍ ملحوظ.
“كيف حالهُ؟ هل هو بخير؟”
“كما قلتِ، فقد فقد الكثير مِن الدماء، لكن ليس إلى درجة قد موته.”
كان في كلام البارون نوعٌ مِن الثقة، مما جعل كورديليا تشعرُ بالارتياح.
“وكيف حالكِ أنتِ؟”
“أنا بخير، هَذا الدمُ ليس لي، إنهُ دمُ الوحوش فقط.”
“هَذا جيد. ولكن إذا لم يكُن بيلوتشي هو مَن قتل كُل هَذهِ الوحوش، فمَن فعل ذَلك إذًا؟”
“حسنًا، القصة كما يلي…”
ثم شرحت كوديليا ما حدث لهم قبل بضع دقائق فقط، وهو ما كان أشبه بالمعجزة.
***
“هاه…”
كانوا محظوظين. لا توجد كلماتٌ أخرى يُمكن أن تفسر ما حدث.
بعد أن هزم بيلوتشي وكوديليا أول وحش هاجمهما، كانا يتنفسان بصعوبة. ولكن بدا أن حظهما قد نفذ في هَذهِ اللحظة.
وجهُ بيلوتشي شحبٌ تمامًا. عندما فقد قوتهُ وسقط على ركبتيه، تجمع بركة مِن الدماء تحت جسده. اقتربت كورديليا مِن بيلوتشي وهي ترتجفُ بشدة.
“بيلوتشي!”
“اهربي… الآن… اهربي.”
كان يتلوى مِن الألم بينما يُحاول أن يتحرك.
كانت الدموع تغمر عينيها. نظرت كورديليا إلى سوارها وهي تقبض على شفتيها بشدة.
“أنا… أنا…”
لم يكُن هُناك خيارٌ آخر. لم تكُن تُريدُ أن تهرب وتترك بلوتشي خلفها، بل كان الموقف يتطلبُ ذِلك. كان هَذا القرار عقلانيًا للغاية. أيُّ شخصٍ في هَذا الموقف سيتخذ نفس القرار.
كانت كورديليا تردد هَذهِ الأعذار لنفسها بصوتٍ مُنخفضٍ. لم تستطع تحمل فكرة أنها سـ تهرب وتترك بيلوتشي الذي كان يموتُ خلفها.
وفجأةً، اندفعت مجموعةٌ مِن الوحوش، التي كانت تُراقبهم بصمتٍ بحثًا عن فرصة، جميعها دفعة واحدة نحوهم. أغمضت كورديليا عينيها بإحكام وفتحت شفتيها لتصرخ باسم “ليونارد”.
لكن في تلكَ اللحظة…
قفز كلبٌ رماديٌ هزيل مِن مكانٍ ما واصطدم جسدُه بالوحش. مِن الناحية النظرية، كان ينبغي أن يُطاح بالكلب الصغير، لكن بشكلٍ مُدهش، تراجعت الوحوش إلى الوراء مُطلقين أصوات أنين طويلة.
“لو… لوتي؟”
فركت عينيها. فكرت أنها قد تكون ترى هلوسةً مِن شدة الخوف. لكنها بعد أن رمشت عدة مرات، تأكدت مِن أن هَذهِ هي لوتي، الكلبة التي تعرفه، كانت واقفةً هُناك على أربع قوائم بكُل ثبات
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》