أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 30
الفصل 30: جَمعِيةُ سَحَرةِ روبال ⁹
“الاختباء هُنا يبدو مُثيرًا للريبة. مَن الذي في العربة؟ بلي؟ ليديا؟”
“يبدو أنهُ روزنبلور.”
روزنبلور إلفنباوم، يُنادوه المقربون مِنه بـ بلي.
“في هَذهِ الحالة، فقط اجعل العربة تمُر مِن جانبهم بشكلٍ مُناسب.”
“نعم، فهمت.”
“واو، هل أنتَ مُتأكد مِن أنكَ تعرفُ رئيس عائلة إلفنباوم؟”
“يبدو أنكِ قد نسيتي بأنني رئيس عائلة أتيلي.”
“سمعتُ إن سيد إلفنباوم وسيمٌ جدًا، كيف يبدو شكلهُ عن قرب؟ اريدُ أن أراه”
“أنا أكثرُ وسامةً مِن ذَلك الرجل القذر، عليكِ أن تحترمي مُعلمكِ وتنظري إليّ فقط، ذَلك اللقيط القذر يبدو لامعًا فقط مِن الخارج…”
“أه، يجبُ أن أتوقف عن الحديث.”
اتبع البارون تعليمات ليونارد وسحب العربة إلى الخلف مِن الطريق الرئيسي. أمسكت كورديليا بقلبها النابض وانتظرت مرور إلفنباوم.
ومع ذَلك، حقق إلفنباوم ما توقعتهُ بشكلٍ مُذهل.
كان مِن السهل معرفة مَن هو بين الأشخاص الذين كانوا يركبون الخيول.
كان هُناك رجُل ذو شعرٍ أسود يركبُ حصانًا أبيض ضخم، وكان الرجُل الأكثر وسامة الذي رأته كورديليا على الإطلاق. بالرغم مِن أنها كانت تراهُ مِن مسافةٍ بعيدة، إلا أن هالتهُ كانت مُميزة.
علاوةً على ذِلك، كانت عيناه الزرقاء التي تُشبه السماء جميلةً بشكلٍ لا يُمكن وصفه بالكلمات.
بينما كانت كورديليا غيرُ قادرةٍ على إغلاق فمها أثناء مرور إلفنباوم، قال ليونارد:
“سيسقطُ فككِ بهَذهِ الطريقة.”
“رائع، رائع. كيف يُمكن لشخصٍ أن يكون بهَذا الجمال؟ مَن هو ذَلك الرجُل؟ بلي؟”
“روزنبلور إلفنباوم. هو رئيس عائلة إلفنباوم الحالي.”
“اسمهُ رائعٌ أيضًا…”
“لم أنتِ مُندهشة؟ إذا رأيتِ وجهي، ستفقدين الوعيكِ حتمًا.”
“يا سيدي، بصراحة، لا يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يُقارن بهَذا الوجه. يجبُ قول بالحقيقة.”
“أنا أُخبركِ بإنه أقل وسامةً مني.”
“ها نحنُ نبدأ مِن جديد.”
يبدو أن ليونارد لا يستطيعُ التوقف عن التفاخر بنفسه ولو لدقيقةٍ واحدة.
بالطبع، تجاهلت كورديليا ادعاءاته غير المعقولة، واستمرت في التحديق في روزنبلور الذي كان يبدو رائعًا حتى مِن الخلف.
***
راندي في هَذهِ المدينة يوجدُ اكبير ميناء في إيرشيه، لذا هُناك العديد مِن الفنادق الكبيرة والجيدة. بمجرد أن أفرغت كورديليا أمتعتها في الفندق، ابتسمت بسعادةٍ ودفعت كومة الواجبات إلى ليونارد.
“لقد أنجزتُ كُل شيء!”
“ماذا؟ لقد أعطيتُكِ أياها ليلة أمس فقط، وهل أكملتِها بالفعل؟”
“هل يُمكنني الخروج الآن؟ لقد قضيتُ ليلة أمس ساهرةً لأتمكن مِن التجول في المدينة.”
“خُذي بلوتشي معكِ.”
“آه… هل يجب أن أذهب مع بلوتشي؟”
صوت كورديليا قد انخفض فجأة.
كان الفارس الذي يُقدس ليونارد سيُظهر استياءً كبيرًا إذا علم بأن كورديليا تريدُ الخروج بمفردها.
“بيلوتشي قد ذهب للتعامل مع العربة. قد تستغرق عودتهُ وقتًا طويلاً.”
“متى سيعود؟”
“لا أعلم. قد يستغرق الأمر ساعتين أو ثلاث.”
عند كلمات البارون، انخفضت كتفا كورديليا بشكلٍ أكبر. نظرت إلى ليونارد بعيونٍ مُبللة قدر الإمكان.
“هل يُمكنني الذهاب بمفردي؟ سأأخذ لوتي معي.”
“تلكِ الكلبة ستكون أول مَن يهرب إذا تعرضتِ للإذى.”
للأسف، لم تستطع كورديليا دحض ما قاله. طوال الرحلة، لم تكُن لوتي أكثر مِن مجرد كلبٍ يأكُل وينام.
“وأين برأيكِ تريدين الذهاب بمفردكِ؟ في راندي، التجول هُنا كأنثى هو الأكثر خطرًا، ستكونين هدفًا سهلاً وقد تُختطفين.”
“هل المكان هُنا خطيرٌ جدًا؟ إنهُ مدينةٌ كبيرة إلى حد ما.”
“كل المناطق التي يحكُمها لوبيز هَكذا. لديهم فكرةٌ غريبة عن الأمان، الأقوياء هم مَن ينجون هُنا فقط.”
“لوبيز؟ آه، إذن هَذهِ هي أراضي الدب الرمادي.”
“إذا كُنتِ مصممةً على الخروج، انتظري حتى يعود بيلوتشي.”
“ولكن سيكون قد حل الظلام عندما يعود. لقد قررنا ركوب السفينة إلى جزيرة ويلآس غدًا.”
عادةً، كانت كورديليا تتراجع في مثل هَذهِ المواقف، لكن اليوم كانت مُصرةً تمامًا.
خلال الفترة الماضية، لم يكُن لديها وقتُ للتمتع بالمناظر الجميلة، فقد قضت وقتها في الدراسة داخل العربة وفي الفندق بين النوم والواجبات.
“إذن، سأذهب مع بارون.”
“همم. آسف، ولكن لدي أمورٌ أخرى. إذا كُنتِ لا تمانعين ذَلك، ماذا عن الذهاب مع السيد؟”
“أوه! هَذا جيد!”
“ماذا؟ ولماذا أنا؟”
“لنذهب معًا، حسنًا؟ سأشتري لكَ أشياءًا لذيذة.”
“أشياءًا لذيذة؟”
“سوف أذهب إلى مُختبر معلمي، وأحضر بعض الأغراض. سأساعدُ في كسر الحاجز في أراضي ديلوانا! هل لا يُمكنكَ أن تخرج معي في جولةٍ في المدينة؟ آه، مِن فضلكَ! اذهب معي!”
بالرغم مِن استياء ليونارد مِن إلحاح كورديليا، إلا أنهُ في النهاية نهض وفقًا لرغبتها.
“رائع! معلمي هو الأفضل!”
“فقط ساعتان.”
“نعم، نعم. مُمتاز!”
ابتسمت كورديليا بحماس وأخذت حقيبةً مليئة بـ 100 إيثاي. ثم سحبت ذراع ليونارد وسارعت.
“لنذهب بسرعة، بسرعة.”
“حسنًا.”
“استمتع بالوقت.”
بينما ودعهم البارون، خرج الاثنان إلى المدينة الصاخبة. على الرغم مِن أن الأمر كان مُجرد رؤية الأشخاص يرتدون ملابس مُختلفةٍ، إلا أن كورديليا لم تستطع أن تُبعد عينيها عن الشارع.
“ما الذي يجعلكِ متحمسةً هَكذا؟”
“كُل شيء. حتى النساء اللاتي يرتدين وشاحًا بدلاً مِن القبعات، والأرض الترابية بدلاً من الأرضيات الحجرية، وحتى الرائحة الغريبة القادمة مِن البحر.”
كانت تتحدث بفرحٍ كطفلٍ صغير، واشترت زهرةً مِن فتاةٍ تبيعُ الزهور على الرصيف وزينت بها شعرها.
بالنسبة ليونارد، بدا رد فعلُها مُبالغًا فيه وسأل ببرود إذا كانت لم تُسافر مِن قبل، فجاءهُ ردٌ غيرُ متوقع.
“لم تأتي إلى هُنا مِن قبل، أليس كذلك؟”
“هل لدي سببٌ للقدوم هُنا؟”
“صحيح. لا يأتي إلى هَذهِ المدينة إلا مَن يعيشُ هُنا. إنها مُجرد جرفٍ ضخمٍ وجبل.”
“أه، أن الأمر هَكذا.”
“وعشتُ حياتي كلها في مكانٍ كهَذا. حتى بعد زواجي، كانت حياتي نفسها. إقليم أبرامز لم يكُن مختلفًا كثيرًا عن اراضي لوبيز.”
أدارت وجهها لتنظر إلى ليونارد مُباشرةً.
“لذًلك، أنا مُمتنةٌ دائمًا لكَ. لأنكَ أنقذتني مِن هُناك. كُنتُ أعتقدُ بأنني سأموت هُناك.”
“لا يبدو بأنني رأيتُ منكِ أيَّ احترامٍ أو تقديرٍ لي.”
“أنا أعتني بكَ أكثرُ مِن أبي، فماذا يُمكنني أن أفعل أكثر مِن ذَلك؟”
ضحكت كورديليا بشدة. لا يعرفُ ليونارد لماذا، لكن عينيه لم تستطع إبعاد عنها.
في تلكَ اللحظة، كانت أشعة الشمس تسطع على أنف كورديليا، وكانت مُضيئةً بشكلِ غير عادي…
“آه، هُناك مكان للأكل. دعنا نذهب إلى هُناك! سأشتري كُل شيء.”
“حسنًا، دعينا نذهب.”
***
بدأت كورديليا تترنح وهي تُمسك بالملعقة، سارع ليونارد ليُمسكَ برفقٍ وجهها قبل أن يسقط على الطاولة.
“إذا كُنتِ تشعرين بالنعاس، فتوقفي عن الأكل واذهبي لتنامي.”
“آه، نعم.”
مِن الطبيعي أن تكون مُتعبة، فقد قضت الليل ساهرةً لأداء الواجبات ثم تجولت في المدينة مع ليونارد حتى غروب الشمس. نهضت كوديليا من مقعدها وقد تركت طبقها نصفُ ممتلئ.
“آه، سأذهبُ للنوم الآن.”
تثاءبت كورديليا بعمقٍ وصعدت إلى الطابق العلوي، وتبعتها لوتي بشكلٍ طبيعي.
راقبها ليونارد بتركيزٍ، كان مُتخوفًا مِن أن تتعثر أثناء صعودها على الدرج. وعندما تعثرت قليلاً، تحركت ركبتيهُ دون أن يشعر.
“أنتَ مُهتمٌ بها لأنها تلميذتك الأولى، أليس كذلك؟”
“…مُهتم؟”
“التلميذ بالنسبة للساحر يُشبه طفلهُ الذي يكبرُ في قلبه. والأمر يُصبح أكثر تعقيدًا عندما يكون هَذا التلميذ هو تلميذهُ الأول.”
قال البارون مُبتسمًا ابتسامةً خفيفة. تراجع ليونارد إلى الوراء وأبعد عينيه عن ظهر كورديليا.
“كُنتُ كذلك أيضًا. وأيضًا، بما أن كوديليا تتعلمُ بسرعة، فإن تعليمها ييكون لبعض الوقت.”
“ما الذي تريدُ قوله؟”
“أفهم مشاعركَ تجاهها، لكن لا تتعلق بها كثيرًا. إن كُنتَ ترغبُ في استعادةِ جسدكَ.”
“لقد قلتُ بالفعل أنني لن أفعل ذَلك.”
أبدى ليونارد استياءًا فور سماع هَذا النقاش الذي كان قد عُرض مُسبقًا.
“سيدي.”
“لا يوجد ضمانٌ بأن هَذا سيعملُ حتى إذا استخدمتُ كورديليا كـ وسيط. لماذا يجبُ عليّ المخاطرة بها بهَذهِ الطريقة غير المضمونة؟”
“لكن لا توجدُ طرقٌ أخرى. إذا استخدمتُ كُلًا مِن قوتي السحرية والآثار المقدسة…”
“قوتكَ السحرية الضئيلةٌ جدًا لذة لن تنفع. لا تثرثر بلا فائدة. هل تعتقدُ أن سحر نقل الأرواح كـ إشعال النار في المدفأة؟”
هّز ليونارد رأسهُ بحزمٍ. لم يكُن الأمر مُجرد مسألةٍ عاطفية، بل إن دمج قوة بارون السحرية والآثار المقدسة لم يكُن كافيًا لاستخدام سحر نقل الأرواح.
في تلكَ اللحظة، عاد بيلوتشي بعد أن ذهب لشراء الطعام.
“لقد اشتريتُ كميةً كافيةً مِن الأطعمة الجافة. يبدو أننا الآن لا ينقصنا شيء.”
“أحسنت، بيلوتشي.”
“وماذا عن العربة؟”
“تم إزالة الشارة ونقلناها إلى السوق السوداء.”
“أحسنت.”
“عن ماذا كنتم تتحدثون؟ سمعتُ شيئًا عن سحر نقل الأرواح.”
سأل بيلوتشي بقلقٍ، فهو على درايةٍ بكيفية وصول ليونارد إلى جسده الحالي مِن خلال حديثه مع البارون.
“كُنتُ اقترحُ استخدام كورديليا كوسيط لسحر نقل الأرواح.”
“بارون.”
“تلكَ المرأة؟ كيف؟”
“لديها جسدٌ مثالي لتقبل السحر. إذا صببتُ قوتي السحرية وقوة الآثار المقدسة فيها، فإن النتائج ستكون…”
مع صوت انفجار، تحطمت جميعُ الأواني التي كانت على الطاولة. وغطى الطعام البارون.
لحُسن الحظ، لم يكُن هُناك أحدٌ في الطابق الأول مِن الفندق في هَذا الوقت المُتأخر مِن الليل، لذا لم يكُن هُناك أيُّ اهتمامٍ بما يفعلونه.
ظل ليونارد صامتًا، يُراقب البارون بنظرةٍ حادة. أمسك بارون بفمه على الفور وانحنى برأسه.
“أعتذر.”
“لقد تأخرت، سأذهب لأنام. ما زال هُناك رحلةٌ طويلةٌ غدًا.”
نهض ليونارد أولاً. صمت الرجلان ورأوسهما مُنحنية حتى صعد ليونارد تمامًا إلى غرفته.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》