أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 29
الفصل 29: جَمعِيةُ سَحَرةِ روبال ⁸
بالإضافة إلى ذَلك، شعرت كورديليا بشدةٍ أن الكف بأنها تلميذة ليونارد قد يجلب لها متاعب غير مرغوب فيها.
“هذا؟ هل يجبُ حقًا فعلُ هَذا؟”
تغيرت نظرات ليونارد لتُصبح حادةً. أدركت كورديليا تغييرُ حالته بسرعة وأضافت قائلةً:
“ما أقصده هو، إذا علم الناس أنكَ مُعلمي، قد يشعرون بالغيرة.”
“هاهاهاها.”
ضحك البارون وشرح لتوضيح الموقف:
“حسنًا يجبُ توضيحُ الأمر، ماكسيميليان يُحاول الآن إغلاق مُختبر السيد، ويجبُ على السيدة كورديليا أن تمنع ذَلك.”
“أنا؟ عليّ أن أمنع ذَلك؟ همم… كيف؟”
كانت كورديليا على وشك أن تقول “لماذا يجبُ عليّ أن أفعل ذَلك؟” لكنها تذكرت نظرات ليونارد الحادة بجانبها وسرعان ما سحبت كلامها.
“لقد أخبرتكِ مِن قبل، عندما يموت الساحر، يُنقل قلبهُ إلى تلميذه.”
“نعم.”
“القلب في هَذهِ الحالة يعني أشياءًا عديدة، ولكنهُ يرمزُ أيضًا إلى المُختبر. بالنسبة للساحر، المُختبر هو كُل شيءٍ في حياته.”
“آه. يبدو أنهُ مُهمٌ جدًا.”
“هو كذَلك. خصوصًا أن ليونارد لم يتخذ تلميذاً مِن قبل، لذا فكُل إنجازاتِه وكنوزه داخل المُختبر، ولا يستطيعُ أحدٌ دخولهُ غيره.”
“إذا لمن يستطع أحدٌ دخوله، ألا يعني ذَلك أن ماكسيميليان أيضًا لن يستطيع ذَلك؟”
“هَذا صحيح. لكنهُ يستطيع إغلاقه. حاليًا، ليس للسيد تلميذٌ ولا عائلة سوى ماكسيميليان، لذا هو يملُك الحق في إغلاق المُختبر.”
“إذن، همم. ألا يمكننا الذهاب لاحقًا وإعادة فتحه؟”
“هل أنتِ غبية؟ عندما نقول ‘إغلاق’، فهَذا لا يعني مُجرد إغلاق الباب بالمفتاح، بل ختمهُ تمامًا حتى لا يُفتح أبدًا.”
بعد سماع كلمات بيلوتشي القاسية، بدأت كورديليا تفهمُ لماذا كانوا في حالةٍ من ذعر هَكذا.
يبدو أن هُناك شيئًا مُهمًا في المُختبر، وماكسيميليان يًحاول تدميره، لذَلك عليها الذهاب لمنعه.
“فهمت. ماذا يجبُ عليّ أن أفعل إذن؟”
“الأمر بسيطٌ. اذهبي إلى روبال، إلى جمعية السحرة، وأظهري الختم لإثبات أنكِ تلميذةُ السيد.”
“أهَذا كُل شيء؟ انهُ سهل.”
“ثم ادخلي إلى مُختبري وأحضري بعض الأشياء التي سأكتُبها لكِ في قائمة.”
“حسنًا.”
لم يبدو الأمر صعبًا كما توقعت. لم يكُن عليها التسلل إلى وكر الأعداء، فقط الدخول إلى المُختبر وجلب بعض الأشياء. كورديليا أومأت برأسها دون قلق.
“آه. وإذا صادفتِ ماكسيميليان، اهربي بذكاء.”
“حسناً، ماذا؟ لماذا سألتقي بذَلك الرجل؟”
“هَذا طبيعي. إذا أُعلن أنكِ تلميذةُ السيد، سيتدفق الكثيرون نحوكِ مثل أسراب النحل. مِن بينهم سيكون ماكسيميليان بلا شك.”
“آه!”
على الرغم مِن أنها لم تره مِن قبل، تخيلت كورديليا ماكسيميليان على شكلِ وحشٍ أو شيطان.
كان هو الشخص الذي نبش رفات والدته وقتل شقيقه، لذا لم يكُن بعيدًا عن ذَلك.
تلعثمت كورديليا وأخذت تهّز رأسها بعنف.
“إذًا، إذًا، لن أذهب. لا أستطيع. لن أذهب.”
“قلتُ لكِ مِن قبل، لم أطلب رأيكِ. ليس لديكِ خيارٌ آخر.”
“ألا يُمكن للبارون أن يذهب بدلاً مني؟ يُمكنه التسلل إلى المُختبر وإحضار الأشياء المهمة.”
“ألم أخبركِ مِن قبل؟”
“تُخبرني بماذا؟”
كلما رأت ابتسامة الرجل العجوز الودودة، شعرت بالرعب والقلق.
“لقد تم طردي. لا يُمكنني دخول جمعية السحرة في روبال.”
“ماذا؟ فجأة؟ هل تتظاهرُ بالطرد لأنكَ لا تُريدُ الذهاب؟”
نظرت كورديليا إلى البارون بنظراتٍ مليئةٍ بالشك، لكنهُ ضحك وهّز رأسه.
“هاهاها. بالطبع لا. لقد تم طردي قبل أن تولدي يا كورديليا.”
تحدث البارون بنبرةٍ جادة، فلم يكن أمام كورديليا خيارٌ سوى تصديقه.
بالإضافة إلى ذَلك، كانت قد سمعت مِن قبل أن “الطرد” بالنسبة للسحرة يُعادل حُكما الإعدام، لذا لا يوجد ساحرٌ يمزح بشأنه.
“لا داعي للقلق كثيرًا بشأن لقاء ماكسيميليان. سيكون هُناك الكثيرُ مِن الأعين، لذا لن يتجرأ على إيذائكِ مُباشرةً.”
“ولكنهُ قد يؤذيني بشكلٍ غيرِ مُباشر…؟”
“هاهاها. رُبما.”
لم يُنكر البارون، بل اكتفى بالضحك فقط، ما جعل وجه كورديليا يزدادُ شحوبًا.
مِن الواضح أنها كانت الشخص الوحيد الذي يُمكنه دخول جمعيةُ سحرة روبال، ولكن هل ستتمكن مِن الخروج بسلام؟
في تلكَ اللحظة، أشار بيلوتشي بذقنهِ إلى الرجل المُلقى على الأرض وسأل:
“ماذا نفعلُ به؟”
“ليس هُناك حاجةٌ لاستجوابه. تخلص منه.”
“نعم، سيدي.”
أغمضت كورديليا عينيها غريزيًا. وسمعت صوت كسر العظام، وخروج آخر أنفاس الرجُل.
“لقد كُنا محظوظين. لو لم يتمكن بيلوتشي مِن انتزاع الرسالة، لكنا قد وقعنا في الفخ.”
“حسنًا. سنرى ما سيحدُث.”
تنهد البارون بارتياح بينما نطق ليونارد بكلماتٍ غامضة.
***
توجهوا نحو جزيرة ويلآس حيثُ تقع جمعيةُ سحرة روبال. لحُسن الحظ، كانت جزيرة ويلآس تقع في طريقهم إلى أراضي ديلوانا، لذا لم يكُن عليهم العودة إلى الطريق الذي جاءوا منه.
“بهَذهِ السرعة، سنصلُ إلى راندي في غضون يومين. سأتخلصُ مِن العربة فور وصولنا وأحجزُ تذاكرً للسفينة.”
“سفينة؟ آه، صحيح، للوصول إلى روبال يجبُ عبور البحر.”
“نعم، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً. الرحلة منِ راندي إلى ويلآس تستغرقُ يومًا واحدًا فقط.”
“هذا أقلُ مما توقعت.”
البحر…
شعرت كورديليا بالحماس عند التفكير في وجهتها. لقد عاشت طوال حياتها في باسكويز، وحتى عندما تزوجت، انتقلت إلى إبرامز، التي تقع أيضًا بالقرب مِن باسكويز، لذَلك لم تُشاهد البحر مِن قبل.
قرأت في الكتب أنهُ يشبهُ بحيرةً زرقاء لا نهاية لها، فكيف سيبدو في الحقيقة؟
بينما كانت نافذة العربة مفتوحةً جزئيًا، بدا لها وكأنها تشُم رائحة البحر المالحة.
“هل تستمعين لي؟”
“آه، ماذا قُلتَ؟”
بدا أن ليونارد أدرك أنها لم تكُن مركزةً معه، فارتسمت على وجههِ نظرةٌ ماكرة.
“يبدو أن جرأتكِ قد زادت، أيتُها التلميذة. كيف تجرؤين على الشرود أثناء الدرس؟”
“أوه، مِن فضلكَ. كُل وقتي كان للطعام أو النوم، فكان للدراسة. ألا يُمكن للإنسان أن يشرُد قليلاً؟ لماذا تكون بهَذا الدقة؟”
تذمرت كورديليا بينما كانت تضغطُ شفتيها وتتمتم.
“يجبُ أن تصلي إلى روبال بسرعة.”
“لماذا؟”
“عليكِ أن تُدركِ كم هو عظيمٌ ومُهمٌ أن تكوني تلميذتي. الجميع سيحسدونكِ…”
“آه. نعم، نعم. أنا دائمًا مُتأثرةٌ بكرم معلمي.”
“هممم… بما أنه لم يتبقَ الكثيرُ للوصول، سأترككِ. هل حفظتِ القائمة التي كتبتُها لكِ؟”
“نعم. زهرة لانسل الأخيرة، ودموع القديسة، ونفس التنين الأحمر. واو، هَذهِ الأسماء مُدهشةٌ للغاية.”
“إنها آثار مُقدسة وهي مُدهشةٌ بحق.”
“اوه فهمتُ ذَلك.”
لم تعر كورديليا الأمر اهتمامًا كبيرًا، لكنها كانت في الواقع آثارًت مُقدسة عظيمة. كان يُمكن أن يُعتبر أيٌّ مِنها كنزًا وطنيًا بمفرده.
“لدخول مُختبري، عليكِ إدخال هَذا المُفتاح في الباب وحلُ اللغز. الحلُ هو ‘الزهرة الحمراء’.”
أخرج مِن جيبه مفتاحُا قديمًا وسلمهُ لها. أمسكت كورديليا بالمفتاح ووضعتهُ في جيبها الداخلي بعناية.
“أين يقعُ مُختبركَ يا سيدي؟”
“يُمكنكِ أن تسألي أيَّ شخصٍ في الجمعية، وسيُخبركِ.”
“آه. يبدو مشهورًا.”
“وهُناك أمرٌ آخر عليكِ أن تتذكريه.”
“ما هو؟”
“لا تثقي بأيِّ شخصٍ هُناك، بغض النظر عن مدى حلاوة كلامهم. فكلهم يضحكون في وجهكِ بينما يطعنوكِ في ظهركِ.”
كانت كورديليا على وشك أن تسأل ما نوع المكان الذي يُمكن أن يكونه جمعية السحرة تلكَ، ولكن العربة توقفت فجأةً دون سابق إنذار.
“آه!”
دفعت إلى الأمام وكادت أن تسقط. كانت لوتي، التي كانت نائمةً على الأرض، قد قفز فجأةً وتدحرج معها. نظر إليها ليونارد، الذي كان جالسًا مُقابلها، بنظرةِ مُتحسرة.
“ما الذي تفعلينه؟”
“أوه، ألا يُمكنكَ أن تسأل عن حالِ المُقابل إذا كان بخير عندما يسقُط أمامكَ؟”
“لا. أنتِ تبدين بخير، لذا ليس هُناك حاجةٌ للسؤال.”
“أوه، معلمي، أنتَ قاسٍ جدًا!”
“أعتذر. هل تأذيتِ؟”
سُمع صوتُ بارون وهو يعتذر مِن خارج العربة.
“ما الأمر؟”
“أرى علم إلفنباوم أمامنا.”
“إلفنباوم؟ إلفنباوم نفسه؟”
نسيت كورديليا الألم والغضب فجأةً ووقفت بسرعة. فتحت النافذة وأخرجت عُنقها للنظر.
إلفنباوم كانت واحدةً مِن أكثر العائلات شهرةً في العالم، حتى أنها تتنافس مع عائلة أتيلي المقدسة. كانوا قد أنجبوا خمسة ملوك وعدة ملكات، وكانت إحدى أقوى العائلات في إيرشيه.
“أين؟ أين هم؟”
“لن تتمكني مِن رؤيته بعد. آه، انهُ هُناك.”
بدا أن البارون لديهِ بصرٌ حادٌ جدًا، لأن كورديليا لم تستطع أن ترى سوى كُتلةٍ من الضباب الأبيض تقترب. ولكن مع مرور الوقت، بدأت ترى العلم الذي يحملُ صورة النمر الأسود بوضوح.
تلألأت عينا كورديليا.
“إنهُ حقيقي. سأرى إلفنباوم حقًا.”
“هاهاها. مُعلمكِ هو مِن عائلة أتيلي.”
“نعم، وأنا مِن باسكويز.”
تجاهلت كورديليا كلام ليونارد، وأخرجت عُنقها أكثر لتنظر إلى إلفنباوم التي كانت تقترب ببُطء.
كان أحد أسباب شهرة إلفنباوم هو جمالهم الباهر. كانت كورديليا تتساءل عن مدى جمالهم حتى انتشرت تلكَ الشائعات، لذا كانت تُخرج عُنقها أكثر فأكثر.
“استمري في إخراج عنقكِ هَكذا، سيكون مِن السهل قطعها بهَذهِ الطريقة.”
قال بيلوتشي، الذي كان يجلسُ بجانبها، بتهكمٍ
انتفضت كورديليا بسرعةٍ وسحبت عُنقها إلى الداخل. التفت البارون إلى ليونارد وسأله: “ماذا نفعل؟ قد نلتقي بهم إذا استمرينا في السير.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》