أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 27
الفصل 27 : جَمعِيةُ سَحَرةِ روبال ⁶
“لماذا تسألُ عن ذَلك؟”
“إذا دفعَت مبلغًا إضافيًا، يُمكنكَ استخدامُ الحمام الخاصِ بالأزواج.”
“لا، لا حاجة لذَلك.”
“حسنًا.”
جاءت الموافقة والرفض في آن واحد. التفتت كورديليا بسرعةٍ ونظرت إلى ليونارد بحدة.
“لـ… لا، عزيزي. ألا تعتقدُ أننا لسنا بحاجةٍ إلى حمامٍ كبير كـ هَذا؟”
“أنا أحتاجه.”
“رأيي… نعم، أنتَ لم تسألني عن رأيي؟ حسنًا افعل ما تُريد.”
“هل أجهز الحمام لكما؟”
أومأ ليونارد برأسهِ. ثم قادهم الموظف بابتسامةٍ عريضة إلى آخر غرفةٍ مُتاحة.
نظرًا لأن النُزل كان في طريقٍ يسلكهُ التُجار كثيرًا، كان مِن حُسن الحظ أن حالة الغرفة لم تكُن سيئة.
“إليكَ مُفتاح الحمام. أتمنى لكما وقتًا ممتعًا.”
انحنى الموظف وغادر الغرفة. بعد أن ألقت كورديليا نظرةً سريعةً على الغرفة، بدأت تُراقب ليونارد بحذر.
كانت قد قررت اللحاق بهِ فقط لأنها لم ترغب في النوم في العربة، ولكن هل سيترُك لها السرير؟
‘يُمكنني النوم على هَذا الكرسي المريح. أفضل مِن الانحناء والنوم في تلكَ العربة الضيقة.’
خفضت كورديليا توقعاتها لتجنُب خيبات الأمل. وضعت حقائبها في الزاوية وبدأت تدور حول الكرسي. بينما كان ليونارد يفتحُ أزرار قميصه، سأل:
“لماذا تقفين هُناك؟”
“أه… لا شيء، فقط كُنتُ أفكر إذا كان ينبغي عليّ النوم هُنا.”
“لماذا؟ نامي على السرير.”
“حقًا؟ هل يُمكنني ذَلك؟”
“نعم. سأذهبُ للاستحمام أولاً.”
“نعم، نعم!”
ابتسمت كورديليا بإشراقٍ. ربما لا يُعاملها أحدٌ كامرأة، ولكن على الأقل سيدُها يبدو أنهُ يعترفُ بأنها امرأة.
خشية أن يُغير رأيه، أسرعت بحمل حقائبها وقفزت على السرير.
وبدأت بخلع فستانها، واحدًا تلو الآخر. نظرًا لأنها كانت تُسافر بدون خادمة، كانت قد جهزت ملابس سهلةً الارتداء بدلاً مِن الفساتين المُعقدة والمزخرفة، لذا لم تواجه صعوبة في خلع كُل شيء باستثناء قميصها الداخلي.
بينما كانت تخلعُ جواربها، انفتح الباب بقوةٍ ودخل البخارُ إلى الغرفة. بدون أن تنظر خلفها، قالت كورديليا:
“هل انتهيتَ مِن الاستحمام؟”
“نعم.”
“إذن سأ… آه!”
“ماذا هُناك؟ هل رأيتِ فأرًا؟”
“لماذا تستلقي هُناك؟”
بكُل طبيعية، استلقى ليونارد بجانب كورديليا. عندما قفزت وأصدرت صرخة، سألها ببرودٍ وكأنهُ يتساءل:
“لماذا؟ أين ينبغي لي أن أنام؟”
“هُناك! الكرسي!”
“كيف يُمكن لشخصٍ أن ينام هُناك؟”
رد بجوابٍ غير مبالٍ وكأنهُ يعتبر حديثها مُزحةً. بعد ذَلك، وضع الوسادة تحت رأسه ودخل تحت الأغطية وأغمض عينيه.
تصلبت كورديليا، غيرُ قادرةٍ على التحرك أو اتخاذ أيِّ قرار، وبدأت تُفكر بجدية.
‘ماذا يعني هَذا؟ هل يريدني أن أنام على السرير أم لا؟ هل كان يقصدُ أننا سننام معًا؟’
“ماذا عني؟”
“نامي على السرير أو لا، الأمر يعود لكِ.”
على الرغم مِن أن جسدهُ يُشبه جسد زوجها، إلا أن داخلهُ مُختلفٌ تمامًا. كانت تشعرُ بالتحفظ مِن النوم على نفس السرير مع رجلٍ آخر.
بعد تردد، نهضت كورديليا ببطء وذهبت إلى الحمام. استحمت بسرعة، ولكن عندما عادت، كان ليونارد لا يزال على السرير، ولا يبدو أنهُ ينوي التحرك.
مشت نحو الكرسي وجلست عليه. كانت الشموع تُضئ الغرفة المُعتمة. حاولت كورديليا الاستلقاء على الكرسي، ولكن أدركت أنهُ لا يوجد وسادةٌ أو بطانية لتغطية نفسها.
بعد خمس دقائق، بدأت تشعر بألم في ظهرها، وبدأت ترتجف بسبب الهواء البارد الذي يتسرب مِن خلال الجدران الخشبية.
لم تستطع التحمل لأكثر مِن عشر دقائق فنهضت بسرعة وعادت إلى السرير.
“سيدي.”
“نعم؟”
“هل ستنام هُنا حقًا؟”
“نعم، سأنام هُنا لذا لا تتحدثي معي.”
“حقًا؟ حقًا؟”
“…..”
لم يعُد يُجيب. ليونارد كان قد أغمض عينيه بالفعل مُحاولاً النوم. لم يُظهر أيَّ تصرفٍ يدلُ على أنه سيتركً السرير لها.
لديها خياران الآن.
إما أن تتجاهل الأمر وتنام بجانبه، أو تنام على الكرسي.
نظرت كورديليا إلى الكرسي. ثم استدارت إلى ليونارد وقالت:
“سيدي، إذا حاولت أن تلمسني…”
“إذا سمعتُ منكِ كلمةً غبيةً أخرى، سأطردُكِ خارجًا.”
أجاب ليونارد مُغلقًا عينيه. لمحت نبرة ضيقٍ طفيفة، وفهمت فورًا أن هَذا قد كان تحذيرًا.
‘في النهاية، هو زوجي.’
قالت هَذهِ جُملة لتبرر بها الموقف. في النهاية، ليونارد هو زوجها قانونيًا وفعليًا.
الخجلُ يأتي لاحقًا. لقد جلست طوال اليوم على كرسي العربة الصلب، ولم تستطع تحمل النوم على الكرسي مُباشرةً.
زحفت كورديليا ببُطء إلى داخل السرير. بمجرد أن شعرت بالملمس الناعم للأغطية على ظهرها، تلاشت مشاعرُ التعب.
حاولت أن تُبقي عينيها مفتوحتين بالقوة وهي تُفكر.
‘كوني حذرةً، كورديليا. مهما كان الأمر، سيدك هو رجُل! فقط إذا نام، يُمكنكِ النوم.’
ثم أغلقت عينيها للحظة.
هزها شخصٌ ما بقوةٍ وقال:
“لقد أشرقت الشمس. استيقظي.”
“ماذا؟”
“قُلتُ إنهُ الصباح، استيقظي.”
كانت على وشك أن تسألهُ عن معنى ذَلك. بعدما فركت عينيها وأخيرًا رفعت جسدها، رأت أشعة الشمس تتسللُ عبر النافذة.
يا إلهي، لقد نامت فورًا بعد أن استلقت ولم تتذكر أيَّ شيء.
عندما نظرت حولها، وجدت ليونارد قد ارتدى ملابسهُ بالفعل.
“الصباح؟ هل أشرقت الشمس حقًا؟ أنا بالكاد أغمضتُ عيني وفتحتها!”
“إلى متى ستستمرين في قول الهراء؟ بيلوتشي وبارون ينتظران في الأسفل. ارتدي ملابسكِ بسرعةٍ وانزلي.”
قال ليونارد ببرودٍ وغادر الغرفة قبلها. وقفت كورديليا هُناك تُحدق لفترةٍ، ثم خرجت مِن السرير.
على الرغم مِن أنهُ كان صعبًا تصديقُ ذَلك، إلا أنه كان بالفعل صباحًا.
بدأت بارتداء ملابسها بهدوء، ثم غسلت وجهها بشكلِ بسيط ونزلت إلى الطابق الأول.
كان بيلوتشي والبارون وليونارد قد بدأوا بـ تناول الإفطار بالفعل.
“لقد جئتِ. اجلسي بسرعة. طلبنا عصيدة الشوفان، هل تُحبينها؟”
“نعم، إنها جيدة.”
ناولها البارون وعاءً خشبيًا خشنًا يحتوي على عصيدة الشوفان. أخذته كورديليا بصمت وبدأت تأكُله.
نظر بيلوتشي إليها مِن فوق بنظرة ازدراء وقال:
“ألا يُفترض أنكِ اعتنيتِ بالسيد أثناء نومهِ دون أن تزعجيه؟”
“مَن؟ أنا؟”
“نعم، أنتِ. لقد منَّ عليكِ السيد بكرمٍ وسماح لكِ بالنوم في نفس الغرفة معهُ، أيُعقل أنكِ نمتِ فور أن استلقيتِ؟”
على الرغم مِن شعورها بالذنب قليلاً، إلا أن كورديليا رفعت صوتها بثقةٍ وقالت:
“يبدو أنكَ لا تعرفني جيدًا، بيلوتشي. أنا زوجة الكونت إبرامز. يُفترض أن أكون أنا مَن يتلقى الخدمة، وليس العكس.”
“أتقصدين تلكِ المكانة الريفية التي تتفاخرين بها؟ سيدنا…”
“أخرجوه! فورًا!”
في تلكَ اللحظة، صاح الموظف مِن عند الباب بصوت عالٍ. بدا وكأنه يطردُ شحاذًا. نظرت كورديليا نحو ذَلك الاتجاه بشكلٍ غير مُتوقع ثم وقفت فجأة.
“ماذا؟”
“ما الأمر؟”
“لوتي، أليست هَذهِ لوتي؟”
كان هُناك كلبٌ رمادي هزيلٌ وغيرُ جذاب. كان بلا شكٍ لوتي التي تعرفهُا كورديليا.
وضعت الملعقة وركضت نحو المدخل. وعندما اقتربت، تأكدت مِن أنها هي. صاحت باسمها بفرح، وحركت لوتي ذيلها بشكلٍ خفيف.
“لوتي!”
“هل هَذا كلبُكِ، سيدتي؟”
عندما نادت كورديليا، التي بدت بوضوحٍ كنبيلةً، الكلب باسمه بودية، تراجع الموظف بخجلٍ خطوة إلى الوراء.
“نعم، إنهُ كلبي. هل يُمكنني إخذُه؟”
“نعم، بالطبع. اعتقدتُ أنهُ مجردُ كلبٍ مشرد بلا صاحب. أعتذر.”
“هل يمكنكَ إحضار بعض اللحم لوتي؟”
“نعم، سأحضرهُ فورًا.”
اختفى الموظف دون قول كلمةٍ أخرى، وأخذت كورديليا لوتي معها إلى الطاولة. عندما رأى ليونارد لوتي، عبس على الفور.
“كيف تمكن مِن الوصول إلى هُنا؟”
“أليست لوتي ذكيةً للغاية؟ يبدو أنها علمت أننا هُنا وجاءت إلينا.”
“على الرغم مِن أنه مِن درجة مُنخفضة، يبدو أنه مخلوقٌ سحري بالفعل. أن يتمكن مِن مُلاحقتنا لهَذهِ المسافة.”
قال البارون وهو يمسحُ لحيتهُ الرمادية وينظرُ إلى لوتي بعناية. وفي هَذهِ اللحظة، جاء الموظف وأحضر قطعة مِن اللحم. أعطتها كورديليا مُباشرةُ للوتي، التي بدأت في أكلها بنهم.
“كُلي كثيرًا. لقد عانيتِ كثيرًا لتصلِ إلى هُنا، يا لوتي.”
“هَذا أمرٌ مُدهش. إذا سمع أحدٌ كلامكِ، سيظنُ أننا أحضرناه بالقوة.”
“حسنًا، سيدي أ…”
“لا، لن يحدُث.”
“لماذا ترفضُ حتى قبل أن أنهي كلامي؟”
“لأنني أعرفُ ما تُريدين قوله حتى دون سماعكِ. لا يُمكننا اصطحابه. تعرفين جيدًا إلى أين نحنُ ذاهبون، أليس كذلك؟”
“أعرفُ ذَلك، ولكن… كيف نعيدها بعد أن جاءت إلى هُنا؟”
“لا يُمكننا ذَلك.”
“أنتَ قاسٍ…”
“إذا انتهيتِ مِن تناول الطعام، فلتنهضي. هُناك طريقٌ طويلٌ أمامنا.”
قال ليونارد بحزمٍ ووقف مِن مكانه. عندما نهض، تبعه الرجلان الآخران بصمت.
نظرت كورديليا إلى لوتي وإلى الرجال الذيي قد غادروا، ثم أطلقت تنهيدة.
“لوتي. أنا آسفة. سيدي يقول إننا لا يُمكننا اصطحابكِ معنا.”
كان الوعاء الذي أعطتهُ لوتي قد أصبح فارغًا تمامًا. مدت يدها بلطفٍ وربتت على رأس الكلب. هَذهِ المرة، لم تهرب منها.
“لم يفُت الأوان بعد، لذا ارجعي إلى القلعة. سأعود بسرعةٍ، حسنًا؟ هل تفهمني؟”
“إنهُ مخلوقٌ سحري.”
عندها، تحدث شخصٌ ما خلف كورديليا بنبرةٍ هادئة. كان صوتهُ نقيًا وواضحًا لدرجةِ أنها استدارت دون وعي لتراه.
كان طويل القامة، وكان جسدهُ مُغطىً بالكامل بعباءةٍ سوداء. حتى وجههُ كان مُغطى بغطاء رأس، فلم ترَ منهُ سوى ذقنه.
“مَنْ أنتَ؟”
“مُجرد مُسافر عابر. لكن هل تُربين هَذا المخلوق السحري يا سيدتي النبيلة؟ مِن أين حصلتِ عليه؟”
“لا أرى لماذا يجبُ أن أخبركَ.”
قالت كورديليا ذِلك بحذرٍ وهي تُخفي لوتي خلف ظهرها. على الرغم مِن أن البارون لم يُدرك ذَلك في البداية، إلا أن هِذا الرجل قد عرف على الفور أن لوتي كانت مُخلوقًا سحريًا. لذا يبدو أنهُ ليسِ شخصًا عاديًا.
كيف يظهرُ ساحرٌ أقوى مِن البارون فجأةً في هَذهِ القرية النائية؟ كان الأمرُ مُريبًا بلا شك.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》