أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 22
“أكملي، ليلي.”
“… أنا، أنا حقًا حاولتُ منع ذَلك. لكن أمي أصرت حتى النهاية وأمرتني بالبقاء هادئةً، لذا لم يكُن لدي خيارٌ سوى فعلُ ذَلك. لم أفكر أبدًا في إيذاء كريج بأيِّ شكلٍ. صدقيني.”
“إذن، كل هَذا مِن تخطيط السيدة هيلينا.”
“لا! ليس أنا، بل هو، جيرارد أبرامز، هو الذي دبر كُل شيء! أنا فقط، كريج، كريج!”
صرخت هيلينا بتوتر وتحدثت بكلمات مُتشابكة. رفع ليونارد إصبعهُ لإسكاتها.
“إذن، لا يوجد أحدٌ يعترضُ على أنني أصبحتُ الكونت الآن؟ بارون لانكستر، ما رأيُكَ؟”
“… بالطبع، أعتقد أن الوريث الشرعي للقب الكونت هو السيد كريج.”
“حقًا؟”
نهض ليونارد فورًا من مقعده وسار باتجاه باب غرفة الطعام وفتحهُ على مصراعيه.
ارتعش بعضُ الخدم الذين كانوا ينتظرون في الخارج وتراجعوا للخلف.
“إذن حان وقتُ العقاب الآن. بيلوتشي، أحضرهم جميعًا.”
“نعم، سيدي.”
ابتسمت بيلوتشي بسعادةٍ عند سماعهِ لكلمةِ “عقاب”، وسحب أرنولد وجيرارد من مؤخرة أعناقهم. على الرغم مِن أن الرجُلين كانا نحيفين، إلا أن رفعهُ لرجلٍ بالغ بيدٍ واحدةٍ كان أمرًا مدهشًا.
“يبدو أنني أعاني نقصًا في الأيدي. أنتَ،”
أشار بيلوتشي إلى أحد الخدم.
“نعم؟”
“أحضر تلكَ المرأةَ العجوز المتهاوية هُناك.”
“أتقصدُ السيدة هيلينا؟”
“نعم، تلكَ المرأة.”
أشارت بيلوتشي إلى هيلينا الجالسة على الأرض. تردد الخادم للحظة ثم أمسك بذراع هيلينا وتبع بيلوتشي.
“أخبر الجميع في القلعة أن يتجمعوا أمام البوابة الرئيسية.”
“نعم.”
أسرع خادم آخر، بعد تلقي أمر ليونارد، بالجري. لكن لم يكن هناك حاجة لهذا الأمر في الواقع.
كان الجميع يشاهدُ بيلوتشي يسحبُ أرنولد وجيرارد وهم يتهامسون.
عند وصول ليونارد إلى البوابة الرئيسية، صعد إلى المنصة. كان الجميع قد تجمعوا كالنحل بعد سماع الأخبار. وبدأوا في تخمين الوضع بعدما رأوا حالة هيلينا الفوضوية وأرنولد المصاب بسكين في فخذه.
“حدثت مُشكلةٌ في غرفة الطعام اليوم. حاولت أمي وعمي، بالتحالف مع جيرارد أبرامز، قتلي.”
عند إشارة ليونارد إلى بيلوتشي، سحبت الرجلين وهيلينا أمام ليونارد.
“خيانة الأسرة. هَذا أمورٌ مؤلم.”
تمتم بصوت منخفض، لا يُعرف إن كان موجهًا لكريج أم لنفسه.
ثم صرخ أحد الحشود، “اقتلوا الخونة!” وسرعان ما بدأ الجميع يهتفون بصوت واحد، “اقتلوهم”.
شحب وجه جيرارد وأرنولد وهيلينا.
في إيرشيه، قتل النبلاء بدون محاكمة كان أمرًا غيرُ قانوني، لكن كريج أبرامز كان لديهِ سببٌ شرعي.
كان أرنولد أول مِن زحف بسرعة إلى ليونارد وانحنى.
“سيدي الكونت، أرجوكَ سامحني. قد أعماني الطمع.”
“حقًا.”
“أنتَ تعلمُ كم كُنتَ أحبكَ منذُ طفولتكَ.”
حاول أرنولد كسب تعاطف ليونارد بذكرِ طفولته، لكن كلماته لم تؤثر في ليونارد.
“هل هُناك أحدٌ يريدُ قول شيءٍ آخر قبل موته؟”
“كريج! أرجوكَ، فقط اترُك أمي. أرجوكَ، سامحها.”
كان وجهُ ليلي مبللًا بالدموع. تبكي بجانب أرنولد. بينما جيرارد، كان مُستسلمًا لمصيره، كان ينظر فقط إلى الأرض.
فقط هيلينا كانت تنظر إلى ليونارد بعينيها المليئة بالاحتقار.
“ليلي.”
عندها، وضعت كورديليا يدها برفق على كتفِ ليلي وابتسمت.
“هل تعتقدين أن السيدة هيلينا لم تكُن بعقلها عندما حدث ذَلك؟”
رفعت هيلينا رأسها بسرعة وحدقت في كورديليا.
“هَذا المؤسف، منذُ وفاة الكونت السابق وهي دائمًا في حالةٍ مِن الأوهام. لذا، ليس مِن الغريب أن تسقط في فخ جيرارد.”
“هل هَذا صحيح؟”
وجد ليونارد الوضع مُثيرًا للاهتمام، فرد بلهجةٍ غيرُ جدية على كورديليا.
“نعم، بالطبع. أليس كذلك، ليلي؟”
“…..”
“ليلي، عندما يسألكِ أحدٌ، يجب أن تُجيبي.”
“… نعم. أمي ليست في حالةٍ عقليةٍ سليمة الآن. لذا، وقعت في فخ جيرارد.”
خفضت ليلي عينيها بتردد. صفق كورديليا بيديها.
“إذن، هَذا منطقي. أتذكر أن السيدة هيلينا قد وضعت الفول السوداني في طعامي رغم عِلمها بأنني أعاني مِن حساسيةٍ مِنه؟”
“لماذا تذكرين هَذا الآن؟”
“رغم أنني أخبرتُها مرارًا وتكرارًا، إلا أنها قد وضعت الفول السوداني عمدًا. إما أن تكون نيتها سيئة وقد قصدت ايذائي أو أنها ليست في حالةٍ عقليةٍ سليمة. ما رأيكِ، ليلي؟”
“… هَذاا.”
تحول لون وجهِ ليلي إلى الأبيض تمامًا. كان مِن الواضح أنها كانت تُفكر في الكلمات التي يجبُ أن تختارها لتخرجَ مِن هَذا الموقف بسلام.
فجأة، انفجرت كورديليا في الضحك.
“لماذا أنتِ خائفةٌ هَكذا؟ يُمكنك القول إن السيدة هيلينا لم تكُن حالةٍ عقليةٍ سليمة.”
“… نعم، هَذا صحيح. أمي لم تكن في حالةٍ عقليةٍ سليمة…”
“ليلي! أنتِ أبنةٌ لعينة! هل تتهمين أمكِ بالجنون؟”
صرخت هيلينا بحدة. ورغم ذَلك، بقيت ليلي منحنيةً وتتفحص ردة فعل كورديليا.
“هُناك مَن حاول قتلي، ولكن الجميع يُنكرون ذَلك. كيف ينبغي أن أتصرف؟ ما رأيُكِ كونتيسة؟”
“أقترحُ إعدام جيرارد أبرامز، المحرض على كل هَذا، ونقل الآخرين إلى برج الشمال.”
“برج الشمال؟”
“نعم. قتل السيدة هيلينا و أرنولد لن يكون جيدًا أمام الناس. لذا، قُم بنقلهم إلى البُرج ليمضوا وقتهم هُاك.”
“هممم.”
تظاهر ليونارد بالتفكير للحظة، لكنهُ لم يستغرق وقتًا طويلًا. قبل فورًا اقتراح كورديليا وحدد مصير أفراد عائلة أبرامز.
“جيرارد أبرامز، الذي حاول قتلي، سيُعدم. وأرنولد وهيلينا أبرامز سيُسجنان في برج الشمال، وليلي داليا تُنفى مِن أراضي أبرامز بشكلٍ دائم بدءًا مِن الآن.”
تم تنفيذ كل شيء كما أراد ليونارد.
الخدم حملوا هيلينا وأرنولد إلى برج الشمال فورًا.
استمرت هيلينا بالصراخ وإطلاق اللعنات على ليونارد وكورديليا حتى اللحظة الأخيرة، لكن لم يصغِ أحدٌ لكلماتها.
بالعكس، تحدث الجميع عن القوة التي أظهرها كريج أبرامز، الذي استعاد مكانتهُ بجرأة وسط تهديدات زوجة أبيه.
عندما هدأت الأوضاع، عاد ليونارد مع بيلوتشي وكورديليا إلى الغرفة.
في الطريق، كان بيلوتشي يتذمر بوضوح.
“لماذا أبقيتهم أحياء؟ كان مِن الأسهل قتلهم بدلاً مِن ذَلك.”
“لم أنوِ قتلهم منذُ البداية.”
“لماذا تتخذ قرار بنفسكَ؟”
“لو كان جادًا بقتلهم، لما استشرتكِ، ولنفذتُ رغبة سيدي مباشرةً، أليس كذلك؟”
تأمل ليونارد كورديليا للحظة.
كانت كورديليا على حق. مهما كانت هَذهِ العائلة المنعزلة، فإن قتل معظم أفرادها فجأة سيُثير شكوكًا في العاصمة. لم يكن الوقتُ مُناسبًا للفت الانتباه.
ما أدهش ليونارد هو أن كورديليا فهمت نواياه وتصرفت وفقًا لذَلك دون أي تلميحٍ مُسبق.
كانت كورديليا تتمتع بقدرةٍ فائقةٍ على فهمِ المواقف. كما أنها اكتشفت أن ليونارد كان سيد أتيلي مِن مُجرد إشارةٍ صغيرة.
“أنتِ تفهمين جيدًا. لكن حتى لو اقترحتِ قتلهم، كُنتُ سأفعلُ ما تقولينه.”
“لهَذا تحديدًا كان يجب إبقاؤهم أحياء.”
“لماذا؟”
“الموت كان رحمةً لهم. يجب أن يتذوقوا الجحيم الذي عشتُه بسببهم.”
“الآن أصبحتِ تتصرفين كـ تلميذتي حقًا.”
نظر ليونارد إلى كوردليا بفخر، مما جعل بيلوتشي يشعرُ بالقلق.
“لم أكن أنوي قتلهم بسهولة. كنت أخططُ لتعذيبهم ببُطء حتى يموتوا.”
“يا للغرابة، بيلوتشي. لم يسببوا لكَ أيَّ أذى.”
“هل يجب أن يسببوا لي الأذى لأقتلهم؟ إذا أرد سيدي قتلهم، سأقتُلهم ببساطة.”
“…..”
رد بيلوتشي وكأن الأمر بديهي، مما جعل كورديليا تشعر ببعض الحيرة. لم تعرف بيلوتشي لفترةٍ طويلة، لكن كانت هُناك حقيقةٌ واحدةٌ مؤكدة.
إنهُ مجنونٌ تمامًا.
“بالمناسبة، بفضلكَ يا معلمي، يُمكنني الآن الشعور بالأمان حتى بعد مغادرتكَ. كُنتُ أخشى أن ينتقموا مني بعد الطلاق.”
سألها ليونارد.
“لماذا قد تقلقين بشأن ذَلك؟”
“بالطبع سأقلق. أنتَ ايُها المعلم ستُغادر، لكنني سأبقى هُنا.”
“لماذا قد تبقين هُنا؟”
“إذن إلى أين أذهب؟”
“ستذهبين إلى جزيرة ويلاس. وبالتحديد إلى جمعية روبال السحرية.”
“لماذا سأذهب إلى هُناك؟”
كلما استمر الحديث، زادت علامات الاستفهام. أجاب ليونارد بلا مبالاة.
“ألستِ تلميذتي؟”
“بلى.”
“إذن، يجبُ أن تأتي معي. علينا اتباعُ الإجراءات الرسمية.”
“أوه؟ لم يكن الأمر مُجرد تعليم بعض السحر و يذهب كلٌ منا في طريقه؟”
“ماذا تقصدين؟ ألا تعرفين ما هو دور تلميذ ساحر؟”
تدخل بيلوتشي، الذي كان مُحبطًا، في الحديث. ارتبكت كورديليا وقالت متلعثمة.
“هو الشخص الذي يتعلم السحر مِن الساحر، ثم يشكر الساحر وينطلق كلٌ في طريقه.”
“ما الذي تقولينه؟”
“أليس كذلك؟”
قال بيلوتشي بنبرةٍ ساخرة، مما جعل كورديليا تنكمشُ قليلاً. تنهد ليونارد بعمق.
“كُنتُ أريدُ أن أسألكِ منذُ فترة، ألا تعرفين شيئًا عن السحرة ؟ هَذهِ معلومات يعرفها الجميع.”
“أنتَ أول ساحرٍ أراه في حياتي.”
“حتى لو كان ذَلك صحيحًا. لكن، ألم تتلق أي تعليمٍ أساسي، في هَذا الريف؟”
“ما هو التعليم الأساسي؟”
“أمور مثلُ ما هو الساحر والسحر، وما هي جمعية السحر.”
“أبدًا. والدي لم يوافق على تعليمي القراءة حتى.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》