أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 21
ضحك جيرارد بصوتٍ عالٍ، مُعتقدًا أنهم يتظاهرون.
“كما توقعت، بما أن عقولكم فارغةٌ، لا يبدو أنكم تدركون الموقفِ بعد. أحضروا ذَلك الشخص أمامي حالاً!”
“انتظر!”
في خضم الوضع العاجل، نهض البارون لانكستر بشجاعةٍ مِن مقعده.
“أليس هَذا أمرًا مُختلفًا؟ حتى لو حصلتَ على لقب الكونت بالقوة، فلن يكون لهُ أيُّ فائدةٍ إذا لم يتم الموافقة عليهِ مِن قبل المجلس. لماذا تفعلُ هَذا وانتَ تعرف هَذا الأمر جيدًا؟”
“هاها، لا يهمُ، لأن لأحد سـ يعرفُ ما حدث.”
“اصمت.”
نهض بيلوتشي مِن مقعده وسحب سيفهُ بشكلٍ طبيعي. توتر الفرسان خلف جيرارد وامسكوا بأسلحتهم.
“مواجهة كُل واحدٍ منكُم على حدة مزعجة، لذا اهجموا جميعًا مرةً واحدة.”
ترك بيلوتشي سيفهُ يتدلى وأومأ بذقنه. كان هُناك تجاهلٌ واضح في تصرفاتهِ. وبعد تبادلِ النظرات، تقدم الثلاثةٌ مِن الفرسان معًا.
“هيا!”
“أوه!”
“التالي.”
في غمضةِ عين، كان اثنان مِنهم مُلقين على الأرض.
كان بيلوتشي أكبر وأطول بكثيرٍ مِن فرسان جيرارد، وكان سريعًا لدرجةِ أن حركاتِ سيفه لم تكُن مرئية.
بسبب الفارق الهائل في المهارة، تردد الفرسان المتبقون في التقدم. لاحظ جيرارد ترددهم وصرخ.
“ماذا تفعلون! اقتلوا هؤلاء الأوغاد حالاً!”
“هيا!”
صرخ الفارس الذي يبدو وكأنهُ القائد وتقدم. تشجع بقيةُ الفرسان واندفعوا نحو بيلوتشي معًا.
لم يكُن مِن المُفاجئ أن المعركة قد انتهت بسرعة، تقريبًا بدون إثارة. ببضع ضربات فقط مِن سيفٍ واحد، كان الفرسان مرميين على الأرض يتألمون.
فقد بعضهم أطرافهم وكان الدمُ مُتناثرًا في كل مكان. الفتى الصغير الواقف في الخلف لم يستطع كبح غثيانه وركض إلى الزاوية ليتقيأ.
كانت وجوه هيلينا وأرنولد، الذين كانوا يشاهدون كل ذَلك، قد تتحول إلى اللون الرمادي.
“ياااا، يال هؤلاء الضعفاء. فقط، انتظر. لا تقترب. قلت لا تقترب”
تقدم بيلوتشي وهو يحملُ سيفًا مُلطخًا بالدماء ويبتسمُ ابتسامةً شنيعة، مما جعل المشهد أكثر رُعبًا. صرخ جيرارد وهو يلوحُ بيديهِ في الهواء.
“ماذا افعل، سيدي؟ هل أقوم بتقطيعهم إلى قطع واعلقهم على بوابة القلعة؟”
“أوه!”
“أو أقومُ بثقبهم بالرمح واضعهم كتحذير؟”
تحدث بيلوتشي بفرح مثل طفل الذي يحصل على لعبة جديدة.
بمجرد أن وضع السيف على عنقه، فقد جيرارد كل قدرته على المقاومة. ارتجف وسقط على رُكبتيه على الأرض.
“لقد، لقد أخطأت. كانت هَذهِ فكرةً غبية. لقب الكونت لكَ. فقط اتركني أعيش. أرجوكَ، اتركني أعيش.”
نظر جيرارد إلى حيثُ كان ليونارد جالسًا وتوسل بكل ما لديهِ مِن قوة. في تلكَ اللحظة، عندما كانت هيلينا تُراقب الوضع، غيرت موقفها بسرعة واقتربت من ليونارد وهمست لهُ.
“كريج. أسرع واقتل هَذا الوغد الشرير. لو تركنا شخصًا يطمع في لقب الكونت حيًا، فنحنُ لا نعرف ماذا سيفعل لاحقًا.”
“همم. كلامكِ صحيح. بيلوتشي.”
“نعم.”
“أقتل هَذهِ المرأة.”
“كريج!”
استدار بيلوتشي وأمسكَ رأس هيلينا وألقاها على الأرض. صرخت ليلي وركضت نحو هيلينا، تبكي بحرقة.
“أمي! كريج، ماذا تفعل، كيف تفعلُ هَذا لأمي.”
“الم ترِ كيف حاولتَ أمكِ نصب فخٍ لقتلي للتو؟”
“لقد خُدعت مِن قبل جيرارد. أنتَ تعرفُ كم تُحبك أمي وتهتمُ بكَ. صحيح؟”
“عُذرٌ غير مُقنع. ألا تملكين شيئًا أكثر إبداعًا؟”
“برأييّ، لا يجب مُسامحتهم. دعنا نقتلهم جميعًا هُنا.”
رفع بيلوتشي سيفه ونظر بحذرٍ إلى ليونارد. لو حرك ليونارد ذقنه قليلاً، لكان السيفُ قد ضربهم فورًا.
“آه!”
في تلكَ اللحظة، مع صرخةٍ قصيرة، ترنح أرنولد وسقط. كان هُناك خنجرٌ مغروزٌ بعمقٍ في فخذه، ألقاهُ بيلوتشي.
“أين تظنُ نفسكَ ذاهبًا، أتهرُب مثلَ الجُرذ؟”
“ك-كريج، اغفر لي هَذهِ المرة فقط. أمي وخالي قد خدعوا حقًا. كل هَذا بسببِ ذَلك الوغد!”
“إذا كذبتِ مُجددًا، سأقطعُ لسان أمكِ.”
تهديدُ ليونارد جعل وجهَ ليلي يشحُب. بدأت ترتجف وتنظرُ حولها.
ثم لاحظت الشخص الوحيد الذي بقي هادئا وسط هَذا المكان الدموي. صرخت ليلي نحوها.
“كورديليا!”
“نعم؟”
كان أرنولد يلهثُ، ممسكا بفخذه النازف، وجيرارد كان خارج وعيه بعدما سيطر عليه بيلوتشي، كانت هيلينا أيضًا تنزف مِن رأسها بعد أن ألقيت. كان البارون لانكستر يحبسُ أنفاسه وينظرُ حولهُ باستمرار.
لكن كورديليا كانت مُختلفةً. كانت تأكلُ كما لو كانت وحدها بالغرفة.
“تحدثي مع كريج، أرجوكِ”
” عن ماذا ؟”
“كريج يُحاول قتلَ أمي كيف يُمكنُكِ أكل البطاطا في هَذا الوضع ؟”
“البطاطا لذيذةٌ بشكلٍ خاصٍ اليوم.”
ردت كورديليا بلا مبالاة وهي تضع لقمةً مِن البطاطا المهروسة في فمها. كانت جادةً. البطاطا كانت تنزل إلى معدتها بسلاسةٍ.
لم تستطع ليلي كبح غضبها وصرخت بصوتٍ عالٍ.
“يااا! ألا تفهمين الوضع الآن؟ كريج، زوجكِ!”
“ليلي، ألا تفهمين بعد؟”
“ماذا؟”
“بدلاً من الصراخ في وجهي، يجب أن تكوني على ركبتيكِ تتوسلين.”
“……”
“إذا كانت كرامتكِ تمنعكِ، فلا داعي لذَلك. هَذا يعني أنكِ لستِ في يأسةً بما فيه الكفاية.”
“أنتِ، أنتِ!”
تحدثت كورديليا بنبرةٍ ناعمةٍ، ثم أعادت نظرها إلى طبقها.
وفي هَذهِ الأثناء، رفع بيلوتشي إحدى ساقي أرنولد التي كانت بالقرب مِن الباب وسحبهُ كما لو كان قطعةً مِن الأمتعة ووضعهُ بجانبِ هيلينا.
“آااااااه!”
كان قد اختيار ساقهُ المطعونةَ عمدًا. صرخ أرنولد مُستنجدًا وكأنهُ يحتَضِر.
بالطبع، لم يكن بيلوتشي يهتم، بل ابتسم بلا مبالاة وبدأ يضرب رأس جيرارد بطرفِ سيفه، وسأل سيده.
“هل أقتلهُ؟”
“هممم. ماذا تظن؟”
“كونت أبرامز، أرجوكَ سامحني هَذه ِالمرة. لقد أعمى الطمعُ بصيرتي. إذا تركتني أعيش، سأغادر هَذهِ الأراضي ولن أعود أبدًا. أرجوكَ، أرجوكَ.”
جيرارد كان الأذكى بين الحاضرين. اعترف بليونارد ككونت وركع طالبًا الرحمة.
“كريج، كريج. الشخص الذي حرض الفرسان على قتلكَ كان هَذا الرجل. جيرارد أبرامز خطط لكُل هَذا! لقد أعماهُ الطمع على لقب الكونت!”
“ألستَ أنتَ مَن دعوت كونت أبرامز إلى العشاء اليوم؟”
تجادل أرنولد وجيرارد، ملقين اللوم على بعضهما البعض. بعد مراقبة هذا الجدال الممل، سأل ليونارد.
“ما رأيكِ، كورديليا؟”
“في ماذا؟”
“هل نقتل جميع الموجودين هنا؟”
“لا أُمانع ذَلك.”
“كورديليا!”
هيلينا، التي كانت صامتةً طوال الوقت، رفعت صوتها أخيرًا. نظرت إلى كورديليا بعينين مليئتين بالخيانة، كانت تأملُ أن تتدخل كورديليا لمنع هَذا.
“يا لكِ مِن امرأةٍ عديمةُ الشرف، أهَكذا ترُدين الجميل! بدلاً مِن التوسل له، تُشجعينه؟”
“أُشجعُه؟ أنا فقط رددتُ على سؤاله.”
“أنتِ، أنتِ!”
كان ردُ فعلِ ليلي وهيلينا مُتشابهًا عندما كانتا غاضبتين، وكأنهما لم تكونا أم وابنة.
سحب أرنولد هيلينا مِن كتفها بقلق.
“أختي، قد نُقتل حقًا في هَذا الوضع.”
“وإذًا؟ حتى لو مُت، لن اتوسل لها!”
“السيدة هيلينا على حق. مِن الأفضل أن نتموتَ بكرامتنا بدلاً مِن أن الركوع والتوسل لـ هؤلاء.”
“انتظر لحظة!”
“كريج، بما أن أفكار السيدة هيلينا نبيلةٌ لا يجبُ عليها التوسل، أقتلهم جميعًا. أعتقدُ أن التصرف بِهَذهِ الطريقة سيُحافظ على كرامتهم وشرفهم.”
عندما تحدثت كورديليا دون أيِّ تردد، لم يستطع ليونارد كتم ضحكه.
كان يتوقع منها أن ترفض، لكن كالعادة، كانت إجاباتُها غيرُ متوقعة.
“حقًا؟ حسنًا، سنفعلُ ذَلك. سأفعلُ ما تقولهُ الكونتيسة.”
فجأة، قرر ليونارد أن يعطي كورديليا القرار. جعل هَذا أرنولد وليلي أكثر قلقًا.
“لا، لا، أمي! ما الذي يقوله؟”
“أختي، إذا كنتِ تريدين الموت، فمُتِ وحدكِ. أنا لن أفعل ذَلك.”
بدا أرنولد مُصممًا على الحياة. زحف بعرجٍ نحو كورديليا وركع على ركبتيه فورًا.
“لقد أخطأتُ. كُل هَذا خطئي.”
“هل تعتقد ذَلك حقًا؟”
“نعم. إذا سامحتني هَذهِ المرة، سأعيشُ حياتي للتكفير عن أخطائي.”
“لكن كلماتُكَ كانت قصيرةً. لماذا ياترى؟ لا تبدو وكأنكَ في وضعٍ يائس.”
انحنت كورديليا قليلاً وتحدثت إلى بارون أرنولد الذي كان على الأرض.
تجهم وجهُ أرنولد، لكنه انبطح تمامًا. عرف جيدًا أن كرامتهُ المُؤقتة لن تضمن حياته.
“آسف، كونتيسة. لقد كُنتُ جاهلاً ولم اعرف كيف أتصرف مع مِن هم أعلى مني.”
“همم. حسنًا، معرفةُ نقاطِ ضعفكَ أهم مِن جهلك. ماذا عن الآخرين؟”
نظرت ليلي وهيلينا إلى بعضهما البعض بعد استسلام أرنولد المذل. تحدثت ليلي أولاً.
“أعتقد ذلك أيضًا.”
“حقًا؟”
“……نعم، أعتقد ذَلك. لقب أبرامز بالكامل يعود لكريج، لكن أمي وعمي عُميا بالطمع.”
“ليلي!”
“سيدة هيلينا، ليلي تتحدث. مِن غيرِ اللائق مُقاطعتها.”
وبخت كورديليا هيلينا بنبرةٍ هادئة. احمر وجهُ هيلينا بغضب.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》