أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 20
بالطبع، حتى لو كانت كورديليا قادرةً على رؤية الطاقة السحرية، فإنها لن تكون مفيدةً إذا لم تستطع استخدامها بشكلٍ صحيح. ومع ذَلك، لم تذكر كورديليا هَذا الجزء.
ضحك بيلوتشي ساخرًا وقال: “ما الفائدةُ مِن رؤية الطاقة السحرية؟”
“قال مُعلمي إنها موهبةٌ عظيمة. آه، بيلوتشي، رُبما أنتَ لا تفهمُ ما أقوله لأنكَ لا تعرفُ شيئًا عن السحر، أليس كذلك؟”
ارتفعت شفتاه ثم انخفضتا عدة مراتٍ، وكأنهُ يرغبُ في قول شيءٍ جارح. مِن الواضح أن ليونارد قد وبخهُ بشدةٍ، لأنهُ لم يرفع يدهُ بسهولة كما فعل بالأمس.
بصعوبة استعاد بيلوتشي هدوءهُ وقال: “السيد دائمًا مُتقلب المزاج. بمجرد أن يفقد اهتمامهُ بشيءٍ أو شخصٍ ما، ينتهي الأمر. سيطلبُ التخلص منهم مباشرةً.”
“حقًا؟”
“عندما يأتي ذَلك الوقت، سأقطعُ جسدكِ وألقي بها في الحقل. انتظري ذَلك.”
قالها بيلوتشي بلهجةٍ تهكمية. ردت كورديليا بابتسامةٍ رقيقة ويدين متشابكتين: “ربما سيتم التخلصُ منكَ أولاً. سأقطعكَ إلى قطعٍ وألقي بكَ في الحقل أيضًا. آه، وأيضًا سأجلبُ الكلاب التي تحبُ إطعامها، فلا تقلقي.”
أصدر بيلوتشي صوتًا غريبًا وكسر جُزءًا مِن الباب. لم تلتفت كورديليا حتى.
“أنتِ لا تفوتين أيُّ فرصةٍ واحدةٍ للرد.”
“هَذا بفضل التعليم الجيد من مُعلمي.”
حدق فيها بيلوتشي وكأنهُ يريدُ قتلها، ثم اختفى بغضبٍ دون أن يقول شيئًا.
“أوه، هل كان ذَلك السيد إينغريون؟”
تساءلت إميلي، التي جاءت لخدمة سيدتها، بدهشةٍ عند رؤيتها لبيلوتشي يُغادر.
“يبدو أنكما مقربان جدًا. زاركِ منذُ الصباح الباكر.”
“نعم، لم أتوقع مِنه زيارةً صباحية.”
نظرت كورديليا بالاتجاه الذي اختفى فيه بيلوتشي وابتسمت.
“على أيِّ حال، السيدة هيلينا دعتكِ للعشاءٍ الرسمي غدًا.”
“عشاءٍ رسمي؟ فجأة؟”
“نعم. سمعتْ أن السيد قد تعافى تمامًا، لذا أرادت الاحتفال بذَلك.”
كان مِن الجرأة أن تفعل هيلينا ذَلك بينما كانت عينا جيرارد لا تزالُ ترقبُنا. فكرت كورديليا أنها رُبما قد فعلت ذَلك عمدًا أمام جيرارد.
“لذا أرادت منكِ التأكد مِن حضور السيد.”
“أنا؟”
“نعم.”
“أتظنين أنهُ سيستمع إليِّ؟”
“ماذا؟ ماذا تقصدين؟”
“لا شيء.”
هزت كورديليا رأسها مُتسائلةً عما إذا كان ليونارد سيوافق على الحضور.
وعندما أخبرت ليونارد عن العشاء، كانت مُفاجأةً كبيرةً عندما وافق.
“أحقًا ستحضر؟ لماذا؟”
“للتنظيف.”
“التنظيف؟”
“قد اخبرتُكِ مِن قبل. يجبُ التخلص مِن الأوساخ. لا يُمكنُنا ترك الأمور كما هي. وبالمناسبة، دعي جيرارد يحضر أيضًا.”
“جيرارد أبرامز؟”
“نعم. قومي بدعوة كُل مَن لديهِ مُشكلةٌ معي. أكرهُ البحث عنهم واحدًا تلو الآخر.”
لم تفهم كورديليا تمامًا ما كان ينويه ليونارد، لكنها علمت أن لديهِ خُطة.
وهَكذا، أخبرت هيلينا عبر الخادمة أن ليونارد سيحضُر العشاء مع كورديليا.
* * *
كان هَذا العشاء الرسمي الأول منذُ وقتٍ طويل. بعد وفاة الكونت السابق دايرين أبرامز وسقوط كريج مِن على حصانه، لم يكُن هُناك مَن يُمكنُه تنظيم مثل هَذا الحدث.
وصلت كورديليا أولاً إلى غرفة الطعام. وسرعان ما بدأ الآخرون في الوصول.
جاءت هيلينا مع ليلي وأرنولد. حاولت ليلي قول شيءٍ لكورديليا، لكن هيلينا أسكتتها.
“ما هَذا؟”
لم يكن لديها وقتٌ للتفكير، لأن البارون لانكستر وجيرارد أبرامز وصلا لاحقًا.
لم يتبق سوى مقعدٍ واحدٍ فارغ.
وبعد وقتٍ قصير، فُتحت الأبواب ودخل الشخص المُنتظر.
“الجميع هُنا.”
ألقى ليونارد نظرةً على الحضور. ثم جاء ضيفٌ غيرُ متوقع.
“آه، السيد إينغريون.”
“مساءُ الخير.”
“لم أدعوكَ لهَذا العشاء.”
“لهَذا جئتُ بنفسي. يبدو أنكم تفضلون الضيوف المبادرين.”
ابتسم بيلوتشي بأناقةٍ. كانت هيلينا تشعرُ بالضيق لظهور الضيفٍ غيرُ المتوقع.
همس أرنولد شيئًا في أذنها، مما جعلها تستعيد هدوءها وتبتسم بخفة.
“آسفة لعدم تقديمِ الدعوةٍ. اجلس.”
“شكرًا، سيدة أبرامز.”
جلب الخادم كرسيًا وصحنًا لبيلوتشي.
بعد لحظاتٍ، تم تقديمُ الطعام وبدأ الجميع في تناول وجباتهم بصمت. وعند اقترابهم مِن تناول الطبق الرئيسي، بدأت هيلينا في الحديث.
“السبب وراء اجتماعنا اليوم هو الاحتفال بتعافي ابني كريج، وأيضًا لمناقشة أمرٍ هام.”
“أمرٍ هام؟” سأل البارون لانكستر. أجابت هيلينا بابتسامة ذات مغزى.
“سنُعلمكم بذَلك عند انتهاء الطعام. ولكن قبل ذَلك، لدينا ضيفٌ مُهم في القصر ولم نرحب بهِ كما يجب.”
“أوه، بالطبع. دعني أقدمُ نفسي رسميًا. أنا دين لانكستر. هل يُمكنني معرفة اسمُكَ الكريم؟” توجه دين إلى بيلوتشي كما لو كان ينتظرُ هَذهِ اللحظة.
“اسمي بيلوتشي إينغريون.”
“سمعتُ الكثير عنكَ. لقد فزتَ بمسابقة الفروسية العام الماضي، وأشاد الملك بكَ بأنه لا يوجد فارسٌ يمكنهُ أن يضاهيكَ.”
“عادةً ما يُبالغ جلالتُه في الإطراء.”
بشكلٍ مُفاجئ، تحدث بيلوتشي بطريقةٍ طبيعية. كورديليا، التي تعرفُ حقيقته، ابتسمت في سرها.
“بالمناسبة، هل يُمكنني أن أسألكَ عن كيفية وصولكَ إلى قلعة أبرامز؟ أتساءل عن مَن الذي تربُطكَ بهِ علاقة.”
“ذَلك بفضلِ السيدة كورديليا.”
توجهت أنظار الجميع إلى كورديليا فجأةً، مما جعلها تتوقف عن مضغِ الطعام ورفعت رأسها بسرعة.
“لدي علاقةٌ طويلة مع عائلة فاسكويز، وهي تُعرف بأنها ‘أنقى سيف’ في إيرشيه. لقد كُنا أصدقاء منذُ زمن.”
“فهمت.”
بيلوتشي كذب دون ترددٍ، وهيلينا التي تفهمت الأمر دون شك.
“ولحسن الحظ، وجدتُ هُنا سيدًا سأكرسُ لهُ حياتي.”
“ماذا تعني؟”
“أعني الكونت أبرامز الموجود هُنا. لقد اقسمتُ لهُ بالسيف.”
وعدُ الفارس هو تقليدٌ قديم، ولكن لهُ ثقلٌ كبير. عيون الجميع قد اتسعت، وخاصةً هيلينا.
“يبدو أن السيد إينغريون قد فهم الأمر بشكلٍ خاطئ.”
“ماذا تقصدين بذَلك؟”
“هذا الرجُل ليس الكونت بعد.”
أشارت هيلينا بيدها اليمنى إلى ليونارد، الذي لم يلتفت حتى. بدلاً مِن ذلك، تحدث جيرارد الذي كان يأكُل بهدوء.
“صحيح. لم يستلم اللقب رسميًا.”
“جيرارد محق. يجبُ توضيح هَذا الأمر بشكلٍ جيد.”
انضم أرنولد إلى جانب جيرارد. الأمور تتجه نحو منحىً غريب. وضعت كورديليا شوكتها ونظرت حولها.
عندما استيقظ ليونارد لأول مرة، كانوا جميعًا قلقين مِن أن يأخذ جيرارد اللقب. يبدو أن هيلينا غيرت رأيها ووقفت بجانب جيرارد، بعدما أدركت أن ليونارد ليس في صالحها.
“ليسَ الكونت؟ حسبما أعلم، الوريثُ الشرعي للقب هو السيد كريج.”
“ذَلك كان قبل أن يفقد عقلهُ. لا يُمكن أن نجعل أبلهًا مثله كونتًا، أليس كذلك؟”
قال جيرارد بفخرٍ، ونظر حوله ليرى مَن يوافقهُ الرأي. هيلينا وأرنولد كانا الوحيدين الذين أيدوه. لانكستر بقي صامتًا.
توجه جيرارد إلى ليونارد وقال بغطرسة، “لا أحد هُنا يعترفُ بكَ كـ كونت. حتى لو ادعيتَ أنكَ الوريثُ الشرعي، ستشهد السيدة هيلينا والبارون أرنولد في المجلس بأن عقلكَ غيرُ سليمٍ.”
“هل انتهيتَ مِن حديثكَ؟”
“ماذا؟”
“هل هُناك أحدٌ آخر لا يعترفُ بي كـ كونت؟ فهمتُ موقفكم الثلاثة جيدًا. لكن رأيُّ شخصٍ قد تزوج وتركِ المنزل لا يهُم. تبقى شخصٌ واحدٌ فقط.”
كان الشخصُ المتبقي هو البارون لانكستر. تردد قليلاً، إذ كان واضحًا أنهُ يشعرُ بالضغط.
“أنا…”
“تحدث. هل سـ تعترف بي كـ كونت أم لا؟”
“بارون لانكستر. تذكر ما وعدتكَ به.”
نظر البارون إلى هيلينا بتردد، ثم قال أخيرًا، “أعتقدُ أن السيد كريج هو الوريثُ الشرعي.”
خيارٌ ذكي.
أعجبت كورديليا بغريزة البارون لانكستر، ثم عادتْ لتناول طعامها. النتيجة كانت واضحةً بالنسبةِ لها.
“حقًا؟ إذن أنتَ تعترفُ بي.”
“بارون! كيف تُغير موقفكَ الآن؟”
“دعيه وشأنه. لا حاجة لبقاءِ أحمقٍ في صفنا. ادخلوا!”
صرخ جيرارد بفخرٍ نحو الباب، ودخل عشرةُ فرسانٍ مُسلحين وهم يسحبونَ سيوفهم. الآن أصبحَ واضحًا لماذا كان جيرارد واثقًا جدًا.
“إذا كُنتَ لا تريدُ الموت، وقع هُنا. سأرحمكَ واقومُ بطردكَ فقط.”
أخرج جيرارد وثيقةً مِن جيبهِ وألقاها أمام ليونارد. كان واضحًا مضمونها دون قراءتها.
تمدد ليونارد على كرسيه بتململ وقال لبيلوتشي، “قُم بالأمر اللازم.”
“لماذا؟”
“لأنني مُتعب.”
“حسنًا.”
كانت المحادثة بينهما غامضةً وغيرُ مفهومةٍ، إلا لكورديليا التي واصلت تناول طعامِها بهدوء، مما جعل الخدم يحدقون بها باستغراب.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》