أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 11
“ليس لديّ قوة. حتى لو كنتُ اريدُ الهروب مِن هَذا الجحيم اللعين، إن الشيء الوحيد الذي يُمكنني فعلهُ هو التحمل فقط. يجب أن أتظاهر بأنني بخير، وكأن لا شيء قد حدث، حتى أتمكن من تجاوز الأمر و الاستمرار في الحياة.”
انهمرت الدموعُ مِن عيناها مثل سدٍ قد فاض. حاولتْ كورديليا مسح خدودها المُبللة بكلتا يديها، لكن كان ذَلك دون جدوى.
بكت كـ طفلة. لقد اخرج كُل ما كنتْ قد أحتفظ بهِ لفترةٍ طويلة.
“إنهم جميعًا ينظرون إليّ بازدراء لأنني خاضعة. أنا فقط كُنتُ أحاول بذل قصار جهدي، لا بل قد بذلتُ قصارى جهدي … “
“…….”
حدق ليونارد في كورديليا دون أن يقول أي شيء.
لقد أدرك بعد فوات الأوان مدى الضرر الذي ألحقهٌ بها بعد قوله لتلكَ الكلمات.
بغض النظر عما يقوله، كانت كورديليا دائمًا ما تبتسم و تضحك، لذا قد اعتقد ليونارد بانه لا بأس.
“…ااااه.”
“أنتِ محقة. لا يُمكن لأيُّ أحدٍ أن يحكُم على الآخرين بلا مبالاة.”
“أنا أشعرُ بالعار، هاه. لكوني غبيًا هَكذا.”
“أعتذرُ عما قلته.”
تحدث ليونارد بجدية. عندما سمعت كورديليا هَذهِ الكلمات، هدأت عواطفها شيئًا فشيئًا.
نظر ليونارد إلى كورديليا، التي كانت لا تزالُ تشهق، ثمَ قال شيئًا فجأة.
“بدلاً من ذَلك، سأعطيكِ القوة.”
“ماذا…؟”
“أنا أقبلُكِ كتلميذةٍ لي.”
خرجت بعضُ الكلمات المُتهورة مِن فمه. لم يفهم ليونارد لم نطق بِهَذا بنفسه، لكنهُ لم يندم على ذلَك.
“ماذا؟ ما الذي تقصدُه بقولكَ لذَلك فجأة؟”
ولم تفهم كورديليا، التي كانت مشغولةً بالبكاء، ما كان يقولهُ في البداية. لذلك حدقتْ في ليونارد بعيناها مُبللة.
“قلتِ بأنهم قد تجاهلوكِ لانكِ قد كُنتِ بلا سطلة ولا أيٌّ قوة. لكن إذا أصبحتِ تلميذتي، على الأقل لن يتمَ مُعاملتكِ بِهَذهِ الطريقة. فقط قُلي بأنكِ قد سامحتني.”
“ماذا؟”
“اسرعي.”
لقد كان وقحًا حقًا، لم يكُن ابدًا يبدو وكأنه يطلبُ السماح. تحدثت كورديليا، التي لم تكُن قادرة على تحمُل إلحاحهُ وضغطه.
“شم، شهق، سامحتُكَ.”
“جيد. الآن، كرر ما سأقوله. ااه، أعتقدُ أننا سنحتاجُ إلى شاهدٍ قبل ذَلك. بارون، أخرُج.”
“هل طلبتني يا سيدي؟”
صُدم البارون، الذي كان يريدُ فرصةً للخروج، عندما رأى دموع كورديليا.
“إنها لحظة مؤثرة. لا أستطيعُ أن أصدق أنني سأرى سيدي يقبلُ تلميذاً في حياتي!”
أثار البارون ضجة، وأخرج منديلًا مِن داخل مِعطفه وسلمهُ إلى كورديليا. مسحتْ كورديليا دموعها المتبقية.
“شكرًا.”
“اووه حسنًا. توقفي عن البكاء. لا أستطيعُ أن أصدق أنني سـ أبكي في مثلِ هَذا اليوم السعيد.”
“كرري بعدي.”
سحب ليونارد يدَ كورديليا بسرعة. ثمَ بدأ يُتمتم بتعويذةٍ مجهولة.
“ماذا تفعل؟ هل يجب أن أكرر ما تقول؟”
“أوه… ما الذي تفعلُه الآن؟”
“لقد طلبتِ مني أن اجعلكِ تلميذتي. هل أنتِ الآن مصابة بالفواق؟ ألم تجدي غير هَذا الوقت؟”
“فواق، سيدتي، ما الأمر؟”
“لم أعتقد أبدًا أنني سأتخذ تلميذًا كـ شخصٍ مثلُكِ لا يعرفُ حتى ما هو هَذا الاحتفال. هَذا ليس حفل الزفافِ لتتوتري هَكذا. أو.. وكونكِ تلميذتي الوحيدة يجعلُكِ تبكين وتصابين بالفواق.”
عبس ليونارد لانهُ كان منزعجًا أثناء حديثه. ثم اشتكى مِن أن هَذا كان أسوأ حفل تنصيب قد شهده على الإطلاق.
ما تلا ذَلك كان أمرًا طويلًا ومعقدًا للغاية.
لسوء الحظ، لم يتوقف فواق كورديليا، لذَلك استغرق الأمر وقتًا طويلاً لأكمال جميع التعاويذ.
عندما قالت جملتها الأخيرة بتلعثم، فقد ليونارد أعصابه.
“أوه، توقفي عن الفواق!”
“لا، لا، أنهُ لا يوقف، اوهه، ماذا عليّ أن أفعل!”
“كلاكما توقفا. الآن كل ما علينا فعلُه هو أداء قسم الشاهد و سننتهي.”
ابتسم البارون وأنهى قسمه.
وفي نفس اللحظة، قد غطى ضوءٌ شديدٌ جسدها كُله. تم نقشُ أنماطٌ مُعقدةٌ وغريبة على جسدها بالكامل.
“يا إلهي… ما هذا؟”
“سوف تذهب قريبًا.”
قال ليونارد بقسوة. وكما قال، تلاشى الضوء بسرعة. ولحسنِ الحظ، اختفى النمط المنقوش على جسدها دون أن يترُك أثرا.
نظرت كورديليا إلى جسدها بتعبير محير.
كان يلمع بشدة لدرجة انها اعتقدتْ أنهُ سيكون هُناك بعض التغييرات فيه، ولكن لم يحدُث أيُّ شيءٍ لها.
“هل انتهيتَ الآن؟ ولكن لماذا كان جعلي تلميذتك أمرًا معقدًا هَكذا؟ ألم يكن ذَلك فقط مِن أجل تعلُم السحر؟”
“ماذا؟ هل أنتِ حقًا لا تعرفين حتى ما يعنيهُ أن تصبحِ تلميذةً لساحر؟”
“أوه… أليس ذَلك لتعلُم السحر، لهَذا قد أصبحتُ تلميذتكَ؟ “
لقد فوجئ ليونارد بهذا التصريح الساذج بِشكلِ مُدهش. ارتعشت شفاه البارون وحاول كبتَ ضحكه، لكنهُ قد فشل.
“هااه. لا أستطيعُ التراجع الآن”
“تهانينا. سيدتي. لقد أصبحتِ أخيرًا تلميذةً كما تمنيتي.”
“أصمُت.”
“هاها، أن عدد السحرة في تعاونية الشيطان الذين يريدون أن يصبحوا تلاميذًا للسيد ليونارد كثيرٌ جدًا، أنهم كـ عدد النجوم في السماء. إذا اكتشف سحرة هذا الأمر، فسوف يحسدون السيدة كورديليا حقًا.”
“أه نعم… ماذا!”
كُنتُ أعلم أن تعاونية الشيطان هي اختصار لجمعية سحرة روبال في جزر ويلاس، لكن كورديليا، التي لم تكُن تعرفُ شيئًا عن هَذا العالم غير ذلك، لم تكُن متأثرة.
لقد شعرتْ بالسعادة لأنها سـ تتمكن أخيرًا مِن تعلم السحر.
“هل هذا يعني أنني تلميذتُكِ الآن؟”
“سيدتي.”
“نعم؟”
“الآن بعد أن قمنا رسميًا بـ حفل تنصيب، ناديني بسيدي وعاملينّي باحترام. هل تفهمين؟”
“عليكِ أن تعاملينّي بلطف قدر ما تستطيعين، وماذا يجب أن تفعلي أيضًا؟ آه صحيح لقد تذكرت! سوف تخدمينّي بإخلاص.”
حدق ليونارد في كورديليا التي كانت عيناها مفتوحتان على مصراعيهما.
لقد جعلها بالتأكيد تكون تلميذه مقابل أن تُسامحه، لكنها الآن تشعرت وكأنهُ يُحملها معروفٌ هائل.
عندما عبست كورديليا ولوت شفتيها وشخرت، صاح ليونارد.
“ركع الأرشيدوق ليفيتشي لـ ثلاثة أيام وهو يتوسل ليصبح تلميذي! هاه. هل هَذا كُل شيء، هَذا يكفي.”
“نعم . سوف أخدمكَ يا سيدي.”
ابتسمتْ كورديليا بعيون منتفخة.
لقد سار كُل شيء بشكلٍ خاطئ، ولكن كما هو مخطط لها، قد أصبحت تلميذة ليونارد أتيلي.
* * *
“أحسنتِ.”
في اليوم التالي الذي أصبحت فيه تلميذة ليونارد رسميًا، جاء البارون لزيارتها فجأة. ظهر البارون فوق كوب الماء، وهو يُطرطش الماء بحماس ويقول.
“لم أكن أعلم أن كورديليا كانت جيدة في التمثيل.”
“تمثيل؟ أيُّ تمثيلٍ تقصد؟”
“الأشياء التي قُلتيها لليونارد بالأمس. ألم اخبركِ بذلك؟ عليكِ ان تكوني عاطفية معه لقبلكِ. لم تَزوره كورديليا منذُ بضعة أيام، لذا كان ليونارد مضطربًا.”
“آه.”
كورديليا، التي فهمت ما قاله البارون، هزت كتفيها.
“لم يكن هذا تمثيلاً. كنتُ غاضبةً جدًا لدرجة أنني نسيت تمامًا ما قالهُ البارون.”
“… هِذا. إذن كانت تلكَ الكلمات حقيقية، فلا بد أنكِ قد كُنتِ مستاءةً حقًا”
“هل أنا بخير. بل لقد سارت الأمور بشكلٍ جيد. يمكنني أخيرا أن أتعلم السحر.”
ابتسمت كورديليا. في ذلك الوقت، كانت غاضبةً جدًا لدرجة أنها لم تتمكن من رؤية أي شيء أمامها، ولا حتى ليونارد.
اعتقدتْ بأن الأمر على ما يرام، ولكنه لم يكن كذلك. أو ربما وجود ليونارد قد جعلها تشعرُ بذلك.
خرج البارون مِن كوب الماء واقتربَ مِن كورديليا. قال بابتسامة لطيفة.
“اكتبي كُل شيء.”
“ماذا؟”
“جميع الأشخاص الذين قاموا بـ الإساءَة لـ كورديليا. عندما نغادرُ هَذا القصر، لن ينجوا منهم أحد.”
“شكرًا لكَ.”
ابتسمت كورديليا بلطف له.
“لكن بدلاً من الاساءَة للآخرين، أريدُ الرحيل بشيءٍ معقول. أريد فقط الخروج مِن هَذا الجحيم اللعين في أسرع وقتٍ ممكن.”
“هل هذا صحيح.”
بدا البارون مُنزعجًا، لكنهُ لم يشتكي مِن الكلمات التي قالتها كورديليا.
* * *
كان هذا هو السحر الذي تخيلتهُ كورديليا.
اعتقدتُ أنني عندما أحركُ أطرافَ أصابعي، ستدورُ حولي مجموعةٌ مِن النجوم المتلألئة، و كلما رفرف طرفُ تنورتي، سـ تتفتحُ الأزهار في الحقل.
لكن كان الواقع باردًا جدًا لدرجة أنهُ قد جعل عظامي تؤلمني.
“ألا يمكنكِ أن تفعلي هَذة؟”
لماذا بحق السماء لديكِ رأس؟ أعتقد أنكِ تستخدمينه فقط لتغطيةِ رقبتُكِ.
“لا تكتبي ذَلك على الورقة فقط، بل قومي بفعل ذَلك عمليًا هل تتعمدين جعلي أستمرُ بتكرار هذا؟”
“هاه. حتى لو تمكنتِ من رؤية القوة السحرية ما اذ ستفعلين؟ رأسُكِ مثلُ الحجر.”
هَذا كان كُل ما سمعتُه خلال الأيام الثلاثة الماضية من ليونارد.
للأسف، على الرغم مِن أن ليونارد كان مُتعلمًا عظيمًا، إلا أنهُ كان مُدرسًا سيئًا.
“اللعنة، لا يُمكنُني فعلُ ذَلك!”
بِفضلِ هَذا أصبحت كورديليا أكثر فأكثر غيرُ متزنةٍ. رفع ليونارد أحد حاجبيه.
“اللعنة؟ مهلا؟ هل قمتِ بشتمي الآن؟”
“ماذا؟ كيف أجرؤ على قول ذَلك عن سيدي العظيم؟”
خفضت كورديليا ذيلها بسرعة وابتسمت لهُ بشكلٍ مُشرق. وبعد ذَلك قَمت بتغيير الموضوع.
“لكن، كيف حدث ذَلك؟”
“ماذا؟”
“أعني، كيف يُمكن لشخصٍ قويٍ مثلُكَ أن يتفوقَ عليهِ أخوه…؟”
“ذَلك اللقيط ليسَ أخي.”
قاطعها ليونارد بحدة. هزت كورديليا كتفيها بخفة.
“حسنًا. إذن كيف حدث ذلك؟”
“لقد استخدم والدتي المتوفاة كطعم.”
“ماذا؟”
ابتسم ليونارد بمرارة وجلس بجانب النافذة.
“حفر ذَلك الوغد اللقيط قبر والدتي وأخرج رفاتها.”
“وااه… “
لقد كان عملاً فاسداً لا يُمكن حتى تخيُلُه. فتحت كورديليا فمها وركزت على مع كلمات ليونارد.
“وبعد ذلك، نصب فخًا وقتلني.”
كان لا يزال بإمكانهِ الشعور بالمعدن الحاد وهو يخترق جسده صر ليونارد على أسنانه.
“إذا خرجتُ مِن هُنا، سأقومُ بتمزقِ ذَلك الوغد إلى ستِ قطع وأطعمُه للكلاب.”
“آه، أمممم، نعم. حظًا سعيدًا في ذلك.”
استجابت كورديليا بشكلٍ مُحرج لكلماتهِ المرعبة.
على الرغم من أنها كانت لحظة قصيرة، لكن مع معرفتها بمزاجه السيء، كان مِن الواضح أنهُ لم يكُن يقول كلماتٍ فارغة.
“سواء قمتَ بتمزيقهِ أو إطعامهِ للكلاب، افعل ذَلك بعد أن يتعافى جسدكَ. أنتَ بالكاد قد أكلتَ شيئًا اليوم، أليس كذلك؟”
“لا تذكري طعام الكلاب الذي تحضرينه هَذا. أشعرُ بالغثيان بمجرد التفكير فيه.”
علاوة على ذلك، كانت أفواههم انتقائية للغاية لدرجة أنه إذا كانت هناك أدنى رائحة في اللحم، فلن يضعوها في أفواههم، قائلين إنه طعام للكلاب.
كان صعب الإرضاء لدرجةِ أنهُ إذا كان هناك أيُّ أثرٍ لرائحة اللحم، فإنهُ سـ يرفضُ لمسه مُطلقًا عليه بـ طعام الكلاب.
لقد كان سيدًا يصعُب خدمتُه.
نقرت كورديليا على لسانها وجلست على المكتب لتتعلم.
أثناء تنظيف المكتب الفوضوي، وجدت مستندًا سميكًا بعنوان <تقرير أبرامز الداخلي>.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》