أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 101
الفصل 101 : عقدٌ مع الشيطان ¹²
[لقد أنجزتِ تقريبًا كُل شيء.]
قالت لوتي. كان مِن المُحتمل أنْ الأمر سيكون صعبًا للغاية لدرجة أنها لَمْ تكُن ستُنجزُ ذَلك في المرة الأولى إذا لَمْ تكُن قادرةً على رؤية القوة السحرية. كانت عضلاتُ جسدها مشدودةً جدًا.
[يجبُ ألا تتخلي عن تركيزكِ أو إرادتكِ. وإلا، ستفشلين.]
“فهمتْ.”
عندما انتهت مِن الحساب وبدأت بتوزيع القوة السحرية، كان جسدُها يرتجف. صرّ كورديليا على أسنانها واستمرت.
لحُسن الحظ، بدا أنْ جهدها بدأ يؤتي ثمارًا، حيثُ بدأت حركة نازازبوت تُصبح أبطأ بشكلٍ ملحوظ. انتبه ليونارد لذَلك وبدأ يُهاجم بشراسةٍ أكبر.
[اصمُدي.]
عندما لاحظت لوتي أنْ إرادة كورديليا بدأت تضعُف، تحدثت بصوتٍ بارد بعض الشيء. أرادت كورديليا أنْ تُجيب، لكنها أغلقت فمها بشدةٍ. كانت أسنانُها ترتعش، وكانت تخشى أنْ تعضّ لسانها إذا تحدثت.
يبدو أنْ سحرها كان يعملُ بشكلٍ جيد. بدأ نازازبوت يتراجع.
أخيرًا، استعاد ليونارد السيطرة. ومد يدهُ في الهواء على الفور ليصنع رُمحًا جليديًا طويلاً. بيدهِ الأخرى، أمسك بشدةٍ على كتف نازابوت حتى لا يتمكن مِن الهرب. وفي تلكَ اللحظة، بينما كان يُحاول اختراق قلب ليديا، طار طائرُ العنقاء مِن مكان ما ليكسر الرًمح إلى نصفين.
“ليونارد أتيلي!”
صرخ روزنبلور الذي وصل مُتأخرًا ووقف على الفور بين ليديا وليونارد. دفع روزنبلور ليونارد بقوةٍ.
“أأنتَ مجنون؟”
“المجنون هو أنتَ. هل تعرفً ما الذي دخل في جسد أختكَ؟”
قال ليونارد وهو يلهثُ مِن شدة التعب.
“ماذا تعني؟”
“ب..بلي. أنقذني.. ليو، ليو…”
كان نازازبوت يختبئ خلف روزنبلور، والدموع تتساقط مِن عينيهِ. بالنسبة ليونارد الذي كان على علمٍ بكُل تلكَ الحقائق، بدا ذَلك مُثيرًا للاشمئزاز.
“لا تتظاهر بالضعف، تعال إلى هُنا. سأحطمُ رأسك.”
“لماذا تفعلُ هَذا؟ ما الذي فعلتهُ ليديا بشكلٍ خاطئ؟”
“ماذا فعلته؟ لقد سمحت للشيطان بأن يتَجسدَ في جسدها، ألا يكفي هَذا؟”
“يتجسد؟ كيف يُمكن أنْ يكون هَذا منطقيةً… كيف يًمكن أنْ تفعل ليديا ذَلك؟ هي مُجرد ساحرةٍ مُنخفضة المُستوى.”
بالطبع، لَمْ يكُن روزنبلور ليُصدق كلمات ليونارد بسهولةٍ. ليس فقط لأنها كانت أخته، بل كان مِن الصعب أنْ تخطرَ على بالهِ كلمةُ تجسيد.
كانت هُناك أسبابٌ تجعل ماتيلدا وبقية السيريوس لا يتوقعون أنْ الشيطان قد تجسد، على الرغم مِن حدوث مثل هَذا الانهيار الكبير. آخر تجسيدٍ حدث قبل أكثر مِن مئة عام. الآن، قد أصبحَ ذكرى ماضيةً تمامًا.
“اسأل أختكَ كيف فعلتْ ذَلك.”
جمع ليونارد قوةً سحرية في كف يدهِ وضرب بها رأس نازازبوت. صرخ نازازبوت بصوتٍ ضعيف وهو يتدحرجُ على الأرض.
“آآآه!”
“ليديا!”
عندها، رد روزنبلور على الفور بهجومٍ على ليونارد. على الرغم مِن أنْ ليونارد قد نشر درعًا للحماية، إلا أنْ روزنبلور أيضًا كان ساحرًا قويًا. قد ضرب جزءً مِن جسد ليونارد.
“اغغ.”
“حتى لو كنتَ أنتَ، لَن أستطيع أنْ أسامحكَ. كيف تجرؤ على المساس بالفينباوم؟ وأيضًا بـ ليديا؟”
تجمد وجهُ روزنبلور كـ الثلج. كانت كورديليا تُراقب الموقف مِن بعيد. أرادت أنْ تندفع وتشرح ما حدث، لكن أيُّ حركةٍ قد تؤدي إلى تشتيت تركيزها.
كان السحر الذي أخبرتها لوتي بهِ هو لتخفيف الارتباط بين الشيطان وجسد المُضيف، وكان يجبُ الحفاظ على السحر بشكلٍ مُستمر لرؤية النتائج.
لكن فجأةً، التقت عينيها مع نازازبوت الذي كان مُستلقيًا على الأرض.
-أنتِ هُنا.
ابتسم نازازبوت بابتسامةٍ مُشمئزة وفتح فمهُ. بينما كان الرجُلان يتشاجران، بدأ نازازبوت يتقدمُ نحو كورديليا ببطء.
“كورديليا… لا أعلم، لكن كنتُ أشعرُ أنْ القوة تتسربُ مِن جسدي، هل كنتِ أنتِ مَن فعل ذَلك؟”
وقفت لوتي في طريقه بدلاً مِن كورديليا التي لَمْ تستطع الحركة.
[لا تقترب أكثر.]
“لماذا يُزعجني هَذا الكلب منذُ مدة؟”
[لا تهتمِ به وركزي على السحر.]
نظرت لوتي إلى الوراء للحظةٍ وتحدثت إلى كورديليا، ثم اندفعت نحو نازازبوت. أومأت كورديليا برأسها قليلاً وكرست كًل تركيزها للحفاظ على السحر.
“أووب!”
تخلص نازازبوت مِن لوتي وكأنها تُضايقُه، لكن الكلبة الرمادية تمسكت بيدهِ واستمرت في سحبه. على الرغم مِن أنْ الاستخدام المُفرط للقوة السحرية كان يجعلُ رأس كورديليا يؤلمها وكأنهُ سينفجر، إلا أنها تحملت ذَلك.
“فقط قليلاً. فقط قليلاً.”
كانت لوتي تًقاتل بشكلٍ جيد، لكن ليونارد لَمْ يكُن ليُهزّم بسهولة، وبالتالي لَمْ يكُن مِن المُمكن أنْ يُهزّم نازازبوت بسهولةٍ أيضًا. مهما حاولت كورديليا بجد، كان هُناك حدودٌ واضحة.
“مُزعج!”
[آه!]
مع صوت ضجيجٍ قوي، طارت لوتي وضُربت في شجرة. في تلكَ اللحظة، تشوش عقلً كورديليا. تقدم نازازبوت نحوها وهو يبتسم.
“ومع ذَلك، فإنْ موتكِ بطريقةٍ بشعة ومُمزقة هو أمنيةُ ليديا، يجبً أنْ أحققها.”
“…أمنية؟”
“هَذهِ المرأة. إنها ماكرةٌ للغاية. تتظاهرُ باللًطف والحُب أمامكِ، لكنها مِن وراء ظهركِ تتمنى موتكِ وتُفكر بكِ. لقد أستدعتني بسبب هَذهِ المشاعر.”
ضحك نازازبوت وكأنهُ يقول نكتةً مُضحكة.
رغم أنني توقعتُ ذَلك، إلا أنْ سماعهُ مِن خلال كلمات نازازبوت زاد مِن خيبة أملي.
“هل كنتُ لا شيء بالنسبة لـ ليديا؟ هل كانت مشاعري كصديقةٍ مُجرد وهمٍ في رأسي فقط؟”
“يبدو أنكِ لَمْ تكوني على علمٍ بذَلك.”
مع اقتراب نازازبوت خطوةً بخطوة منها، شعرت كورديليا بجفافٍ في فمها. عندما أدارت رأسها قليلًا، رأت أنْ مُعلمها لا يزالُ مشغولًا مع روزنبلور.
نظرت إلى ليونارد برجاءٍ. هل يُمكن أنْ يكون قد شعر بذَلك؟ بطريقةٍ سحرية، نظر ليونارد نحو كورديليا.
لَمْ تجرؤ على أنْ تُناديه بصوتٍ عالٍ، خشية أنْ تلفت انتباه نازازبوت، فاكتفت بتوسيع عينيها.
“لكن رائحتُكِ… طيبةٌ للغاية.”
“……”
“مِن المؤسف قتلُكِ مُباشرةً.”
اقترب نازازبوت كثيرًا لدرجة أنهُ شم الرائحة مِن رقبة كورديليا كما يفعلُ الكلب، وكانت أنفاسهُ تسببُ لها قشعريرة حتى كادت تتوقف عن استخدام السحر.
مرّر الشيطان إصبعهُ على خدها، ثم فجأةَ طوّلت أظافرهُ بشكلٍ أكبر، حتى أصبحت أشبه بسكاكين. بحدسها، أدركت كورديليا أنْ هَذهِ الأظافر هي نفسها التي مُزقتْ بطن المرأة التي قُتلت أمامها.
“لكن عليَّ أنْ أفعل ما يجب. عليَّ أنْ أفي بما وعدتُ بهِ مُقابل الحصول على هَذا الجسد.”
بمُجرد أنْ أنهى كلامه، لوّح بمخالبهِ. أغمضت كورديليا عينيها بشدة.
“ليديا. أنتِ…”
لكن، المُفاجئ أنْ مَن أوقف تلكَ المخالب الحادة لَمْ يكُن ليونارد، بل كان روزنبلور. دفع نازازبوت بعيدًا بنظرةٍ مُرتبكة.
“هل حقًا سمحتِ للشيطان أن يأخذ جسدكِ؟”
“بلي، هَذا ليس صحيحًا! ألا تثقُ بيّ؟ هَذهِ الأكاذيب قد اخترعتها هَذهِ المرأة!”
غيّر نازازبوت تعابيّر وجههِ بسرعة، وبدأ بالبكاء بشكلٍ درامي. كان تمثيلهُ مُقنعًا لدرجة أنْ كورديليا، التي كانت تعلمُ الحقيقة، قد شعرت بالدهشة.
لكن وجه روزنبلور امتلأ بالعذاب.
“إذًا هَذا صحيح. الشيطان… حقًا أنهُ في جسدكِ…”
“علينا أنْ نقبض عليها أولًا، حتى نتمكن مِن إنقاذ ليديا أو التخلص منه.”
ظهر ليونارد فجأةً وأطلق عشرات السيوف المصنوعة مِن الرياح نحو نازازبوت. لكن نازازبوت تنهد بابتسامة وقصر المسافة بينهما.
“يا إلهي، ما الذي يجري هًنا؟”
“هل هَذهِ ليديا حقًا؟”
في تلكَ اللحظة، سمعت كورديليا صوت شخصين مألوفين مِن خلفها. عندما استدارت بصعوبة، رأت كاينون وماتيلدا.
“لقد سمحت ليديا إلفينباوم للشيطان بالدخول إلى جسدها.”
ألقى ليونارد تفسيرًا مُوجزًا للاثنين.
“ماذا؟ هل تجسد؟”
نظر كاينون إلى كورديليا بعينين مُستفسرتين. بدا أنهُ يتذكر المُحادثة التي جرت سابقًا.
“كوردسليا، هل كنتِ تعرفين بذَلك؟”
أومأت كورديليا برأسها بدلاً مِن الإجابة. تجمّد وجهُ ماتيلدا بشكلٍ حاد.
“إذًا، كان الانهيار لهَذا السبب؟ حسنًا، هَذا يُفسر الأمور الغريبة التي لاحظناها.”
“لا أصدق! تجسيدُ شيطان؟ هَذا لَمْ يحدُث منذُ عشرات، لا، بل مئات السنين.”
“ليس لدينا وقتٌ للدهشة. إذا لَمْ نُمسك بها هُنا، فَلَن نعرف كم مِن الأرواح ستُزهق. لقد قتلت الكثير بالفعل.”
“حسنًا. ماذا علينا أنْ نفعل؟”
نظم ليونارد الوضع بسرعة. اجتمع الأربعة وتوصلوا إلى خطةٍ قصيرة، ثم اندفعوا نحو نازازبوت. مع وجود أربعة سحرةٍ ذوّي مستوى عالٍ، بدأ نازازبوت في التراجع.
“أوه…”
في تلكَ اللحظة، شعرت كورديليا بدوارٍ شديد، وسقطت على الأرض بعدها تقيئت بعض الدماء مِن فمها.
أدركت كورديليا أنها قد وصلت إلى حدها. تفككت تعويذتُها التي كانت تُضعف نازازبوت.
“كورديليا!”
كان ليونارد أول مَن لاحظ حالتها وصرخ. مع توقف تعويذة كورديليا، بدأ نازازبوت يستعيدُ قوتهُ بسرعة. أطلق نازازبوت صرخةً مُرعبة وهو يرمي طاقةً سحريةً قوية نحو الأربعة.
“سأقتُلكم جميعًا!”
كانت الطاقة السحرية هَذهِ المرة أقوى بكثيرٍ مُقارنةً بالسابق. أطاحت هجمتهُ بكاينون وروزنبلور في نفس الوقت، بينما بالكاد تمكن ليونارد مِن المُقاومة. تبادلت ماتيلدا وليونارد بعض الكلمات، ثم ركضت نحو كورديليا بسرعة.
“كورديليا، اتكئي عليَّ. سأقودكِ إلى مكانٍ آمن.”
“لا، لا أستطيع… يجبُ أنْ أُكمل التعويذة…”
“تعويذة؟”
“أنها لفصل الشيطان عن المُضيف…”
بمساعدة ماتيلدا، نهضت كورديليا وبدأت في تنفيذ التعويذة التي تعلمتها مِن لوتي مًجددًا.
كانت ماتيلدا تُراقبها بدهشةٍ غيرُ قادرةٍ على إغلاق فمها.
“لا يُمكن… كيف تعلمتِ هَذهِ التعويذة؟ هَذهِ التعويذةٌ لا يعرفُها سوى قلةٌ قليلة في ترسيكا.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليجرام》