أتمنى لو كان زوجي ميتًا - 10
“إن المكان هادئ جدًا ولطيف بدونها.”
وبعد حوالي يومين، أصبح ليونارد راضيًا جدًا عن حياته اليومية الهادئة.
لكن بعد ثلاثة أيام، وبعد أربعة أيام أخرى، بدأ كل شيء يضايقُه فجأة.
“أغلق الستائر. هذا مزعج.”
“نعم؟ لقد طلبتَ مني أن افتح الستائر لأن الغرفة كانت مظلمة…”
“ألا تسمعني اخبرتكِ بأن تُغلق الستائر؟”
“… حاضر سيدي.”
تصرف ليونارد كانه رجلٌ عجوز غاضب وغالبًا ما كان يقلب الأوامر على شخص الآخر.
وبفضل هذا قد انهار الخدم.
“أربعة أيام كثيرة حقًا.”
“نعم؟”
“كم من الوقت سننتظر؟”
تذمروا فيما بينهم.
ظن بأنهُ قد يشعر بالارتياح لأن الشخص الذي كان يضايقوه كل يوم قد رحل، لكنه في الحقيقة كان منزعجًا.
ركل ليونارد البطانية بقوة وهو يتذكر وجه كورديليا التي أجبرت نفسها على الابتسام.
“يا هذا. تعال هنا وساعدني. سأحصل على بعض الهواء في الحديقة.”
“نعم سيدي.”
خرج ليونارد بمساعدة أحد المرافقين لتبريد رأسه.
بالمقارنة مع تلك الحديقة الموجودة في منزل أتيلي، كانت حديقة أبرامز مجرد حديقة عادية، لكنها لا تزال تستحق المشاهدة.
كانت الشمس دافئة إلى حد ما، لذلك كنت أسير ببطء عندما رأتُ خادمةً تقف بعيدًا وقد أصبح وجهها متصلبًا.
عندما وصلتُ أمامها، سدت الخادمة طريقي بنظرة مضطربة للغاية على وجهها.
“ماذا؟ تحركي.”
“أنا آسفة يا سيدي. السيدة والكونتيسة داليا يتناولان الشاي هناك.”
في العادة كنتُ سأتجنبهم وأمر فحسب، لكنني شعرتُ بالبرد قليلاً.
“إذن؟ أأنتِ مجنونة، كيف تجرؤين على الوقوف في طريقي؟”
بناءً على كلامه، قد ابتعدت الخادمة.
وبينما كنت اسير مسافة أبعد قليلاً، رأيتُ مشهدًا مذهلاً داخل ذلك الفناء. في اللحظة التي رأيت فيها ذلك، أدركتُ جيدًا لماذا الخادمة كانت تمنعني.
“ماذا تفعلين الآن؟”
“أوه. كريج. هل من الجيد أن تتجول بهذه الطريقة؟”
“لا أعتقد بأنكِ قد أجبتِ على سؤالي بعد.”
قال وهو ينظر إلى كورديليا التي كانت واقفة هناك وهي مُغطى بالنبيذ.
اندهشت كورديليا عندما رأت ليونارد يأتي وقد تجنبت نظراته.
“ماذا أفعل؟ أنا أعلمُها آداب السلوك.”
أجابت هيلينا بهدوء مدهش.
“آداب؟ هل هذه العائلة تثقف الناس بصب النبيذ على رؤوسهم؟”
“كريج. لا بأس. انها أرخص من هذا حقًت. كان يجب أن ترى كم كانت وقحةً مع والدتك. على أية حال، لم أستطع التحكم بغضبي.”
“هاه.”
“حسنًا دعنا نذهب للصيد معًا لاحقًا. ثم سوف أسامحكَ يا أخي.”
ليلي، التي لا بد أنها لم تر وجه ليونارد البارد، عقدت ذراعيها وابتسمت له بلطف.
“أوه. ليلي، أيُّ صيدٍ في هذا الوقت؟ ماذا لو أصبتِ بالبرد؟”
“أنا بخير. يمكنني فقط ارتداء معطف الفرو الجديد الذي اشتريته.”
تحدثت الأم وابنتها بمودة وضحكا. ولم تكن كورديليا حتى موضوع محادثتهما.
لم تبدو الخادمات الواقفات في مكان قريب متفاجئات، كما لو أنهن على دراية بهذا الوضع.
كنتُ أعلم أن كورديليا يتم تجاهلها في هذه العائلة، لكنني لم أعلم أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد.
أصبح رأسي باردًا في لحظة. قال ليونارد وهو يلوي ذراع ليلي التي كانت تتشبث بي بخشونة.
“أعتقد أنكِ لا تستطيعين حتى إخفاء اصلكِ المنخفض.”
“ماذا؟ مع من تتحدث الآن؟”
“مع من تتحدث؟ هل هناك شخصٌ ذو دم منخفض هنا غيرُك؟”
كان يُحدق في هيلينا وليلي بالتناوب بعيون مليئة بالازدراء. تحول وجه هيلينا إلى اللون الأحمر على الفور.
“لن أتسامح مع وقاحتكَ أبدًا. توقف أذهب من هنا كريج”
“ماذا؟ أتجرؤين على إعطاء الأوامر؟ يبدو أن التي لا اصل لها تحاول الصعود، أليس كذلك؟”
ومع تفاقم الوضع، تدخلت كورديليا التي كانت واقفة على أحد الجانبين بسرعة.
هُناك بالفعل شائعات بأنه أحمق، لذا فإن وضع الآن قد أصبح اسوء، لذا لن يحصل على شيء جيد من الإساءة إلى هيلينا هنا.
أمسكت كورديليا بأكمام ليونارد وهزته بقوة.
“كريج. من فضلك توقف.”
“لماذا أنتِ هكذا؟ ها، هل هذا كل شيء؟ سأسمح لكِ بالحديث معي لاحقًا.”
“سيدتي. لقد نهض كريج من السرير للتو وهو ليس بخير. رجائًا سامحيه.”
“تلك المرأة من يجب أن يطلب المغفرة، وليس أنا.”
“تلك المرأة؟ كريج! أنا أمك وسيدة عائلة أبرامز. من أين تعلمت مثل هذه الكلمات السيئة؟ … “
ومع ذلك، ليونارد لم يكترث لتدخل كورديليا. بل أبعد كورديليا خلفه وتقدم للأمام.
“سيدة؟ هل تجرؤين على القول أنكِ سيدة عائلة أبرامز؟”
“ماذا تقصد؟”
“الكونت جونداي، بمجرد وفاته، قمتِ باختلاس أموال القلعة.”
“م-ماذا؟”
“علاوة على ذلك، أمن مهام السيدة أن تقوم بدعوة الخدم الصغار إلى سريرها دون خجل؟ أوه، هل هذه هي وظيفة السيدة في هذه القلعة؟ “
“ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟”
أصبحت بشرة هيلينا بيضاء كالحليب. اندهشت كورديليا ونظرت إلى هيلينا وليونارد بالتناوب.
تمتمت ليلي في مفاجأة كبيرة.
“ما الذي تقوله يا كريج! ماذا يعني هذا؟ من المستحيل أن تفعل أمي ذلك.”
“هل ما زلتِ لا تفهمين ما قُلته؟ اختلست هذه المرأة أموال أبرامز وارتكبت أفعالًا قذرة مع الخدم.”
أشار ليونارد بإصبعه إلى هيلينا وسخر علانية.
كان الخدم من حولهم يتهامسون بشكلٍ مضطرب. هيلينا، التي لاحظت ذلك، غيرت تعبيرها بسرعة وأصدرت أمرًا لخادمة قريبة.
“من أين انتشرت مثل هذه الشائعات السخيفة؟ لا بد أنهُ قد أصيب بالجنون بعد موته وعودته إلى الحياة. جيمس، خذ كريج إلى غرفته الآن. أسرع!”
مشى خادم شاب يدعى جيمس بتردد إلى جانب كريج.
” دسيدي. سوف آخذكَ إلى غرفتك.”
“كين، رينالد، تشارلز، إدوارد.”
“……”
“هؤلاء هم الرجال الذين دخلوا سريركِ … هل يمكنكِ الاستغناء عنهم؟”
ارتجفت شفاه هيلينا. من الجانب الأخرى، كان ليونارد مرتاحًا للغاية.
أخذت نفسًا عميقًا وتحدثت من بين أسنانها.
“يبدو أنك لا لست بكامل قواك العقلية. أراك تقول مثل هذه الأكاذيب السخيفة.”
“حسنًا. لماذا قد أقولُ كذبةً سيتم اكتشافها على الفور؟ لقد عثرت على كل الخدم الذين كانوا على علاقة معكِ وقد وضعتهم في الزنزانة بالفعل، سأجلبهم إلى هنا إذا أردتِ. عندما ترين وجوههم مجددًا، هل سوف تتذكرين أي شيء عن ذلك الوقت؟ “
“هذا هراء! لقد غادروا هذه البلاد بالفعل…”
دحضت هيلينا على عجل ثم توقفت. ويبدو أنها أدركت متأخرةً ما قالته. كان المكان حولها باردة جدًا.
“لا. لا! ماذا هذا ليس اقصدُه هذه كُلها مؤامرة من صنع كريج! إنهُ يقوم بهذا لطردي بأكاذيبه السخيفة!”
“سيتمُ حبسكِ في غرفة منعزلة. إذا أساءتِ إليَّ مرةً أخرى، سأرسلكِ إلى مكانٍ القاحل.”
“أنتَ، كيف، كيف …”
“جيمس.”
تحدث ليونارد بصرامة مع الخادم الذي جاء لامساكه.
“يبدو أن والدتي مريضة، لذا خذها إلى غرفتها. اسرع.”
“… أمركَ يا سيدي.”
كان صوتُه مليئا الطاعة.
لم يجرؤ الخادم حتى على مخالفة أمر ليونارد.
استدار الحاضرون واقتربوا من هيلينا. وبدون تردد أمسكوا بها.
“اتركني! كيف تجرؤ! ألا تسمع ما اقوله تركني الآن!”
“آسف. سيدتي.”
كان الخدم حساسين جدًا للتحولات في السلطة. لقد عرفوا غريزيًا من سيتولى السلطة في هذه العائلة.
“أنا سيدة هذا المنزل! أيها الابن الضال العاهر! كيف تضن أن هذه العائلة قد كبرت؟”
قاومت هيلينا بشدة، لكنها لم تكن قادرة على تحمل قوة رجال.
حدقت ليلي بظهر هيلينا أثناء جرها بعيدًا، ثم ركضت خلفها بسرعة.
كل شيء مر كالعاصفة.
حتى الخادمات قد غادرن، ولم يتبق الآن سوى ليونارد وكورديليا. قالت كورديليا وهي تنظر في الاتجاه الذي اختفت فيه هيلينا.
“هل لا بأس حقًا إذا فعلتَ هذا؟ السيدة لن تبقى ساكنة….”
“لماذا أنتِ مُغطاة بالنبيذ؟”
“هذا ليس بالأمر الجلل. أنها فقط تفرغ غضبها عليَّ كما تفعل دائمًا.”
“ماذا؟”
“أعتقد أن ليلي قد أخبرتها في ذلك اليوم بعد أن طُردت من غرفتك. انني السبب في ذلك.”
قالت بلا مبالاة. كانت تلك طريقة كورديليا لحماية نفسها.
كل هذا كان لا شيء. لذلك ليست هناك حاجة لتؤلم نفسها.
“أنا بخير.”
ابتسمت له كورديليا لطمأنته.
لقد كان هو الشخص الذي قام بحمايتها بطريقته الخاصة. لا أعرف ما الذي كان يقصده، لكنني كنت ممتنةً للغاية لأن ليونارد استمع إليَّ.
ومع ذلك، في اللحظة التي التقت فيها عيونهم، أهتزت أكتاف كورديليا تلقائيًا.
يمكن لأي شخصٍ أن يرى كم بدا ليونارد غاضبًا.
“لم انتَ غاضب… ؟”
“أأنتِ غبية؟ أليس لديك أي كبرياء؟”
“نعم؟”
لقد فوجئت كورديليا بسخريته الباردة التي أعقبت ذلك. قال ليونارد وهو ينظر إلى شعرها المبلل.
“هل تعتقد أنهم سيعطونكِ المزيد من المال عندما تغادرين هذا المنزل لأنكِ تتذللين هكذا لإرضائهم؟”
“…..”
” كورديليا فاسكيز. مهما حاولتِ فلن يتغير أيُّ شيء”
تحطم.
لقد كانت كلماتُه تشبه الخنجر. شعرت أن كل اللحظات التي تحملتها بابتسامة مُجبرة في هذا المنزل كانت غبية.
‘ لا بأس أنتِ بخير. أنتِ بخير.’
ومع ذلك، كالعادة، بذلت قصارى جهدي للابتسام وتحمل الوضع غير المريح.
“هذا …قاسٍ بعض الشيء.”
“أنتِ فاسكيز. إنها واحدة من العائلات الثمانية المقدسة. هل هناك أيُّ حاجة إلى أن تحني رأسكِ بهذه الطريقة؟ “
“…..”
” لا تحني رأسكِ كالأحمقاء…”
“ما الذي تعرفوه عني لتقول هذا؟”
في تلك اللحظة، انفجر الصبر الذي كانت كورديليا تتحملُه مرارًا وتكرارًا.
كان بإمكانها أن تتحمل عندما كانت هيلينا توجه إليها الإهانات، ولكن بطريقة ما، كل كلمة يقولها ليونارد كانت تخترقت قلبها مثل سيف حاد.
“ماذا؟ بالطبع سوف يبدو الأمر هكذا. لماذا تعيشين في حالة ذل شديدة؟ أليس لديكِ أيُّ كبرياء؟”
“ما الذي تعرف عن حياتي وما مررتُ به ليجعلك تقول مثل هذه الأشياء؟”
فتحت كورديليا عينيها ونظرت إلى ليونارد. كانت غاضبةً جدًا لدرجة أن رأسها قد أصبح باردًا.
لم يستطع ليونارد الرد واكتفى بالصمت.
“لقد باعني والدي لهذا الجحيم مقابل بضعة سنتات! اخبرني أن لا اعود حتى لو أصبحتُ جثة. ولكن ماذا علي أن أفعل؟ هل تعلم كيف كُنتُ أعيش لأنني قد ولدتُ كـ امرأة في عائلة فاشلة؟ ألا تفهم حقًا؟”
لقد وبختهُ وصرختُ في وجهه لأول مرة. جميعتُ كُل أنواع المشاعر مختلطة في داخلي معًا واخرجتُها عليه.
“لا أنت لن تفهم قط. لأنكَ قد ولدتَ وانتَ
مغطى بالذهب منذُ البداية. ولم ينقصك أي شيء أبدًا.”
“…..”
“هل تعرف لماذا أحني رأسي بكل هذا الذُل ولماذا أبتسم وأنا مغطاة بالنبيذ؟”
ارتجف صوتها دون قصد. لقد حاولت ألا تبكي، لكنها لم تتمكن من السيطرة على مشاعرها بشكل كامل.
وفي نهاية، تدحرجت بضعة دمعات على خدها.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》