I Will Save the World and Retire - 3
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I Will Save the World and Retire
- 3 - الحادثةُ غير المرغوب فيها (2)
003. الحادثةُ غير المرغوب فيها (2)
تشوّهت المانا المحيطة ببوابات الزنزانة. يحدث ذلك بسبب ظاهرة إنهيار المانا الناتجة عن الممر البُعدي، وتُصبح أكثر اضطرابًا كلما أقتربت من إنهيار الزنزانة.
لذلك، يتم تركيب مقاييس المانا حول البوابة لقياس مستوى الخطر. المستوى 1 من الخطر يعني أن الزنزانة في حالة يمكن أن تنهار فيها في أي لحظة. عندما يصل مستوى الخطر إلى 2، يتم إرسال فريق أقتحام سريعًا لإغلاق الزنزانة.
هذه هي الطريقة الحديثة لإدارة الزنزانات.
مع ذلك، تظل الزنزانات كيانات غامضة مجهولة الأسباب. في بعض الأحيان، تظهر زنزانة شديدة الخطورة بمستوى خطر يرتفع بسرعة بشكلٍ مفاجئ.
مهما حاولت وكالة إدارة القدرات، فلا يمكنها فعل شيء عندما تحدث مثل هذه الأحداث.
“ماذا، ما هذا!”
“ما الذي يحدث؟”
بدأت هواتف الموجودين في الحانة بالرنين بصوت عالٍ وبشكلٍ متزامن. إنذار يصمّ الآذان.
تم إرسال إشعار بانهيار زنزانة لجميع المواطنين، بغض النظر عن المنطقة.
“إنهيار زنزانة؟”
“إنهيار زنزانة؟ أين؟”
بالطبع، وصلني الإشعار أيضًا.
إذا كانت الزنزانة هي بانجي-دونغ 1، فهي ما كانت تتحدث عنه يو جي-إيون. ستظل تتفاخر وتقول ‘لقد قلتُ لك’ لفترة طويلة.
لكن هذا ليس الجزء المهم. حتى قبل أن أتمكن من إجراء مكالمة، تلقيتُ مكالمة. أجبتُ عليها فورًا.
— “ر-رئيس! هناك مشكلة كبيرة!”
صوت يائس ضرب طبلة أذني. أبعدتُ السماعة قليلًا وتحدثتُ.
“لقد تأكدتُ. إنها زنزانة بانجي-دونغ، أليس كذلك؟ بما أنها زنزانة من الفئة D، لا ينبغي أن تخرج منها أمور كبيرة. سيكون هناك ضرر كبير لأنها منطقة مكتظة بالسكان…أطلب تعاونًا فوريًا من جميع النقابات في سيول.”
— “لا، الأمر ليس على مستوى زنزانة من الفئة D!”
“ماذا؟”
— “خرج مخلوق ضخم! بمجرد ظهوره، أنفجر نصف حي سونغبا بالكامل!!!”
ماذا؟
— “المدير أخذ الصيادين المتواجدين في المقر ونشرهم فورًا، لكن بصراحةٍ، لا أعرف. هذه أول مرة نرى شيئًا كهذا!”
صوت موظف فريق العمليات بدأ يتهاوى في ذعر.
هذا الموظف ليس مبتدئًا جديدًا بل موظف ذو خبرة. سقوطه في حالة ذعر أمر لا يُصدق.
“كيونغ-مين، هدئ أعصابك. هدئ أعصابك، أنا في طريقي الآن. بإمكانك طلب مروحية، أليس كذلك؟ أرسلها. سآتي فورًا.”
— “أرجوكَ تعال بسرعة. أرجوكَ….”
أنفجار نصف حي سونغبا؟ ليس في العصر القديم، بل في العصر الحديث، هذا يبدو جنونيًا.
لكن بما أن المدير تدخل، فيجب أن ينتهي الأمر قريبًا. فهو حرفيًا أقوى صياد.
بحلول الوقت الذي أصل فيه إلى سيول، ربما تكون الأمور قد أنتهت. مع ذلك، إذا أنتشر أنني كنتُ أستمتع بعطلتي أثناء إنهيار الزنزانة، فسيكون هناك أستجواب آخر. بالكاد أخذتُ هذه الإجازة.
صررتُ على أسناني، وأنهيتُ ما تبقى من مشروبي، وغادرتُ البار.
* * *
“أقلع فورًا.”
“نعم، مفهوم.”
تنهدتُ بينما أصعد إلى مروحية الشرطة.
رنّت الإشعارات مجددًا من هاتفي. بسبب إنهيار الزنزانة، الإشعارات لا تتوقف. منطقة الانهيار. نشر الصيادين. توصيات الإخلاء لمنطقة سونغبا.
لكن، هذه المرة لم تكن الإشعارات من هاتفي فقط. ساعتي الخاصة بالمانا بدأت ترنّ أيضًا.
ما الذي يحدث الآن ليجعل ساعة المانا ترنّ بهذه الطريقة….
“آه، رئيس؟”
الضابط الذي يقود المروحية ناداني بصوت مرتعش.
“هـ-هناك، على الطريق السريع، أليس هذا…وحشًا؟”
فتحتُ نافذة الهولوغرام.
قائمة مستويات خطر الزنزانات.
!! زنزانة بوسان هوا-ميونغ-دونغ 1 (E) — مستوى الخطورة 00000000000
!! زنزانة جيونغنام يانغسان 13 (C) — مستوى الخطورة 00000000000
!! زنزانة سيول جوانغ-سان 3 (C) — مستوى الخطورة 00000000000
!! زنزانة غانغوون تايبيك 9 (A) — مستوى الخطورة 00000000000
!!…
!!…
!!…
“اللـ*ـنة. ما هذا بحق الجحيم؟”
ما لم تكن ساعة المانا قد أصابها الجنون فجأةً، فإن كل الزنزانات في كوريا إنهارت كالألعاب النارية.
* * *
كانت سيول تحترق.
“هناك.”
لا أعرف كيف وصلتُ إلى سيول. صرخات الناس كانت تتردد باستمرار أسفل المروحية.
لم أنظر للأسفل. لم أكن لأتمكن من إنقاذهم على أي حال.
فقط أعتبرتُ أن الحظ كان في جانبي لأنني لم أصادف أي وحش طائر.
“على أي حال، من غير المرجح أن تتمكن من العودة إلى بوسان. بما أننا لم نرَ أي وحوش طائرة في الطريق، تفقد المنطقة لترى إن كان هناك ناجون. إذا بدأ الأمر ميؤوسًا منه، أبحث عن مكان يبدو آمنًا.”
لم أكن متأكدًا من وجود مكان آمن، لكنني قلتُ ذلك على أي حال.
“أيًا كان الأمر، لا تقترب أبدًا من مركز سيول.”
ترك شخص ليس صيادًا في مثل هذا الوضع يعادل إصدار حكم بالإعدام عليه. كان الضابط الشرطي أمامي يعرف ذلك أيضًا.
لكنني لم أستطع أخذه معي.
“مـ-ماذا عنك، يا رئيس؟”
“سأتوجه إلى هناك.”
أشرتُ نحو مركز سيول، في أتجاه وكالة إدارة القدرات.
أبتداء من زنزانة بانجي-دونغ، إنهارت كل الزنزانات في كوريا. أثناء صعودي إلى سيول، أصبح هاتفي صامتًا، وكذلك ساعة المانا الخاصة بي. من منتصف الطريق، توقفتُ عن التحقق منهما.
لم أكن أعرف ما الذي خرج من زنزانة بانجي-دونغ. أيا كان، سيول أنتهت الآن. كانت سيول تحترق، ونهر هان تحول إلى اللون الأسود. رائحة كريهة تفوح من المياه لم تستطع النيران المشتعلة أن تخفيها. بغض النظر عن كيفية أنتهاء هذا الوضع، أصبحت سيول الآن أرضًا لا يمكن للبشر العيش فيها.
“……”
نظر إليّ الضابط بتعبير معقد.
كنتُ أنا وهو في نفس الوضع. لم تكن هناك طريقة للنجاة.
مع ذلك، كنا نعلم ذلك.
“حسنًا، حظًا موفقًا.”
“…حظًا موفقًا لك أيضًا، يا رئيس.”
تركتُ مروحية الشرطة خلفي وسرتُ بإتجاه وكالة إدارة القدرات.
كما توقعتُ، لم تكن هناك أي علامات على وجود حياة. ما بقي في سيول كان النيران، وأنقاض المباني، والوحوش.
“كيييك!”
“……”
حصلتُ على رخصة الصياد الخاصة بي في المدرسة الثانوية.
قمتُ بتجديدها عدة مرات خلال الكلية لرفع فئتي.
بعد التخرج من الجامعة، انضممتُ إلى وكالة إدارة القدرات. منذُ ذلك الحين، كنتُ أعمل في المكتب.
رغم أنني كنتُ في وظيفة مكتبية، كان المدير يأخذني إلى الجبال كل عطلة نهاية أسبوع للتدريب. كان يجعلني أتدرب في ساحة قرب القمة، قائلًا إنني سأتمكن من تجديد تصنيفي قريبًا. المدير، وليس أنا، كان متحمسًا لذلك.
ما الذي قاله الرجل العجوز حينها؟
‘هويجاي، الشخص يحتاج إلى تعلم المهارات. هذا هو السبيل الوحيد للعيش.’
لم أعتقد أن المهارة ستكون هذه المهارة….
لكنه كان محقًا.
التقطتُ سيفًا كان يتدحرج عند قدمي. لم يكن بعيدًا عن جثة محترقة.
يموت النمر تاركًا جلده، ويموت الصياد المجهول تاركًا سلاحه.
قتلتُ الوحوش التي قابلتها، وواصلتُ التقدم.
لم أكن أعرف إن كان الصيادون في سيول قد قُتلوها، أم احترقوا معها، لكن الوحوش لم تكن كثيرة.
واصلتُ التقدم ببطء.
آخر الأخبار التي رأيتُها في المروحية قالت إن نفس الظاهرة تحدث على مستوى العالم. ليس في كوريا فقط، بل كل الزنزانات حول العالم كانت تنهار.
“…ما هذا بحق الجحيم.”
منذُ اللحظة التي تركتُ فيها معهد الأبحاث، كان المستقبل الذي أردته بسيطًا.
كنتُ أنوي تحميل المهام المزعجة على الآخرين والاستمتاع بالراحة التي تأتي مع ذلك. كان رئيس المختبر كذلك. جعلت المفتشة تلك الفكرة أكثر وضوحًا. في المجتمع البشري، كلما أرتفع المنصب، زادت الامتيازات.
لقد كافحتُ لتحقيق ذلك. لم يكن يتبقى الكثير من الوقت. الطريق كان واضحًا وسلسًا.
لكن المستقبل الذي أردته لا قيمة له بدون الأشخاص الذين سيدعمونني. لذلك، كان عليّ التحقق إن كان هناك ناجون.
…كان عليّ التحقق.
“اللـ*ـنة، اللـ*ـنة، اللـ*ـنة، اللـ*ـنة….”
تفقدتُ ساعة المانا الخاصة بي مرة أخرى.
يمكن ربط ساعات المانا مع بعضها.
الساعة الوحيدة المرتبطة. عندما تردد الباحثون قائلين إنه قد يكون انتهاكًا للخصوصية، وبخهم المدير قائلًا، ‘إنه أبني على أي حال، فما المشكلة؟’ قال إنه فقط يريد التأكد من أن أبنه بخير كلما غادر المنزل.
هل تأكد الرجل العجوز من أنني بخير؟ هل مات بسلام وهو يعلم أنني ما زلتُ على قيد الحياة؟
[المدير]
لا توجد إجابة. لا توجد إشارة على الإطلاق.
الرجل العجوز مات. أقوى صياد في كوريا مات.
مشيتُ من منطقة سونغبا، عابرًا نهر هان، متتبعًا الأثر الأسود المتفحم. كان الاتجاه نحو وكالة إدارة القدرات. على طول الطريق، رأيتُ بركًا ملوثة وسامة، وآثار معركة.
بالقرب من جبل نامسان، رأيتُ جزءًا من الكائن. بدأ وكأنه ساق حشرة. ساق واحدة كانت أكبر مني.
السطح المبتور، الذي بدأ وكأنه تحطم بقوة، كان من عمل الرجل العجوز. تمكنتُ من التعرف على آثار صائدي الوحوش الآخرين. لا بد أنهم جميعًا قد ماتوا.
كانت الرائحة تخنق أنفي. كانت الرائحة تصدر من الجثة المقطوعة. السوائل الجسدية كانت سامة. رغم النيران المشتعلة، لم تختفِ الرائحة. المانا المزعجة في تلك النيران لم تكن عادية أيضًا.
ما الذي حدث بحق الجحيم؟
“كُح!”
“…!”
أصوات تنفس.
ناجٍ!
“…الطفل المدلل؟”
قبل أن أغادر آخر مرة، كان وجهها مزعجًا جدًا، ولكن الآن شعرتُ بسعادة غامرة.
لا يوجد سوى شخص وأحد يناديني بهذا اللقب.
“خالتي!”
“أيها الوغد، قلتُ لك ألا تناديني بهذا.”
“الصيادة يو جي-إيون، وقلتُ لكِ ألا تناديني بالطفل المدلل.”
تبادلنا الكلمات الحادة كالمعتاد. في الحقيقة، كان الأمر ألطف من المعتاد.
ركضتُ نحو يو جي-إيون وفحصتُ جروحها.
من رأسها حتى أخمص قدميها، لم يكن هناك جزء وأحد غير مصاب. الأكثر خطورة كان جرحًا في بطنها. لم أعرف ما الذي اخترقها، لكن النزيف لم يتوقف. مع كل مرة تفتح فيها يو جي-إيون فمها، يتدفق الدم.
“كُح…قلتُ لك إنه كان هناك شيء غريب، اللـ*ـنة.”
“هل تعرفين ما الذي حدث؟”
“لو كنتُ أعرف، هل كنتُ سأبدو بهذا الشكل؟”
كان الدم الذي تبصقه أسود. سُم. نفس السُم الذي لوث نهر هان. الجروح كانت تفوح منها رائحة كريهة. ضغطتُ على أسناني بقوة.
رغم أنني كنتُ أعرف أن الأمر عديم الجدوى، أخرجتُ جرعة طوارئ كنتُ أحملها. نظرت إليّ يو جي-إيون بسخرية.
“ماذا؟ إنها باهظة الثمن.”
“بما أنك تحملها، فلا بد أنها جيدة. لكنك تعرف أنها عديمة الفائدة.”
“الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي تجربتها.”
سكبتُ الجرعة على الجرح. بدأت تفور وتغلي قبل أن تهدأ. توقف النزيف للحظة، ثم عاد مرة أخرى.
ضحكت يو جي-إيون بمرارة.
“قلتُ لك إنه يجب علينا أقتحام الزنزانة.”
“من كان سيستمع إذا قلتِ فجأةً إن الأمر يبدو غريبًا؟ حتى أنتِ، الصيادة يو جي-إيون، لم تكوني متأكدة.”
“هل تتجاهل حدس الصياد؟”
“لا يوجد شيء أقل موثوقية من ذلك.”
“هذا صحيح.”
استهلكتُ جرعة عالية الجودة بشكلٍ متتالٍ. الجرح لم يتغير. النزيف لم يتوقف.
بغضب، رميتُ زجاجة الجرعة.
“يا، لقد أنتهى أمري على أي حال.”
“…ماذا في ذلك؟”
“خذ هذه.”
مدت يو جي-إيون يدها.
صوت معدني خافت.
عرفتُ فورًا ما هو من لمسة يديّ.
“شعار معلمي…لا يمكن أن تجهله، بالتأكيد تعرفه.”
شارة معدنية معلقّة بحبل جلدي قديم.
الاسم المألوف محفور على المعدن الرقيق.
هونغ سوك-يونغ.
قبضتُ على الشارة بقوة. قطعة فقدت قيمتها الأصلية، ولم يتبقى منها سوى قيمتها المادية.
“أحضرتها تحسبًا لأي شيء. هذا جيد.”
“ما الجيد في ذلك؟”
“على الأقل يجب أن تكون لديك. أبن معلمي هو من ينبغي أن يحتفظ بها.”
“لكنني لستُ أبنه الحقيقي.”
“أنتَ الابن الوحيد الذي لديه. أمنحه جنازة تليق به.”
قالت يو جي-إيون بهدوء.
“بدون جثة؟”
“هل سبق لك أن رأيت جنازة صياد بجثة؟”
كانت محقة، لذا التزمتُ الصمت.
بقيت يو جي-إيون صامتة لفترة طويلة. مع عينيها المغلقتين، بدت وكأنها جثة.
شعرتُ بالخوف وتحدثتُ.
“لا تموتي، يا الصيادة يو جي-إيون. لن أقيم لكِ جنازة.”
“أيها الوغد…حتى عندما تتحدث….”
“لا تموتي.”
“هل تظن أن هذا أمر بيدي؟ مجرد كوني على قيد الحياة الآن معجزة.”
سعلت يو جي-إيون وتقيأت كتلًا سوداء مع الدم.
“يا.”
“……”
“وو هويجاي.”
“……”
“هويجاي.”
“…ماذا؟”
ابتسمت يو جي-إيون، التي كانت التلميذة المفضلة لوالدي بالتبني، حتى وهي تموت.
“هل تتذكر عندما كنتَ صغيرًا وتلحق بي، تناديني بـ’نونا’؟”
“كم مضى على ذلك….”
“كنتَ لطيفًا حينها، ولكن عندما كبرت أصبحت وقحًا جدًا….”
ضحكت يو جي-إيون.
“هويجاي.”
مهما فعلتُ، النزيف لم يتوقف. الدماء لم تتوقف. لم يتبقى لديّ أي جرعات.
“إذا نظرت إلى هناك.”
“اصمتي وابقي هادئة.”
“إذا نظرت إلى هناك.”
“قلتُ لكِ اصمتي.”
“سيفي هناك.”
“سأناديكِ نونا مرة أخرى، فقط اصمتي….”
“أعلم أنك تفضل الرماح مثل معلمي، لكن خذه على أي حال. إنه سيف جيد.”
رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى يو جي-إيون.
كانت يو جي-إيون تبتسم إبتسامة مشرقة. رغم مرور أكثر من عشر سنوات، كان وجه الفتاة في المدرسة الثانوية التي قابلتها أول مرة لا يزال حاضرًا.
“عدني أن تبقى على قيد الحياة.”
كانت تلك آخر كلمات يو جي-إيون.
يُتبع….