I Will Return My New Brother - 9
عندما أتى الصباح، كان هناك صف من العربات المليئة بالأمتعة أمام القصر.
سألتني أمي للمرة الأخيرة،
“هل أنتِ متأكدة أنكِ لا تريدين أن تأتي معي؟”
“نعم، أنا أُفضِل المهجع.”
أردت فقط التوقف عن التورط مع عائلة ميلر.
خاصة مع أوريون ميلر.
همهمت والدتي رداً على كلماتي بينما تنظر إليّ.
ثم نقرت برفق على جبهتي.
“ابنتي ذكية.”
كنت على وشك أن أقول دون وعي أن تحظى برحلة آمنة، لكنني توقفت.
سواء تذكرت ذلك أم لا، بالنسبة لشخص قرر أن هذه ستكون المرة الأخيرة، بدلاً من أن تحظى برحلة آمنة…
“فلتحظي بعلاقة متناغمة.”
وسيكون من الأفضل ألا تتشاجر مع الدوق وابنه، وتتوافق معهما.
“يا فتاة، ليس عليكِ أن تودعيني. إنه بجوار هذا المكان على أي حال.”
ابتسمت على كلماتها بخفوت.
“اتصلي بي إذا حدث أي شيء.”
“نعم.”
وكأنها ستذهب في رحلاتها غير المنتظمة من حين لآخر، غادرت أمي القصر.
**********
لم يكن الشعور بالفراق طويلاً.
كان ذلك بسبب، بدلاً من انتقال أمي إلى منزل الدوق القريب، كان فحص الترقية أكثر أهمية.
“لقد تمكنتِ من تلبية متطلبات الترقية لطالبة تخرج.”
الأستاذ الذي كان يفحص طلبي، حدق بي.
“كما تعلمين بالفعل، فهذا يعني أن لديكِ الحق في إجراء الإمتحان، ولكن ليس هناك ما يضمن أنه يمكنكِ الترقية.”
“نعم.”
“درجاتكِ ليست عالية مقارنة بالمرشحين الآخرين للترقية.”
“أنا أعلم.”
“لكن، أنتِ بخير مع هذا؟”
“نعم.”
حدق بي باهتمام وتحقق مرة أخرى من طلبي.
رفع حاجبه.
“لقد كنت أفكر في هذا منذ فترة. هل ربما قمتِ بتعديل درجاتكِ بهذه الطريقة عمداً؟”
“……”
“درجاتكِ هي أدنى درجات بالضبط للتأهل. لا أستطيع أن أصدق أن جميع المواد درجتها B.”
مرر بطاقة تقريري نحوي.
بالنظر إلى نفس الدرجات كما لو تم وضعها بواسطة آلة، هززت كتفيّ بصمت.
‘هل كنت واضحة جداً؟’
بدلاً من بذل قصارى جهدي وجذب الإنتباه غير المرغوب فيه، هذا أكثر راحة بالنسبة لي.
ليست هناك حاجة لي للقتال بشراسة من أجل الرتبة العليا وليست هناك حاجة لي للكفاح في الرتب الأدنى.
واصل الأستاذ استجوابه وكأنه لم يكن ينتظر إجابتي.
“ما سبب رغبتكِ في الترقية المبكرة؟”
“أريد الحصول على وظيفة بسرعة.”
أومأ من إجابتي وهو يكتبها في ورقة ملاحظة.
بعد فترة وجيزة، أصبح في يدي رسالة توصية مع بضع كلمات رسمية.
كنت في طريقي للخروج من الممر بعد الإستشارة.
اصطدم كتفي بشخص كان يسير من الجانب الآخر، ووقعت المستندات من يديّ على الأرض.
بعد ذلك، فقط عندما كنت على وشك أن أُظهر امتناني للشخص الذي التقط مستنداتي…
“أرض الموت.”
عندما أدرت رأسي نحو الصوت الخافت، رأيت وجهاً مألوفاً.
هو، الذي كان يحدق في المستند باهتمام، حياني بابتسامة.
“مرحباً.”
“نعم.”
على الرغم من أننا في نفس الفصل، إلا أنه شخص لم أتحدث معه من قبل طوال العام.
ابتسم بطريقة ودية والتقط المستندات المتبقية.
“إذن، أنتِ تقدمين الإمتحان من أجل الترقية.”
“نعم.”
“لقد قررت أيضاً إجراء امتحان الترقية هذه المرة.”
“سمعت عن ذلك.”
تألقت عينا تريفور بيريل للحظة.
وبدلاً من أن يبتعد ويتركني وشأني، تحدث مرة أخرى.
“كنت أفكر في إجراء بحث حول نفس الموضوع.”
“آه، حقاً؟”
كان هذا غير متوقع.
اعتقدت أنه سيختار موضوعاً أكثر شهرة وأكثر راحة.
باعتباره واحداً من أفضل المواهب، لم يفوت أبداً المراكز الأولى منذ سنته الأولى بسبب نتائجه المتميزة.
قالت الشائعات إنه ليس مدعوم من الكونت آمبر فحسب، بل سيتم اعتباره قريباً كابن متبنى من قِبل الكونت.
بالإضافة إلى ذلك، بسبب مظهره المميز، هناك عدد لا بأس به من الطالبات اللاتي يتبعنه.
شعرت بنظرات الأشخاص الذين مروا من الممر موجهة نحونا.
“إذن يمكننا أن نكون منافسين جيدين لبعضنا البعض.”
مد يده وابتسم ابتسامة واسعة.
منافسين جيدين.
في الواقع، لقد دُهشت أكثر عندما تذكرني.
“شكراً لك. لصياغة الأمر بهذه الطريقة. دعنا نهدف إلى تحقيق نتيجة جيدة.”
ابتسم بشكل مشرق من ردي.
تجنبت نظراته قليلاً. كانت المشاعر غير السارة تزحف بطريقة ما إليّ.
بعدها…
كان فقط عندها عندما كنت على وشك المغادرة أولاً.
في الممر بعيداً، سمعت خطوات شخص ما مسرعة.
ليس هناك الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم إثارة مثل هذه الضجة في أروقة هذه الأكاديمية، المتشددة بقواعدها.
صديقتي المفضلة، التي غالباً ما تلعب دوراً نشطاً في وسط الضجيج، تركض بقوة.
“رينيا، لا تركضي بالزي الأكاديمي الخاص بكِ….”
لا تستمع إليّ أبداً رغم أنني قلت ذلك عشرات المرات، لكن رينيا توقفت فجأة عند كلامي.
“إنه رائع جداً!”
كانت يداها عنيفة إلى حد ما عندما هزت كتفيّ.
“هناك عربة أمام بوابة المدرسة.”
“إذن؟”
يستخدم حوالي نصف طلاب الأكاديمية العربات للسفر إلى المنزل.
الأمر ليس غريباً، ولا يعد مشكلة.
هزت رأسها، وصوتها متحمس.
“إنها ليست عربة عادية.”
فجأة أخفضت رينيا صوتها وبدأت في الهمس.
“لا أعرف شيئاً عن الأطفال الآخرين، لكن هذا لا يمكن أن يخدع عينيّ.”
“هاه؟”
“تم استخدام القوة لتمويهها، لكنها في النهاية ليست عربة عادية على الإطلاق.”
ضيقت عينيها وهي تنظر حولها وكأنها حذرة.
“إنها مموهة وكأنها عادية، لكنها عربة مصنوعة من خشب الأبنوس المسحور. إنها مصنوعة من أفضل الأخشاب المزروعة بالمانا للإستخدام طويل الأمد. انظري إلى ذلك! اللون مختلف.”
في الإتجاه التي أشارت إليه بإصبعها، رأيت عربة بمظهر خارجي مألوف.
“انظري إلى خيول تلك العربة. أي نوع منها، هذه الأنواع من الخيول جيدة التربية نادرة جداً.”
حتى اليوم، الحصانان الممتازان اللذان يتمتعان بعضلات ساق قوية بشكل استثنائي يخطوان بأقدامهما وكأنهما غير راضين.
لمست رينيا ذقنها وفكرت.
“انظري إلى ذلك السائق. نظراً لأن كتفيه عريضان إلى هذا الحد، يمكن للجميع أن يروا أنه ليس سائقاً عادياً.”
“……”
كان السائق ينظر حول المكان.
“أعتقد أن هناك بعض الأشخاص يتجسسون على هذه الأكاديمية. يجب أن أبلغ عن هذا على الفور.”
حتى قبل أن تسمع كلماتي، ركضت إلى مكان ما بعينين ناريتين.
نظرت بشرود ذهن إلى صديقتي التي ركضت مرة أخرى، ثم نظرت إلى العربة التي أمام البوابة.
لا أعرف إلى أين ذهبت للإبلاغ عن ذلك، لكن ليست لدي رغبة في ركوب تلك العربة.
“في الوقت الراهن، سأعود إلى المنزل.”
بما أنني على وشك إجراء امتحان الترقية، فكرت أنه يجب عليّ تجنب الإزعاج قدر الإمكان، لكن أحدهم منعني وأنا في طريقي إلى البوابة الخلفية.
الرجل الذي يلوح لي يكون أحد فرسان عائلة ميلر. لقد قدمه لي أوريون من قبل.
“……”
“أود أن أدعو سيدتي إلى وقت شاي خفيف.”
“أليست هذه ليست دعوة بل نصف اختطاف؟”
“ليس لدي خيار آخر. على الرغم من أننا اتصلنا بكِ من خلال الكرة البلورية، لم يكن هناك رد. إذا أرسلنا دعوة، فقد يتم تجاهلها. لقد كان أوريون ينتظر سيدتي منذ فترة طويلة.”
“……”
تنهدت وأومأت ببطء.
مشيت خلفه بسرعة بطيئة تقريباً لتجنب الحراس الذين ينظرون إليّ بعيون فضولية.
‘أردت أن أدرس للإمتحان…’
من والدتي التي تزوجت مرة أخرى قبل الإمتحان مباشرة، إلى أخي الجديد الذي يترجاني أن أشرب الشاي معه.
شعرت وكأن كل من حولي قرروا إفساد دراستي للإمتحان.
**********
ركضت رينيا روك في الممر بأسرع ما يمكن، ثم فتحت باباً أسوداً ليس ملحوظاً على مصراعيه.
عينا زينين أركاديا، الذي أزعجه الضيفة غير المدعوة، كانتا تشعان بنية قتل.
“ألن تذهبي؟”
“من الأفضل أن تستيقظ يا فتى.”
شقت طريقاً من خلال المشي بخطوات كبيرة وركل الأشياء المتناثرة بفوضى.
جلست بغض النظر عن مزاج صاحب الغرفة، ثم سألت بتعبير وجه جدي.
“هل من الصعب استخدام خشب الأبنوس كمادة للعربة ثم تطبيق سحر الإحتفاظ بالألوان عليه وحتى الحفاظ عليه؟”
“……”
“أخبرني. أسرع.”
أجاب زينين بتنهيدة، وهو يعلم أنها لن تغادر دون إجابة.
“إذا لم يكن الساحر هو الذي يركب العربة، فيجب أن يكون الشخص الذي يتعامل مع السحر على مستوى ساحر متوسط للحفاظ عليه.”
دحرجت رينيا عينيها وكأنها تفكر في شيء ما.
ثم ظهر تعبير إدراك على وجهها الجاد.
أومأت بتعجب قليلاً،
“لهذا السبب كان تعبير وجه ماريان غريباً إلى هذا الحد.”
بمجرد سماعه اسم ‘ماريان’، أدار زينين رأسه.
هزت رينيا رأسها والعينان الخضراوان تحدقان بها.
“انسى الأمر. بما أنني اكتشفت من هو المالك، لم يحدث أي خطأ. إنه غريب في الأصل، على أي حال.”
“ما الأمر مع ماريان؟”
“هل جعلت أذنيك لأخبار ماريان في جميع الأوقات؟”
نقرت رينيا على لسانها.
هي، التي كانت تنظر لزينين بعينان مستائتان، تحدثت.
“لا شيء. إنه فقط بسبب ابن زوج السيدة تيتي الحالي.”
“ما العلاقة بين ذلك والعربة؟”
“لقد ركبت العربة الغريبة التي أخبرتك عنها للتو وأخذها.”
النوافذ المغلقة التي جعلت الغرفة مظلمة، فُتحت كلها.
بفحص البوابة الأمامية الفارغة، أظلمت عيناه الخضراوان.
عقدت رينيا ذراعيها.
“الأمر مقلق بعض الشيء، لكنني متأكدة من أن ماريان ستعتني بالأمر. لقد أصبح الشخص الآخر عائلتها للتـ… هاي!”
توقفت فجأة عن كلماتها.
كان فم زينين يتحرك باستمرار ويردد تعويذة.
لمست رينيا جبهتها بتنهيدة.
“هل ربما قمت بوضع سحر تعقب عليها مرة أخرى؟”
“إذن إنه الطابق العلوي في مقهى بيت القهوة اليومي.”
“هاي، أنت مجنون! إذا ذهبت إلى هناك وأحدثت ضجة…”
هزت رينيا رأسها وهي تتنهد عندما نظرت إلى المكان الذي كان يقف فيه زين الذي غادر على الفور دون أن ينبس ببنت شفة.
ثم أعربت عن مواساتها مقدماً لماريان، التي ستكون هي التي ستعاني بين صديقها غريب الأطوار وأخيها الجديد غريب الأطوار.
“هذا ليس خطئي. بل لأنه ليس لدي أي فرصة لإيقافه.”
قبل أن تتمكن من إكمال تمتمة أعذارها، فتح شخص ما الباب فجأة.
جفلت رينيا لأنها تعرف أنه من النادر أن يأتي الناس إلى هنا، ثم تصلب تعبير وجهها عندما لمحت الشعر الفضي.
نظر بيرتين إلى الشخص الوحيد في غرفة زينين وابتسم بإحراج.
“أوه يا إلهي.”
“……”
“آسف. لم أكن أعلم أنكِ هنا.”
“لماذا تعتذر؟ هذه ليست غرفتي حتى.”
تحدثت رينيا بنبرة متجهمة عندما رأت ابتسامة بيرتين المعتادة،
“لا بأس على أي حال. هناك شيء عليك القيام به.”
“هم؟”
أمال بيرتين رأسه بتساؤل.
وشرحت الوضع بسرعة وإيجاز،
“رأى زين أن الدوق الشاب ميلر أتى وأخذ ماريان. ثم غضب وطاردهما.”
“زين فعل؟”
“والآن اذهب وافعل شيئاً حيال ذلك.”
ابتسم بيرتين بسخرية من شخصيتها الطبيعية المعتادة.
“لا أستطيع أن أرفض هذا، أليس كذلك؟”
“يمكنك ذلك. إذا كنت تستطيع تحمل العواقب.”
“… سأبذل قصارى جهدي.”
“الطابق العلوي من مقهى بيت القهوة اليومي.”
أومأ بيرتين وغادر الغرفة.
رينيا، التي تُركت وحيدة في الغرفة المظلمة، تمتمت بنبرة جدية،
“على الرغم من أنني لا أحب أوريون ميلر، إلا أن العربة هي ذوقي.”
تساءلت عما إذا ينبغي لها أن تنفق أموالها بجنون على عربة مثل تلك.
“هل يجب أن أقوم بصنع واحدة؟”
لو سمعت ماريان عن هذا، لكانت ستغضب للغاية.