I Will Return My New Brother - 8
“إذن، سأغادر.”
وسرعان ما غادر بيرتين، الذي رافقنا إلى داخل حفلة المأدبة، بعد أن انحنى بأدب.
الشابات اللاتي كن يلقيننا بنظرات حسودة، بدأن يتتبعن بيرتين بأنظارهن.
ضحكت رينيا وهي تشاهد كل هؤلاء السيدات بفساتينهم الرائعة وهن تتجولن في قاعة الإحتفال.
“إنهن نساء سطحيات!”
“ومع ذلك فإنكِ تنظرين فقط إلى المال.”
هزت رأسها بتعبير وجه جدي.
“المال ليس به فرق بداخله وخارجه. فقط في حالة عدم وجود تزييف بالطبع.”
“……”
تساءلت من الذي جعل صديقتي تصبح هكذا.
عندما كنت أنظر بقلق إلى أعز أصدقائي، المليئة بعدم الثقة تجاه البشر، رأيت أوريون يقترب منا.
بجانبه فارس ذو مظهر غريب لم أره من قبل.
الرجل ذو البشرة الداكنة قليلاً والشعر الرمادي الداكن من النادر رؤيته هنا.
عيناه البنيتان تنظران إليّ.
عندما نظرت إليه، قدم أوريون الفارس الذي يقف بجانبه.
“هذا بيهان روني. وهو نائب قائد فرسان الدوق لدينا. وكما ترين، فهو من الصحراء.”
“أنا ماريان بوتون.”
“بيهان روني.”
عندما كنت على وشك تقديم رينيا—التي كانت تفحص السيد روني من أعلى لأسفل—تحدث أوريون أولاً بتعبير وجه حازم.
“كما تعلمين، انتهى حفل الزفاف وبدأ حفل الإستقبال.”
“هذا صحيح.”
“وهذا يعني أنهما أصبحا ثنائي رسمي من خلال الزواج.”
“نعم.”
“الآن، لقب ميلر. احم. أليس من المفترض أن تستخدميه؟”
رمشت من سعاله المزيف وكلماته.
‘ماريان ميلر.’
إذن، كان هذا هو السبب.
يبدو كما لو أنه كان يأمل أن أقدم نفسي بهذه الطريقة.
تم الإعتراف بأمي كدوقة من قِبل المبعوث الإمبراطوري.
لذلك تم التعرف على ابنتها، أنا، بشكل طبيعي كعضوة في عائلة الدوق.
حسناً…
‘كنت أود أن يضع موضوعاً قبل الكلمات الزوجية التي قالها منذ قليل.’
بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون، كان لجملته فارق بسيط من شأنه أن يسبب سوء فهم—وكأنني أنا من تزوجته.
بينما من تزوجا هما والدتي والدوق.
“نعم، أنا ماريان ميلر.”
شعرت بشعور غريب بقولي اسم عائلة غير مألوف لي.
تم إنشاء لقب بوتون بواسطة والدتي قبل أن تعلن عن اسمها كممثلة.
كانت هناك أوقات تغير فيها اسم عائلتها من خلال الزواج، لكنه كان يتغير دائماً إلى ‘بوتون’.
وحتى الآن، لم أغير اسم عائلتي مطلقاً.
على وجه التحديد، كان ذلك لأنه لم يكن هناك حدث بالنسبة لي لتقديم اسم عائلتي المتغير لأي شخص.
قدمت رينيا أثناء محاولتي التخلص من الشعور غير المألوف.
“هذه صديقتي. إنها رينيا روك.”
“تشرفت بلقائك أيها الدوق الشاب ميلر. أنا رينيا روك.”
بالنظر إلى تحية رينيا المهذبة، يبدو أن كمية الذهب التي أنفقها والدها لم تذهب سدى.
‘المشكلة هي أنها عادة ما تمسك بشعر السيدات الشابات النبيلات، بغض النظر عن أخلاقها ومهاراتها في التمثيل.’
أومأ أوريون رداً على تحية رينيا.
“لقد سمعت عن عائلة روك. أليسوا هم الذين مهدوا الطريق للتجارة مع شرق القارة؟”
“في هذه الأيام، نحن نركز أكثر على الأعمال المحلية.”
ابتسمت رينيا.
“نعم، أتمنى أن تتوافقي مع ‘أختي’ في المستقبل.”
“أوه يا إلهي، إنها ‘صديقتي’.”
“……”
هل كان شعور فقط أنهما شددا على بعض كلماتهما في محادثتهما؟
كان بإمكاني رؤية السيد روني على الجانب، وهو يدير رأسه بينما يكتم ضحكته.
من بين الإثنين اللذين كانا يخوضان ما يشبه مسابقة التحديق—كما لو أن النيران تنطلق من أعينهما—كان أوريون هو الشخص الذي استسلم أولاً.
قمتُ بنكز رينيا التي كانت سعيدة بفوزها في مسابقة التحديق مع الدوق الشاب، ثم تحدث إليّ أوريون مرة أخرى.
“بالمناسبة، قالت والدتكِ إنها ستحتاج إلى بضعة أيام لحزم أمتعتها والإنتقال إلى القصر. لذلك يا ماريان، هل تحتاجين إلى أي قوة بشرية؟”
“المعذرة؟”
“إذا كنتِ تحتاجين، يمكنني إرسال عدد قليل من الخادمات من الـ…”
“لا، أنا متأكدة من أنها ستكون بخير.”
“ومع ذلك، أليس هذا يتعلق بالإنتقال؟ وستكون هناك أغراضكِ أيضاً.”
“لماذا يجب عليّ تنظيم أغراضي؟”
تردد أوريون للحظة.
اتسعت عينيه ونظر إليّ قبل أن يسأل بحذر،
“ألا تحتاجين إلى أغراضكِ لتعيشي في قصر الدوق؟ هل كنتِ تعيشين بكل تواضع؟”
“لكن ليس لدي أي خطط للعيش في قصر الدوق.”
“……”
التقت عيناه المصدومتان بعينيّ.
انتظر، أليست أنا التي من المفترض أن تكون في حالة صدمة؟
لماذا هو الذي يضع تعبير وجه كهذا وكأن شيئاً لا يصدق قد حدث؟
“لدي غرفة في الأكاديمية. سأبقى هناك، بدءاً من الفصل الدراسي القادم.”
“لـ-لا أستطيع أن أصدق ذلك…”
تعثر في كلماته.
وجهه شاحب لدرجة أنني تساءلت عما إذا كان يعاني من أي مرض مزمن.
تفحصت رينيا أوريون قليلاً وهي تنظر له بسخرية.
بسبب صديقتي غير المحترمة، أنا آسفة.
‘وما زالت لم تتح لي الفرصة للتحدث عن الكرة البلورية المكسورة.’
بالكاد هدأ وسألني.
“مم، ماريان.”
“نعم؟”
“نحن عائلة الآن. ألا ينبغي لنا أن نقضي الوقت معاً لكي نصبح أقرب إلى بعضنا البعض؟”
“ربما أنت محق.”
على الرغم من أن الطلاق كان يأتي دائماً قبل أن أتمكن من أن أصبح فرداً في العائلة.
بفضل التجربة التي مررت بها عندما كنت أعيش كابنة أمي، عرفت أن عدم فتح قلبي منذ المرة الأولى سيكون أفضل طريقة بالنسبة لي لكي أشعر بألم أقل.
‘إنه شخص لا يعرف أمي، لذلك لا يزال يحتفظ بمثل هذا الخيال.’
وبدلاً من أن أحطم حلمه، قدمت له عذراً.
“لأنني بحاجة إلى التركيز على دراستي، أريد البقاء في غرفة هناك.”
“في هذا العالم هناك أشياء أكثر أهمية من الدراسة.”
“ولكن حالياً، الدراسة مهمة.”
نظر إليّ بتعبير وجه قاتم.
تراجعت خطوة للخلف بعد أن نظرت إلى عينيه الحزينتين، العينان اللتين من شأنهما أن تجعلا الآخرين يسيئون الفهم.
“لقد قمت بتعيين ثلاثين عاملاً جديداً في الدوقية لكِ ولوالدتكِ.”
“يا إلهي.”
لماذا فعلت ذلك؟
‘لو أخبرتني مسبقاً، كنت سأصر على ألا تفعل ذلك.’
إن عائلة ميلر منغلقة على نفسها مقارنة بتعاملها السريع مع المواقف.
تمتم السيد روني بجوار أوريون،
“سيفقد الكثير منهم وظائفهم وسيُجبرون على التشرد في الشوارع.”
“بـ-بالتفكير في الأمر، خلال المقابلات، أعتقد أنني سمعت أن بعض الخادمات قد تخلين عن دراستهن من أجل تربية أشقائهن الأصغر سناً.”
لم أكن أريد أن أسأل لماذا أجرى الدوق الشاب مقابلة شخصية مع الخادمات.
ومع ذلك، لم يسعني إلا أن أجفل من فكرة تشرد العاملين الأبرياء في الشوارع.
تحدثت رينيا وهي تمسك مروحتها بتعبير وجه مسترخي.
“أعطني قائمة بأولئك الذين تخطط لطردهم. يجب على نقابتنا توظيفهم وحتى رعاية أشقائهم الأصغر سناً.”
أعلم أن هذا ليس الوقت المناسب لقول شيء كهذا، ولكن أذهلتني كلماتها.
“رينيا، رائعة جداً….”
“همف.”
كما هو متوقع، هناك أشياء كثيرة يمكن أن يفعلها المال.
عندما قلت أنها رائعة، استقام ظهر رينيا قليلاً.
إلا أن أوريون الذي أمامي، أصبحت عيناه حزينتان مرة أخرى.
يبدو أن أخي الجديد يعاني من متلازمة حادة تتعلق بحزن عينيه.
**********
في طريق العودة إلى المنزل بعد افتراقنا عن أوريون، الذي وعد بلقائي في المرة القادمة، أخبرتني رينيا،
“مما رأيته، يجب أن تتماسكي.”
“……”
“وإلا، فسوف يتم سحركِ ونقلكِ إلى الدوقية على أي حال.”
أعتقد أنني إذا رفضته عدة مرات، فسوف يدعني وشأني.
تساءلت لماذا هؤلاء الناس متحمسين جداً لإعاقتي.
رفضت رينيا المبيت عندي، والمنزل الذي عدت إليه كان منزلاً أصبح جوه غريباً تماماً.
دانا، التي اقتربت مني بحذر، قالت،
“تعرضت لورا لحادث. لقد كسرت الكأس التي تعتز بها سيدتي.”
اهتزت يدي.
“أي واحدة؟ هل هي جائزة أفضل أوبرا على الإطلاق من الصالون؟”
“نعم…”
إذا كانت قطعة فاخرة، فيمكننا شراء واحدة جديدة بغض النظر عن التكلفة.
إن والدتي مالكة سخية إلى حد ما.
ومع ذلك، حتى نفسها السخية عادةً لديها بعض النقاط الحساسة.
إن هذا النوع من الأغراض بمثابة رموز الإعتراف بمكانتها كـ’مؤدية’ أو ‘فنانة’.
أومأت إلى الخادمات القلقات.
“سأحاول التحدث معها.”
“سيدتي، أيضاً السيدة ثملة قليلاً.”
هل هذا هو سبب عودتها من حفلة المأدبة مبكراً؟
عندما فتحت الباب ودخلت، امتلأت الغرفة برائحة الكحول الحلوة والمُرة.
يداها تحملان زجاجة نبيذ فاخرة وكأساً.
ربما بسبب الكحول الذي أدى إلى احمرار خديها، بدت أكثر أناقة.
صوت همهمتها، من أجل متعتها الخاصة وليس من أجل أي شخص آخر، انتشر بشكل جميل في المكان.
والدتي، التي تجلس على السرير وهي تُحرك قدميها، نظرت إليّ وابتسمت.
كانت ابتسامتها جميلة.
“لقد أتيتِ؟”
“نعم. كم شربتِ؟”
“هذا لأنني أشعر أنني بحالة جيدة جداً.”
ابتسمت بخفوت.
عندما وصلت إلى شعرها الذي كان ملتصقاً بوجهها، أعطتني الزجاجة والكأس باستسلام.
“هناك الكثير من الناس الذين جاءوا اليوم.”
“صحيح. وقد وجدتِ أنه أمر مزعج بعض الشيء.”
“لا بأس طالما أن أمي استمتعت به. هذا كان حفل زفافكِ. أنتِ أحببته، أليس كذلك؟ أشياء صاخبة.”
شخصية والدتي، التي تكره أن تُترك وحيدة وتحب أن تملأ حياتها بالضوضاء، كانت لا تزال صعبة الإعتياد بالنسبة لي. ولا أستطيع أن أفهمها.
ومع ذلك، عندما شعرتُ بفرحتها، كان يكفي بالنسبة لي أن أستمتع بسعادتها.
هل هناك أي شيء قد لا يعجبني بينما يكون شخص أحبه سعيداً؟
ضحكت على كلامي ثم سقطت على السرير.
ثم تمتمت قائلة،
“هذه المرة هي الأخيرة.”
“……”
“هذه المرة هي النهاية.”
عند ابتسامتها وتمتمتها، تجمدت للحظة.
مستلقية على سرير في غرفة مظلمة، وسرعان ما بدأت تتنفس كطفلة، وكأنها تغفو.
“أخيرة…”
لكنها كانت شخصاً لم يتحدث أبداً عن النهاية.
صُدمت قليلاً عندما قالت كلمة ‘أخيرة’.
خطر في ذهني الدوق ذو الوجه الجاد.
لا شك أن هذا الزفاف كان مختلفاً بعض الشيء عن أي حفل زفاف آخر لها.
لكنني لم أعرف ما إذا كان ذلك بسبب أن منصب شريكها يكون من طبقة النبلاء العالية أو لأن تفكير أمي قد تغير.
تساءلت عما إذا كان الدوق يكون الأخير حقاً.
حاولت أن أخلص نفسي من فضولي عن طريق وضع بطانية عليها.
هل سيكون هناك أي معنى إذا سألتها؟
إنها شخص يغير رأيه في أي وقت.
وبحلول صباح الغد، ستكون مشتتة للغاية بسبب آثار الكحول على أي حال.
ربما لن تتذكر كلماتها لأنها كانت ثملة.
مددت يدي ولمست وجه والدتي مرة واحدة قبل أن أغادر الغرفة.
استطعت رؤية الأمتعة متراكمة في الممر، جاهزة لنقلها.
[لأنكما ستصبحان عضوتين في عائلة ميلر.]
مرت كلمات أوريون ميلر في رأسي.
‘هل هذه لعنة جديدة؟’
زحف البرد حتى عمودي الفقري.