I Will Return My New Brother - 7
حفل الزفاف على وشك الإنتهاء.
الأسقف المسؤول عن إلقاء خطاب التهنئة، فتح فمه بجدية.
شاهدت شخص مألوف بجانب الأسقف الذي أرسله الفاتيكان نفسه.
‘لا عجب أن عيون السيدات الشابات ظلت تتجول هناك.’
الشخص الذي يحمي الأسقف، والذي يُظهر ابتسامة مشرقة، لا يفعل شيئاً سوى الوقوف هناك، ولكن مع ذلك بدا بارزاً.
في كل مرة تُحرك فيها الرياح شعره الفضي، وفي كل مرة ترمش فيها عيناه الأرجوانيتان، كنت أسمع الشابات من جانبي يبتلعن لعابهن ويتنهدن.
“……”
رينيا فقط تنتظر نهاية خطاب التهنئة بتعبير متجهم.
“أنا أتضور جوعاً حتى الموت. لماذا خطاب التهنئة طويل جداً؟”
“إنه يبارك الزواج، لذلك فهذا شيء يستحق الشكر عليه.”
“من الواضح أنه يحاول سراً الإقتراب من الدوق ميلر المحايد بينما تستمر المعركة السياسية داخل الإمبراطورية.”
“ليس الأمر وكأنكِ تكرهين الأسقف.”
أغلقت رينيا فمها بإحكام دون أي كلمات أخرى.
الشخص الذي يقف هناك—أصغر فارس بالادين الذي ‘سرق قلوب نصف طالبات الأكاديمية’، مكروه بشكل لا يصدق من قِبل رينيا، التي تقف بجانبي.
“هل تتصرفين بهذه الطريقة لأنه أمسكِ بكِ عندما كنتِ على وشك المراهنة بأموالكِ في الأكاديمية؟”
“هل تريني كشخص قد يغضب لمجرد مصادرة بعض النقود الزهيدة؟ بدلاً من هذا المال الرخيص، أكره التعرض للإضطهاد من قِبل الطلاب غير المخلصين الذين لا يعرفون سوى الخضوع لسلطة المدرس.”
‘إنها غاضبة جداً، هاه؟’
ومع ذلك، تمنيت أن تتوقف عن العبوس هنا، لأن السيناريو بأكمله كان تافهاً.
الشخص الذي أدار وكر القمار غير القانوني لم يكن رينيا، لكنها كانت التي أنفقت أكبر قدر من المال هناك.
“لقد أخبرتكِ بوضوح من قبل، الذي أبلغ عن ذلك هو زين.”
وكان السبب وراء الإبلاغ عنهم هو أن أصوات بكاء الأطفال الذين فقدوا أموالهم بسبب إدمانهم القمار كانت عالية جداً.
ليس هناك سبب يجعلها تكره الشخص الذي ‘نفذ’ أمر المصادرة بناءاً على أمر مدرس أكثر من زين، الذي قام بالإبلاغ.
لكن رينيا استمرت في التحديق بغضب في الوجه الذي يجذب الكثير من الإهتمام من الآخرين.
وبعد فترة وجيزة رن الجرس معلناً للجميع انتهاء الحفل الأساسي.
بدأ الجميع يتفرقون ليغيروا ملابسهم المناسبة لحفلة المأدبة.
“سأتحدث مع والدتي للحظة.”
“حسناً، سأذهب لأغير فستاني أولاً.”
بعد أن غادرت رينيا، حاولت الإقتراب من أمي لإجراء محادثة قصيرة قبل بدء المأدبة مباشرةً. ولكن بعد ذلك، في ذلك الوقت…
“سيدة ماريان.”
“سيدي الأسقف.”
عندما قمت بتحيته، وأنا أثني ركبتيّ، رأيته يرفع يده ويبتسم ابتسامة هادئة.
لقد قيل في كثير من الأحيان أن ابتسامة سياسي لا يمكن تصديقها أحياناً، لكن الجو الهاديء الذي يميز الكاهن مختلف عن جو النبلاء الآخرين.
“هل يجب أن أناديكِ بآنسة ميلر الآن؟”
“سيتم الإنتهاء من تسجيل العائلة قريباً، لذلك أعتقد أنه من الجيد أن تناديها هكذا.”
الشخص الذي ظهر فجأة من خلفي أجاب بدلاً مني.
أدرت رأسي إلى الوراء عندما سمعت الصوت الذي كان سعيداً بما فيه الكفاية لأذنيّ، رأيت الشعر الأشقر الذي أصبحت معتادة عليه بالفعل.
في وسط قاعة الإحتفال المزينة بشكل فاخر، برز مظهره أكثر.
تساءلت عما إذا كان ظهور ملاك في خضرة سيكون مثله.
يبدو أن تصرفه، وهو يقف بطريقة صارمة، جعل الجو حوله أكثر غموضاً.
“الدوق الشاب ميلر.”
“لم أراك منذ وقت طويل، أيها الأسقف فينسنت.”
تساءلت عما إذا كانوا معارفاً بسبب الطريقة التي استقبلا بها بعضهما البعض بألفة.
قدم لي الأسقف جملة ودية.
“من الجيد رؤية العريس والعروس الجذابين، لكن ظهور الآنسة ماريان وهي تبارك الزوجين أبهرني أيضاً. أنتِ أكثر نضجاً وأدباً عن من هم في نفس سنكِ.”
“حسناً، هذه هي ماريان خاصتي.”
احترق وجهي من الثناء الزائد.
ثم في اللحظة التي حاولت فيها فتح فمي رداً على إجابة أوريون السخيفة، رفع الأسقف يده ونادى على شخص ما.
“والآن بعد أن فكرت في الأمر، ما زلت لم أقدمه بعد.”
الشخص الذي كان موجود في الخلف، والذي كان يحرسه في صمت، تقدم خطوة إلى الأمام.
نظرت إليّ العينان الأرجوانيتان الهادئتان.
وكأنه قرأ أفكاري دون أن أعطيه أي إشارة، أحنى رأسه بابتسامة وعيناه منحنيتان مثل الهلال.
“تشرفت بلقائكِ، آنسة ماريان. ربما ينقصني الكثير ولكنني بيرتين، الشخص الذي يحمل اسم جراميا.”
برز النمط الفريد للبالادين على ظهر يده.
كان ظهوره أمام أوريون كافياً لجذب أنظار الكثير من الناس.
تركز اهتمام الناس على بالادين اللطيف الذي جلب الدفء الربيعي والدوق الشاب العقلاني والجميل.
عندما رأيت الأسقف وهو يفحص تعبير وجهي وهو يبتسم ابتسامة لطيفة، أعتقد أنني فهمت الأمر.
‘إذن فهو يحاول استخدام قوة الجمال.’
كان من الواضح أن بيرتين جراميا كان فارس بالادين مثالي خرج مباشرة من حكاية خيالية.
مهارته الكبيرة وشخصيته المتواضعة ومظهره المتميز.
إنه الشخصية المناسبة ليكون الحب الأول للفتيات اللاتي يحلمن بقصة حب جميلة.
إنه حتى موضع اهتمام العديد من طالبات الأكاديمية.
لهذا السبب لا بد أنه فكر في تقديمه لي ليحصل على خدمة مني.
“أنا ماريان بوتون.”
“……”
كان بإمكاني رؤية بريق من الحزن في عينيّ أوريون عندما حدق في وجهي—أخته المفترضة، التي لا تزال تستخدم اسم بوتون كاسم عائلتها.
“الشاب والشابة جميلان حقاً…”
“إنهما صغيران جداً. أعتقد أنه يجب عليهما الحفاظ على مسافة بينهما.”
قاطع أوريون كلام الأسقف.
نظر إلى بيرتين وهو يتحدث بوضوح.
“أليس هذا هو الوقت الذي يجب أن تقوم فيه بالتدريب الجاد في ساحة التدريب كفارس بالادين؟”
“من واجباتي مساعدة الأسقف والبقاء بجانبه.”
“إذن يمكنك فقط حماية السيد الأسقف.”
وقف أوريون أمامي.
رمشت ونظرت إلى ظهره الذي حجب بصري تماماً.
عندما اتخذ الأسقف خطوة واحدة للتحدث معي، قام أوريون بتحريك جسده أيضاً، واستمر في حجبي.
“……”
“شكراً لك على خطاب التهنئة. أراك لاحقاً.”
‘هاي، ما زلت لم ألقي تحيتي.’
إن أوريون يطرد أسقفاً تم إرساله من قِبل الفاتيكان.
‘إذا كان هذا أيضاً عملاً لحماية حياده، فهذا سيكون أمر مذهل.’
في النهاية، عندما استسلم الأسقف عن محادثتي وغادر ليتفقد حفلة المأدبة، تطوع أوريون ليأخذني إلى غرفة تغيير الملابس.
وبينما نسير في ممر هاديء، بدأ محادثة.
“انتهى حفل الزفاف بسلام.”
“نعم.”
عندما أدرت رأسي قليلاً عند سعاله المزيف المتكرر، كان أوريون ينظر إليّ بوجه أحمر مشرق.
“الآن…”
ارتجف صوته بشكل غريب بحماس.
“الآن بعد أن تزوجا وأصبحنا عائلة…”
نظر إليّ بعينيه الزرقاوان المتلألئتان.
لقد انعكستُ على العينان الزرقاوان وكأنهما حبات زجاجية.
تفاجأت قليلاً من العينان الطفوليتان المليئتان بالتوقعات.
ثم، عندما فتح فمه، أصبحت حقاً عاجزة عن الكلام.
“حاولي أن تناديني أوبا.”
“……”
“إنه أوريون أوبا.”
وكأن كل لحظات الزفاف المملة موجودة لهذه اللحظة وحدها، شعرت بالضغط من وجهه المليء بالترقب.
عندما رأى تعبير وجهي، قال.
“نعم، لا يزال الأمر محرجاً. إذا كان أوبا صعباً، يمكنكِ البدء بمناداتي بأورابيوني.”*
(*: في الثقافة الكورية، تستخدم الفتيات كلمة «أوبا» كطريقة لمناداة الذكر الأكبر سناً أو الإشارة إليه، مثل الأخ الأكبر أو الصديق أو الإهتمام الرومانسي. «أورابيوني» هي طريقة أكثر رسمية واحتراماً للإشارة إلى الأخ الأكبر أو ذكر في كوريا. خلال عهد مملكة جوسون، استخدمن الفتيات في القرن الخامس عشر كلمة «أورابيوني» لمخاطبة أخيها الأكبر، حيث كان مصطلحاً أكثر رسمية واحتراماً.)
“……”
“أستطيع الإنتظار.”
لماذا تنتظر؟
ما هو الذي تنتظره؟
أدرت رأسي متظاهرة بعدم سماعه وتحدثت بسرعة.
“شكراً لك على إيصالي إلى هنا.”
“لا مشكلة. لقد كان من واجبي كـ’أورابيوني’ أن أرافق ‘أختي الصغيرة’.”
“……”
لقد شدد على بعض كلماته، أليس كذلك؟
هربت بسرعة إلى غرفة تبديل الملابس لتجنب عينيه اللامعتان.
ثم سألت الخادمة التي أحضرت فستاني المجهز مسبقاً،
“أين هو مخرج الطواريء؟”
أردت بجدية الهروب من هنا.
**********
لحسن الحظ، بعد أن غيرت فستاني، لم أتمكن من رؤية صاحب تلك العينان الزرقاوان. الشخص الذي كان يضغط عليّ لأناديه بأبا أمام الباب.
بدلاً من ذلك، استقبلتني رينيا وهي تعقد ذراعيها، الآن في فستان مختلف.
“كم من الوقت ستبقين في حفلة المأدبة؟” (رينيا)
“سأحييهما قبل المغادرة.” (ماريان)
“أنا سعيدة. أنا أكره صوت النبلاء الذين يزيفون ضحكاتهم.” (رينيا)
“أعلم. ولكن من دواعي الإرتياح أنكِ هنا معي.” (ماريان)
أعرف أن سبب مجيء رينيا—التي نادراً ما تحضر الصالونات المحلية أو الإجتماعات الصغيرة—إلى هنا وبقائها حتى حفلة المأدبة يكون من أجلي.
عندما أعربت عن خالص شكري لصديقتي الموثوق بها، أومأت رينيا بخفة.
“الأشخاص الذين يُطلق عليهم لقب نبلاء هم عصابة متطورة ولهذا السبب سيكون من الصعب عليكِ مواجهتهم. ليس لدي خيار سوى مساعدتكِ.”
“لكنكِ أيضاً نبيلة.”
“ما أعنيه هو تلك المجموعة من الأشخاص المتعجرفين الذين يحملون الصفة كأنه اسمهم الأوسط منذ ولادتهم.”
استمرت تمتمات رينيا.
لم يكن من السهل على النبلاء الصاعدين الذين كانوا سابقاً من طبقة التجار أن يطأوا أقدامهم في المجتمع النبيل.
لا بد أن الإفتراء والإزدراء لأصلها لعب دوراً رئيسياً في استهزاء رينيا هكذا بهم.
عندما نقرتُ بخفة على أيدينا الممسكة ببعضها البعض، ابتسمت بلطف.
“كم أنا سعيدة لأن صديقتي ستعيش تحت نفس السقف مع النبلاء ذوي الرتب العالية. إنها نهاية أولئك الذين يجرؤون على مهاجمتي.”
“……”
“نحن مثاليتان الآن. لدي المال وأنتِ تتمتعين بمكانة عالية.”
“رينيا، أنتِ لم تصبحي صديقتي بسبب مكانتي.”
قالت رينيا بفخر وهي تبتسم،
“ومع ذلك، من الجيد أن يكون لديك سلطة.”
بينما كنت عاجزة عن الكلام للحظة عندما سمعت كلمات صديقتي الواقعية بشكل مفرط، اقترب منا شخص ببطء من الطرف الآخر من القاعة.
أصبحت قبضة رينيا أقوى قليلاً.
المدخل مغطى بستارة داكنة، لكن الشعر الفضي اللامع واضح تماماً.
ابتسم بتعبير وجه هاديء.
“السيدة بوتون والسيدة روك، هل يجب أن أكون مهذباً؟”
“ها!”
ارتجفت رينيا من الغضب.
قمت بالنقر على كتفها. كان تعبير وجهها كما لو أنها تواجه كابوس مباشرة.
ضحك بيرتين فقط عندما شاهد رينيا ترتجف بهذه الطريقة.
لأنني رأيت أن الإثنين سوف يتشاجران بالتأكيد إذا لم أقل شيئاً، فتحت محادثة.
“لم أتوقع أبداً قدومك.”
“أعرف أن الدوق ميلر يعبر عن الحياد، لكنه يمتلك أيضاً قوة عسكرية قوية. قصدت أن أبدو جيداً أمامه، رغم أنه من الصعب استرضائه.”
“يجب ألا تفعل شيئاً سوى الصلاة إذا كنت قادماً إلى هنا. لماذا تفعل أشياء سياسية؟”
ابتسم بيرتين بمرارة على كلمات رينيا. تظاهر بعدم سماعها وهو يغير المحادثة.
“بالمناسبة، زين سوف يكون غاضباً حقاً.”
“همم…”
لقد اعتقدت أن الأمر لم يكن بهذه الأهمية، ولكن بالنظر إلى الضيوف الذين حضروا حفل الزفاف، تغيرت أفكاري.
في الواقع، الزواج من ‘دوق’ مختلف بعض الشيء عن الزيجات السابقة.
وعندما أدركت أخيراً أن هذا الوضع أكثر خطورة مما كنت أتوقعه في البداية، اخترقتني كلمات بيرتين أكثر.
لقد بدأت الآن أشعر بالقلق بشأن ردة فعل زين.
“في الوقت الحالي، أريد فقط إنهاء حفلة مأدبة اليوم بأمان قبل العودة إلى المنزل.”
“سأرافقكما يا سيدات.”
انحنى بينما أظهر ابتسامة لطيفة ومهذبة، ثم وقف خلفنا نحن الإثنتين.
عندما دخلنا قاعة الإحتفال، شعرت بالإهتمام يتركز خلفي.
أدرت رأسي لتجنب العيون المصدومة للسيدات والتقيت بعينا أوريون بدلاً من ذلك. عيناه متسعتان أكثر من عيون السيدات الشابات.
‘هل حدث شيء؟’
لماذا عيناه هكذا؟
عينا أوريون مليئتان بالحزن.