I Will Return My New Brother - 4
بعد وقت قصير من الإنتظار في الساحة، رأيت شخص مألوف يسير من بعيد.
الشخص، الذي يرتدي غطاء رأس رمادي، يسير بينما يحاول عدم لمس الأشخاص الذين يسيرون في الشارع.
كل خطوة يقتربها مني مليئة بالغضب والإنزعاج.
‘أشعر وكأنني أستطيع رؤية تعبير وجهه خلف هذا الغطاء….’
عندما لوحت له بلطف، اقترب مني وانحنى لي.
بدا صوته متذمر.
“أخبرتكِ ألا تتصلي بي عندما أكون نائماً، أليس كذلك؟”
“لم يكن لدي خيار آخر. لقد مر وقت طويل منذ أن خرجت، لذلك أريد أن أتناول شيئاً لذيذاً، لكن إذا عدت إلى المنزل، أشعر أنني لن أرغب في الخروج.”
تنهد ثم ضرب جبهتي.
مددت يدي وأزلت الغطاء الذي كان يرتديه بإحكام.
رأيت الشعر الأسود الذي مثل سماء الليل.
عيناه، التي نصف مغطاة بغرته، ومض بانزعاج.
عينيه الخضراوان الداكنتان.
لو كان هذا مكاناً مظلماً، لم يكن ليظهر الإختلاف في عينيه بالتأكيد، ولكن في ظل ضوء النهار الساطع هذا، الإختلاف في عينيه واضح.
عندما مددت يدي للمس شعره الأشعث، أبعد يدي وأعاد غطاء رأسه بسرعة.
“قلت لكِ لا تفعلي ذلك، أليس كذلك؟”
“أنا أفعل ذلك لأنك جميل.”
ليس من السهل رؤية وجهه بشكل صحيح في الظهيرة.
ذلك لأن المرات الوحيدة التي يخلع فيها غطاء الرأس عند غروب الشمس أو عندما يكون داخل غرفة مظلمة حيث يكون الضوء الخارجي مغطى بالنافذة.
تحدثت بصدق إلى الرجل الذي أدار رأسه.
“أنا جادة. أنت جميل جداً.”
“أياً يكن.”
تنهد ثم أمسك يدي التي لمست غطاء رأسه مرة أخرى قبل أن يبعدها.
من المؤسف جداً أنه أخفى وجهه بسرعة، لكن ليس هناك ما يمكنني فعله حيال ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، قمت بجره إلى هنا عندما كان متردداً، وإذا أزعجته أكثر، هناك احتمال أن يهرب.
“ماذا كنتِ تفعلين طوال الوقت دون تناول الطعام؟”
“ممم، ذهبت لتناول الغداء ولكن لم تكن لدي شهية.”
“غداء؟”
كان متردداً.
عندها فقط نظر إلى مظهري وصمت كما لو أنه أدرك شيئاً ما.
أمسكت يده عندما كان على وشك فتح فمه وكأنه خمن شيئاً ما، وتوجهت بألفة إلى متجري المفضل.
“مرحباً.”
صاح الموظف المشغول بالتجول في المتجر دون أن ينظر حتى إلينا.
معتادة على ذلك، طلبت طبقاً من الأسياخ وتوجهت إلى مقعد داخل المتجر الضيق.
رائحة اللحم المطبوخ على النار أثارت شهيتي.
“هل يجب أن نطلب شيئاً لنشربه أيضاً؟”
“اشربي الماء. هناك ماء، أليس كذلك؟”
“أين ستستخدم أموالك إذا كنت مقتصداً إلى هذا الحد؟”
“هذا ليس من شأنكِ.”
بسبب إجابته الحازمة، كان عليّ أن أقول وداعاً للمشروبات التي بدت طازجة.
بما أنه هو من سيدفع، أصبح من الصعب بالنسبة لي أن أُظهر ندمي.
لم يمضي وقت طويل حتى وُضعت الأسياخ الشهية أمامي، ونسيت عطشي للحظة.
دفع الطبق نحوي.
“أنت لن تأكل؟”
“هل أنا أكون أنتِ؟ آكل مرة أخرى لأنني لا أستطيع تناول الطعام المجهز بشكل صحيح؟ أنتِ من يفعل مثل هذه الأشياء.”
“واو….”
بما أنه أتى إلى هنا واشترى لي شيئاً لذيذاً، ألن يكون من الأفضل أن يقول لي كلمات جيدة؟
عندما تناولت قضمة من سيخ مغطى بالكامل بالصلصة الحلوة، تم وضع كوب من الماء البارد على جانبي بشكل طبيعي.
عندما تناولت قضمة، شعرت بالجوع المكبوت مرة أخرى.
الرجل الذي حدق بي بعمق، والذي نادراً ما يأكل على عجل، سأل وهو يسند ذقنه على يده.
“إذن، ما نوع العمل الذي اتصلت بكِ تلك المرأة من أجله؟”
“أنت تتصرف هكذا مرة أخرى.”
“سألت عن نوع العمل.”
كانت طريقته في التحدث عن صديق والدتي وقحة للغاية.
استسلمت عن تصحيح أسلوب كلامه وأجبت على سؤاله.
“قالت أمي إنها سوف تتزوج مرة أخرى.”
“ها.”
لم يبدو على وجهه الصدمة.
قرأت الشعور السلبي الذي ظهر في عينيه للحظة، لكنني حاولت جاهدة أن أتظاهر بأنني لم ألاحظ.
“أي نوع من الأشخاص هو هذه المرة؟”
‘دوق الإمبراطورية.’
على الرغم من أنه شخص وقح، إلا أنه سيصاب بالصدمة إذا علم بأمر شريك والدتي.
صحيح أن أمي كانت ‘مستقلة’ أثارت المجتمع.
لأنها كانت تطرح مواضيع ساخنة دون أن تتقيد بمكانتها حيث دفعت ثمن شهرتها.
ومع ذلك، أن تصبح شريكة نبيل رفيع المستوى هي مشكلة من نوع آخر.
ناهيك عن أنه دوق وهو أحد الدوقات الثلاث الوحيدين في الإمبراطورية.
من بينهم جميعاً، مكانة الدوق ميلر في الدائرة الإجتماعية أصغر مقارنة بالعائلات الأخرى.
ليس لديه الكثير من التبادلات مع الأرستقراطيين الآخرين لأنه محايد، وليس من المألوف أن يقيم حفلة مأدبة أولاً.
رمقني الرجل بنظرة جانبية، وظل صامتاً للحظة قبل أن يحاول التخمين.
“فنان؟ موسيقي؟”
بدلاً من الحديث عن هوية شريكها، أخبرته عن انطباعي الأول عنه كشخص.
“إنه شخص جيد. لقد صُدمت قليلاً.”
“….”
“يبدو أن والدتي لديها علاقات أوسع بكثير مما كنت أعتقد.”
إنها شخصاً تجد شيئاً تحبه في أي شخص.
لا تهتم أبداً بأي نوع من السمعة التي يتمتع بها شريكها، الذي تحبه بشغف.
إذا فكرت في الأمر، ليس هناك الكثير من النقاط المشتركة بين ‘عشاق’ أمي، سواء أولئك الذين قدمتهم لي أو الذين تعرفت عليهم بالصدفة.
“آه، أيضاً هذا الشخص لديه طفل أكبر مني قليلاً.”
“هل هذا صحيح؟ أي نوع من الأشخاص هو؟”
“إرم….”
أصبحت مترددة.
صحيح أنني تعرفت عليه لأنهما على وشك الزواج، لكن من الصعب بعض الشيء بالنسبة لي أن أتحدث عنه بصراحة لأنه ليس شخصاً عادياً.
بالطبع هذه مناسبة نادرة، ولكن حتى لو كانا قد وعدا بعضهما البعض بالفعل بالزواج، فهذا لا يعني أنهما سيكونان قادرين على إقامة حفل الزفاف، أليس كذلك؟
‘إذا فكرت في شخصية أمي، حتى بعد نشر دعوات الزفاف، هناك احتمال أنها سوف تفسخ الخطوبة.’
خاصة بالنسبة لشخص مثل أمي، لن أتمكن من التأكد من أنها متزوجة حقاً إلا بعد انتهاء جميع الإحتفالات، وبعد الإهتمام بسجل العائلة.
على أي حال، إذا نشرت بشكل متهور خبراً عن اتحاد والدتي مع عائلة الدوق، ولكن بعد ذلك انفصلا فجأة، فسيكون ذلك أيضاً مشكلة.
‘في الوقت الحالي، سأخبره بشكل غامض عن هويته.’
سأل بصوت منخفض عندما رآني أفكر.
“نجار كان يزور القصر؟”
“لا. لقد ابتعدت كثيراً.”
وسرعان ما أنكرت استنتاجه الذي كان قد انحرف بعيداً.
ضيق الرجل عينيه وهو يفحصني ثم توصل إلى استنتاج أخرى.
“ثري جديد من نقابة تجارية أو نقابة بيع المجوهرات بالمزاد العلني مثل المرة الأخيرة؟”
“إنه ليس كذلك أيضاً.”
“….”
عندما كانت استنتاجاته خاطئة، رفع ذقنه التي كانت مسنودة على يده.
ثم سأل سؤالاً آخر.
“لا تقولي لي أنه نبيل؟”
“….”
“هل تقولين إنها ستتزوج من نبيل على الرغم من الموقف الذي يتم الحديث عنه بسبب مشكلة منصبها؟”
كان صوت الرجل مشوشاً بالقشعريرة.
لقد أعددت قلبي في حالة قال ألفاظ نابية، ولكن على عكس ما توقعته، كان الذي خرج من فمه تنهد.
“انسي الأمر. من يدري؟ ربما يكون نبيل ذو رتبة منخفضة أفضل من نجار أو ممثل فارغ العقل من مسرح.”
لكنه نبيل رفيع المستوى؟
“أعتقد أيضاً أنني محظوظة. فبينما ستستمتع بأيام زفافها الجديدة، سأكون في مأمن من أن تدفعني أمي إلى كل مكان.”
وبدون أي كلمات، شرب الماء البارد من الكوب ثم أخذ السيخ المتبقي من يدي.
بعد ذلك رفع يده وطلب طبقاً آخر من الأسياخ.
“أي نوع من الأشخاص هو ابن شريكها الذي يكون أكبر منكِ قليلاً؟”
“إرم.”
“يتباهى بكونه أرستقراطي وحاقد؟”
“لا، إنه ليس كذلك. بدلاً من ذلك، فهو…”
لفترة من الوقت أصبحتُ مترددة بشأن أفضل طريقة لوصف ذلك الشخص.
‘الأخ الجديد’ الذي التقيت به للمرة الأولى اليوم، بدا وكأنه شخص يسهل تخمين قلبه ولكن يصعب فهمه.
“شخص غريب؟”
تذكرت عينيه الزرقاوان المتلألئان مثل جوهرة.
كان هناك توقع غريب يملأ عينيه في كل مرة يقابل عينيّ أو أرفع فيها رأسي وأنظر إليه.
لقد كانت نظرات لم أرها من قبل حتى الآن.
كان الشعور بشخص ينظر إليّ بتوقع أمر جديد بالنسبة لي.
وكأن شرحي ناقص، وجّه زين الحديث في اتجاه آخر.
“هل قابلتِ شخص مجنون مرة أخرى؟”
“لا. إنه ليس هذا النوع من الأشخاص….”
“لقد قلتِ أنه إنسان غريب الأطوار لدرجة أنه من الصعب عليكِ أن تفهميه، أليس كذلك؟”
“فريد من نوعه، هذا ما قلته.”
“آخر مرة أيضاً قلتِ أن الفنان الذي دخل حظيرة الدجاج كان فريداً من نوعه.”
“إرم.”
كان ذلك لأنني أردت أيضاً التحدث عنه بلطف ولكن نظراً لعدم وجود كلمات أخرى لأصفه بها فقد استخدمت ذلك.
حتى لو كان الأمر كذلك، لا يمكن معاملة الدوق الشاب ميلر على نفس مستوى ذلك الشخص.
في النهاية، وصفته بشكل مختلف.
“إنه شخص ذو عينان استثنائيتان.”
تصلب وجه زين من كلامي.
“إذن هو منحرف.”
قلت أنه ليس كذلك.
لا أستطيع أن أفهم لماذا كلما تحدثنا، تسير المحادثة دائماً في اتجاه سلبي.
على الرغم من أنني لم أتمكن من فهمه حقاً، إلا أنني لا أعتقد أن الدوق الشاب المهذب ميلر يكون شخص سيء.
لأنني شعرت بالخوف من أن يتم التعامل مع دوق الإمبراطورية الشاب على أنه منحرف، قمت بسرعة بتغيير الموضوع.
“هل تريد أن تأكل هذا مرة أخرى؟ يمكنني أن أطلبه.”
نظر إليّ مرة واحدة ثم أدار رأسه، وكأنه يقصد ‘سأترككِ هذه المرة’، وهو يجيب بصراحة.
“إنه مالي.”
لقد نسيت حقيقة أنه ليس لدي مال ولهذا السبب اتصلت به ليأتي إلى هنا.
“هذا، هذا صحيح….”
قلت قبل أن أوميء بإحراج.
حسناً، كنت أفكر في التوقف عن الأكل لأن معدتي بدأت تمتليء تدريجياً.
“توقفي عن تناول الطعام.”
مد زين يده ليلمس طرف شفتيّ.
ربما لا يزال هناك بعض الصلصة التي لم أمسحها.
على عكس تعبيره الجاف وغير المبالي، كانت لمسته لطيفة للغاية.
“إذا حدث شيء ما، فلا تتحمليه وحدكِ واتصلي بي. لأنني أستطيع الإهتمام بالمشكلات البسيطة طالما أنها ليست فوق لقب كونت.”
“….”
إنه دوق بالرغم من ذلك.
أخفضت رأسي بصمت.
من طريقة حديثه، أنا متأكدة من أنه سيعاني لفترة من الوقت إذا عرف بهوية شريك والدتي.
كانت مرة واحدة أكثر من كافية لتجربة منزلي وهو ينقلب رأساً على عقب بسبب المزهريات التي ألقتها والدتي ذات الشعر الفوضوي وصديقي المفضل على بعضهما البعض.
ناديته بهدوء وهو يقف ليدفع، مرتدياً الغطاء بإحكام كعادته.
“زين.”
“ماذا؟”
“شكراً لقدومك.”
بقدر ما كنت جائعة، أردت رؤية وجهه.
حتى لو لم أتذمر بـ’الأمر صعب’، فإن مجرد معرفة حقيقة أن هناك شخص على استعداد لسماع تذمري في أي وقت، يكون كافي بالنسبة لي.
صمت لفترة ثم اقترب وسأل بجدية.
“أخبريني الحقيقة.”
“هم؟”
“ذلك الوغد النبيل الغني ذو العينان المنحرفتان فعل شيئاً بكِ، أليس كذلك؟”
“لا. ولماذا تستمر في تغيير ما أقوله عنه؟ قلت إنه ليس منحرفاً.”
‘لكنه غني. إنه دوق شاب، لذلك لا بد أنه يملك الكثير من المال، أليس كذلك؟’
لم يتمكن زين من تخفيف شكوكه وحدق في وجهي.
أنكرت ذلك مرة أخرى بكلمات صادقة.
“لا، الأمر ليس كذلك. قلت فقط إنه شخص فريد من نوعه لأنه ليس من النوع الذي أقابله عادةً.”
بدا عينا زين وكأنهما تخبراني بشيء آخر، ‘صحيح. لا بد أنه منحرف لم تقابليه حتى الآن’.
قررت أن أشرح هذا الموقف المليء بسوء الفهم مرة أخرى بعد زواج والدتي.
إن الأمر فقط، بما أنني مشغولة بالتحضير للإمتحانات والتحضير لزواج أمي، فقد نسيت للحظات حقيقة أنه عليّ أن أشرح له هذا الأمر.