I Will Return My New Brother - 2
عندما أخفضت رأسي وأدرت جسدي، سمعت صوته.
“ا-انتظري.”
‘إذن هو من النوع المتعلق.’
النوع الذي يأتي وينتظر في اليوم الذي من المقرر أن تعقد فيه حبه اجتماعاً عائلياً مع شريك زواجها.
حتى لو لم تكن هناك أخبار عن زواج أمي، أو حتى لو لم يكن لدى أمي شريك مواعدة، هو ليس من النوع الذي قد أرغب فيه.
“أ-أنا!”
رفع الشاب النبيل صوته بوجه محمر.
“لم آتي من أجل السيدة تاتيانا، ولكن لمرافقة ابنتها، السيدة ماريان.”
توقفت عند كلماته التي قالها بسرعة واستدرت نحوه.
باقة الزهور التي كانت بين ذراعيه تتدحرج على الأرض.
تنهد وهو يمشط شعره بيده المغطاة بالقفاز الأبيض قبل أن يتحدث.
“من فضلكِ ناديها.”
نظرت عن كثب إلى وجهه وأجهدت عقلي.
‘ذاكرتي ليست سيئة.’
أنا متأكدة من أنه وجه لم أره من قبل.
ليس من الممكن أن أنسى بسهولة مثل هذا الوجه الجذاب.
فتح أحد الفارسان إلى جانبه فمه لأنه لم يستطع تحمل أنني صامتة.
“السيدة في الداخل، أليس كذلك؟ من فضلكِ أخبريها.”
نظرت حولي بينما ألتزم الصمت.
جاء رجل يحمل باقة زهور بين ذراعيه، سجادة مخملية منتشرة تحته، عربة فخمة، حصان جيد ذو سرج أبيض، وفارسان يرتديان زياً وعليه شارات، ويبحث عني.
إنه يبحث عني بينما أقف أمامه بالفعل.
كان من الصعب عليّ استيعاب هذا الموقف، لكنني أعتقد أنني ما زلت بحاجة لتقبله.
أولاً تحدثت عن الجزء الذي يزعجني أكثر.
“من فضلك امتنع عن مناداتي بـ’سيدتي’.”
“ماذا؟”
“أنا لا أحب ذلك.”
“ما الذي…”
بدا مرتبكاً عندما أخبرته بالحقيقة التي لا يعرفها.
“أنا ماريان.”
“….”
اهتزت عينا النبيل الشاب وكأن هناك زلزال.
في الوقت نفسه، الفارسان الذين على الجانب مرتبكين أيضاً لدرجة أنهما أصدرا صوتاً مضحكاً كما لو أن شيئاً ما قد أمسك رقبتهما.
“سيدة تاتيانا؟ أنتِ….”
إنها نظرات مألوفة.
هذا المستوى من ردة الفعل أشبه بردة فعل النبلاء.
على الرغم من أنني عشت طوال هذه السنوات كـ’ابنة أمي’، إلا أنني في كل مرة قدمت فيها نفسي، كنت أتلقى الشكوك، والتساءل عما إذا كنت حقاً ‘ابنة تاتيانا’.
ربما ذلك لأن صورة ابنتها في أذهان الناس مختلفة تماماً عما أنا عليه في الواقع.
أفضل شيء يمكنني فعله لهم هو الإجابة على جميع أسئلتهم.
“نعم، أنا ماريان.”
ابنة السيدة تاتيانا، ماريان، إنها أنا.
دانا، التي نزلت لاحقاً، اختبأت خلف الباب وهمست لي.
“سيدتي، من فضلكِ أسرعي. لقد استأجرت عربة وتركتها عند البوابة الأمامية.”
يبدو أنها أيضاً أرادت بشدة تجنب هذا المشهد غير المألوف عند البوابة الخلفية.
“حقاً؟”
“نعم. أعتقد أنه من الأفضل لكِ أن تغادري الآن حتى لا تتأخري.”
في تلك اللحظة التي حاولت فيها المغادرة دون أي ندم، بعد أن ألقيت نظرة خاطفة على العربة الفخمة أمامي، الرجل الذي قال إنه أتى لمرافقتي، أخفض رأسه سريعاً وتحدث مرة أخرى.
“أنا آسف لأنني ظننت أنكِ شخص آخر، سيدتي.”
“فقط ناديني ماريان.”
“أنا….”
لقد كان متردداً لبعض الوقت ولكن وكأنه قد اتخذ قراره، خطا خطوة إلى الأمام وكشف عن هويته.
“أنا أوريون ميلر.”
“….!”
لقد أنزل جسده ببطء وهو يكشف عن هويته.
“وريث الدوق ميلر والذي سيكون ابن زوج السيدة تاتيانا.”
ذُهلت عندما شاهدت الرجل ينحني ويحني رأسه ليحييني بلطف.
رغم أن والدتي مشهورة في المجتمع، إلا أنني، ابنتها، من عامة الناس وأبي غير معروف.
لم أكن لأتخيل أبداً أنه، نبيل ذو رتبة عالية، سينحني ويحيي شخصاً مثلي.
“نظراً لأن اجتماع اليوم مهم، فأنا هنا لمرافقتكِ، سيدتي. أنا آسف لأنني لم أتمكن من التواصل معكِ مسبقاً. حتى أنني تم إبلاغي فجأة بهذا…”
مد يده المغطاة بالقفاز الأبيض أمامي.
وبدلاً من أن أضع يدي على اليد الممدودة بأدب، فكرت.
إذا قبلت مرافقته، فهذا يعني أنني سأضطر إلى السير فوق المخمل المنتشر ثم ركوب تلك العربة ذات التصميم الفاخر واجتياز الشارع الرئيسي برفقة الفارسان على جانبيّ العربة.
“الدوق الشاب ميلر.”
“السيد ميلر يكفي.”
شعرت بالأسف تجاهه، لأنه على الرغم من أنه لطيف، مراعي، وحتى مهذب، إلا أنه هناك حد لما يمكنني قبوله.
وبعد تفكير طويل، قررت أن أرفض عرضه.
“أنا آسفة، ولكن لا أستطيع أن أذهب معك، سيد ميلر.”
“المعذرة؟”
نظر إليّ وكأنه في حيرة.
لم يكن من الحكمة بالنسبة لي أن أرفض الدوق الشاب الذي قطع هذه المسافة لمرافقتي، بالإضافة إلى ذلك بعربة عائلته وبرفقة الفارسان.
وأيضاً لأنه نبيل رفيع المستوى، وابن شريك والدتي في الزواج مرة أخرى.
ولكن على الرغم من ذلك.
“لا أعتقد أنني أستطيع التعامل مع الأمر.”
“ماذا تقصدين بذلك؟”
ابتسمت ابتسامة مريرة.
“أنا مختلفة قليلاً عن والدتي.”
ثم، أثناء قولي ذلك، أشرت بإصبعي إلى العربة التي تجذب الإنتباه.
“لا أريد أن أحضر اجتماع العائلة بينما أجذب انتباه الجميع.”
صمت للحظات عند كلامي الصادق، ثم أدار رأسه ببطء، ونظر إلى العربة مرة واحدة، قبل أن ينظر إلى ملابسي البسيطة وأصابعي المتململة.
أخذ نفساً وتحدث مرة أخرى بوجه جدي للغاية.
“يبدو أنني لم آخذ في الإعتبار تفضيل السيدة.”
“لا بأس. أنا ممتنة لحسن نيتك.”
هو ليس أقل من وريث دوق.
شعرت بالإمتنان بمجرد النظر إلى كل ما بذله من جهد في معاملة والدتي ‘بشكل مناسب’، والتي لم تأتي حتى من عائلة جيدة ولا حتى ابنتها، أنا.
لأنه حتى لو تجاهلني قائلاً إنه لن يتحدث معي، فلن يكون لدي أي وضع أو سلطة لتقديم شكوى.
“إذن، كيف تخطط السيدة للوصول إلى مكان الموعد؟”
“لقد استأجرت خادمتي عربة وتركتها عند البوابة الأمامية. سأركبها….”
بينما أخفضت حذري، وشعرت وكأنه شخص يمكنني التحدث معه بصراحة، فتح فمه وقال شيئاً فاجأني وجعلني أرفع حذري مرة أخرى.
“سوف أركبها أيضاً.”
“ماذا؟”
كان أوريون ميلر المبتسم ذو الشعر الأشقر والعينان الزرقاوان جاداً.
“يمكنني فقط الصعود والذهاب بتلك العربة.”
تغير تعبير وجهي، ورأيت الفارسان بجانبه، المذهولين.
لقد صدمت من رغبته في ركوب العربة المستأجرة معي، فماذا سيحدث للفارسان الذين جاءا معه؟
“عذراً، مع الفارسان الذين يحرسان العربة، ما زلت أشعر قليلاً….”
“إذن دعونا جميعاً نصعد إلى العربة.”
‘ولكنها عربة لشخصين؟’
أليس ذلك إساءة للحصان إذا ركب ثلاثة رجال جيدي البنية عربة صغيرة يجرها حصان واحد؟
شحب وجها الفارسان وهما يحدقان في الدوق الشاب بوجه يقول، ‘أيها الشاب، ماذا تقول؟’.
قال الدوق الشاب ولم يأخذ في الاعتبار آراء الفارسان.
“ممم، العربة ضيقة جداً وستكون غير مريحة.”
“لا بأس.”
حتى كلماتي لم تستطع أن تكسر إرادة أوريون القائلة، ‘سأصعد معكِ في نفس العربة مهما يكن الأمر’.
“إن راحة الركوب سيئة أيضاً. إن العربة تتحرك كثيراً.”
“لا بأس.”
لكن الفارسان بجانبك لا يبدو أنهما بخير مع هذا بالرغم من ذلك.
أجاب دون أن ينظر حتى إلى فارسيّ الدوق الذين وجوههما مضطربة.
“لا توجد مشكلة.”
“….”
من المستحيل عدم وجود مشكلة.
**********
وبعد لحظة، استقل أربعة أشخاص العربة الصغيرة.
كان على الرجال الثلاثة ذوي البنية الجيدة المحصورين أمامي أن يحتملوا قدر الإمكان.
‘ومع ذلك، فهو وريث دوق….’
أصبح الثلاثة يأخذون أنفاسهم بصعوبة في كل مرة تهتز فيها العربة، وتصطدم أكتاف الرجال الثلاثة ببعضهم البعض.
إن الطقس بارد، لكن الثلاثة يرتدون الزي الرسمي وحتى يرتدون شارات.
من المستحيل ألا يتعرقوا بينما يرتدون ملابس إضافية تحتها ويستمرون في الإصطدام ببعضهم البعض في مساحة ضيقة.
“سيكون من الأفضل أن يأتي أحدكم ويجلس بجانبي.”
رفض الفارس الموجود على الجانب الأيسر بأدب وهو يعاني لأنه لم يتمكن من مسح العرق الذي تدفق على ذقنه.
“كفارس، لن أجرؤ على الجلوس بجانب امرأة.”
ربما لأن راحة الركوب سيئة، كان يصر على أسنانه بينما يرفع نفسه قليلاً باستخدام قوة فخذيه.
‘سوف يموت الناس وهم يحاولون أن يكونوا مهذبين.’
على الرغم من المعاناة، بدا أوريون وكأنه يريد أن يقول لي شيئاً ما.
نظرت إليه وهو متردد، يحرك شفتيه قليلاً ولكن دون أن يخرج أي شيء من شفتيه، أستطيع تخمين الهدف من زيارته لي.
دوق.
سوف تتزوج والدتي من دوق.
ليس هناك سوى ثلاث عائلات في الإمبراطورية تحمل لقب ‘دوق’.
إذا أصبح الإثنان زوجين رسمياً، فأنا أيضاً، التي ليست ابنة الدوق، سأصبح عضوة في عائلة الدوق رسمياً على الورق.
آه، هذا ما كان عليه الأمر.
أنا متأكدة من أنه لا يستطيع قول ذلك بسهولة لأنه شخص لطيف ومهذب.
‘سأتحدث عن ذلك أولاً وأخفف العبء عنه.’
تحدثت بهدوء وأنا متفهمة للغاية.
“أعتقد أنه من الجيد لك ألا تقلق.”
نظرت نحوي العينان الزرقاوان.
“مـ-ماذا؟”
تحدثت بصراحة وأنا معجبة بالضوء الساطع في عينيه، الذي يشبه حبة زجاجية.
“ليس عليك أن تهتم بي.”
“هاه؟”
“أنا لا أهتم حتى لو لم أُسجل في سجل العائلة.”
سيتم إزالتي من السجل يوماً ما على أي حال.
“ما الذي….”
“لن أكون مزعجة. لقد وضعت بالفعل خطة لأكون مستقلة بمجرد تخرجي من الأكاديمية.”
فتح فمه، ونظر إليّ وكأنه عاجز عن الكلام.
الفارسان الذين كانا يرفعان نفسيهما وهما يتصببان عرقاً بارداً، سقطا كما لو أنهما فقدا قوتهما بسبب كلامي.
“آكك!”
صرخ الثلاثة بصوت واحد، حيث اصطدموا ببعضهم البعض في وقت واحد.
“يبدو أنه سيكون من الأفضل لكم ركوب هذه العربة بمفردكم. سأصل إلى هناك سيراً على الأقدام.”
“ا-انتظري.”
“المعذرة. من فضلك توقف.”
عندما خرجت من العربة ونظرت إلى الوراء، رأيت ثلاثتهم يكافحون بأذرعهم.
“أوه يا إلهي. يبدو أنكم أصبحتم محاصرون بقوة.”
لا بد أن أجسادهم وأكتافهم قد تأذت.
كما بدا على الحصان الذي كان يسحب العربة علامات الإرهاق مع إخراج لسانه.
‘لأنكم كنتم محصورين في هذه العربة الضيقة، فأصبح هكذا.’
كان من الأفضل لو تحدث معي من قبل حتى أعطيه ما يريد، سواء كان عقداً أو عهداً بالدم على أن أتنازل عن ثروتي. أي نوع من المشقة واجهها هذا الحصان البريء بسبب هذا.
“آه، يجب أن أخبره أنه لا داعي للقلق بشأن أمي أيضاً.”
السيدة تيتي شخص يعيش من أجل الحب ‘بالكامل’.
إنها ليست شخص يرغب في الثروة أو السلطة.
الرعاة والهدايا التي تلقتها من المجتمع كافية لها لتعيش، وهي راضية عن المنتجات الجديدة المقدمة لها في الصالون وأماكن العرض.
إنها تتمتع فقط بشخصية جعلت من السهل الوقوع في حبها وهي تنغمس في الحب.
مشيت براحة إلى مكان الموعد.
‘حتى لو تأخرت، لن أكون الشخص الأخير.’
بالطبع لأنني لست الشخص الذي طلب من الدوق الشاب أن يذهب معي، ليس خطأي إذا وصل متأخراً.