I Will Return My New Brother - 17
بعد أن أمضيت بضعة ساعات في إقناع أصدقائي، الذين كانوا على استعداد للتصرف أولاً كالمعتاد، تصاعدت حدة التعب الذهني لدي.
بفضل الماء المقدس، تحسنت حالتي، لكن ذلك لم يكن كافياً للتغلب على انزعاجي.
“أولاً وقبل كل شيء، الأولوية هي معرفة الوضع الدقيق في المعبد. سيكون هناك شخص ما سيحقق في الأمر حتى لا ينتشر أي خبر بشأنه.”
اتفقت مع بيرتين على أن المعبد ربما سيقوم بزيارة قريباً.
“لا تفعلوا أي شيء في الوقت الحالي.”
انتزعت منهم وعوداً بأنهم لن يتعقبوا تريفور ويعذبوه، ولن يبحثوا عن العناصر المقدسة العشرة للقارة.
تغيرت تعابير وجهيّ رينيا وزين إلى تهديد، كما لو كانوا غير راضين إلى حد ما، لكنني رددت بقوة.
“وإلا، فإن صداقتنا ستنتهي.”
“كم هذا لئيم.”
“أنتم اللئيمون يا رفاق.”
لم أعد أرغب في تدمير سلام عالمي بعد الآن.
رفضت دعوة رينيا للعودة إلى المنزل معاً. رأيت عربة مألوفة بعد أن خرجت من البوابة الخلفية.
رحبت بي الخيول بصوت عالي.
“……”
أردت أن أتجنب هذا الموقف بهدوء، لكن ليس لدي عذر.
أنا مدينة لأوريون كثيراً.
لقد استخدمت مكتبته، وأكلت طعامه، كما جعلت أحد أتباعه يعمل كمُعلم لي.
لقد أعطاني الكثير، فهل كان من الخطأ أنني تقبلت الأمر فقط؟
صعدت إلى العربة بطاعة، ومزاجي معقد.
“مساء الخير.”
“مساء الخير.”
حياني أوريون بابتسامة قبل أن يخبرني سبب مجيئه إلى هنا قبل أن أتمكن من سؤاله.
“لقد عادا أبي والدوقة من رحلة زفافهما اليوم. لقد دعاكِ لتناول العشاء معاً. هل لا بأس بذلك؟”
“دعاني الدوق؟”
جفل عندما سمع أنني قلت دوق، لكنه تظاهر بعدم ملاحظة الأمر.
ليس هناك شيء يمكنني فعله حيال هذا الأمر.
في حياتي كلها، كان منصب الأب دائماً فارغاً.
لم أسأل بشأن ذلك، ولم أشعر بأنني بحاجة إلى أب.
بالإضافة إلى ذلك، أدركت من حفل الزفاف أن الدوق رجل عظيم.
من الأسقف الذي ألقى شخصياً خطاب التهنئة بالزفاف، إلى الرسالة التي أُرسلت مباشرة من العائلة الإمبراطورية، بالإضافة إلى هدايا التهنئة التي وصلت من كل منطقة.
“آه، هذا……”
وسط هذا الجو المحرج، واصل الحديث.
“على أي حال، عادا الإثنان بأمان.”
“لأنهما كانا في شهر العسل.”
بالطبع سيعودان بأمان.
**********
أرشدتني خادمة نيابة عن أوريون، الذي ذهب لتغيير ملابسه عند وصولنا إلى الدوقية.
“من هنا، آنستي.”
عندما دخلت غرفة الطعام، رأيت زوجين جميلين كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض.
من المدهش أن الدوق المهذب ليس لديه أي مشكلة في إظهار مشاعره أمام الناس.
نظراً لإدراكي لطريقة عرض والدتي مشاعرها، جلست على المقعد الذي تم توجيهي إليه دون أن أهتم بهما.
ربما لأنها سعيدة برؤية ابنتها بعد بضعة أيام من ابتعادها، نهضت والدتي وجلست بجانبي.
لمست يداها الباردتان خديّ.
“وجهكِ يبدو منتفخاً جداً.”
“حقاً؟”
“لقد نمتِ بشكل متقطع مرة أخرى بسبب الإمتحان، أليس كذلك؟”
صمتُ عندما أمسكت والدتي ذقني وأدارت وجهي.
أعتقد أنه بدلاً من الإمتحان، الأمر أشبه بتأثير جانبي بسبب اللعنة، لكنني لم أرغب في قول ذلك.
بعد أن فحصتني بعناية، تركت أمي ذقني.
“هل استمتعتِ برحلتكِ؟”
“بالطبع.”
أومأت أمي بتعبير وجه راضي.
في ذلك الوقت، أوريون، الذي وصل للتو إلى غرفة الطعام، جلس على المقعد الفارغ الذي بجانبي والذي لم تجلس عليه أمي بدلاً من المقعد الفارغ الذي بجانب الدوق.
“……”
لماذا؟
يجب أن تجلس هناك.
لاحظ نظراتي فأومأ.
“يجب أن نبدأ العشاء. ماريان جائعة.”
“……”
بعد قليل، بدأ العشاء.
مع صوت ارتطام أدوات المائدة وصوت ابتلاع الطعام كخلفية، تحدث الدوق.
“هل أصبحتما مُقربان؟ كنت قلقاً جداً لأن أوريون غير ودود للغاية.”
“غير ودود……”
لا أصدق ما قاله.
كما هو متوقع، من النادر أن يعرف الوالدان حقاً عن طفلهما.
قال أن أوريون غير ودود.
ألقت أمي نظرة عليّ ثم تحدثت.
“وابنتي ليست باردة. المشكلة أنها بالكاد تتحدث عما تحبه أو تكرهه.”
“أخبريني إذا كان لديكِ أي أطعمة مفضلة. في المرة القادمة سأطلب تحضيرها للعشاء.”
بعد كلمات الدوق مباشرة، رد أوريون.
“بالنسبة للحلوى، يمكنك إعطاؤها عصير البرتقال. في فترة ما بعد الظهر، يبدو أنها تستمتع بالشاي الأسود أكثر، وهي تُفضل فطائر اللحم اللذيذة بدلاً من الكعك كوجبة خفيفة. إنها تتخطى وجبة الإفطار في الغالب وتستمتع بسلطة بسيطة على الغداء. ولأنها في فترة امتحانات، أعتقد أنها يجب أن تأكل أكثر لأن نظامها الغذائي يبدو غير كافي.”
“……”
“……”
“……”
حتى والدتي، التي لم تكن تظهر أي رد فعل عادةً، بدت مندهشة.
بجانبنا، رأيت شارب الخادم الرمادي يرتعش قليلاً.
أنزل الدوق ملعقته ثم نظر إليّ بنظرات لم أستطع فهمها.
“يبدو أنكما تتفقان جيداً.”
رفعت صوتي، محاولة تغيير الموضوع بسرعة.
“كيف كانت الرحلة؟ سمعت أنكِ زرتِ مقاطعة كورنوال.”
“يا فتاة.”
غطت والدتي فمها ثم ضحكت.
أبعدت الطبق الفارغ تماماً قبل أن تبتسم لي ابتسامة ذات مغزى.
“كيف يمكن أن يكون هناك وقت للتجول في الخارج خلال شهر العسل؟”
“هاه؟”
“بينما نحن كنا مشغولان جداً بالإستمتاع به في الداخل.”
“……”
التصريح الجريء التي أدلت به جعل أوريون يحدق بهدوء في السقف بخدين محمرّين.
تظاهر الدوق بالسعال وضحك وكأنه لا يستطيع كتم ضحكته.
لم يستطع أوريون، الذي كان مضطرباً بعد أن غمزت أمي، التحدث عن أي شيء منذ ذلك الحين.
شعرت بخيبة أمل، وفي الوقت نفسه أُعجبت بمهارة والدتي في إسكاته في لحظة.
كانت مهارة ممتازة للغاية لأنها يمكن أن تجعل أوريون صامتاً، ولكن.
‘إنها ليست مهارة يمكنني الإستفادة منها.’
بعد العشاء، اقترحت والدتي أن أنام في قصر الدوق اليوم.
“يمكنكِ أن تفعلي ما يحلو لكِ.”
أعطى الدوق إذنه بابتسامة خافتة.
بدا أوريون وكأنه يريد البقاء معنا، أم وابنتها، لكنه لم يستطع الإنضمام إلينا في الدردشة ونحن نرتدي بيجامة ونجلس على السرير.
“لم أتحرك كثيراً، لكنني متعبة من السفر لمسافات طويلة. لقد أصبحت عجوز.”
تذمرت أمي وهي تطلب من الخادمات أن يغادرن، ثم خلعت إكسسواراتها واحدة تلو الأخرى.
تدحرجت أقراط الياقوت الأحمر الزاهي على طاولة الزينة.
فكت حزام فستانها المشدود وسألت أمي بخفوت.
“ماذا حدث للقلادة التي ترتدينها عادةً؟”
كان سؤالاً غير متوقع.
عندما أملت رأسي في حيرة، كررت أمي كلامها وهي تفك ربطة شعرها.
“تلك القلادة. الهدية من أصدقائكِ المميزين. عادة ما ترتدينها كثيراً. هل أضعتيها؟”
“كانت هناك مشكلة بها. تركتها ليتم إصلاحها.”
أعطتني نظرات غامضة.
بينما كنت حائرة من نظراتها النادرة الخالية من الإبتسامة، لم تسألني المزيد.
“أخبريني إذا حدث أي شيء. إذا لم تريدي أن تخبريني أنا، يجب أن تخبري أوريون. لقد أصبحتما مُقربان كثيراً، أليس كذلك؟”
“لا. نحن لسنا مُقربين.”
أجبتُ بحزم.
بسبب كلمات أوريون سابقاً، بدا الأمر وكأننا شربنا الشاي معاً في فترة ما بعد الظهر، وتناولنا الحلوى والعشاء معاً، كما تحدثنا طوال فترة الإمتحانات الأخيرة.
‘مهلاً، بالتفكير في الأمر، نحن فعلنا ذلك حقاً.’
حاولت دحض ما قاله أوريون سابقاً لكنني توقفت ونظرت إلى أمي.
بالنظر إلى ردة فعلها الآن……
“هل تعرفين عن تلك القلادة؟”
“القلادة ذات سحر الحماية الدقيق؟ كيف يمكن ألا أعرف؟”
“لماذا لم تخبريني؟”
حقيقة أن شيئاً بقيمة منزل كانت مُعلقة حول رقبتي.
ربما لأن تعبير وجهي كان غريباً، ضحكت أمي ونقرت على خدي.
“إذا كنتِ تعرفين، فلن ترتديها، أليس كذلك؟ على الرغم من أنهم قد يكونون سيئين معي بعض الشيء، إلا أنهم أصدقاء جيدون معكِ.”
حبست أنفاسي للحظة، ثم حدقت في أمي، وهي تقف تحت ضوء القمر.
رأيت جمالها من خلال ضوء القمر المُسلط عليها في الغرفة المظلمة.
“إذن، ما المشكلة؟”
“ما زلت غير متأكدة.” (ماريان)
يجب أن أكون حذرة بشأن اللعنة.
لأنني مُضطرة إلى التفكير في العواقب المترتبة عليها حتى أتصرف بناءاً على ذلك.
تماماً مثلما ذهبت إلى الأكاديمية العامة بدلاً من الأكاديمية الإمبراطورية لأنني لا أرغب في أن يكتشف أحد أنني ابنة والدتي.
بعد أن أصبحت ابنة زوجة الدوق، أصبحت أكثر حرصاً على هويتي.
“يا فتاة.”
“آه؟”
“ربما……”
توقفت عن الكلام وحدقت بي.
إنها شخص تتحدث دائماً وفقاً لمزاجها، لذلك من النادر رؤيتها تختار كلماتها بعناية.
قدمت لي نصيحة بتعبير وجه جاد.
“إذا حدث شيء ما، يجب أن تختاري الخيار الأفضل لكِ.”
“……”
“لا داعي لأن تفكري بي أو بالآخرين. يجب أن تفكري في نفسكِ فقط.”
“سأفعل ذلك.”
نظرت إلى رقبتي الفارغة وسرعان ما ضحكت.
ثم أضافت بمزاح.
“يجب أن أشتري لكِ قلادة جديدة قريباً. أنا منزعجة حقاً لأن القلادة التي كانت موجودة دائماً لم تعد موجودة الآن. ماذا عن الذهاب إلى متجر مجوهرات غداً؟”
“لا أريد. من الواضح أنكِ ستختارين إكسسوارات ذات خرز لامع. حسب ذوقكِ، وليس ذوقي.”
لوحت بيديّ، وفجأة أصبحت فضولية.
كانت أمي تعيش دائماً أمام نظرات شخص ما طوال حياتها.
ذلك يعني أنه بينما تكون محبوبة بشغف من قِبل شخص ما، يمكن أيضاً أن يكرهها الآخرون بشغف.
بنظري إلى أمي التي عاشت مع عدد لا يحصى من النظرات الموجهة إليها في جميع الأوقات، أردتُ فقط حياة طبيعية هادئة.
“أمي، ألا تشعرين بالتعب من العيش على هذا النحو؟”
“هم؟”
“إذا بقيتِ صادقة دائماً، فسوف يؤذيكِ الآخرون، أليس كذلك؟ وبعد أن تتوقف مشاعركِ تجاه شخص ما، ستشعري بالفراغ.”
“إذن، يجب أن أملأ ذلك الفراغ. بشغف آخر.”
أجابت أمي ببساطة.
أذهلتني إجابتها السريعة.
إذن هذا هو سبب عدم نظرها إلى الوراء للرجال الذين غادروا وبحثها بشغف عن رجل جديد.
“من الصعب بالنسبة لي ملء ذلك الفراغ بسهولة. أيضاً أعتقد أنه من الصعب رؤيتهم يغادرون.” (ماريان)
“نعم، قد يكون هذا هو الحال معكِ.”
“لهذا السبب يكون الأمر مرهقاً بعض الشيء إذا استمر الناس في محاولة التسلل إلى حياتي.”
“هل تتحدثين عن أوريون؟”
سألتني.
لم أقل شيئاً، ومع ذلك فقد رأت من خلالي.
“لماذا لا تسألينه لاحقاً؟”
“هاه؟”
“اسأليه لماذا يعاملكِ بشكل جيد. اسأليه، إذا تطلقنا، هل ستصبحان غرباء مرة أخرى؟ أليس هذا ما تخشينه الآن؟”
رمشت ببطء.
آه، لا أعتقد أننا وصلنا إلى تلك المرحلة.
إذا كان ذلك خاطئاً، ألا يعني ذلك أن أوريون يشغل بعض المساحة في قلبي بالفعل؟
“الأمر ليس كذلك، ولكن……”
عندما حاولت إيجاد عذر، ضعتُ في أفكاري.
عندما حاولت قول أي شيء، كانت أفكاري تستمر في السير في ذلك الإتجاه. هذا غريب.
تفاجأت من تفكيري بشأن حضور أوريون، الذي احتل مكاناً بالفعل في حياتي اليومية بينما كنت أجهل ذلك.
“هل نجح هجومه المستمر عليّ……؟”
يبدو أنني حقاً شخص سهلة المنال.
لا أعرف السبب، لكنني شعرت بحزن أكبر من هذه الحقيقة المُكتشفة حديثاً.
كانت تلك نهاية أول محادثة جادة بيننا منذ فترة.
ولم أستطع النوم طوال الليل.