I Will Return My New Brother - 15
“على أي حال، إذا راهنت رينيا روك عليها، ألا يعني هذا أنها جيدة جداً؟”
“أعلم، أليس كذلك؟ هل ستنفق رينيا روك أموالها على شخص ليس مهماً؟”
“لقد أنفقت الكثير حقاً. قالوا إنها لم ترغب حتى في الرهان على أشخاص آخرين. ولم تراهن حتى على تريفور، وهو المرشح الأكثر احتمالاً للنجاح.”
‘رينيا……’
اشتعلت النظرات التنافسية التي كانت بالكاد هدأت.
أصبح هناك توتر في الجو في غرفة الإمتحان ونظروا نحوي بعداء وحذر.
ألقيت اللوم على رينيا وتريفور لأنهما جعلاني مركز اهتمام كل هذه النظرات المزعجة.
‘حياتي التي كانت هادئة وجميلة، أريد استعادة سلامي وسعادتي.’
أريد فقط إجراء الإمتحان بسرعة والتحرر من كل هذا الإهتمام.
بينما كنت أتحمل النظرات المليئة بالعداء، فتح الأستاذ المسؤول عن الإمتحان الباب ودخل.
ألقى الأستاذ نظرة حوله وبدا راضياً.
“يبدو أن الجميع متوترون للغاية. هذا جيد.”
بينما كان ينظر حوله والجو به توتر بسبب نظرات الجميع إلى بعضهم البعض بتنافس، أومأ باستمرار.
“أنتم بحاجة إلى هذا المستوى من الحقد للترقية.”
“……”
أنا، التي اختنقت من هذا الحقد، أخفضت رأسي بهدوء.
“الطلاب هنا يحصلون عادة على نتائج جيدة من خلال التعلم جيداً ويحاولون المضي قدماً نحو تحقيق ذات أفضل. تفتح أكاديميتنا الفرص لمثل هؤلاء الطلاب في أي وقت.”
“……”
وزع أوراق الإمتحان وتحدث مرة أخرى.
“أنا متأكد أنكم جميعاً تعلمون أنه إذا فشلتم في الإمتحان، فسيكون من الصعب إعادة الإمتحان لمدة عامين على الأقل.”
وأضاف بعد أن سمع صوت بعض الطلاب يبلعون ريقهم.
“إذا حدث ذلك، فلن يكون التخرج المبكر فقط ما قد تخسروه، بل ستخسروا شرفكم أيضاً.”
بعد كلمات الأستاذ بأن الفشل في الإمتحان يعني نهاية حياتنا، ازدادت أجواء غرفة الإمتحان توتر.
“لا تنسوا أن جميع الطلاب من حولكم هم منافسون محتملون لكم.”
شحب وجوه بعض الطلاب بشكل ملحوظ.
الوحيدون الذين بدوا هادئين هم تريفور الذي بجانبي وقليلون ممن تم الثناء عليهم لكونهم طلاباً ممتازين.
“فليبدأ الإمتحان.”
بمجرد أن أعلن صوت الآلة عن بدء الإمتحان، ظهر الوقت المُتبقي للإنتهاء في الهواء.
أصبح الجميع متوتر.
ملأ صوت الأقلام وتقليب الأوراق غرفة الإمتحان.
في خضم الصمت المتوتر، بدأت بهدوء في ملء أوراق الإمتحان.
‘يجب أن أشكر أوريون.’
لقد كان الأمر يستحق البقاء في المكتبة على الرغم من إزعاجاته التي لا تعد ولا تحصى.
بدا أن بعض الطلاب قد فقدوا تركيزهم وواجهوا صعوبة بسبب كلمات الأستاذ التي صنعت توتراً كبيراً، لكنني بخير بطريقة ما.
بينما تغلبت على حضوره، وهو يتجول في المكتبة بعينان حزينتان أثناء الإستعداد للإمتحان، زادت قوتي العقلية وأصبحت أقوى من أي شخص آخر.
لم أتوقع أبداً أن أكون ممتنة له على هذا.
إن الحياة مليئة بالمفاجآت حقاً.
عندما كنت أملأ الورقة الفارغة بسلاسة.
تسلل إحساس غريب إلى رقبتي.
وسرعان ما بدأ صوت غريب وغير معروف يملأ رأسي.
هذا النوع من الصوت لا يمكن أن نُطلق عليه صوت شخص ما، ولكنني شعرت وكأن الصوت الغريب له معنى ما، وكأنه أمسك رأسي وبدأ يهزها.
توقفت يدي التي تمسك القلم على الفور وسرعان ما أصابني صداع شديد.
بسبب الألم الشديد، انكسر القلم لأنني شددت قبضتي عليه دون وعي.
“ما الخطب؟”
عقلي، الذي بدا وكأنه يهتز لدرجة أنني لم أستطع الإجابة حتى لبضع ثواني، أصبح هاديء فجأة.
رؤيتي الضبابية كما لو كنت محاصرة في الضباب أصبحت أكثر وضوحاً.
عندما رفعت رأسي، رأيت الأستاذ العابس وهو يقترب.
“لا شيء، سيدي. كانت يدي ترتجف للحظة من التوتر.”
بعد أن نقر على لسانه، أدار رأسه وكأنه يتجاهلني.
ومضت نظرات ازدراء خافتة في عينيه.
من ناحية أخرى، بمجرد أن اتجه رأسه إلى تريفور الذي بجانبي، تغيرت نظراته.
‘كيف أمكنه أن يُظهر مشاعره الحقيقية إلى هذا الحد؟’
أظهر الأستاذ مشاعر حقيقية حقاً وكأنه يوضح الفرق بيني وبين تريفور.
تنهدت وأخرجت قلماً جديداً.
كان هناك علامة عميقة على ورقة الإمتحان بسبب القلم الذي انكسر.
‘ما كان هذا؟’
أنا لست من النوع الذي يعاني عادةً من الصداع، ولست في حالة توتر شديدة، وكنت أؤدي الإمتحان بسلاسة.
لم أستطع معرفة سبب الألم المفاجيء.
“جميعكم، فلتركزوا.”
سمعت صوتاً فوقي مباشرة.
ربما رأى أن يدي التي تمسك القلم قد توقفت.
توقفت عن التفكير في الأمر، وحتى لا يتمكن من إيجاد خطأ بي بعد الآن حدقت في الورقة.
بدأت بملأ الورقة بعناية.
ثم، في ذلك الوقت تماماً.
“آآآآه!”
امتلأت غرفة الإمتحان بصراخ شخص ما.
عندما أدرت رأسي، رأيت طالبة شاحبة الوجه خلفي.
عندما تبعت نظراتها، رأيت تريفور بيريل ذو الوجه الشاحب.
كان جسده كله يرتجف ودماء سوداء تسيل من أنفه.
“يا إلهي!”
قبل أن يتمكن الأستاذ من اتخاذ أي إجراء، انهار جسده نحو الجانب.
سقط جسده على الأرض.
صرخ الطلاب المذعورين بقوة لدرجة أن الصراخ كان يصم الآذان.
في اللحظة التي حرك فيها الأستاذ المضطرب تريفور لفحصه، استطعت أن أرى هذا.
كانت عيناه سوداوان بالكامل.
شعرت بالقشعريرة وعدم الإرتياح.
لم أستطع أن أُبعد عينيّ عن الدماء السوداء المتدفقة من أنفه.
“استدعوا المساعدة!”
عندما أعلن الأستاذ حالة الطواريء، غادر شخص ما غرفة الإمتحان.
انطلق الإنذار بصوت عالي وهو يؤكد وجود مشكلة في غرفة الإمتحان.
جاء الأساتذة الآخرون على عجل ونقلوه إلى مكان ما.
فقد العديد من الطالبات وعيهن وبعضهن أدرن رؤوسهن بسبب شعورهن بالغثيان عندما رأين الدماء السوداء على الأرض.
بسبب رائحة الدماء التي ملأت الفصل، شعرت وكأن الصداع الذي اختفى على وشك العودة مرة أخرى.
**********
“في الوقت الحالي، اذهبوا إلى المنزل وانتظروا حتى صدور تعليمات أخرى.”
كان وجه الأستاذ متيبساً، محذراً إيانا من إخبار العالم الخارجي بما حدث داخل الأكاديمية.
بدا مظهره المضطرب واضحاً.
تريفور لا يحظى بالإهتمام داخل الأكاديمية فقط.
تساءلت كيف ستسير الأمور نظراً لأن عائلة الكونت، التي ترعاه، لن تبقى ساكنة.
“ماذا عن الإمتحان؟”
عندما رفع أحدهم يده وسأل، نظر الأستاذ له بانزعاج.
ارتجف الطالب الذي طرح السؤال وأخفض يده بهدوء.
يبدو أن بعض الطالبات ما زلن غير قادرات على تهدئة مشاعرهن.
“سيتم إبلاغكم بذلك أيضاً بعد الإجتماع، لذلك عودوا إلى المنزل.”
غادر الأستاذ أولاً.
كان جميع المتقدمين الذين تجمعوا لإجراء الإمتحان منشغلين بالنظر إلى بعضهم البعض.
في خضم الصمت الغريب، فتح أحدهم فمه فجأة.
“إذا أعدنا الإمتحان، هل ستتغير الأسئلة؟”
“هذا ممكن.”
ما إن أجاب أحدهم حتى عمَّت الفوضى غرفة الإمتحان.
من بين الطلاب، الفتاة، التي كانت تبكي أكثر من غيرها، وقفت فجأة.
“……”
حدقت في الإثنين اللذين كانا يتجادلان حول أسئلة الإمتحان، ودفعت الكرسي بقوة، ثم توجهت نحو الباب.
قبل أن تخرج، حدقت بي بعيناها الدامعتان.
ارتبكت من تحديقها غير المتوقع، استدارت وخرجت من المكان.
بدءاً منها، نظر الجميع حولهم بشكل محرج وبدأوا في المغادرة واحداً تلو الآخر.
بقيت في مقعدي حتى النهاية قبل أن أقف ببطء.
ربما بفضل الإستجابة السريعة من الأساتذة، لم يكن الطلاب الذين قابلتهم في الممر مختلفين عن المعتاد وكأنهم ليسوا على علم بالحادث.
“ماريان!”
رينيا، التي كانت تنتظرني في الفصل بعد انتهاء الحصة، رحبت بي بابتسامة مشرقة.
“كيف كان الإمتحان؟”
“……”
ابتسمت بإشراق وهي تدلك كتفيّ وواصلت الحديث.
“ماريان، لأنها أنتِ، أعتقد أنكِ ستهزمين بالتأكيد جميع الأطفال في غرفة الإمتحان تلك!”
“أنا لم أخض الإمتحان لهذا السبب.”
لماذا قد أريد أتغلب على زملائي الآخرين في الإمتحان الذي خضته للتخرج مبكراً؟
وضعت يدي على يد رينيا التي كانت لا تزال تدلك كتفيّ ثم سألت بهدوء.
“هل هذا هو السبب الذي جعلكِ تراهنين عليّ؟”
توقفت يدا رينيا اللتين كانتا تدلكان كتفيّ.
عندما رأيت عينيها تهتزان، سألت بهدوء مرة أخرى.
“سمعت أنكِ راهنتِ بمبلغ كبير؟”
“……”
اعتقدت أنها كانت مجرد تسلية عابرة لها لمرة واحدة.
لكن عندما رأيت أنها راهنت مرة أخرى على الرغم من معاناتها بالفعل مرة، أدركت أنه لا يجب التعامل مع ذلك باستخفاف.
بدأت رينيا تتحدث بالهراء.
“أنا، بدلاً من استغلالكِ، كان هؤلاء الأطفال يقولون إنكِ لن تتخرجي وراهنوا على الأطفال الآخرين فقط. لذلك، لأني أؤمن بكِ وأحبكِ، أنا……”
“لكنني سمعت أنكِ من بدأ الرهان؟”
“هناك حمقى……”
“رينيا.”
أمسكت يدها التي على كتفي بإحكام وقلت.
“إذا فعلتِ ذلك مرة أخرى، ستنتهي صداقتنا.”
هي التي كانت تبحث بشكل يائس عن أعذار، تجمدت في تلك اللحظة.
وخزت خد رينيا وأضفت.
“توقفي عن المقامرة غير القانونية.”
“حسناً.”
“لا تفعلي ذلك مرة أخرى أبداً.”
“حسناً.”
أجابت رينيا بتعبير وجه حزين.
بعد أن فكرت في شيء ما، رفعت رأسها مرة أخرى بتعبير وجه جاد.
“هل يمكنني أخذ المال الذي سأفوز به من هذا الرهان؟”
“لا يوجد أحد سيحصل على المال من هذا الرهان.”
أمالت رأسها بدهشة من كلماتي.
“لقد تم إلغاء الإمتحان.”
عندما كنت على وشك شرح الموقف لرينيا التي نظرت لي بتساؤل، اخترق شعور بالوخز والبرودة رقبتي.
تجمدت يدي، وتوقفت في الهواء، وعاد الصداع مرة أخرى.
رنّ صوت غير مألوف وغريب في أذنيّ وتركت القوة جسدي.
لم أستطع سماع صرخة رينيا المذعورة بوضوح، وتردد صدى صوتها بشكل متفرق.
مع الألم الرهيب، أظلمت رؤيتي.
شعرت بجسدي يسقط ببطء نحو الأرض.
في اللحظة التي رمشت فيها وأنا على وشك الوصول إلى الأرض، أمسكتني يديّ شخص ما.
شعرت بلمسة اليدين القوية اللتين تمسكاني رغم أن حواسي اختفت.
“ماريان.”
أغمضت عينيّ عند النداء المنخفض.
اختفى الألم، وفقدت وعيي.
شعرت وكأنني أسقط إلى ما لا نهاية، بدا الأمر مستحيلاً تقريباً النهوض مرة أخرى.