I Will Return My New Brother - 14
طارت الأطباق النظيفة في الهواء.
عادت الأطباق التي تم غسلها بالسحر بسرعة إلى أماكنهم الأصلية.
تمتمت وأنا منبهرة من المشهد.
“في مثل هذه الأوقات، أتمنى لو تعلمت السحر حتى لو كنت أفتقر إلى الموهبة.”
زين، الذي كان ينقر بإصبعه على الطاولة، رفع أحد حاجبيه وكأنه مذهول.
“بسبب الأطباق؟”
“أنت لا تعرف كم هو مزعج غسل الأطباق.”
من المستحيل بالنسبة له، الذي لم يسبق له القيام بأعمال المطبخ من قبل ولن يفعل ذلك أبداً في المستقبل، أن يتعاطف مع ما قلته.
غيّر زين الموضوع بدلاً من دحض كلامي.
“ماذا عن تحضيراتكِ للإمتحان؟”
“لا بأس. أنا لست قلقة إلى هذا الحد.”
بدلاً من امتحان الترقية، أنا أكثر قلقاً بشأن ما قد يحدث لاحقاً.
بالنظر إلى الضغط القادم من الدوقية، شعرت أنني يجب أن أحصل على درجة جيدة، ولكن إذا حصلت على درجة عالية جداً، فمن المؤكد أنني سألفت الإنتباه.
لقد قمت بعمل جيد حتى الآن، كما لو أنني لم أكن هناك.
لا أريد أن ألفت الإنتباه.
“إذا لم تكوني قلقة، فلماذا تقومين بتعبير الوجه هذا؟”
دفع زين شعره الفوضوي إلى الخلف.
“أنا ماذا؟”
وضعت يديّ على وجهي دون وعي.
حتى لو لمست وجهي، لا أستطيع معرفة نوع تعبير الوجه الذي أقوم به بدون مرآة.
شاهدني زين وأنا ألمس خديّ بتعبير وجه غير قابل للقراءة.
“ماذا قال لكِ الدوق الشاب؟”
“لماذا تتحدث عن أوريون فجأة؟”
“لقد كنتِ تزورين ذلك المكان مؤخراً.”
لم أخبر رينيا حتى أنني كنت أزور الدوقية مؤخراً.
حتى أنني تعمدت ركوب العربة في مكان لا يوجد به ناس، وسمعت أيضاً أن جميع خدم الدوقية يتكتمون على مثل هذه الأمور.
“هل ما زلت تتتبع موقعي؟”
“إنه لأجل حمايتكِ.”
يعجبني أنك تحميني، لكن أليست هذه مشكلة لأنه ليست لدي خصوصية على الإطلاق؟
ألقيت نظرة سريعة على زين، الذي بدا فخوراً، وسرعان ما استسلمت عن الجدال.
حتى لو ألغى التعويذة على الفور، أنا متأكدة أنه سيضعه مرة أخرى لاحقاً.
“إذن، ما الأمر؟”
“لا شيء.”
“وجهكِ يقول أن هناك شيئاً ما.”
في النهاية فتحت فمي وهو يحدق بي.
“إنه ليس شيئاً كبيراً.”
“أعلم، لأن نصف همومكِ عديمة الفائدة.”
“……”
تساءلت عما إذا كان يعرض حقاً سماع مشاكلي أم لا.
أمال رأسه قليلاً وقال.
“تحدثي. أنا أستمع.”
“أوريون.”
“نعم؟”
“لقد قال تماماً مثلما لم نتمكن من اختيار والدينا عندما ولدنا، لم يتمكن آباؤنا أيضاً من اختيار أطفالهم. بطريقة ما، لم نختر أن نصبح عائلة. ولكن لأننا أصبحنا عائلة، ربما يمكننا أن نتقبل بعضنا البعض.”
“ما الخطأ فى ذلك؟”
ترددت من سؤال زين قبل أن أواصل كلامي بتمتمة.
“أعتقد أن روابط الدم هي شيء خاص. أعتقد أنه سيكون مخيباً للآمال بعض الشيء إذا كانت العلاقة التي تربطني بأمي ليست مختلفة عن علاقتنا أنا وهي بعائلة الدوق.”
“إذا كنتِ تعتقدين ذلك، فأنتِ محقة.”
“حقاً؟”
“لا تتأثري بكلماته. من الواضح أن كلماته كانت معدة مسبقاً.”
“أعني، يبدو كلامه منطقياً……”
تنهد ونقر على جبهتي.
“سواء كان كلامه منطقياً أم لا، قلتُ لكِ إن الشيء المهم هو مشاعركِ.”
“همم.”
“الشيء المهم هو ما تريدين القيام به. المشكلة ليست ما إذا كان منطقه معقولاً، ولكن ما إذا كنتِ تنوين أن تصبحي جزء من عائلتهم.”
هذا شيء لا أستطيع اختياره على الفور.
عندما أرى والدتي سعيدة، أعتقد أن هذا أمر جيد.
في الواقع، الشيء الأكثر إرباكاً هو قلبي.
تصرفات أوريون غير المتوقعة والأشخاص الذين التقيت بهم من خلاله، استمر في تجاوز حدودي وجعلني أشعر بالإرتباك.
‘أنا لا…… أكره هذا.’
من الغريب أنني لا أكره هذا.
“دعيني أوضح شيئاً واحداً.”
رفعت رأسي على كلام زين.
ثم سأل بجدية.
“إذا سقطنا أنا وأوريون ميلر في الماء، فمن ستنقذين؟”
“إذا كان أوريون لا يستطيع السباحة، ألا يجب أن ننقذه؟”
أنت تُجيد السباحة.
“إذا كنا أنا وأوريون لا نستطيع السباحة وسقطنا في الماء، فمن ستنقذين؟”
“سأنادي بيرتين وأطلب منه أن ينقذكما.”
لا أستطيع السباحة، كما تعلم.
حدق زين في وجهي بانزعاج وسرعان ما أمسك خديّ ومددهما.
“كان عليكِ أن تختاريني دون حتى التفكير في الخيارات الأخرى.”
في المقام الأول، إذا كنت أنت وأوريون في خطر، ألن أكون خارج هذا العالم إذا حاولت إنقاذكما؟
عندما نظرت إلى عينا زين المحترقتان، تذكرت عينا أوريون، اللتين كانتا تحترقان بمنافسة تجاه السيد روني.
‘الجميع لديه روح تنافسية قوية……’
ليس هناك أي خطأ في كلمات رينيا عندما قالت بأننا جميعاً نسعى جاهدين للنجاة في مجتمع تنافسي.
“حسناً. سأنقذك.”
عندما أومأت، ترك خديّ أخيراً.
وبينما كنت ألمس وجنتيّ، ارتدى رداءه ذات القلنسوة مرة أخرى.
“الإمتحان……”
لقد كان صوته خافتاً، لكنني سمعته بسهولة.
عندما رفعت رأسي، رأيت شيء دائري أمامي.
إنه عبارة عن خاتم فضي بسيط منقوش عليه الأحرف الرونية* من الداخل.
(*:«الرون» اسم يطلق على أقدم حروف الألفبائية المكتوبة التي استخدمتها الشعوب الجرمانية في أوروبا. وترجع أقدم الكتابات الرونية إلى القرن الثالث الميلادي، وقد كُتبت معظم النقوش الرونية المعروفة الآن قبل القرن الحادي عشر الميلادي. وغالبًا ما كانت تُحفر على الخشب، وإن كانت معظم النقوش الباقية مكتوبة على الحجر. وهي مأخوذة من كلمة قوطية تعني السِّر، إذ ربط أفراد القبائل الجرمانية القديمة تلك الحروف بالأسرار المجهولة أو الدينية لأنها لم تكن مفهومة إلا للقلة، وربما استخدمها الكهنة الوثنيون في بداية الأمر لصنع التعاويذ والرقى السحرية.)
“بالتوفيق.”
“ما هذا؟”
“شيء لزيادة تركيزكِ. هذا ليس غير قانوني.”
أدركت أخيراً أن الخاتم يُناسب إصبعي الرابع تماماً.
“هل أتيت إلى هنا لتعطيني هذا؟”
تساءلت عما إذا كان أخبرني بالحقيقة أنه لم يأتي لتناول الطعام.
عندما سألت وانا أنظر للخاتم، غادر زين فجأة بدلاً من الرد.
عندما غادر القصر بصمت، جاءت دانا لتنظيف المطبخ وقالت.
“لا تقلقي يا سيدتي. سوف تقومين بعمل جيد في الإمتحان.”
“لم أقلق أبداً بشأن ذلك في المقام الأول.”
تنهدت وأنا أنظر إلى الخاتم الموجود في كف يدي.
“أنا فقط قلقة لأنني وجدت أن كل من حولي غير مألوفين مؤخراً.”
لقد وجدت أيضاً أنه من الصعب على الجميع أن يكونوا مثقلين بالروح التنافسية.
**********
إن نظام الترقية المبكر والتخرج، الذي يسمح للطلاب بالتخرج مبكراً عن غيرهم، امتحانه صعب.
زادت صعوبة الإمتحان الثاني بشكل ملحوظ، وهناك شرط أنه إذا فشل أحد في الإمتحان، فلن يتمكن من إعادته لمدة عامين.
وبالتالي، من الصعب المرور دون ثقة.
إذا دخل شخص ما بحماس وفشل، فسوف يصاب بخيبة أمل كبيرة.
عندما جلست في غرفة الإمتحان، اقترب شخص ما بتعبير وجه فضولي.
“من أي فصل أنتِ؟”
“الفصل ج، الإدارة العامة.”
تمتم الشخص الذي بجانب الفتاة التي رمشت عند إجابتي.
“إنه فصل تريفور بيريل.”
يبدو أن الجميع يعرف عنه لأنه من المحتمل أن يجتاز هذا الإمتحان.
“ولكن، هل هناك مرشح آخر باستثناء تريفور من الإدارة العامة؟”
“لم أسمع عن ذلك من قبل.”
عندما أخرجت كتاب وأنا أستمع إليهما، سألتني مرة أخرى.
“ما هو إسم عائلتكِ؟”
“إنه هوفين.”
أمال الجميع رؤوسهم عندما قلت اسم العائلة الذي أستخدمه مؤقتاً.
أنا أستخدمه لأنه اسم عائلة غير مألوف.
قررت أن أُشبع فضول من بدأ المحادثة.
إذا حصلت على ما تريد معرفته، فلن تزعجني بعد الآن، أليس كذلك؟
“أنا من عامة الناس. ليس لدي عائلة ترعاني ودرجاتي ليست عالية.”
ضحك شخص ما على ما قلته.
الفتاة التي كانت تسألني ابتعدت قليلاً عني.
بالنسبة لشخص مثلي من عامة الناس ليست لديها عائلة ترعاها، ودرجاتها ليست كبيرة، كان هذا النوع من ردة الفعل متوقعاً.
بدلاً من النظرات المليئة بالحذر، نظروا بسخرية.
“أنتِ شجاعة جداً.”
وبدلاً من الرد، نظرت إلى الكتاب الذي أحضرته معي.
تسلل الصمت.
يبدو أنهم يستطيعون التركيز على كتبهم الخاصة والدراسة عندما أدركوا أنني غير مألوفة ولست في مكانة كبيرة كما كانوا يعتقدون.
في اللحظة التي أمسكت فيها القلم، اصطدم بالخاتم الفضي الذي في إصبعي وأصدر صوتاً.
‘هل يجب أن أخلعه؟’
على الرغم من أن زين قال أن ذلك ليس غير قانوني، إلا أنه غير مريح بالنسبة لي، لأنني أعرف أن التركيز قد يؤثر بشكل كبير على الإمتحان.
عندما نظرت حولي، رأيت وجوههم التي تبدو عليها علامات التوتر وهم ينظرون في كتبهم.
ثم، عندما لمست الخاتم.
فُتح الباب ودخل شخص مألوف.
نظر تريفور حوله وكأنه يبحث عن شخص ما، وعندما رآني لوح بيده بابتسامة خفيفة.
“……”
أومأت بتردد عندما رأيته، لقد أظهر باستمرار تصرفاً ودوداً للغاية منذ الأسبوع الماضي.
إنه ليس شخص سيء أو غريب الأطوار، لكنه لم يتحدث أو يتعامل معي أبداً من قبل.
لم أتمكن من فهم سبب تعامله الودي معي مؤخراً.
“لم أركِ منذ وقت طويل. هل استعددتِ جيداً؟”
“نعم.”
“آمل أن تحصلي على نتائج جيدة.”
“نعم، وأنت أيضاً.”
عندما تبادلنا التحيات الرسمية، توجهت نحونا عيون الطلاب بفضول.
ومن بينها نظرات مليئة بالعداء من العديد من الطالبات.
“في الواقع، أنا قلق بعض الشيء. لأنني لم يكن لدي الوقت الكافي للإستعداد.”
“فهمت.”
إذن، أليس من الأفضل بالنسبة لك أن تنظر في الكتب الآن بدلًا من التحدث؟
نظرت إلى الكتب الذي على مكتبه.
يبدو أنه حقاً لم يكن لديه الوقت الكافي للإستعداد.
لأن جميع الكتب الموجودة على مكتبه نظيفة، وكأنها جديدة.
“اسمحي لي أن أعرف إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء. لدي الكثير من الأقلام ودفاتر الملاحظات.”
هززت رأسي من عرض تريفور.
على الرغم من أنه يتحدث بنبرة ودية ويُظهر تصرفاً لطيفاً، إلا أنني ظللت أشعر بعدم الإرتياح.
“تريفور، أنا آسفة، لكن هل يمكنني استعارة قلمك؟”
سمعت صوت طالبة تسأل بخجل.
فتاة لطيفة المظهر نظرت إليّ وهي تهز القلم التي استعارته.
نظرت بعيداً دون أن أكلف نفسي عناء الرد على نظراتها المتفاخرة.
“أرى أنكِ تستخدمين قلماً جيداً.”
“أنا؟”
“قلم حبر عليه شعار نقابة روك التجارية. سمعت أنه إصدار محدود.”
“آه، رينيا روك هي صديقتي.”
أومأ تريفور بتعبير وجه غير متفاجيء.
كونه في نفس الفصل معي، لا بد أنه شاهدني كثيراً وأنا أتجول مع رينيا.
لقد كان الآخرون هم الذين استجابوا لإسم رينيا روك.
رفع الجميع أعينهم عن الكتب التي يحملونها ونظروا إليّ.
“لقد تذكرت الآن.”
قال أحدهم وكأنه تذكر شيئاً ما.
“ماريان هوفين. كنت أتساءل أين سمعت هذا الإسم، أنتِ الشخص التي راهنت عليها رينيا روك.”
“أنت تتحدث عن قائمة التنبؤ بالأشخاص الذين سيجتازون امتحان الترقية، أليس كذلك؟”
“سمعت أن أكثر من نصف الطلاب شاركوا فيها بالفعل.”
“سمعت إنه حتى لو خمنت ثلاثة طلاب ناجحين فقط، فإن الأرباح التي ستحصل عليها ستكون هائلة.”
“……”
اعتقدت أنها ستعود إلى رشدها بعد أن تم اتخاذ إجراءات تأديبية نحوها بسبب مقامرتها غير القانونية مرة واحدة.
وفوق كل ذلك، شعرت بالصداع عندما سمعت أنها راهنت بالمال عليّ.
‘رينيا……’
ماذا عليّ أن أفعل إذا كانت صديقتي التي قالت إنه لا بأس إذا فشلت في الإمتحان قد راهنت عليّ بمبلغ كبير من المال؟
لا عجب أنها كانت تبتسم دائماً ابتسامة واسعة كلما رأتني مؤخراً.