I Will Return My New Brother - 13
لقد مرت ثلاثة أيام منذ أن بدأت في زيارة الدوقية من أجل الدراسة للحصول على درجات جيدة.
كانت مكتبة الدوقية مكاناً جيداً للتعلم، لكنني لم أتمكن من التركيز.
كان ذلك بسبب شخص معين ذو شعر أشقر مُبهر يتجول حولي منذ عدة أيام.
‘كان ينبغي عليه أن يعلم أنني لاحظت وجوده.’
لا يمكنه إخفاء وجوده مهما فعل.
أخيراً اتخذت قراراً بعد أن أزعجني صاحب الشعر الذهبي الذي يتجول حولي.
اليوم هو اليوم الثالث، ناديت اسمه.
“أوريون.”
“نعم؟”
أخرج رأسه من خلف العمود، وعيناه تلمعان كما لو كان ينتظر.
رفعت يدي وأشرت إلى رف الكتب البعيد عني.
“هل يمكنك من فضلك تنظيم رف الكتب الذي هناك؟”
“هم؟”
“قم بتنظيم الكتب. الكتب غير مُنظمة، لذلك ظللت في حيرة من أمري كل مرة حاولت فيها إيجاد كتاب.”
أومأ أوريون قبل أن يتجمد في مكانه.
ثم سأل وهو يميل رأسه.
“أليس تنظيم الكتب هي وظيفة أمين المكتبة؟”
“هذا صحيح.”
“إذن لماذا تسألينني……”
“لأنك بدوت وكأنك تريد أن تفعل شيئاً.”
أغلق أوريون فمه.
قام أمين المكتبة الذي كان ينظم أرفف الكتب من بعيد بتغطية فمه.
شاهد السيد روني المشهد الذي أمامه بهدوء كما لو أنه قد اعتاد عليه بالفعل.
“هل أنا مزعج إلى هذا الحد؟”
“الأمر ليس بهذا السوء، ولكن نوعاً ما.”
“……”
من المذهل أنه لم يعرف.
عينيه تهتزان وكأنه مصدوم، وأشار إلى السيد روني.
“هاي، أليس بيهان أيضاً هنا؟”
“السيد روني ليس مزعجاً.”
لقد ساعدني كثيراً.
تراجع أوريون إلى الوراء بتعبير وجه غاضب.
عيناه، اللتان تنظران إلى نائب القائد وصديقه المفضل، مليئتان بنية القتل.
على الرغم من أن الأمر ليس مسألة فوز أو خسارة، إلا أنه كان يقوم بتعبير وجه غاضب للغاية.
بدا كما لو أن لديه رغبة قوية في الفوز.
‘لست بحاجة إلى معرفة هذا النوع من الأمور.’
كل يوم، كان هذا النوع من الأمور غير الضرورية تتراكم عليّ.
على الرغم من ذلك، فإن سبب استمراري في القدوم إلى هنا هو أن المكتبة رائعة، وخبرة السيد روني واسعة.
إن قيمة سماع تجارب الحياة الواقعية خاصته التي لا يمكن العثور عليها في الكتب والأوراق العلمية تفوق الوصف.
اقترب مني السيد روني بعد أن استدار أوريون وعض على شفته بغضب قبل أن يتوجه إلى نهاية رف الكتب.
“اليوم هو آخر يوم.”
“نعم، لأن غداً هو الجولة الثانية من الإمتحان.”
ابتسمت وأومأت بمشاعر مختلطة.
نظر السيد روني إلى أوريون الذي ينظر إلينا، وتظاهر بمساعدة أمين المكتبة قبل أن يسألني.
“أليس لديكِ أي نية لمعاملته بلطف أكثر؟”
“قال لي أن أكون صادقة.”
من حيث المكانة، تصرفاتي وقحة بالفعل.
ومع ذلك، لم يُشر أوريون إلى ذلك أبداً.
في بعض الأحيان، أنسى حقيقة أنه الدوق الشاب.
هز السيد روني كتفيه بأسف.
“الآن يجب أن أجد عذراً آخر لدعوتكِ إلى قصر الدوق.”
“لا داعي لذلك.”
ابتسمت.
إذا دخلت المهجع بعد الترقية، فسيتعين عليّ مغادرة منزلي أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن والدتي والدوق غادرا الدوقية للإستمتاع بشهر العسل، ليس لدي أي سبب لزيارة هذا القصر.
ابتسم.
“أوريون سيكون حزيناً جداً.”
“يمكننا أن نلتقي مرة أخرى عندما يحين الوقت.”
وقبل أن أدرك ذلك، لم يعد بإمكاني رؤية أوريون المتذمر وهو ينظم رف الكتب.
ربما ذهب لرؤية الفرسان في ساحة التدريب.
“حسناً، إذن.”
قمت بتنظيم الكتب التي كانت متناثرة على المكتب ووضعتهم بين ذراعيّ.
“أعتقد أنني يجب أن أذهب قبل أن يعود أوريون.”
إذا لم أعد إلى المنزل سريعاً، أنا متأكدة أن أوريون سيمنعني، وستكون عيناه حزينتان بينما سيقول، ‘هل تريدين تناول العشاء أولاً…؟’، ‘هل تريدين بعض الشاي؟’، ‘هناك أيضاً وجبات خفيفة’.
ضحك السيد روني، الذي نظر إليّ بهدوء.
“بما أن لديكِ امتحاناً مهماً غداً، فسوف أسمح لكِ بالذهاب اليوم.”
“أشكرك على اهتمامك.”
عندما وصلنا إلى البوابة حيث تقف العربة، قدمت وداعاً رسمياً للسيد روني، الذي تبعني إلى الخارج لتوديعي.
“لقد كان وقتاً قصيراً، ولكن شكراً لك، سيدي. لقد ساعدتني كثيراً.”
“ألم أخبركِ من قبل يا سيدتي؟ إذا كنتِ شاكرة لي، طلبت منكِ أن تعاملي أوريون بلطف.”
“أنتما صديقان حقيقيان حقاً.”
ابتسم السيد روني ابتسامة واسعة.
نظرت إليه وتحدثت.
“في الواقع، أنت لا تحبني كثيراً، أليس كذلك يا سيد روني؟”
لقد كان دائماً لطيفاً، ولم يتجاوز الحدود أبداً.
كانت محادثتنا في الغالب حول الدراسة أو عن أوريون.
وهذا يعني أنني لم أطلع قط على حياته الخاصة في محادثتي معه.
“إذن أنتِ تفكرين بهذه الطريقة.”
لم ينكر ذلك، بينما لا يزال يبتسم ابتسامة واسعة.
لست منزعجة بشكل خاص لأن كونه مهذب معي إلى هذا الحد يعني أنه يحترمني بدرجة كافية.
“أنا آسف إذا جعلتكِ تشعرين بهذه الطريقة.”
“لا بأس. لهذا السبب أشعر براحة أكبر معك، سيدي.”
ابتسم بمرارة.
“يا إلهي. إذا سمع قائدنا ذلك، فسوف يضايقني مرة أخرى.”
“إذا لم تتحدث عن هذا معه، فلن يعرف الدوق الشاب.”
“حسناً، هذا صحيح.”
أخفض عينيه وصمت للحظة قبل أن يحرك شفتيه، وتمتم بصوت منخفض.
“كونكِ مرتاحة معي لأنكِ تعتقدين أنه ليس لدي أي اهتمام، فهذا يؤذي كبريائي قليلاً.”
ثم انحنى وسحب يدي وقرّبها منه.
عندما نظرت إليه بحيرة، أخفض رأسه ببطء وهو يضع شفتيه على ظهر يدي.
“……!”
إن إحساسي بشفتيه تلمسان ظهر يدي التي لا أضع فيها قفاز جعلني أتجمد للحظة—لم أستطع قول أي شيء.
رفع رأسه وهو ينظر إليّ، وأنا مرتبكة.
عندما سحبت يدي بسرعة وتراجعت خطوة إلى الوراء، أخفض يده وكأنه حزين.
“بنظري إلى عينيكِ المليئتين بالحذر، يبدو أنني فقدت النقاط التي بالكاد حصلت عليها في هذه الأيام القليلة الماضية.”
“……”
“اعذريني. هذا لأن سيدتي تخلت عن حذرها.”
رفع إصبعه السبابة فوق شفتيه مبتسماً كما لو أنه قد حقق هدفه بالفعل.
“سيدتي قليلة الكلام، أعتقد أنكِ لن تقولي أي شيء لأوريون.”
بدلًا من التحدث، أدرت ظهري بهدوء وصعدت إلى العربة.
سمعت صوت السيد روني وهو يتحدث بخفوت إلى السائق بعد إغلاق الباب بعناية.
‘لقد فاجأني ذلك.’
اعتقدت أنه مجرد شخص محترم ولديه الكثير من الحب لصديقه.
أنا حقاً لا أستطيع أن أتخلى عن حذري تجاه الناس من الدوقية.
لم يختفي الإحساس بشفتيه اللتين لمستا ظهر يدي قليلاً ودغدغتني.
ظللت أفرك ظهر يدي بينما سمعت صوت صهيل الخيول المتحمسة وهم يجرون العربة.
**********
عندما عدت إلى المنزل، كان الظلام شديداً لدرجة أنني لم أتمكن من رؤية المناطق المحيطة جيداً.
نزلت من العربة وأنا أسير بحذر.
فقط عندها، بدأت السير بشكل طبيعي.
لأن تحت قدميّ هناك أضواء صغيرة.
ومضت الأضواء المتلألئة الصغيرة.
خطوة.
خطوة أخرى.
أضاء الطريق الذي كنت أسير عليه.
وكأن اليراعات تحوم حولي، أحاطت بي قطع من الأضواء.
ليس هناك سوى شخص واحد يمكنه القيام بذلك.
“زين.”
يجلس شخص ما على شجرة كبيرة تصل إلى النافذة ويُضيء عليه ضوء القمر الخافت.
بعد أن نظر إليّ، قفز نحو الأسفل ونزل جسده ببطء من الهواء.
“منذ متى وأنت هنا؟”
“منذ قليل.”
“ماذا عن العشاء؟”
“لقد أكلت.”
“مستحيل.”
لو كان قد أكل، لم يكن ليكون وقحاً بما يكفي لزيارة منزل شخص آخر فجأة في مثل هذا الوقت.
تساءلت عما إذا كان يشعر بالإحراج من طلب الطعام في مثل هذا الوقت المتأخر.
“ماذا تريد أن تأكل؟ سأعده لك.”
في هذا الوقت، الكافتيريا في الأكاديمية مغلقة بالفعل، وأيضاً ستكون المطاعم في مناطق وسط المدينة مزدحمة وصاخبة للغاية.
“بما أنني مدينة لك من المرة السابقة، سأكون كريمة.”
“أنا لست جائع.”
الأضواء التي كانت تتلألأ تحت قدميّ تجمعت تدريجياً واختفت في يده.
عندما فتحت الباب ودخلت، تحدث فجأة الرجل الذي قال إنه ليس جائعاً.
“إذا كنتِ ستعدين شيئاً ما، فأضيفي عليه اللحم.”
“آه، هذه المرة لدي طعام بحري جيد.”
“أريد لحم.”
“هل تعلم؟ يحتوي الأخطبوط على التورين*، لذلك فهو مفيد جداً للتعافي من التعب.”
(*: هو حمض عضوي له عدة أدوار مهمة في جسم الإنسان، وهو من المكونات الضرورية لأغشية الخلايا، حيث يقوم بتنظيم نقل المواد الغذائية عبر أغشية الخلايا ويزودها بالحماية ضد السموم. ويلعب دوراً كبيراً في تحسين وظائف الكبد عبر تكوينه لأحماض الصفراء والمواد الطاردة للسموم، حيث أنه هو المكون الرئيسي لأحماض الصفراء التي يفرزها الكبد. غالباً ما يؤدي انخفاضه في الجسم إلى الإصابة بأمراض الحساسية المختلفة مثل الحساسية الكيميائية. اكتشفه العالمان فريدريش تايديمان وليوبولد عام 1827. يأتي من الكلمة اللاتينية «taurus». يتوافر في البروتين الحيواني واللحوم العضوية والكائنات البحرية اللافقارية.)
“لماذا سألتيني إذا كنتِ ستفعلين ما تريدين؟”
ضحكت بإحراج على كلماته.
‘آسفة. ولكنني اشتريت الأخطبوط بسببك.’
في الواقع، كان ينبغي عليه أن يزورني قبل ثلاثة أيام.
كان الأخطبوط محبوساً في الثلاجة منذ فترة طويلة بسبب شخص معين لم يأتي.
لا أستطيع الإستمرار في إبقاء السيد أخطبوط المسكين هناك.
“أعدي اللحم. سآكل الأخطبوط أيضاً.”
“سيتعين عليّ شراء اللحم أولاً.”
“أنا سأشتريه.”
“أوه، إذن قم بشراء بعض الأشياء الإضافية عند شرائه.”
“ماذا؟”
“توقف عند متجر الفاكهة ثم اشتري اليوسفي والتفاح، وأيضاً الطماطم الصغيرة، الهليون، والبصل الأرجواني لتناولهم مع اللحم. وبالمناسبة، هل يمكنك أيضاً أن تشتري لي بعض الشموع المعطرة؟”
“……”
حدق زين بي.
“ليس عليك القيام بذلك إذا كان الأمر صعباً للغاية عليك.”
لأن هذا يعني أنني لن أضطر لإعداد اللحم.
**********
قمت بإعداد عشاء بسيط.
وضعت شريحة اللحم الشهية وسلطة الأخطبوط أمام زين.
“أين طبقكِ؟”
“لقد سبق وأكلت.”
“أين؟”
“في منزل الدوق.”
أخفض رأسه دون أن يسأل أكثر من ذلك.
نظرت إلى زين، الذي التقط الأخطبوط بالشوكة ووضعه في فمه.
“من الجميل أنك تأكل جيداً.”
“لماذا؟ ذلك الوغد لا يستطيع أن يأكل جيداً؟”
“الشخص الذي قلت عنه وغد ليس أوريون، أليس كذلك؟”
“……”
بطريقة ما، بدا وكأن هناك شيء مثل روح المنافسة في عينيه.
‘أوريون يُرهقني، والسيد روني سخيف، والآن هناك خطب ما به؟’
عندما فكرت في الأشخاص من حولي الذين جعلوني أعاني مؤخراً، شعرت بالبؤس.
“إنه من شأني التعامل مع ابن زوج والدتي. من فضلك استمتع بوجبتك.”
“لا تتخلي عن حذركِ. لماذا تأكلين معه بينما لا تعرفين نيته نحوكِ؟”
“إذن ماذا عنك؟”
من أنت لتأتي فجأة وتطلب تناول وجبة في هذا الوقت المتأخر؟
قطع زين اللحم ووضعه في فمه قبل أن يجيب بلا مبالاة.
“أنا رجل ذو مبدأ.”
“……”
حدقت في صديقي الذي أصر على أن لديه ما يسمى بالمبدأ الذي لم أره من قبل، وأدركت مرة أخرى أنه أيضاً ليس طبيعياً.
هل هناك حتى صديق عادي حولي؟
للحظة، خطر ببالي بيرتين، لكنه الصديق المفضل لزين.
‘لا بد أن هناك سبب يجعل هذين الإثنين ينسجمان معاً.’
نظرت إليه وهو يمضغ، التقطت قطعة من الأخطبوط من طبقه.
بقي طعم التوابل الحلو والحامض والملمس المطاطي المعتدل في فمي.
“لقد قلتِ أنكِ أكلتِ.”
“أردت فقط أن أتذوقه.”
“طعمه ليس جيداً.”
الذي قال ذلك قد أنهى نصف الطبق بالفعل.
يبدو أن جانبه المتمرد، الذي لا يقول ما يريد الآخرون سماعه مهما كان الأمر، قد ظهر.
أسندت ذقني على يدي وابتسمت وأنا أنظر إليه.
“لماذا تبتسمين؟”
“بدون سبب.”
هذا لأنني أشعر بالإرتياح إلى حد ما في هذا الوقت الهاديء.
الغريب أنني شعرت براحة أكبر الآن لأنه ليس هناك سوى طبق واحد بسيط، بدلاً من طاولة الطعام في الدوقية التي كانت مليئة بالأطباق الفاخرة والجميلة.
لقد كان شيئاً رائعاً.