I will make the male lead step down - 43
قالت كلوي وهي توافق الرأي:
“اقتراحكِ منطقي أكثر مما توقعت …”
ثم أضافت بجدية:
“السفر بعدة عربات سيكون أمرًا صاخبًا وغير لائق …”
نظر ديتريش إلى إيرين بتعبير متعالٍ وذراعيه متشابكتين:
“همم ، هل هذا ما تريدينه؟”
“نعم …”
أومأت إيرين برأسها وكأنها مجبرة ، على الرغم من أنها لم تكن متحمسة لهذه الفكرة ، لكنها فضلت ذلك على استمرار الجدال ..
رد ديتريش بنبرة متعجرفة وكأنه يمنحها معروفًا:
“إذن فلتفعلوا ذلك!”
توجهت نظرات إيرين أخيرًا نحو مايكل ..
“إذا كنت لا ترغب في ذلك ، يمكنك الركوب بشكل منفصل …”
“لم أقل إنني أرفض ..”
امتثل الثلاثة لاقتراحها ، وكأن الأمر قد تم حله ، ولكن فجأة تغير كل شيء بسبب جملة واحدة:
“إيرين ستركب معي …”
كان هذا صوت دوق ليكاون ..
نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض مذهولين ، فقد أصبحت كل مناقشتهم السابقة بلا معنى ، حتى إيرين شعرت بالارتباك الشديد إزاء التطور غير المتوقع …
‘مع الدوق وحدي في العربة؟ ..’
كانت هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك ، مما جعلها تشعر ببعض التوتر ..
‘لكن لماذا أنا وحدي…؟’
لو كان الأمر يتعلق بركوب جميع أفراد العائلة معًا ، لكان ذلك منطقيًا ، لكن اختيارها وحدها يعني أن الدوق لديه أمر محدد لمناقشته معها.
“كم هي مسكينة ..”
“بالفعل ..”
“نتمنى لكِ التوفيق ..”
وجه الثلاثة نظرات مليئة بالشفقة نحوها ، وكأنهم مرتاحون لأنهم ليسوا مكانها ، شعرت إيرين بالظلم قليلًا ..
‘دوق ليكاون …’
كان دائمًا بالنسبة لها شخصًا صعبًا ومهيبًا ، من الصعب فهم ما يفكر فيه لأنه نادرًا ما يكشف عن نواياه ..
…
عندما تحركت العربة وغادرت القصر ، كان الدوق صامتًا ، ولم يظهر أي نية للتحدث حتى تجاوزوا بوابات القصر ..
حينها فقط بدأ بالكلام بوجه مظلم:
“ميا رينييه ماتت…”
شعرت إيرين بصدمة تسري في قلبها وتأخرت لحظة قبل أن ترد:
“… حقًا؟”
على الرغم من أن ميا كانت شخصًا قاسيًا تجاهها ، إلا أن خبر موتها كان لا يزال صادمًا.
“هل انتحرت؟”
“لا، قُتلت …”
قال الدوق بصوت منخفض ..
مقتل ميا رينييه ..
بدأت إيرين تفكر بسرعة في الجاني ، ورجحت أن يكون وراء الأمر أحد سحرة الظلام ..
“هل كان هناك تقصير في الحراسة؟”
“رغم وجود الحراس بنظام ثلاثي ، قُتلوا جميعًا ..”
“… فهمت ..”
بدأت تتضح نوايا الدوق في إثارة هذا الموضوع ..
“الكشف عن تلوث نهر كاتين ، وتعقب ميا رينييه… من الصعب أن تكون كل تلك
الأمور مجرد مصادفات …”
قال الدوق ، مضيفًا بحدة:
“لابد أنكِ حصلتِ على حجر الريفيدور من مكان ما …”
بالطبع ، كان يقصد الحجر الذي كان يرتجف عند مواجهة ميا ..
تذكرت إيرين كيف تجاهل وجوده آنذاك ، وشعرت ببعض الفضول حيال سبب تصرفه وكأنه لا يعلم شيئًا ..
“لن أسألكِ كيف عرفتِ باستخدامه ، ولكن..”
حدّق فيها بعينيه الحادتين ..
“لا يمكنكِ الاحتفاظ به بعد الآن ، فالأمر أصبح كبيرًا …”
أدركت إيرين في تلك اللحظة مغزى كلامه ،
كان يحتاج إلى الريفيدور لحل هذه الأزمة ..
“قد تكونين هدفًا الآن بسبب هذا الحجر ..”
كان هذا مبررًا مقنعًا لأخذ الحجر منها ..
ولكن إيرين لم تشعر بالثقة في كلامه الذي بدا وكأنه يخفي نوايا أخرى ..
‘لكن مع ذلك ، هذا ليس تصرفًا يليق بالدوق…’
كان الدوق رجلاً لا يقول أبدًا كلامًا معسولًا حتى لو كان هدفه الإقناع ، ولم يكن في حاجة إلى ذلك أمامها ..
إذا كان بحاجة فعلية لحجر الريفيدور ، كان بإمكانه أخذه بالقوة ببساطة ..
“هل تطلب الريفيدور حقًا لأنك قلق من أن أكون هدفًا؟”
“…نعم.”
“إذا كان الأمر كذلك ، فلا مشكلة لدي ، طالما أن سلامتي لا تعرض أرواح الآخرين للخطر ..”
“هل تظنين أن حياتكِ بلا قيمة كالذباب؟”
تألقت عيناه الزرقاوان بنظرة باردة ، وكانت هذه أول مرة يعاتبها فيها الدوق ، مما جعل جسدها يرتجف قليلاً ..
شعرت إيرين بالارتباك من هذا الموقف ..
‘…هل يقلق عليّ حقًا؟ …’
في تلك اللحظة، لم تستطع كبح نفسها وسألت:
“لماذا تجاهلتني طوال هذا الوقت؟”
في حياتها السابقة ، لم تحصل على إجابة لهذا السؤال ..
رغم رغبتها في المعرفة ، لم تسأل حينها ، وفي هذه الحياة ، تجنبت التفكير فيه عمدًا ، لكنها الآن تريد أن تعرف وتسمع الحقيقة ..
على سؤالها المباشر ، طغى شعور بالذنب على وجه الدوق ..
“…كنت أتجاهلكِ لأن رؤيتكِ تذكرني بتلك الذكرى …”
“ذكرى ماذا؟”
كان جوابه غامضًا ومثيرًا للضيق ، شعرت بغضب يغلي داخلها فجأة ، لم يكن هذا عذرًا كافيًا لتجاهلها ..
“هل لأن وجودي يُعتبر نقطة ضعف لك؟”
كان حديثها صريحًا جدًا ، مما جعل وجه سيدريك يتصلب فجأة ..
“…أنتِ لست نقطة ضعف …”
“إذن ماذا أكون؟”
لم تستطع ايرين تخمين ما يعنيه بكلامه ..
“على العكس ، أنتِ شخص يجب عليّ حمايته.”
توقفت أفكارها للحظة ، شخص يجب حمايته…؟
تذكرت فجأة محادثتهما بعد مهرجان الأرواح ..
“كلما ازداد ظهوركِ ، زادت المخاطر التي قد تواجهينها ، هل أنتِ مستعدة لتحمل ذلك؟”
لم يكن الأمر يتعلق بكونها نقطة ضعف ، بل بمحاولة حمايتها فعلاً ..
هدأ غضبها قليلاً ، وفتحت فمها لتسأل ببطء:
“هل عدم طرد ميا رينييه له علاقة بي؟”
“…نعم ، استيلا وثقت بصديقتها كثيرًا.”
لأول مرة ، ذكر اسم زوجته الراحلة ..
‘استيلا ليكاون ..’
كانت زوجة الدوق الراحلة ، والجميع يعلم كم كان يحبها بصدق ..
لذلك ، كانت إيرين ، باعتبارها ابنة غير شرعية، صدمة كبيرة داخل قصر الدوق ..
‘لا أستطيع لوم أحد ، لكن…’
أغمض عينيه بتعبير مرير ، واستطاعت إيرين أن تشعر بالذنب الذي يثقل كاهله ..
“أخبرني ما السر ، من فضلك …”
أرادت أن تعرف حقيقتها ، من تكون ، لقد حان الوقت لمعرفة الحقيقة ..
“هاه…”
تنهد الدوق بعمق ، ونظر طويلاً خارج النافذة قبل أن يتحدث:
“…إنه ما تظنينه ..”
“أنني لست ابنتك الحقيقية؟”
“نعم.”
“إذن، من يكون والداي الحقيقيان؟”
امتلأت عينا الدوق بالحزن العميق ..
“إنها أختي …”
نظر إلى النافذة وهو يتابع:
“في مثل هذا الطقس الدافئ… كان عليها الرحيل ..”
لم يستطع متابعة كلامه ، وكان هذا أول مرة ترى فيها إيرين الدوق يبدو كإنسان ، بعيدًا عن بروده المعتاد ..
“نيوب ليكاون …”
كان الحديث عن نيوب ليكاون محظورًا داخل أراضي ليكاون ..
كانت الوحيدة التي تم حذف سجلها رسميًا من العائلة ، لذا لم يكن من المعروف أنها أنجبت طفلًا ..
كان هناك سبب واحد منطقي لتصرفها هذا:
“إذن ، والدي الحقيقي من مملكة ساكار ، أليس كذلك؟”
أكد الدوق بصمته ..
بدأت إيرين تدرك الوضع تدريجيًا ..
ابنة عائلة ليكاون أنجبت طفلًا دون زواج رسمي ، وكان والده من بلد أجنبي ..
‘فضيحة كهذه لا يمكن تحملها داخل الإمبراطورية ..’
كانت تعرف جيدًا مدى تحفظ إمبراطورية إلفيوس ..
حتى لويد ، وهو ابن غير شرعي للإمبراطورة ، عانى من الازدراء بسبب أصوله ، ورغم قوة نفوذ الإمبراطورة ، لم يستطع الناس إظهار احتقارهم له علانية ، لكن بدلاً من ذلك ، كانت إيرين ، القريبة منه ، تتحمل هذا الازدراء كونها أيضاً ابنة غير شرعية ..
‘إذا انكشف أن نيوب أنجبت طفلاً من شخص من مملكة ساكار…’
كانت ردة فعل شعب الإمبراطورية واضحة دون الحاجة إلى تخمين ..
أخيرًا ، فهمت إيرين لماذا أخفى الدوق وجودها ..
“كنت أريد حماية شرف نيوب على الأقل.”
الشرف بعد الموت ، غالبًا ما يضحي الفرسان بحياتهم في المعارك من أجل الحفاظ على شرفهم وكرامتهم ..
حتى إيرين في حياتها السابقة بقيت في خطوط الدفاع دون تردد لهذا السبب ..
“لأني لم أستطع حمايتها في حياتها ..”
مرة أخرى ، غمرت مشاعر الذنب وجه الدوق ، كان ذلك جانبًا مظلمًا لم تره فيه من قبل ..
شعرت إيرين بتلاطم مشاعرها وانحبست الكلمات في حلقها ، لذا نظرت إلى الخارج ..
كانت شوارع الدوقية تعج بالحياة في أجواء الربيع المكتملة ..
كانت الأكشاك ممتلئة بالبضائع ، والناس يتحركون في كل مكان ، والضحكات تعلو
هنا وهناك ..
لكن تلك المشاهد لم تستطع استيعابها ..
كان الاضطراب داخلها يزداد قوة مثل دوامة عاصفة ..
توقفت العربة ..
ومع ذلك ، لم يتحرك الدوق وظل ينظر إليها لفترة طويلة ..
“كنت دائمًا أشعر بالأسف تجاهكِ …”
رغم مظهره الهادئ ، شعرت إيرين بصدق اعتذاره ..
جعلها اعتذاره المفاجئ عاجزة عن إيجاد الكلمات المناسبة للرد ..
مرة أخرى ، غمرت مشاعر دفينة قلبها ..
كان صدرها ضيقًا ، وحرارة تتصاعد في أعماقها ..
ترجمة ، فتافيت …